يستفزني بعض الكَتَبَة "المغاوير"، من الدمغتين النيو-ليبرال و النيو–بعث معاً، مضافاً إليهما النيو-سلف، وهي دمغة للتو أفصحت عن نفسها لأول مرة اليوم، في تعليقاتهم "النيو-ساكسية" على المشهد اللبناني.
إذ يبدو، أن موضة "كالسونات" عاملات الجنس، تحظى بقدرة فائقة على الإقناع، لما تتوفر عليه من جاذبية "إيروسية" جهنمية، وإذا ما أخذنا بالحسبان حرّ الصيف اللاّهب ولهيب القصف المجنون المتساقط على أهلنا في لبنان مطراً غزيراً، يصبح الموقف من هذه الموضة إلى التفهم أقرب.
والحاصل أنه، ومادامت الحال هذه، ليس علينا إلا التماس العذر والأخذ على سبعين محملاً، كل من رأى، أن عملية المقاومة اللبنانية "المغامرة وغير المحسوبة" جلبت كل هذا الخراب إلى لبنان، كائناً من كان، حليق ذقن أو طليق لحية.
ذلك أن هذا النوع من"الكالسونات"؛ إنما صنع لمثل هذه الأوضاع تحديداً، الاستعاضة عن الجهد البشري والمبتكر في الترغيب الإيروسي، بالجهد الجاهز الذي توفره شركات "الكالسونات" ومن لفّ لفّها.
وأمام مشهد حزب إرهابي طائفي صفوي رافضي مغامر، فليس هناك ما هو أسهل لرؤية المشهد كاملاً، من تلك الفتحات الواسعة التي تمنحها "كالسونات" عاملات الجنس، التي سبق وأن قلنا في توصيفها، إنها تستر من العورة الجزء الأشد إيروسية، فيما تترك الأجزاء الباقية نهْب عين الناظر.
وفي جميع الأحوال، ليس هذا ما وددت أن أتوقف عنده؛ لأنني إذا ما أردت مجاراة ذينك الكتبة الحَسَبة، فعليّ أن أتحول من صاحب مداس، إلى صاحب "كالسون"، ولا يرغب في أن يكون الأخير إلا فاجر أو داعر. وهو ما أربأ بنفسي أن أكونه!.
لذا أترك هذا الموضوع، وأنتقل إلى موضوع آخر ذي صلة، لكنه من ناحية المضمون يرد على آراء النيو-ليبرال والنيو-بعث والنيو-سلف آنفة الذكر، وتحديداً أنتقل إلى شركة صناعة "الكالسونات" الأم، رأس الأفعى، أعني أميركا.
فأميركا، وعلى لسان وزيرة خارجيتها "كوندوم" ليسا رايس كانت قد صرحت (أمس) برفضها للنداءات الداعية إلى وقف فوري للحرب الإسرائيلية على لبنان، معتبرة أن"وقف إطلاق النار سيكون بمثابة وعد كاذب إذا أعادنا إلى الوضع السابق".
وقالت "إن مثل هذه الخطوة ستسمح للإرهابيين بشن هجمات في الوقت والظروف التي يختارونها، وبتهديد حياة الأبرياء من عرب وإسرائيليين في المنطقة".
ووصفت "كوندوم" العدوان الإسرائيلي على لبنان بأنه "آلام مخاض لولادة شرق أوسط جديد".
الفرنسيون من جهتهم، أكدوا للبنانيين على لسان وزير خارجيتهم فيليب دوست بلازي، ما قالته مدام "كوندوم" أن "الولايات المتحدة رفضت أي قرار بوقف النار، وأن هذا الأمر لن ينضج قبل عشرة أيام، أو أسبوعين على اعتبار أن وقف النار يجب أن يكون مربوطا بحل واضح متكامل من قبل المجتمع الدولي".
ولم تكد تطير في الهواء كلمات الوزير الفرنسي؛ حتى خرج رئيس الشركة نفسه "الغلام" جوجو بوش اليوم قائلاً إن مسوقة "الكالسونات" وزيرة خارجيته "كوندوم" ستتوجه "إلى المنطقة لبحث أفضل السبل لتسوية الأزمة مع قادتها"، مؤكداً أن الأخيرة "ستؤكد بوضوح أن تسوية هذه الأزمة تقتضي مواجهة المجموعة الإرهابية التي شنت الهجمات والدول التي تدعمها".
أما الأهم من كل ذلك، والذي يأتي ترجمة فعلية لهذه التصريحات، فهو ما كشفت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم (السبت) عن أن "الولايات المتحدة ستسرع من إرسال قنابل موجهة دقيقة إلى إسرائيل التي طلبت تسريع الشحنة الأسبوع الماضي بعد بدء عملياتها العسكرية في لبنان".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين في الشركة لم تكشف أسماءهم أن "قرار تسريع إرسال الأسلحة إلى إسرائيل اتخذ بعد نقاش قصير داخل إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش".
وحسبما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) من تفاصيل حول الموضوع، فإن "صفقة الشراء تخول إسرائيل شراء نحو مائة قنبلة جي بي يو-28 من الولايات المتحدة وهي قنابل موجهة بالليزر تزن 2268 كلغم ومصممة لتدمير التحصينات. كما تنص الصفقة على شراء إسرائيل ذخيرة موجهة بالأقمار الصناعية".
ونقلت عن مصادر قريبة لم تكشف هوياتهم قولهم "إن طلب إسرائيل بتسريع إرسال القنابل الموجهة بالأقمار الصناعية والليزر، غير عادي ويدل على أن إسرائيل لديها قائمة طويلة بالأهداف التي تنوي ضربها في لبنان".
قلت، قبل أن آتي على سرد هذه المعلومات، بأن الموضوع الذي أنا بصدده يشكل جزءاً من الرد على أصحاب "كالسونات" عاملات الجنس من النيو-ليبرال والنيو-بعث والنيو-سلف (عليهم لعنة الله وملائكته أجمعين)، ولا يتبقى إلا أن نسأل صاحب كلّ عقيرة، المنكوبين على صيف لبنان ويتامى قحاب الليل: أبعد هذا، ما زلتم مصدقين أن أسر جنديين، هو سبب إطلاق كل هذا الخراب على لبنان؟.
منقول عن:
http://www.marhoon1978.jeeran.com/