حمل وثائقه وغادر بها إلى مصر بعدما اقتنع بالإسلام
جاسوس المركز الإسلامي يثير ضجة سياسية في سويسرا
جنيف: ماجد الجميل
استجاب البرلمان السويسري، لضغوط المركز الإسلامي في جنيف بإعلانه عن استعداده "للاستماع رسميّاً" للجاسوس الذي زرعته المخابرات السويسرية في المركز الإسلامي بجنيف الذي كشف عن مهمته لرئيس المركز قبل أن يهرب إلى مصر.
ووجّه رئيس اللجنة الأمنية في البرلمان، هانز هوفمان، رسالة رسمية إلى الجاسوس السابق، المقيم في القاهرة، يؤكد فيها رغبة البرلمان بالاستماع إليه فور عودته إلى سويسرا بإرادته الحرة، غير أنه اشترط أن يجلب معه كل ما يملك من وثائق تؤكّد تكليف المخابرات له لهذه المهمة، وأن يتوقف عن الكلام عن الموضوع في وسائل الإعلام.
وجاءت خطوة البرلمان بعد تصعيد المركز الإسلامي ضغوطه على الحكومة للكشف عن هذه القضية التي آثرت فيها الصمت.
وبلغ التصعيد أوجه عندما وجّه رئيس المركز الإسلامي، هاني رمضان (سبط حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين في مصر بعشرينيات القرن الماضي) رسالة لوزير العدل والشرطة، كريستوف بلوخر، يطلب فيها توضيحات رسمية عن قضية التجسس على المركز الإسلامي.
وكشف رمضان، المولود في سويسرا، محتويات رسالة الوزير الجوابية التي نفى فيها أن تكون المخابرات السويسرية أو وكالة الأمن الداخلي السويسري قد دسَّت عميلاً لها للتغلغل في المركز الإسلامي والتجسس على المسلمين أو رئيس المركز.
لكن جواب الوزير لم يُقنِع رمضان الذي طالب البرلمان أن يستجوب الجاسوس الهارب بنفسه.
وتقول الأوساط السياسية السويسرية إنه إذا ما برهَنَ الجاسوس بالوثائق والأدلة المهمة التي كُلِّفَ بها، فمن شأن هذا أن يعصف بالحياة السياسية للوزير بلوخر رئيس حزب الشعب اليميني المشارك في الائتلاف الحكومي.
وقد كشف الجاسوس السويسري مهمته في أواخر فبراير الماضي بإعلانه أنه جُنِّدَ ودُرِّبَ من قِبل جهاز المخابرات الداخلي في بداية 2004 بهدف التغلغل في ثاني مركز إسلامي في جنيف ومراقبة نشاطات مدير المركز. وقال إنه نُصِحَ بعدم إظهار رغبة كبيرة في اعتناق الإسلام من أول وهلة، وألا يقوم بذلك قبل أن يُحيك قصة متينة لتبرير دوافع اعتناقه الإسلام".
وبعد مرور شهرين على مهمته، وتحديداً في 30 أبريل 2004،
اعتنق الجاسوس الإسلام لدوافع مخابراتية وأصبح اسمه "سيِّد"، وأخذ يتردّد بانتظام على المركز الإٍسلامي للصلاة، ويقيم علاقات مع العديد من الأشخاص. لكنه قال إنه مع مضيّ الأشهر أخذ يزداد إعجاباً بمدير
المركز وبسلوك المسلمين مما دفعه للتخلي عن مهمته بالبوح عنها خطيّاً على شكل اعتذار لهاني رمضان في بداية فبراير 2006.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-05-29.../politics13.htm