ملامح لأبطال

لأرواحهم .. أكانت الحرب أحرقتهم أو هم أحرقوها :

1 .

كان وجهه الأسمر

دافئآ

كحضن الأم

وكانت عيناه الصافيتان

تتألقان مثل نجمتين

حكى عن الحرب

لم يكن يحبها

ولم يكن يريدها

لكنه يريد الحرية

ومن أجلها هو يقاتل

ثم أبتسم

وأضاف :

( إطمئنوا .. لن أبخل بروحي

من أجلكم

وسأقاتل

حتى آخر قطرة دم )

كان وجهه الأسمر

دافئآ

كحضن الأم.


2.

دبابة إحترقت

إثنتان

ثلاث

كان يصوب بدقة وإحكام وثبات

ويصيب الهدف

دبابة إحترقت

إثنتان

ثلاث

وسقط في هوة سحيقة

لم يدر ماذا حدث

حين أفاق

كان كتفه وذراعه غارقين في الضمادات

قال له الطبيب مبتسمآ :

( لاتخف .. ستشفى ذراعك قريبآ )

لم يكن خائفآ

وقال:

( وماذا إن ضاعت ذراع ؟

ستبقى ذراع

وبها سأصوب بدقة وإحكام وثبات

وسأحرر بلادي كاملة

سأحررها )

وأبتسم

كان يتعجل العودة للجبهة

مثل عاشق صغير

ويحسب فترة العلاج

بالأيام والساعات

ويحكي عما أحرقه من عربات مدرعة

ودبابات

ويضع خططآ لمابعد العودة للجبهة

وللمستقبل

وحين يتعب

يغرق مثل طفل صغير

في السبات.

3.

كان طيارآ حربيآ

نسرآ يشق بجناحيه السماء

وكان قلبه الطيب

في سعة الفضاء

كالموت كان ذلك الإنسان المدافع عن وطنه

ينقض على الأعداء

فلا يترك منهم إلا

أشلاء

ذات يوم أصيب وطائرته

وكانت الأرض تحته في قبضة الأعداء

كان جريحآ موعودآ بالموت

( إن كان لابد من الموت

فلن أموت وحدي )

هكذا فكر

وبآخر ماتبقى من وعيه كان يقاتل

كان يبحث عن أكبر تجمع للأعداء

بعد لحظات

سقطت الطائرة الجريحة

مع قائدها

وعلى الأرض السليبة

دوى إنفجار رهيب

وقتل عشرون من الأعداء .

لحظة إنطفاء:

هذا الذي نعيشه

لحظة إنطفاء

لكننا سنشتعل

ذات مساء

والظلام

نحن سنجليه

ونجلب الضياء

فإن إحترقنا

فإننا لعينيك

- ياوطني -

فداء .

************

.... :

لن ننتظر شروق الشمس

سنذهب نحن بأنفسنا

إليها

ونحضرها

لتجلي ظلام الأمس.

***********
.... :

ذات صباح

ستعودون

سنحملكم على كفوفنا

ونحميكم برموش العيون

ونصنع معكم غدنا

كما كان ينبغي منذ البدء

أن يكون.