باي باي زرقاوي بيه
باي باي زرقاوي...
بلطجيه و عرابجة
في السعودية – أتمنى من بعض الأخوة أن يضبطوا أنفسهم – يوجد لدينا نوع من البشر نسميهم بالـ"عرابجة ", و في بلادكم ربما يسمونهم "بلطجيه ", و هؤلاء " العرابجة " أو "البلطجيه" لا يقيمون لأحد وزناً كائناً من كان, أصحاب طفولات مضطربة و نفسيات متأزمة لم يتلقوا أبداً رعاية مناسبة. بعضهم يكتشف في مرحلة مبكرة أنه مثل "عمود الخرسانة" وبأمكان حيوان صغير أن يتلف حول زنده و يدير "الرحى", تبدأ بعدها حياة ملئيه بالعربدة و الإجرام و فترات متقطعة لزيارات الإصلاحيات و المحاكم.
الطريق إلى الله يمر بأفغانستان
المشكلة في هؤلاء هي حينما يكتشفون "التدين ", و يعرفون طريق "الله ", و على عكس المتوقع بأن يتولى الدين تهذيب تلك العقول و الأرواح الشريرة فإنه و لسبب ما يولد شرارة قد لا تنتهي إلا بحريق في فندق أردني كما حدث مع صاحبنا "الزرقاوي".
يستبدل هؤلاء المضطربين "الساطور " و " السكاكين " بـ " آر بي جي " و "كلاشنكوف" , و بعض الألفاظ السوقية كالاسم التجاري للعضو التناسلي للأم بدعاء مختصر كـ "بارك الله فيك" مثلاً .
من "وحش الليل " إلى " أبو قدامة المصري " , تتغير "الإكسسوارات " و تبقى العقلية ذاتها .
ما هو الفرق بين الروسي و الأمريكي و أطفال الحارة ؟
شهيد الأمة "الزرقاوي" – بزعم حماس - لا يختلف كثيراً عن "خطاب " قائد المجاهدين في الشيشان , طفولة مجهولة لا نعرف عنها شيئاً إلى مراهقة مزعجة و شباب طائش و إجرامي في بعض أحيانه ... فجأة و بدون مقدمات!! تسقط اللحية على الصدر و يختفي " الساطور " و " المطوى " و يحل محلها "أر بي جي " و "كلاشنكوف" لينتهي بهم الأمر إلى قائدة ( للــجهـاد ) يمارسون نفس (الأســاليب) القديمة و لكن بأدوات جديدة, , نفس الألعاب القديمة و لكن بمستويات أعلى فمن ترويع أطفال الحارة إلى ترويع أعداء الله !!!.
طبعاً لا خلاف على قدرة ( الإسلامويون ) أو ( الإسلاميين ) – لا أدري أيها مناسب الآن - على تجنيد المواهب الواعدة, و لكن خلف الأكمة ما لا يسر الناظرين.
الحمد لله فـجـرنـا "الناموسة"
كنت ألطم – أو أخبط برأسي في الجدار- عندما وقف قائد القوة العظمى في العالم , و صاحبة أكبر اقتصاد في التاريخ, و صانعة الحضارة كما نعرفها , ليقول أن جيشاً تبلغ تكاليفه ترليونات الدولارات في حرب لا تقل تكلفة عما سبق , قد قتل "الزرقاوي" باستخدام أحدث الطائرات و أقمار التجسس و نصف طن من المتفجرات.
لا شك في أن الرصاصة تقتل ذبابة ولكن لماذا المبالغة .؟؟
و لماذا نسمع بـ"الزرقاوي" .."الزرقاوي" ..."الزرقاوي " ..صباح مساء على كل الجرائد و القنوات ؟
رأي قديم لشخص ميت
أشك في أحداً من سياسي أمريكا أو بريطانيا قد نعى "جورج أوريل " – كاتبي المفضل – حين أختنق حتى الموت بالسل , و لكن قبل أن يقع "أوريل " على الأرض بارداً و جثةً خامدة, كتب شيئاً حاراً كله ضوضاء و حركة .
في قصة "1984" , يقول (ليس الغرض من حربنا انتصار "آسيا الشرقية" على "أوريسيا" أو "أوسينا" على أحد مما سبق , بل الغرض منها إن ندفع مجتمعاتنا إلى حافة الانهيار و الجوع , فقط لنحافظ على بنيتها الأساسية , هي الحرب التي تشنها النخب الحاكمة على محكوميها و الزيف الذي يعيشون فيه لتبقى المجتمعات متماسكة و محتفظة بخصائصها الطبقية حيث الأغنياء يزدادون ثروة و غناء و لا يوجد للفقراء سوى المزيد من الفقر)
ربما كان اقتباسي أقل مما كتبه " أوريل" أو أكثر, في الحقيقة لا يهم . ولا أريد من أحدكم أن يعتبر ما نقلته قرآناً.
صناعة وهم
"الزرقاوي" من "بلطجي" إلى قائد للقاعدة ينحر و يذبح على أسم الله , لا يستطيع أحدكم مهما بلغت جرأته أن يقول بأن هذه سيرة حياة تذكرنا بـقصة "بوذا " .
"الزرقاوى " شخصية "سيكوباتيه " كلاسيكية بكل علاماتها المضطربة , مجرد (بــلطجي ) جاء و مضى و أدى الدور المطلوب منه على خير وجه , هو بكل أفعالة و أقواله و أفكاره – إن وجدت - لم يكن سوى وهماً صنعته (وزارة الحقيقة ) في رواية "أوريل " مع تغير للمنظر من لندن إلى قبلة العالم الحديث "واشطن" , لا أقل و لا أكثر .
و حينما يكون الوقت مناسباً سيصنع ( السياسيون ) وهماً آخر و" زرقاوي" آخر , و ربما "حمراوي " و "خضرواي " إذا لزم الأمر . أي شيء لذر الرماد في عيونكم الجميلة عن السيدة حقيقة المحترمة التي يرقصون معها و ينتهكون شرفها كل ساعة .
ألعاب خطيرة لعصر جديد
أعترف بأنه ربما كان هنالك أوقات كاد أن ينقلب السحر فيها على الساحر. و لكن من "يحضر" (الأرواح ) ا بد أن يكون قادراً على صرفها و إلا تلبست به , لعبة خطيرة – لعبة السياسين – يطلقون أشد المخاوف من "صندوق بندورا " و يحاولون (لـجـمها) بعد ذلك, ليصنعوا انتصارات وهمية في زمن سقوط الإيديولوجيات و سيطرة التجارة الحرة , يريدون الخروج من القمم مجدداً و ليقودا العالم من جديد و "الزرقاوي" و "بن لادن" هم خير أدوات للصعود إلى القمة و للجم أفواهكم (فلا صوت فوق صوت المعركة ).
وبكل بساطة إذا أردت أن تختبر ما أقوله فتخيل "جورج بوش" عارياً من القاعدة و بن لادن و الزرقاوي ,أى منظر مقرف هذا حيث لا يكون لجورج بوش سوى كفائته كرئيس لسطلة تنفذية ولا "إيديولوجيا " لتستر عورتة .
عودة ( لـلشـهـيـد) الزرقاوي بيه
أردت أن أقول ( مسكين يا "زرقاوي " بيه ) و لكن ...عندما تذكرت سيرة حياته بكل علاتها وجدت نفسي أغبطه . فلن تجداً شيئاً ذكورياً أكثر مراهقة بوهمية يعقبها شباب طائش و أن تمضى في حياتك بلا عواقب أو أن تدفع الثمن , لن تجد شيئاً أفضل من أنك نحرت عشرة من الشيعة و دفنت إثنى عشراً كردياً و أطلقت النار على جنود أمريكان و فجرت فندقين و أصدرت بياناً تناقلته و سائل الإعلام , و مع ذلك ترجع إلى بيتك في موعد العشاء لتجري قرعة بين زوجاتك الثلاث لترى من تستحق شرف مضاجعة قائد القاعدة و مهلك الشيعة في بلاد الرافدين .....مع الملابس المرقطة بجلد النمر طبعاً . ...ألم يعثروا عليها بين الركام ... أقصد الملابس النسائية.
عموما كلمة و لابد من قولها ...كلنا في أعماقنا و في مكان ما من ذاوتنا "زرقاوي" . لذلك لا أعتقد بإنه شهيد أكثر من كونه محظوظ وهذا رأي و سامحوني.
فمن يدري ربما لو أختار الزرقاوي طريقاً غير الذي سلكه لكان الآن مسجوناً في قضية مخدرات أو دعارة أو قتل و خلافه.
فالسلام عليك عدد ما تحرك "بيدق" على رقعة شطرنج ...و عدد ما لبس النساء جلود النمور .
|