{myadvertisements[zone_1]}
عقيدة الفداء كما يراها القمص زكريا بطرس1
غالي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #1
عقيدة الفداء كما يراها القمص زكريا بطرس1

يقول لنا جناب القمّص زكريا بطرس إن مبدأ الفداء الذي من أجله تجسد المسيح ومات على الصليب هو المحور الذي يدور حوله الكتاب المقدس، وعندما تسأله السيدة ناهد متولي أن يقدم الأدلة من الكتاب المقدس ومن القرآن الكريم، يقول إن الكتاب المقدس مملوء بالأدلة التي تتكلم عن الفداء. وللأسف إن جناب القمّص يكذب ولا يقول الحقيقة، وأنا أتحداه أن يقوم بعملية حسابية بسيطة، يجمع فيها عدد المرات التي تكلم فيها العهد القديم والأناجيل عن وحدانية الله وكل ما له علاقة بعبادة الله وحده، ثم يجمع عدد المرات التي تكلم فيها العهد القديم والأناجيل عن عقيدة الفداء المزعوم التي يتجسد فيها الله في شكل إنسان لكي يموت نيابة عن البشر، ثم عليه أن يخبرنا ويخبر العالم كله بالنتيجة. وأنا أقول له مقدما إنه لن يجد في العهد القديم أي تعليم صريح يتكلم عن عقيدة الفداء هذه، وكل ما هناك مجرد ذكر لأمور يفسرها جناب القمّص على مزاجه، ويتخذ منها رموزا يدعي أنها ترمز لعقيدة الفداء، تماما كما ذكرنا فيما سبق عن قصة أم الخير. ثم يأتي جناب القمّص فيفسرها ويدّعي أنها كانت ترمز لولادة السيد المسيح، وذلك لأن فيها بعض الألفاظ التي تتشابه مع قصة ولادة المسيح، فيقول إن الأب هو الله الآب، وابنته أم الخير هي مريم، لأن الخير يرمز للسيد المسيح، ولما قال لها الأب أن تحمل كيس البصل كان يقصد أن تحمل السيدة مريم بالسيد المسيح بقوة الروح القدس، لأن البصل طعام يعطي الحياة لمن يأكله، وأن وضع أم الخير كيس البصل في الحظيرة كان نبوءة تدل على أن مريم سوف تضع المسيح في حظيرة.

وهكذا يا حضرات يقوم جناب القمّص بالربط بين بعض الكلمات المتشابهة ليخرج علينا بعقائد جديدة ما أنزل الله بها من سلطان، وينسبها للكتاب المقدس، وتقوم كلها على تحميل النص ما لا يحتمل. وحين تسأله السيدة ناهد متولي أن يذكر للمشاهدين ما جاء في الكتاب المقدس عن عقيدة الفداء يذكر لها 3 وقائع فقط لا غير، وهي كما يلي:
(1) أن آدم وحواء بعد أن أخطآ عرفا أنهما عريانان، فخاطا لأنفسهما مآزر من ورق الشجر، ولكن عندما تطلع الشمس كان ورق الشجر يجف فتنكشف عورتهما، فصنع الرب لهما أقمصة من جلد وألبسهما. ثم يتساءل جناب القمّص بعبقريته المهولة: طب جاب الجلد منين؟ ثم يرد فيقول: من الذبيحة من الفداء، وهو يقصد أن هذه الذبيحة ترمز لموت المسيح على الصليب! وعفا الله عنك يا أم الخير. ما هذا المنطق الأعوج يا جناب القمص؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!

(2) أن آخر ضربة من الضربات التي أنزلها الله بفرعون والمصريين هي قتل الابن البكر للناس والحيوانات والبهائم، وتصادف هذا أن يكون في عيد الفصح لدى اليهود، فقال الرب لموسى أن يضع اليهود علامة من دم خروف الضحية على بيوتهم، حتى عندما يمر ملاك الموت يرى العلامة فيعبر عن هذا البيت، وأما البيت الذي لا توجد عليه علامة يكون بيت للمصريين فيدخل فيه ويقتل ابنهم البكر. ويلوي جناب القمّص هذه الواقعة ليقول إن الخروف يرمز للفداء، أي أنهم ذبحوا الخروف بدلا من ابنهم البكر فكان فدية، وبذلك يتركهم ملك الموت ويعبر عنهم. مع أن القصة لا تمت بصلة إلى هذه العقيدة الشاذة التي ينسبها جناب القمّص إلى خروف الفصح، وملاك الموت لا يحتاج إلى علامة من دم حتى يدخل أو يعبر، وإنما أراد الله أن تكون هذه آية للمصريين ليروا أن بيوت بني إسرائيل التي عليها هذه العلامة لم يدخلها الموت. وهكذا نرى نفس الأسلوب في تفسير قصة أم الخير.

(3) أن شريعة موسى كانت تحتوي على تقديم فدية عندما يخطئ واحد من اليهود، ويدّعي جناب القمّص أن هذه الفدية ترمز للفدية التي قدمها المسيح بموته على الصليب، مع أن ملايين اليهود الذين مارسوا هذه الشعيرة وألوف الملايين من المسلمين الذين مارسوا أيضا هذه الشعيرة ويمارسونها في عيد الأضحى، لم يكتشفوا هذا السر الخطير الذي اكتشفه جناب القمّص ومن يؤمنون بهذه المسيحية المشوهة التي اخترعوها لتحقق ما يريدون أن يقحموه على الكتاب المقدس من عقائد وأفكار من صنع البشر، ومسّاك الله بالخير يا أم الخير!

هذه هي الوقائع الثلاث التي ذكرها جناب القمّص عن عقيدة الفداء، التي يدّعي أن محور الكتاب المقدس يدور حولها. وهو لا يكتفي بهذا فحسب، بل يدّعي أن هذه العقيدة موجودة أيضا في القرآن الكريم، فيقول إنه في الآية 32 من سورة المائدة يقول تعالى مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَني إِسْرَآئِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ في الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا. وهنا تتجلى العبقرية القمّصية في التفسير فيسأل: لماذا على بني إسرائيل بالذات، ثم يجيب على نفسه: لأنهم هم الذين صلبوا المسيح!!. ثم يستمر في تفسيره العبقري فيقول: من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض، يعني من قتل نفسا بريئة طاهرة ما عملتش فساد في الأرض ولم ترتكب الإثم، (مع أن الآية لا تشترط أن تكون النفس المقتولة بريئة وطاهرة ولم تفسد، إذ يمكن أن تكون تلك النفس سارقة أو مرتشية أو تغتاب الناس أو تسيء معاملة الجيران، ومع ذلك فلا يصح قتلها بغير أن تكون قد قتلت نفسا، أو أفسدت في الأرض فسادا شديدا يعادل قتل النفس). ثم يقول: فكأنما قتل الناس جميعا، وهنا نجد أنه يفسرها بمعنى أنه قد قتل الناس جميعا بالفعل. ثم يقول: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، أي أن من أحيا هذه النفس البريئة الطاهرة فقد أحيا الناس جميعا، ويستنتج من هذا عقيدة الفداء المزعومة، فيقول: من هي النفس البريئة الطاهرة التي قُتلت ثم عادت إلى الحياة غير المسيح؟ أي أنه افترض أن المسيح قد مات وعاد إلى الحياة بالفعل، مع أن هذه هي النتيجة التي يريد أن يصل إليها من المقدمات التي يحدثنا عنها. وهكذا نراه يستخدم النتيجة في إثبات صحة المقدمة، وهذا خطأ منطقي، لأنه لا بد أن تكون المقدمات صحيحة لتصل إلى صحة النتيجة وليس العكس. يعني مثلا إذا أردنا أن نثبت جرم أحد المجرمين، فقلنا إن الرجل كان موجودا في مكان الجريمة، ولم يكن أحد سواه هناك، فهذا يدل على أنه ارتكب الجريمة. فهنا ذكرنا مقدمات صحيحة ووصلنا إلى النتيجة المترتبة عليها وهي ارتكاب الجريمة.

أما جناب القمّص فيقول: حيث إن الرجل ارتكب الجريمة فلا بد أنه كان في مكان الجريمة، أي أنه يستخدم النتيجة لإثبات صحة المقدمة، ثم يقول بعد ذلك، وحيث إنه ثبت أن الرجل كان في مكان الجريمة فلا بد أن يكون هو الجاني، وهو بذلك يستخدم المقدمة لإثبات صحة النتيجة.

وكذلك في التفسير الذي يقدمه للآية يستخدم النتيجة، وهي ما يزعمه من قتل المسيح وعودته إلى الحياة، ليثبت المقدمة وهي فكرة الكفارة والفداء، ثم يعود ويقول إن وجود فكرة الكفارة والفداء هي من أجل بيان صلب المسيح. ومع ذلك فهو يدّعي أنه يتكلم بالمنطق ويخاطب عقلية القرن الواحد والعشرين.

ويضيف جناب القمّص استدلالاته العبقرية على وجود مبدأ الفداء في الإسلام، فيستشهد بما فعله عبد المطلب جد الرسول حين نذر أن يذبح ابنا من أبنائه الذكور إذا رزقه الله بعشرة من البنين، فخرجت القرعة على عبد الله أصغر أبنائه وأحبهم إليه، فأراد أن يفديه بذبح عشرة من الجمال، ولكنه حين اقترع خرجت القرعة على عبد الله، فزاد عدد الجمال إلى عشرين وثلاثين إلى أن بلغت مائة فخرجت القرعة على الجمال، وبهذا نجا عبد الله من القتل. وجناب القمّص يرى بذكائه الخارق أن هذا دليل على وجود مبدأ الفداء في الإسلام الذي أتى به محمد الذي لم يكن قد ولد بعد!! أرأيتم يا حضرات المشاهدين كيف أن القمّص يلوي الحقائق ويزيفها ليخرج بالنتيجة التي يريد أن يؤيد بها فكره الذي لا يقوم على أساس ولا منطق؟

كذلك فإنه يدّعي أن ذبح الذبائح عند المسلمين دليل على وجود فكرة الكفارة في الإسلام، وذلك لأن الذبائح تُكفّر عن الذنوب، حيث جاء في الكتاب المقدس مبدأ "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة". وحينما نتقصّى عن ذلك المبدأ العجيب، نجد أن الله لم يعلمه لآدم، ولم يعلمه لنوح، ولم يعلمه لإبراهيم، ثم أنزل على موسى التوراة ولم يذكر فيها هذا المبدأ العجيب، ولم يعلمه لأحد من الأنبياء بعد موسى، ولم يعلمه حتى للمسيح، ولم يعلمه أيضا لتلاميذ المسيح، وإنما عُثر على هذا المبدأ في رسالة من مؤلف مجهول، لا يُعرف من كتبها على وجه التحديد، ولو أن البعض يقول إن بولس هو الذي كتبها، ولكن هناك أدلة على غير ذلك. وليس هذا كلامي يا جناب القمّص، فأنا لا آتي بشيء من عندي، ويمكنك أن تراجع نسخة الكتاب المقدس الأمريكي الجديد The New American Bible، المطبوع في نيويورك في 27 يوليو (تموز) عام 1970، ويحمل موافقة رئيس أساقفة واشنطن، لتعلم يا جناب القمّص أن رسالة العبرانيين مجهولة المصدر. وهذه هي الرسالة التي جاء فيها هذا المبدأ العجيب: "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة"، وكأن الله، تعالى عن ذلك، كان مثل دراكيولا، متعطشا للدماء، فلا يعفو ولا يغفر إلا إذا سفك له الإنسان دماء ضحية بريئة، ولذلك فهو أيضا لا يستطيع أن يعفو ولا يغفر إلا إذا سفك دماء ابنه البريء!!

ألا فاعلم يا جناب القمّص أن الذبيحة في الإسلام تُسمّى "قربانا"، لأنها وسيلة للقرب من الله تعالى، والإنسان حين يذبح الضحية فكأنه يقول يا رب إني أموت عن خطاياي كما تموت هذه الضحية، ومنذ الآن فإني أبدأ صفحة حياة جديدة في طاعتك، حياة تقوم على البر والتقوى وعمل ما تحب وترضى. فليس ذبح الضحية في حد ذاته هو الذي يأتي بالمغفرة، وليس في دم الضحية من شيء يستجلب المغفرة من الله تعالى، وإنما العمل الذي يقوم على التقوى هو الذي يتقبله الله. ولذلك يقول تعالى عن هذه الذبائح والأضحيات لَن ينَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَآؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتَكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (الحج:37). وفي قوله تعالى سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ قاعدة تنسف نسفا فكرة الفداء التي تقوم عليها المسيحية الباطلة. فالآية الكريمة تقرر أن الله تعالى سخّر لنا هذه الحيوانات، وجعلها في خدمتنا وتحت تصرّفنا، لأنه كرّمنا وجعلنا أفضل منها، ولذلك فقد وضع الله تعالى مبدأ التضحية بالأدنى في سبيل الأعلى والأعظم. فالأمّة إذا تعرضت للعدوان تضحّي ببعض أبنائها في الحرب في سبيل مصلحة الأمّة والحفاظ على كيانها، ولكن الإنسان الذي يضحّي بالأمة في سبيل مصلحته يُعتبر خائنا. كذلك فإن المرء إذا أصاب إصبعه تسمّما يهدد سلامة اليد، فقد يضطر إلى التضحية بالإصبع ويبترها في سبيل المحافظة على اليد، ويضحي باليد في سبيل المحافظة على الذراع، ويضحي بالذراع في سبيل المحافظة على الجسد، ولكنه لا يضحي برأسه في سبيل المحافظة على إصبعه، إذ لا يفعل ذلك إلا المجانين أو من يريدون الانتحار. فالله تعالى سخر هذه الحيوانات التي هي أدنى من الإنسان لكي تكون وسيلة يتقرّب بها إلى الله، ويتعلم أن يضحي بشهوات نفسه، التي هي أدنى، في سبيل الحصول على رضا الله تعالى الذي هو أعلى وأعظم وأكبر من الإنسان، فقال لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ.

هذه هي فلسفة التضحية والفداء في الإسلام يا جناب القمّص، وليست هي في سفك الدماء لإله متعطش للدماء، لا يغفر إلا إذا سُفك الدم. كذلك فإن مبدأ الفداء الذي تقوم عليه مسيحيتك يقلب الأمور، ويجعل التضحية بالأعلى في سبيل الأدنى، أي تضحية ابن الله البريء من أجل الإنسان الخاطئ. وأنت تسمّي هذا محبة، ويكررها قساوسة المسيحية في كل مناسبة، للتدليل على محبة الله للإنسان، مع أن التضحية بالأعلى من أجل الأدنى يدل على الخبل والجنون والخيانة.

وبعد أن نسب جناب القمّص إلى الله تعالى أنه قضى بالموت والعذاب الأبدي في جهنم النار الأبدية على كل البشرية، يقول إن الله يريد أن يغفر للبشرية، ولكنه لا يستطيع ذلك لأنه لا بد أن ينفذ العدل أولا قبل أن يرحم ويغفر، فلا بد أن يجد فاديا يُنفذ فيه حكم الموت هذا، فيستطيع بعد ذلك أن يغفر للبشرية. ثم يتساءل جناب القمّص عن شروط هذا الفادي ويقول إن الخطية يقاس حجمها وجُرمها، وكبرها أو صغرها، بالشخصية الْمُساء إليها. ولا أعلم من أين أتى بهذه القاعدة التي لم تأت في أي كتاب سماوي أو غير سماوي، اللهم إلا الكتب التي تقوم على الأفكار الإنسانية أو الشيطانية. ثم يقدم مثالا على ذلك فيقول: لو أنه أخطأ في حق شخص عادي بسيط مثل الفرّاش الذي يعمل في مكتبه، فماذا يكون علاجها أو فداؤها؟ ورقة بخمسين جنيه أو مائة جنيه ويقول له خد دول لأولادك، اشرب بهم شاي، فيسأل الفراش: ليه يابيه عشان إيه ده يا بيه؟ فيقول له: أنا غلطت في حقك يا ابني وشتمتك، فيقول: ياريت تشتمني كل يوم يا بيه. ثم يقول: لو أنا ارتكبت الجرم ده نفسه أو قلت الشتيمة دي ضد رئيسي أنا، أقوله خد الميت جنيه دول؟ طبعا لأ، العملية كبرت. ولو أنا أخطأت بنفس الجرم ده ضد رئيس الجمهورية؟ فتقول السيدة ناهد متولي: تروح ورا الشمس. فيضحك الإثنان ثم يقول جناب القمّص: فلما الخطية كبرت، كبرت بحجم من يُساء إليه وقيمة من يُساء إليه. طب تعالوا بقى للي يغلط في حق ربنا، أي إنسان مهما كان برضه ولو رئيس جمهورية برضه محدود، لكن الله غير محدود، يبقى الخطأ اللي في حقه يكون إيه؟ غير محدود. ما هو أي حاجة مضروبة في ما لانهاية تبقى ما لانهاية. يبقى خطيتي واحدة في حق الله غير المحدود أصبحت خطية غير محدودة تستوجب عقوبة غير محدودة، موت أبدي. طب لما نيجي نفديها بقى نفديها بفادي شكله إيه؟ غير محدود أيضا. ثم يقدم مثالا آخر فيقول للسيدة ناهد: يعني لو أنا أخدت منك عربية رولزرويس وخبطتها في شجرة، أروح أجيب لك عربية فيات وأقولِك معلش خدي العربية دي بدالها؟ ما ينفعش. العربية رولزرويس تفديها بعربية رولزرويس. خطية ضد الله تبقى محتاجة إلى فداء غير محدود على قد الله، الأمر المستحيل إنه يبقى فيه فادي على الأرض غير محدود، يبقى فيه لازمة إن الله الغير محدود هوه اللي يفدينا، هوه بنفسه اللي يفدي. يبقى ده أول شرط إن الفادي يكون غير محدود، لأن الخطية غير محدودة، وعقوبتها غير محدودة، وفداءها لا بد أن يكون غير محدود، ولا يوجد غير محدود إلا الله، ومن هنا كانت حتمية تجسد الله في المسيح.

أرأيتم يا حضرات كيف أن جناب القمّص يقدم أفكارا تبدو أنها صحيحة، ولكنها تقوم على أساس خاطئ، ولا تجد لها تأييدا لا في الواقع ولا في أي كتاب سماوي، ثم يخرج منها بقاعدة يبني عليها عقيدة خطيرة. ونريد أن نسأل جناب القمّص ما يلي:

أولا: من أين أتى جنابه بهذه القاعدة القمّصية، وهي أن الخطية تقاس بحجم وقيمة من يُساء إليه؟ هل هي موجودة في التوراة أو في الأناجيل الأربعة أو في القرآن الكريم؟ وإذا كانت موجودة، فلماذا لم يذكر لنا ولا مرجع واحد يؤيد به كلامه؟

ثانيا: هل تتفق هذه القاعدة التي اخترعها مع قواعد العدل الذي كان يحدثنا عنه؟ وهل تأخذ الحكومات بهذه القاعدة القمّصية عند وضع القوانين، فنجد مثلا قانونا يقول إذا أنا سرقت من إنسان غلبان عشرة جنيه كانوا كل ما يملكه، فيُحكم عليّ بست شهور سجن، أما إذا ارتكبت نفس الجرم وسرقت عشرة جنيه من جناب القمّص، فيُحكم عليّ بست سنين سجن؟ هل هذا هو المنطق الذي تدّعي أنك تكلم به عقول الناس في القرن الواحد وعشرين يا جناب القمّص؟

ثالثا: هل إذا حملت ابنك وليدك فبال عليك وبللك، فهل تعاقبه أم تعطيه لأمه كي تغير له ملابسه؟ فإذا جئت أنا وفعلت نفس فعل وليدك عليك، فهل يكون تصرفك هو نفس تصرفك تجاه وليدك، مع أن الفعل واحد في الحالتين، والْمُساء إليه واحد أيضا؟ وهل تتوقع من الملك الذي يبلله وليده أن يصدر مرسوما ملكيا بإنزال العقوبة عليه، أما إذا بلل أحدا من الخدم فلا إثم عليه؟ وألا ترى أن الملك الذي يأخذ بالقاعدة التي اخترعتها يكون سفيها أو مجنونا؟ يا سيادة القمّص؟

رابعا: في مثال العربية الرولزرويس، أنت أسأت إلى السيدة ناهد متولي وعانت هي خسارة حين حطمت سيارتها، فمن العدل أن تعوضها بمقدار الخسارة التي عانتها بسببك. ولكن هل نسيت يا جناب القمّص أن الله لا يعاني من أي خسارة إذا أخطأ الإنسان، ولا يستفيد شيئا من طاعته؟ أم أن فكرة التجسد التي ملكت عليك تفكيرك جعلتك تظن أن الله زي حضرتك، تضيق حكمته ويتدنى تفكيره إلى مستوى تفكيرك وحكمتك؟

خامسا: ألم يخبرك أولئك الذين يكتبون لك المواد ويعدون لك البرامج أن هناك حديثا قدسيا يقول: "يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضُري فتضرّوني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد هذا في مُلكي شيئا. يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من مُلكي شيئا"؟

هذا يا جناب القمّص هو الإله الحق الذي يستحق العبادة، هذا هو إله الإسلام وإله المسيحية الحقة وإله الأديان كلها، فهو الله تعالى رب العالمين. هذا هو الرب الذي أمر موسى بعبادته وقال يخاطب شعبه: "اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد" (تثنية4:6)، وهو نفس الرب الذي سجد له السيد المسيح وقال إن أعظم الوصايا هي أن تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك. هذا هو الرب الإله الحكيم، غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب ذي الطول. وأما الإله الذي اخترعتموه فلا وجود له في هذا الكون، إلا في مخيلة أولئك الذين ضلوا عن الله الواحد الحق، فلا يمكن أن يكون هذا إله محبة، الذي يعتبر أن خطيئة إنسان محدود، خطيئة غير محدودة.
أفق يا جناب القمّص، أفق فإنك في القرن الواحد والعشرين، ولست في زمن بولس الرسول، فلا تنسب إلى الله ما تستحي أن تتصف أنت به من سوء الفكر وقسوة الحكم.


05-06-2006, 06:21 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
The Godfather غير متصل
Banned

المشاركات: 3,977
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #2
عقيدة الفداء كما يراها القمص زكريا بطرس1
اقتباس:يقول لنا جناب القمّص زكريا بطرس إن مبدأ الفداء الذي من أجله تجسد المسيح ومات على الصليب هو المحور الذي يدور حوله الكتاب المقدس، وعندما تسأله السيدة ناهد متولي أ

متاكد يقول لكم ام للمسيحيين؟؟

نفسي افهم ما هذه الاهمية العظيمة للاقماص هؤلاء لكي تفتحوا مليون موضوع رد على كلامهم الذي هو اصلا ليس موجه لكم

05-06-2006, 06:59 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
غالي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #3
عقيدة الفداء كما يراها القمص زكريا بطرس1
اقتباس:  The Godfather   كتب/كتبت  

متاكد يقول لكم ام للمسيحيين؟؟

نفسي افهم ما هذه الاهمية العظيمة للاقماص هؤلاء لكي تفتحوا مليون موضوع رد على كلامهم الذي هو اصلا ليس موجه لكم


نعم متأكد وإذا أردت أن تتأكد أنت فبإمكانك أن تشاهد حلقات جناب القمص وبعد ذلك تعال وواجهني

الله يهديك وانشالله يستجيب الله لدعائك وتفهم :?:

سلام
05-06-2006, 07:11 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بنى ادم غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 5
الانضمام: May 2003
مشاركة: #4
عقيدة الفداء كما يراها القمص زكريا بطرس1
العزيز غالى


اسلوب رائع
رد مقنع تماما

شكرا فقد قضى الامر
05-07-2006, 12:43 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
غالي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #5
عقيدة الفداء كما يراها القمص زكريا بطرس1
اقتباس:  بنى ادم   كتب/كتبت  
العزيز غالى  
                         

                                    اسلوب رائع
رد مقنع تماما

شكرا فقد قضى الامر

شكراً لك أخي
ولاحظ أنه لا أحد من الأخوة المسيحيين حاول أن يرد
والسبب واضح

تحياتي:97:

سلام
05-07-2006, 12:55 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
غالي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #6
عقيدة الفداء كما يراها القمص زكريا بطرس1
ويستمر جناب القمّص في سلسلة أحاديثه بتقديم سلسلة أخطائه، فيقول إن الشرط الثاني الذي يجب أن يتوفر في الفداء هو أنه ينبغي أن يكون من جنس الخاطئ، أي لا بد أن يكون إنسانا. وكعادته عندما يبتكر لنا قواعد من أعماق مخه وتفكيره، أو من تفكير من سبقوه من الضالين عن طريق المسيح المستقيم، فإنه لا يقدم لنا شواهد من الكتاب المقدس ليدلل بها على صحة منطقه، وإنما يعطينا أمثلة ويقص علينا حكايات وحواديت.

والمثال الذي يقدمه هذه المرة هو أنه لو أخذ من السيدة ناهد متولي عربية رولزرويس وخبطها في شجرة فيجب أن يقدم لها عربية رولزرويس ولا يقدم لها عربية فيات أو نصر أو رمسيس، وأنه إذا كسر لها نجفة فيجب أن يعوّضها بنجفة ولا يكتفي بأن يعطيها لمبة، أي أن الفداء يجب أن يكون من جنس المفدي عنه. ورغم أن استدلاله يبدو صحيحا للوهلة الأولى إلا أنه لا ينطبق على الله تعالى. صحيح إذا تسبب إنسان في خسارة لإنسان آخر فيجب أن يعوّضه عن خسارته بنفس قيمة الخسارة التي لحقت به، ولكن جناب القمّص نسي أنه حينما يخطئ الإنسان في حق الله تعالى فإنه لا يُلحق بالله أي خسارة، وإنما الخسارة تصيب الإنسان نفسه. فمثلا، إذا قلت لك يا جناب القمّص، لا تمش في الطريق المعوج الذي تمشي فيه، لأن فيه حُفر وعقارب وثعابين سوف تضرّك، ومن الأفضل لك أن تمشي في هذا الطريق المستقيم الذي يوصلك إلى غايتك، ولكنك بعنادك المعروف وإصرارك على ارتكاب الخطأ عصيت أمري وأصررت على مشيك في الطريق المعوج، فكانت النتيجة أنك وقعت في حفرة وقطمت رقبتك، وجاءت العقارب لتأبرك وأخذت الثعابين تنهش في جسمك وتتلذذ بأكل لحمك السمين الطري. فهل تضررت أنا بعصيانك أم أنك أنت الذي أسأت إلى نفسك بعنادك وإصرارك على السير في الطريق المعوج؟
هكذا أيضا الحال مع الله تعالى. وقد ذكرت لك الحديث القدسي الذي يقول: "يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضُري فتضرّوني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي: لو أنّ أولَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم، ما زاد هذا في مُلكي شيئا. يا عبادي: لو أنّ أولَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ منكم ما نقص ذلك من مُلكي شيئا". وهكذا ترى يا جناب القمّص أن الشرط الثاني الذي اشترطت وجوده في الفادي الذي زعمت ضرورة وجوده، لا أصل له ولا محل له من الإعراب.

ثم نأتي إلى الشرط الثالث الذي اشترطه جناب القمّص في الفادي المزعوم فيقول إنه يجب أن يكون طاهرا خاليا من الإثم، وحيث إن الأرض كلها خلت من الطاهرين حسب زعمه، فلا بد أن يكون المسيح وحده هو الإنسان الطاهر الأوحد لكي ينطبق عليه سيناريو الفيلم الذي يؤلفه لنا دعاة المسيحية الفاسدة. والغريب أن جناب القمّص يستدل من القرآن الكريم على طهارة السيد المسيح، وربما يكون هذا هو الأمر الوحيد الذي نتفق فيه مع جناب القمّص، ولكن نختلف معه في أن يكون المسيح وحده من دون الناس هو الطاهر الأوحد، وإنما جميع الأنبياء طاهرون وخالون من الإثم والمعصية التي تُرتكب بقصد التمرّد على أمر الله، أو الخروج المتعمّد على وصايا الله بقصد المعصية، وهذه هي المعاصي والذنوب التي تستجلب غضب الله تعالى، وأما ما يرتكبه الإنسان من خطأ دون قصد أو بغير سوء نية فلا يستجلب غضب الله تعالى، فهو سبحانه عليم وحكيم، فهو يعلم ما في القلوب، وهو حكيم يحاسب الناس على حسب نياتهم، وليس هو كذلك الإله الغليظ القاسي الذي يحاسب الإنسان على أول هفوة فيحكم عليه بالعذاب الأبدي في نار جهنم الأبدية. ولكن دعونا الآن نحلل ادعاءات القمّص بأن المسيح لم يخطئ ولم يرتكب أي إثم، وليكن ذلك من الأناجيل وليس من القرآن الكريم الذي يشهد بعصمة وطهارة جميع الأنبياء.

أولا: يدّعي جناب القمّص أن المسيح بدون خطية لأنه وُلد من العذراء مريم، فالكتاب يقول عن مريم "روح الله يحل عليكِ وقوة العليّ تظلّلُكِ". والسؤال يا جناب القمّص هو: أنت تؤمن بأن كل من وُلد من ذرية آدم كان خاطئا لأنه ورث الخطية، وبالتالي كانت مريم أيضا حسب مفهومك مولودة بالخطية، وبالتالي فإن من يولد منها لا بد أيضا أن يكون مولودا بالخطية. فهل إذا حلت عليها روح الله وظللتها قوة العليّ تصبح طاهرة ويمكن أن تلد إنسانا طاهرا؟ إن قلت لا، يكون المسيح مولودا بالخطية ولا يصلح للفداء لأنه ليس طاهرا، ولا أظنك تقول بهذا. وإن قلت نعم، فإنك تنسف مبدأ الفداء والتجسد المزعوم، لأنه كان من الممكن أن تحل روح الله على آدم وتظلله قوة العليّ، وتنتهي المشكلة حيث بدأت.

ثانيا: لعلك تقول يا جناب القمّص إن مريم كانت هي العذراء الوحيدة التي لم يمسها رجل، ولذلك حين يحل عليها روح الله وتظللها قوة العلي، يكون المولود منها طاهرا من الخطية. ولن أناقشك يا جناب القمّص فيما إذا كانت مريم هي فعلا العذراء الوحيدة التي أنجبت، مع أن الوثائق الطبية تكذب هذا، ولكن دعنا من الأطباء ووثائقهم العلمية، فهي فقط لمن يحترمون العلم والعقل، ودعنا نوافقك على مبدأك رغم أنه يتعارض مع العلم والعقل. دعني أسألك يا جناب القمّص: ما هي الحكمة العجيبة أن ينتظر الله أكثر من أربعة آلاف سنة حتى تحل روحه على العذراء مريم، مع أن حواء كانت عذراء قبل أن يعرفها آدم لينجب منها، وكان من الممكن أن يحل عليها روح الله وتظللها قدرة العلي، فتنجب ذرية طاهرة، وينفض المشكل.

ثالثا: إذا قلت إن حواء أخطأت ولكن مريم لم تخطئ، يكون هذا اعترافا منك بأنه من الممكن أن يكون إنسان آخر غير المسيح طاهرا لم يرتكب الإثم، وفي هذه الحالة ينهار الأساس الذي تبني عليه قضيتك، وبالتالي فمن الممكن أن يكون الكثير من البشر أيضا لم يخطئوا وخاصة الأنبياء الذين تزعم أنهم أخطأوا جميعا.

رابعا: المسيح مولود من امرأة، وكتابك المقدس يستنكر أن يكون مولود المرأة طاهرا، إذ يقول: "فكيف يتبرر الإنسان عند الله وكيف يزكو مولود المرأة" (أيوب4:25). وأيضا يقول الكتاب المقدس: "من يخرج الطاهر من النجس، لا أحد" (أيوب4:14).

خامسا: يقولون إن الاعتراف سيد الأدلة، والمسيح اعترف بأنه ليس صالحا، فمن نصدق، القمّص زكريا بطرس أم السيد المسيح نفسه؟ وأنت تعرف بالطبع ما أقصد يا جناب القمّص، ولكن دعني أذكر النص حتى يستطيع حضرات المشاهدين أن يحكموا لك أو عليك. في إنجيل مرقس 17:10 جاء ما يلي: "وفيما هو خارج إلى الطريق ركض واحد وجثا له وسأله أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية، فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا، ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله". والآن يا جناب القمّص، إذا قلت إن هذا كان تواضعا من يسوع، فإنك تصمه بالكذب لأنه قال غير الحق. وإذا قلت إن الذي تكلم كان الناسوت وليس اللاهوت فهذا يعني أن الناسوت لم يكن صالحا، فكيف يحل اللاهوت في ناسوت غير صالح؟ أجبنا يا جناب القمّص!

سادسا: سمعتك مرة في أحد أحاديثك تقول يا جناب القمّص إن القرآن الكريم ذكر أن بعض الأنبياء كانوا يستغفرون الله، واستنتجتَ من هذا أنهم كانوا خاطئين لأنهم كانوا يستغفرون الله. ولن أناقشك في هذا المنطق الآن، ولكن قل لي يا جناب القمّص، بنفس المنطق الذي تفكر به، ماذا تستنتج من أن يسوع تعمّد على يد يوحنا المعمدان؟ ألم تكن معمودية يوحنا المعمدان من أجل مغفرة الخطايا؟ يقول إنجيلكم: "كان يوحنا يُعمّد في البرية ويكْرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا" (مرقس4:1). فما هي الحاجة لأن يتعمّد يسوع "بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا" إن كان كما تقول طاهرا بلا خطية؟ وإذا كان عندك رد، أفلا تطبق أيضا هذا الرد على الأنبياء الذين يستغفرون الله تعالى؟

سابعا: الوصية الخامسة من الوصايا العشر تقول: "أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض" (خروج 12:20)، ويقول يسوع: "فإن الله أوصى قائلا أكرم أباك وأمك، ومن يشتم أبا أو أما فليمت موتا" (متّى 4:15). فما رأيك يا جناب القمّص فيمن يقول لأمه: "مالي ولك يا امرأة"، كما قال يسوع لأمه حسب كلام يوحنا (4:2)؟ هل كان يشتم أمه أم أنه كان يكرمها؟ وهل تُعلّمون أولادكم في المسيحية التي تدعون الناس إليها أن يعاملوا أمهاتهم بهذا الشكل ويخاطبوهم بهذه اللغة الوقحة؟ وهل صحيح أن أيام يسوع لم تطل على الأرض لأنه لم يكرم أمه؟

ثامنا: هل سلاطة اللسان وسب الناس وشتمهم من الأخلاق الحميدة يا جناب القمّص؟ وما رأيك في المعلم الذي يسأله الناس أن يريهم آية فيسبّهم ويقول لهم أنتم: "جيل شرير وفاسق" (متّى39:12)؟ وما رأيك فيمن يسبّ رجال الدين لأنه يختلف معهم ويراهم على خطأ، هل يكون من حقه أن يقول لهم: "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون" (متّى13:23)؟ وهل من حقه أن يشتمهم فيقول: "أيها القادة العميان" (متّى16:23)؟ وهل من حقه أن يسبهم فيقول: "أيها الجهّال والعميان" (متّى19:23)؟ وإن كانوا هم على خطأ من ناحية العقيدة، فهل من حقه أن يسبّهم ويسبّ آباءهم أيضا فيقول: "أيها الحيات أولاد الأفاعي" (متّى 33:23)؟ وأنا طبعا أختلف معك في العقيدة وأراك على خطأ يا جناب القمّص، فهل هذا يعطيني الحق أن أقول لك "يا شرير، يا فاسق، يا مرائي، يا جاهل، يا أعمى، يا حيّة؟ يا ابن الأفعى"؟ هل هذه أخلاق الطاهرين من الناس الذين يصلحون لكي يحل فيهم اللاهوت يا جناب القمّص؟

تاسعا: صحيح أن كتابكم المقدس يصم بعض الأنبياء بارتكاب المعاصي والخطايا، ولكن ما رأيك يا جناب القمّص فيمن يتهم نبيا بأنه ارتكب إثما لم يرتكبه. فمثلا كتابكم يتهم النبي داود بأنه ارتكب الزنى والعياذ بالله، ولكن إذا اتهمته أنا بأنه كان لصا وقاتلا أيضا، أفلا أكون قد افتريت عليه الكذب؟ فما رأيك فيمن يتهم الأنبياء كلهم بأنهم سُرَّاق ولصوص كما فعل يسوع (يوحنا8:10)؟ ألا يكون مفتريا الكذب؟

عاشرا: ما رأيك فيمن يقول: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس (أي الشريعة) أو الأنبياء" (متّى17:5)، ويأمر الناس باتباع الشريعة حتى ولو كان من يأمرهم بها هم رجال الدين الفاسدون، فيقول: "على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيّون، فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه" (متّى2:23)، ولكن حينما يأخذون إليه امرأة كانت تزني، ويقولون له: "يا معلم هذه المرأة أُمسكت وهي تزني في ذات الفعل، وموسى أوصانا في الناموس أن مثل هذه تُرجم، فماذا تقول أنت"؟ فيمتنع عن تطبيق الناموس الذي قال إنه لم يأت لينقضه، ويقول للمرأة: "اذهبي ولا تخطئي أيضا" (يوحنا11:8).

وأخيرا: يُقال إن المرأة الزانية قد تابت، وقد يكون هذا صحيحا، ولكن ألم يكن من الأوْلى به، ابتعادا عن الشبهات، أن لا يسمح لها بأن تدهن قدميه بالزيت وتمسح رجليه بشعرها، خاصة وأنه لم يتزوج، وهناك من يتهمونه بالعجز الجنسي، ويقول الخبراء في أمور الجنس إن مثل هؤلاء الذين يعانون من العجز الجنسي يجدون إشباعا عن طريق ما كانت تقوم به هذه المرأة من أعمال؟
والقائمة يا جناب القمّص طويلة، فهناك من يتهمه بالجبن لأنه كان يخفي عن الناس أنه المسيح المنتظر، وهناك من يتهمه بالكذب لأنه كان يقول إنه لن يصعد إلى العيد ثم يصعد بعد ذلك، وهناك من يتهمه بالإرهاب لأنه كان يحض أتباعه أن يبيعوا ملابسهم من أجل أن يشتروا سيوفا، وهناك من يتهمه بالعنف لأنه قلب موائد الصيارفة في المعبد، وهناك من يتهمه بالعمل على نشر الفساد والفوضوية في الأرض لأنه قال: "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض، ما جئت لألقي سلاما بل سيفا" (متّى34:10)، وقال أيضا: "جئت لألقي نارا فماذا أريد لو اضطرمت" (لوقا49:12).

ونحن إذ نؤمن بطهارة المسيح  كما نؤمن بطهارة جميع الأنبياء والمرسلين، لنتساءل كيف تكون هذه الشخصية التي أطلقتم عليها اسم "يسوع" تجمع كل هذه النقائص والمثالب والعيوب والذنوب، ومع ذلك تؤمنون بطهارتها وحدها من دون الناس جميعا؟ وإذا كان من يجمع كل هذه النقائص والذنوب طاهرا، فلا بد أن الشيطان الذي حدثتنا عنه يا جناب القمّص، يشعر بأنه لا يزال رئيس الملائكة!!
من الواضح يا حضرات أن المسيحية التي يدعونا إليها جناب القمّص، لا تقوم على أي أساس سليم، وإنما هي حواديت يخترعونها ثم يستنتجون منها قواعد يبنون عليها عقائد خطيرة، لا تليق بعدل الله تعالى ولا بحكمته ولا برحمته، فعسى أن يهدي الله الضالين إلى صراطه المستقيم، وعساه أن يقطع دابر الكذابين والمخادعين، وأن يهدي المخدوعين والمضللين إلى الدين القويم. آمين.

سلام

05-09-2006, 05:00 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
غالي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #7
عقيدة الفداء كما يراها القمص زكريا بطرس1
إن توجيهنا الكلام إلى جناب القمص لم يكن بغرض اقناعه بما نقول، وإنما لكي نقيم الحجة عليه، ونبين سوء استدلاله وسخافة منطقه، ولو أننا نتمنى بالطبع لو أنه جرّب أن يستعمل عقله، ويفتح بصيرته، ويتعامل مع معتقداته بمنطق المفكر وليس بمنطق الناقل.

لقد ظل جناب القمص يكرر الإهانة والاتهام للمسلمين بأنهم لا يريدون أن يقرأوا ولا يريدون أن يفهموا ولا يريدون أن يقبلوا الحق، كما ظل يحثهم على أن يتخلوا عن أفكارهم القديمة ويفكروا بمنطق القرن الواحد والعشرين. وحبذا لو اتّبع جناب القمص نصيحته هذه فوسّع مجال قراءاته، ولم يقتصر على قراءة ما يكتبه هو فقط، ولو فعل لعرف أن المسيحية التقليدية التي يؤمن بها جناب القمص، والتي يدعونا نحن المسلمين لأن نقبلها بدل الإسلام، هذه المسيحية تحتضر الآن، الأمر الذي دفع أحد رجالات الدين في الولايات المتحدة الأمريكية، هو الأسقف سبونغ، أن يكتب كتابا بعنوان:
“Christianity Must Change or Die” أي: "على المسيحية أن تتغير أو تموت". وليس هذا المفكر مجرد قس في كنيسة أو حتى مجرد قمص من أمثال القمص زكريا بطرس، وإنما هو أسقف من كبار الأساقفة في أمريكا، أي أنه عليم وخبير بالعقائد المسيحية، ويعلم تماما أن هذه العقائد لم تعد تناسب العصر الذي نعيش فيه، ولا بد أن تتغير هذه العقائد ويُعاد النظر فيها مرة أخرى لاستبعاد جميع الخرافات التي تحتويها، والمتناقضات التي تقوم عليها. إن العالم يعيش الآن في القرن الحادي والعشرين، ولم تعد المواد الدينية حكرا على رجال الدين المتخصصين وحدهم كما كان الحال في الماضي، وإنما أصبحت كل المعلومات متاحة للجميع، سواء كان ذلك عن طريق الكلمة المطبوعة في الكتب، أو الكلمة المنشورة على الشبكة العالمية للمعلومات "الإنترنت".

وعلى ذلك فلن يستطيع رجال الدين، في أي دين من الأديان، أن يحتكروا وحدهم العلوم الدينية، كما لن يستطيع أدعياء الدين أن يخدعوا الجماهير كما كان من الممكن أن يفعلوا في الأزمنة الماضية، حينما كانت الكتب المقدسة غير متاحة للجميع أن يقرأوها، ولا كانت في متناول أيدي العامة من الناس ليعرفوا محتوياتها، فكانوا يقنعون بما يُقال لهم، ويؤمنون بما يقرره رجال الدين من عقائد، مهما اختلط بهذه العقائد من تناقضات، ومهما شابها من خرافات.

ومع أننا نؤمن بأن الدين الذي كان يدين به المسيح ابن مريم كان دينا يخلو من الخرافات ويسمو على المتناقضات، إلا أن هذا الدين عبر العصور المتعاقبة قد وقع فريسة للخلافات، وصار ضحية لتنافس رجال الدين على السُلطة، الأمر الذي أدّى إلى الكثير من المتناقضات التي تغلغلت فيه، وإلى انتشار الخرافات التي تسربت إليه. ومن هذه الخرافات التي تقوم عليها المسيحية بوجه عام اليوم، هي خرافة الثالوث والتجسد. وما يدفعنا إلى التحفظ فنتحدث عن المسيحية "بوجه عام"، هو أن بعض الفرق المسيحية قد أدركت خرافية هذه العقيدة فتخلت عنها تماما وأنكرتها، وأقرت بوحدانية الله تعالى دون قيد أو شرط. ومن هذه الفرق المسيحية فرقة الكريستادلفيان واليونيتاريان وشهود يهوه. وهذه الفرق المسيحية قد أنكرت تماما ألوهية المسيح بأي شكل من الأشكال، بينما أدركت بعض الفرق الأخرى سخافة فكرة التثليث، ولكنها لم تستطع بعد أن تجد لديها الشجاعة الكافية لأن تعترف بسخافتها فتنكرها، ولذلك راحت تفسرها وتشرحها وتفلسفها في محاولات يائسة وفاشلة لكي تثبت أنها تؤمن بوحدانية الله، فكانت النتيجة أنها لم تحقق الوحدانية ولا التثليث، وإنما خلقت مسخا مشوها وخليطا من الاثنين، وذلك كما حاول جناب القمص أن يفعل.

يدّعي القمص أن مسيحيته تؤمن بأن الله واحد لا شريك له. ولكنه في نفس الوقت يحاول تبرير الأفكار التقليدية لمسيحية التثليث، فنراه يتكلم عن ثلاثة أقانيم يزعم أنها إله واحد، غير أنه يُعرّف الأقنوم فيقول إنه "كائن قائم بذاته ولا ينفصل عن غيره". وما أعجبه وما أغربه من تعريف لله الواحد الذي لا شريك له!! فهذا الإله الواحد في رأيه يتكون من ثلاثة أقانيم، أي يتكون من ثلاثة كائنات، كل منها قائم بذاته غير منفصل عن غيره. وبذلك فقد عاد مرة أخرى إلى مستنقع المسيحية التقليدية التي تؤمن بالتثليث، والتي تقول إن الله واحد يتكون من ثلاثة آلهة. وإذا سأل أحد كيف يكون الله واحدا وثلاثة في نفس الوقت، يقولون إن هذا هو السر الذي لا يستطيع غير المؤمنين أن يفهموه، ولا بد من الإيمان أولا ثم يأتي الفهم فيما بعد. وبالطبع إذا أقر المرء بالإيمان، فما الداعي لطلب الفهم بعد ذلك؟ إن مجرد المناقشة بعد ذلك تدل على عدم الإيمان والشك، وتؤدي إلى الاتهام بالكفر والهرطقة والزندقة، فمن ذا الذي يجرؤ على المناقشة، أو حتى التساؤل بينه وبين نفسه؟ إن تساؤل العقل في هذه الحالة يكون رجسا من عمل الشيطان فلا بد أن يجتنبوه، ويجب على المؤمن المخلص أن يطرد مثل هذه الأفكار الشيطانية من فكره، ويطهر منها قلبه، وكأن الله قد وهب الإنسان العقل ليفكر به في كل شيء ما عدا العقائد الدينية التي يخترعها رجال من أمثال القمص زكريا بطرس.

والحقيقة أن جناب القمص لم يصل إلى مصاف المخترعين للعقائد، وإنما هو من طبقة المبررين الذين يحاولون تبرير اللامعقول لكي يتفق مع المعقول، وتبرير الخرافة ليجعل منها حقيقة. ولذلك رأيناه يلف ويدور ويختلق لكلمة "الابن" الكثير من المعاني والتفسيرات، بل إنه لا يتورع عن الخداع والتزوير، فيقول من ناحية إنه يتفق مع القرآن حين ينفي أن يكون لله ولد، ثم يزعم من ناحية أخرى أن مسيحيته تؤمن بأن المسيح لم يولد من الله، ولكنه ابن الله، ثم يتحدّى المسلمين فيقول: "احنا بنقول "ابن" ما قلناش "ولد"، يعني آدي الكتاب المقدس، ويجيبولنا إن احنا بنقول المسيح ولد الله، أو الله ولد المسيح، احنا بنقول ابن".

ولو كان جناب القمص أمينا مع نفسه، ومع ضميره، ومع الناس الذين يحدثهم على شاشات التلفاز، لما قال هذه الجملة، لأنه يكذب ويعلم أنه يكذب، إلا إن كان جاهلا ولم يقرأ الترجمة الإنجليزية للأناجيل. ولكن يبدو أن الكذب مسموح به في شريعة القمص، ما دام يستطيع بهذا الكذب والغش والخداع أن يحوّل المسلمين عن الإسلام، ويوقعهم في شباك مسيحيته.

إن جناب القمص يجيد اللغة الإنجليزية، وقد عاش مدة في استراليا، وزار بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وأدلى بالكثير من الأحاديث واللقاءات التلفزيونية باللغة الإنجليزية، ولدينا أحاديث مسجلة لجناب القمص وهو يتحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة. وليس من شك في أنه يعلم ماذا تقول النسخة الإنجليزية لإنجيل يوحنا في الإصحاح الثالث والفقرة 16 التي نصها:
“For God so loved the world, that he gave (his only begotten Son), that whosoever believeth in him should not perish, but have everlasting life”.والترجمة العربية التي قام بها المترجمون المسيحيون الأمناء أمانة القمص زكريا بطرس هي كما يلي:
"لانه هكذا أحب الله العالم حتى بذل (ابنه الوحيد) لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية".

حسنا يا جناب القمص. لقد قبلنا التحدّي، وها هو البرهان أمام عينيك، وأمام عيون من يثقون بك ويظنون أنك لكونك رجل دين فلن تكذب عليهم ولن تخدعهم.

غير أن فضيحة الكذب لا تنتهي عند هذا الحد. فهي لا تقتصر على الكتاب المقدس وحده، وذلك لأن العقائد في المسيحية لا تقوم على الكتاب المقدس فقط، وإنما ما يقرره الآباء في مجامعهم الكنسية يصير أيضا من العقائد التي يلتزم المسيحيون بالإيمان بها. وقد نصت جميع قرارات المجامع المسكونية على أن المسيح هو الابن المولود من الآب. ولو تمحك جناب القمص بحجة الجهل وزعم أنه لم يقرأ ولم يسمع الفقرة التي ذكرناها في إنجيل يوحنا باللغة الإنجليزية، فهو بلا شك على علم بقوانين الإيمان التي أصدرتها المجامع المسكونية.

والأمر العجيب والشيء الغريب، أنني بحثت في شبكة المعلومات "الإنترنت" عن ترجمة باللغة العربية لقوانين الإيمان التي نجمت عن هذه المجامع، فلم أجد. وحتى في الموقع الذي نشر فيه جناب القمص كتابه عن انشقاق الكنيسة، نراه يتكلم عن المجامع المسكونية الأربعة التي تؤمن بها مسيحيته، ويذكر عنها كل شيء ما عدا نصوص قوانين الإيمان التي قررتها، وذلك لأنه يعلم أنه لو نشر قوانين الإيمان هذه، فلن يستطيع خداع المسلمين الذين يلف ويدور معهم، ويحاول إقناعهم بأن المسيح مجرد "ابن" ولكنه ليس "مولودا". ولذلك فقد اضطررت أن أقوم بترجمة الأجزاء الهامة من قوانين الإيمان هذه. وإني أتحدى جناب القمص وشركاه، أن ينشروا ترجمتهم العربية الكاملة لقوانين الإيمان هذه، إن كانوا يرون أي خطأ أو نقص في هذه الترجمة التي أقدمها لهم وللمسلمين وللمسيحيين أيضا، حتى يعلموا مدى كذب القمص ومقدار خداعه.
يقول قانون الإيمان الصادر عن مجمع نيقية (The Nicene Creed):
“I believe in one God, the Father Almighty, Maker of heaven and earth, and of all things visible and invisible. And in one Lord Jesus Christ, the only begotten Son of God, begotten of the Father before all worlds; God of God, Light of Light, very God of very God; begotten, not made, being of one substance with the Father, by whom all things were made…etc”. "أؤمن بإله واحد، الآب القدير، صانع السماء والأرض، وكل ما يُرى وما لا يُرى. وبرب واحد يسوع المسيح، الإبن الوحيد المولود لله، المولود من الآب قبل كل العالمين، إله من إله، نور من نور، نفس الإله من نفس الإله؛ مولود، غير مخلوق، من جوهر واحد مع الآب، الذي به خُلق كل شيء... الخ".
وأظن أن الأمر لا يحتاج إلى أي تعليق آخر على كذب وغش وخداع وتزوير جناب القمص.
غير أن مسلسل الكذب لا يقف عند هذا الحد، وجناب القمص.. رجل الدين المحترم، لا يتورّع عن الكذب وعن المزيد من الكذب، فهو يقول في الحلقة السابعة من حلقاته التي قدمها مع السيدة ناهد متولي ما يلي:
"الأستاذ عباس محمود العقاد، الله يرحمه، الكتاب اسمه "الله" صفحة 171، فبيقول: إن الأقنوم جوهر واحد، فإن الكلمة والآب وجود واحد، وأنك حين تقول الآب، لا تدل على ذات منفصلة عن الإبن، لأنه لا تركيب في الذات الإلهية، أي أن الله غير مركب من ذوات أو نفوس متعددة، هو واحد له عقل وله روح".

ومرة أخرى يلجأ القمص إلى أسلوب الكذب والخداع، فيحاول أن يخدع مشاهديه بإفهامهم أن المفكر الكبير الأستاذ عباس محمود العقاد كان يؤمن بعقيدة التثليث ويرى أن الآب والكلمة وجود واحد، بينما الذي ذكره الأستاذ العقاد هو ملخص لرأي كهنة المسيحية الذين اختلف بعضهم مع البعض في القرون الخمسة الأولى. ومن الكذب والخداع أن ينسب القمص هذه الآراء للأستاذ العقاد، ويشوّه بذلك سيرته وعقيدته. وقد سمعت أن بعض المصريين يريدون أن يرفعوا دعوى في المحاكم المصرية يتهمون فيها جناب القمص بالكذب والإساءة إلى أدب الأستاذ العقاد بتزوير كتاباته. وسواء أدانت المحاكم المصرية جناب القمص بسبب كذبه وافتراءاته على كتابات الأستاذ العقاد أو لم تدنه، فهذا أمر متروك لهذه المحاكم. وبطبيعة الحال فإن مثل هذا الحكم لا قيمة له بالنسبة للقمص، لأنه لا يقيم في مصر، ولكن الحكم الحقيقي سوف يصدر عليه في محكمة السماء، حيث يعلم القاضي الأعظم نيّات الكذابين والمفترين، وهو وحده الذي يستطيع أن يوقع العقاب، حيث لا يستطيع جناب القمص أن يهرب من المثول أمامه، ولا أن يتهرّب من الإجابة عند السؤال.

وما زلنا في مستنقع الكذب الذي تردّى فيه جناب القمص، حيث إنه روى عن الشيخ محيي الدين ابن العربي مقولة أخرى كما روى من قبل مقولة الأستاذ عباس محمود العقاد. إذ يقول في الحلقة السادسة التي سجلها مع السيدة ناهد متولي ما يلي:
"الشيخ محيي الدين العربي في كتاب فصوص الحكم الجزء الثاني صفحة 35، بيقول إيه محيي الدين العربي؟ بيقول: الكلمة هي الله متجليا، وهي عين الذات الإلهية لا غيرها. وقال أيضا في نفس الكتاب صفحة 143: الكلمة هي اللاهوت".

وقد بحث الأصدقاء عن هذه الجمل المنسوبة إلى الشيخ محيي الدين ابن العربي في الكتاب المذكور وفي الصفحات التي ذكرها جناب القمص، ولكن لم يعثروا لها على أثر، لا من قريب ولا من بعيد.
وقد قلنا غير مرة إن آراء العلماء في الإسلام ليست ملزمة للأمة، فليس في الإسلام كهنوت، وليس من حق أحد مهما بلغ علمه ومهما علا مقامه أن يفرض رأيه على المسلمين، والنبي الذي بعثه الله تعالى لهذه الأمة، لم يعط لنفسه هذا الحق وإنما أعطاه الله تعالى له في كتابه العزيز حيث يقول َأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ(المائدة:92)، ويقول مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ(النساء:80)، ويقول وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ(الأحزاب:36)، ويقول أيضا فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا في أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (النساء:65). إذن الطاعة الواجبة والاتباع الملزم في الأمور الدينية يكون لله تعالى وللنبي الذي بعثه الله تعالى لهذه الأمة، وأما اتّباع أولي الأمر فيكون في الأمور الدنيوية المنظمة لأحوال المجتمع والتي تقوم على الشورى. أما آراء العلماء فهي كلها اجتهادية، تخضع للصواب كما تخضع للخطأ، وليس من حق أي مجمع للمشايخ أو للعلماء أن يفرض رأيه على الأمة كما هو الحال في المسيحية.

وجناب القمص يعرف ذلك جيدا، ولكنه لا يكف عن محاولاته لخداع المسلمين، ولا يتوقف عن محاولاته التي تهدف إلى إقناعهم باتباع خرافاته وعقائده المغلوطة، اعتمادا على أقوال بعض العلماء، حتى ولو لم يكن لهذه الأقوال من أثر في صفحات الكتب التي يستشهد بها.
وأسلوب الغش والخداع الذي يتبعه جناب القمص يظهر بوضوح حين يستشهد جنابه برأي بعض الفرق المنحرفة أو المغالية، ثم ينسب هذا الرأي إلى المسلمين أو إلى طائفة من المسلمين، وذلك كما فعل عندما أراد أن ينسب إلى المعتزلة أنهم يؤيدون نظرية الحلول والتجسد التي يؤمن بها جنابه، فزعم أن المعتزلة قالوا "إن كلام الله حل في الشجرة، أي تجسّد فيها". أما المرجع الذي نقل عنه هذا الكلام فهو ليس كتابا من كتب المعتزلة، وليس قولا من أقوال رؤسائهم وقادتهم، وإنما هو من كتاب "الملل والأهواء والنّحل"، الذي جمع فيه مؤلفه آراء الفرَق والنّحل المختلفة، بما فيها الفرق الشاذة والنّحل المنحرفة. ويريد القمص بذلك أن يوحي للمسلمين أن الآراء التي ينقلها من ذلك الكتاب تُعبّر عن رأي علماء المسلمين. ويعلم جناب القمص تمام العلم أن في هذا الأسلوب خداع للمسلمين، وخداع لجميع مشاهديه حتى من المسيحيين الذين يسمعون كلامه ويصدقونه. وماذا يمكن أن يقول القمص لو أنني نقلت رأيا من آراء فرقة مسيحية من الفرق المسيحية التي يعتبرها القمص فرقا كافرة ومهرطقة ومنحرفة مثل "شهود يهوه" مثلا، ثم زعمت بعد ذلك أن رأي هذه الفرقة هو رأي المسيحية التي يؤمن بها القمص؟ ألن يعتبرني القمص إنسانا غشاشا ومغالطا ومخادعا؟ وإن لم يكن هذا هو الغش والخداع، فما هو الغش والخداع في نظر جناب القمص؟

إننا لا نهدف هنا أن نبين فقط كذب القمص وخداعه لمجرد إثبات أنه يكذب ويخادع، فالكذب والخداع هذا سوف يحاسبه الله تعالى عليه حسب نيّته، والله تعالى شديد العقاب كما أنه أرحم الراحمين، ولذلك فإننا نترك أمر القمص إلى صاحب الأمر. إن هدفنا من بيان الكذب والخداع في كلام القمص هو أن ننبّه أولئك الذين انخدعوا بكلامه وصدقوه إلى ضرورة مراجعة حساباتهم وعقائدهم، والسيد المسيح يقول: "ماذا ينتفع الإنسان إذا ربح العالم كله وخسر نفسه" (متّى26:16)، ونحن نُذكّر هؤلاء الذين يصدقون القمص بقول السيد المسيح ونقول لهم: ماذا ينتفع الإنسان إذا صدّق كلام القمص كله وخسر نفسه؟
وبعد..

إننا نأسف أن يتصف رجل دين بهذه الصفات، وكنا نتمنى أن يلتزم جناب القمص بأبسط قواعد الأخلاق والصفات الكريمة، التي يحض عليها كل دين من الأديان، مهما شابه من متناقضات، ومهما ناله من خرافات، فإن الأديان جميعها تحترم المبادئ الأخلاقية النبيلة وتحض عليها. ولكن يبدو أن جناب القمص يتّبع بإخلاص النصيحة التي يدّعي متّى أنها من قول المسيح حيث يزعم أنه قال: "ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب، فكونوا حكماء كالحيّات، بسطاء كالحمام" (متّى:16:10). وبطبيعة الحال، فلن يكون هناك أي شعور من حب لدى الغنم تجاه الذئاب، ولكن يملأهم الإحساس بالخوف والحقد والرغبة في الانتقام وإيقاع الأذى والضرر، تعبر عنها الحيّات بملمسها الناعم من الناحية الظاهرية، وسمها القاتل الموجود في داخلها والقابع في أنيابها. وهكذا كان القمص ومن هم على شاكلته من دعاة المسيحية الذين يتحدثون برقة الحمام وينفثون سموم الحيّات.

أضف إلى هذا تأسّيه بما كان يستخدمه بولس من منطق في تبرير الكذب، حيث إنه لا يمانع في التحايل بالكذب طالما كان هذا الكذب يؤدّي إلى ازدياد صدق الله. يقول بولس: "إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أُدان أنا بعد كخاطئ" (رومية7:3). هذه هي السياسة التي برع فيها جناب القمص، سياسة الكذب من أجل صدق الله ومجده الذي يتحدث عنهما بولس. ولكن أي صدق هذا وأي مجد هذا الذي يقوم على الكذب ويتأسس على الغش والخداع؟ ومن هو ذلك الإله الذي يحض الدعاة لدينه أن يلجأوا إلى الكذب من أجل أن يزداد مجده؟ لا يمكن أن يكون هذا الإله هو رب العالمين القدّوس المجيد الذي من أسمائه "الحق" لأن كل كلامه حق، ويقوم على الحق، وجاءت جميع رسله بالحق.

إننا نؤكد احترامنا وتقديرنا وإعزازنا للمسيح عيسى ابن مريم والدين الكريم الذي كان يدين به والذي دعا قومه إليه. ولكننا لا نعرف من هو يسوع الذي اخترعته الأناجيل التي كتبها بشر من أمثال لوقا اليوناني ويوحنا الروماني، ولا نعترف برجال من أمثال بولس الذي يصف سيده وسيدنا المسيح ابن مريم بأنه لعنة حيث يقول: "المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب ملعون كل من عُلّق على خشبة" (غلاطية13:3). ونحن نقول ملعون كل من لعن نبيا من أنبياء الله.

إننا نربأ بإخواننا المسيحيين أن يتّبعوا مثل هذه العقائد الفاسدة، ونهيب بهم أن يعيدوا التفكير فيها حتى لا يُكتبوا عند الله من لاعني الأنبياء. ولكن إذا كانت هذه هي إرادتهم وهذا هو اختيارهم، فهم أحرار في عقيدتهم، وليس من حقنا أن نحاسبهم على ما يعتقدونه، لأن حسابهم سوف يكون أمام رب العالمين. ونحن لم نتوجه إليهم بأي كلمة إلا كلمة النصيحة المخلصة، ولم نخاطبهم بأي لفظ جارح، وقد تحاشينا ما استطعنا استخدام الألفاظ الجارحة، وكنا نتوجه بالكلام إلى جناب القمص بكل احترام لأنه من رجال الدين، وتركنا السب والشتم لأنه لغة السفهاء من الناس، ولا يلجأ إليه إلا من أعوزته الحجة وافتقد المنطق. ونحن نشكر جناب القمص أنه أتاح لنا فرصة الرد عليه وتفنيد العقائد الباطلة التي يدعو الناس إليها.

إن معركتنا مع جناب القمص لم تنته بعد، وسوف نعود للرد على ما يدّعيه من استحالة تحريف الكتاب المقدس، وسوف نبين له وللجميع من مسلمين ومسيحيين مدى التحريف الذي أصاب الكتاب المقدس، فانتظرونا لكي تشاهدوا بأنفسكم كيف يخبو الباطل أمام الحق، وكيف يقذف الله بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق.

سلام
05-17-2006, 08:49 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  العقيدة الإسلامية ثابتة .لكن ما مصير عقيدة حياة عيسى في السماء؟ جمال الحر 3 2,064 11-11-2011, 11:28 AM
آخر رد: جمال الحر
  إلى الأخوة الأقباط ما هو القمص ??? بسام الخوري 3 2,166 01-24-2011, 04:47 PM
آخر رد: observer
  القمص زكريا بطرس....ما رايك ؟ ( بدون انفعال ) fancyhoney 36 9,910 10-22-2010, 02:06 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  الله ممكن ان يظلم , هل هذه عقيدة اهل السنة و الجماعة ؟؟؟؟ على نور الله 36 8,308 09-03-2009, 11:35 PM
آخر رد: الزعيم رقم صفر
  مناقشة العضو (..) فى عقيدة الولاء والبراء أنا مسلم 69 10,873 10-08-2008, 04:55 PM
آخر رد: Obama

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS