هارغي شوية من باب التنفيس ...
إسمحوا لي أن اتكلم ببعض الجليطة لأن مزاجي مش عالي و عايز أبعبع ...
و لنأخذ موضوع لبنان و إسرائيل الدائر الآن ..
بالنسبة لي و لنا في مصر فإن الموضوع نظري بحت ..
لا توجد شظايا قنابل و لا قتلى و لا طائرات تسقط نارا آكلة من السماء ..
لذا فالكلام فيه هو مجرد كلام على كل حال.

كلما حدث حادث أجد كل من هب و دب يزايد على عداء إسرائيل و أمريكا.
يسب و يلعن شاعرا و كأنه أنجز شيئا عظيما و و كأنه قد إنتصر على وحش مهول أو و كانه قد أصبح بطلا مغوارا فجأة.
إسمحوا لي ... جتكوا ستين نيلة.
طبعا كل تلك البطولات زائفة و تافهه و جوفاء لأسباب عدة ..
لأن كل تلك البطولات كلامية ... بطولات ببغائية ميدانها هو الكلام الكبير الأجوف كالببغاوات.
و هو ما ينطبق على المتحدثين بالعربية جدا لأن اللغة نفسها متقعلصة متجعضدة لكي تشعر صاحبها بالإنجاز بمجرد الكلام.
ليه بقا ؟
لأن إذا كانت إسرائيل وحش كاسر يبرز أنيابه و يقتل كبارا و صغار .. رجال و أطفال.
فالبطولة هي أن يستل المرء سيفه و يقتل التنين.
و لكن لان المتحدثين بالعربية عادة ما يكونون أجبن من دجاجة و كل إنجازاتهم كلامية ... فمجرد الهتاف يكفي.
مجرد تنفيس عن المشاكل الخاصة لكل واحد ..
يعني تبقى مرات الواحد مطلعة عينه يقوم يمشي في مظاهرة يسبلها و يلزقها في إسرائيل.
أصلا الجميع جبناء ..
قد يكون المصريين الآن يتعلمون الشجاعة و يستطيعون ان يقولوا كفاية و غيرة و لكن كل هذا لم يكن بكفاح الشعب و نضال الأمة.
كل هذا بضغط من أمريكا بالذات و ليس المجتمع الدولي حتى ..
و لو تراءى لأمريكا لعبة أخرى تلهو بها غير الديموقراطية في الخراب من المحيط إلي الخليج لقامت حكومتنا الرشيدة أعزها الله بلم كل لسان فاجر قرر ان يعيب في الرئيس أو حتى يتقول عليه بما لا يصح و لوضعت الجميع في السجون و المعتقلات و في ليلة واحدة لا أكثر.
و مع ذلك تجد من يتكلم بكل وقاحة عن أن المعارضة الجنين و التي لم تولد بعد من شعب أمي و جاهل و لا يفهم في السياسة و لا في غيره .. يتكلم عن حركة كفاية و حق التظاهر و حتى التعديل الديكوري للمادة 76 و غيره هي بسبب نضال الشعب المصري و ليس الفضل لأمريكا و لا لأي ضغط أجنبي بل الفضل كل الفضل هو للشعب المصري العظيم.
الشعب المصري ال... قال.
شعب جاهل حقا ..
يعني يستنى واحد يطبل علشان الباقي يرقص ..
و تلاقي في كل مناسبة غزو أمريكا للعراق أو غزو إسرائيل لغزة او ضربها للبنان ناس تطلع .. تكتسب إحترامها و عظمتها بسباب دولة لن يخدشها هتاف و لن يسقط جنودها حنجرة فذة.

هذا لأن العباقرة هنا لا يجيدون إلا الكلام ..
و حتى كلام اهوج ارعن لا يغني و لا يسمن.
كلام في الهجايس.
ليه بقا كلام في الهجايس و ليه كلام مالوش أي تلاتين لزمة ؟
أقول أنا ..
لانه كلام مالوش رجلين و لا يلمس الأرض ... بعيد كل البعد عن الواقع المعاش.

يعني مثلا أنا عايز أسأل ليه أمريكا وحشة و ليه إسرائيل بنت ستين كلب ؟
أمريكا : القوة العظمى الأولى و الوحيدة
أقوى قوة إقتصادية و عسكرية و علمية و تكنولوجية عرفتها الإنسانية ..
الدولة الشركة و الدولة الإمبريالية الرأسمالية المستغلة ...
الدولة بنت دين الكلب التي تجري وراء مصالحها بالمشوار.
مالها أمريكا ؟
بتجيبوا في سيرتها ليه ؟
أصلا الناس الهمج المتخلفين يتصورون أمريكا فردا شخصانيا بذاته ظالم و قاسي يا حرام.
لا يفهمون بوجه عام معنى كلمة دولة ..
لا يفهمون ما هو شكل الكيان الذي يضم 300 مليون و يزيد.
لا يفهمون طريقة هؤلاء الناس في التفكير و القيم المهمة لديهم ...
يعني مثلا حين تقوم أمريكا بغزو العراق من أجل البترول الذي هو من أجل مصلحتها و مصلحة إقتصادها و شعبها.
أو من أجل نشر الديموقراطية التي هي أيضا من اجل سلامتها و سلامة أراضيها و مواطنيها و مصالحها.
لا يختلف إثنان على أمريكا لها مصلحتها في اي حاجة بتحشر مناخيرها فيه ..

ما المشكلة ؟
ما المفروض ان تقوم به أمريكا انا لا افهم ؟
هل المفروض ان تدع مهووسا بالسلطة و ديكتاتور قذر أن ينعم بالبترول و يسرق شعبه بدلا من ان تحتل هي الأرض و تسرق البترول و ربما تعلم الناس دروسا في "كيف تعيشون" .. ؟
أصلا أن يسرق أحدهم مالك و بالقوة الجبرية لهو درس في حد ذاته ..
المتحدثين بالعربية لديهم الكثير ليتعلموه.

الجميع هنا لا يعرف معنى السياسة و لا البراجماتية و لا يقدرون المصلحة.
هم يقدرون مصلحتهم و نحن لا نقدرها.
فلماذا لا نترك الأشياء لمن يستحقها و لمن يجيد التعامل معها اكثر منا.
يعني مثلا في مصر كل الناس تقول ان البلد غنية جدا و لكنها منهوبة ...
و طبعا مصر كدولة عريقة في الفساد تم نهب الكثير من المال العام بل و تهريبه للخارج بحيث أنه حتى بعد سرقته لا ينفع الإقتصاد الوطني.
و لكن لو تم بيع المؤسسات الإقتصادية لجهات أجنبية لتديرها بطريقة رأسمالية يقول الناس إن البلد إتباعت.
يعني المصنع الخسران يفضل ملك الدولة و يخسر و ينتج بضاعة رخيصة و حقيرة و يشغل عمالة سيئة و زائدة أفضل من أن تتم خصخصته و إدارته بطريقة مصلحية تجعله يحتفظ فقط بالعمال المهرة و بحسب الحاجة لينتج سلع جيدة تنفع الناس و تخدم الإقتصاد.
لكن لا ..
الناس لا ترحم و لا تسيب رحمة ربنا تنزل ..
إذا كنتم لا تقدرون مصلحتكم جيدا و غيركم يفعل فلماذا تتمسكون بها ؟

مثلا الناس هنا دمهم رخيص و حياتهم مالهاش تمن ..
الواحد ممكن يروح ينتحر و لا يفجر نفسه علشان كلام فارغ.
ناس تموت من الجوع و ناس تموت في السجون و ناس تموت منداسة تحت نعال رجال المال و السلطة.
الكل يعرف قيمة الإنسان في مجتمعنا ..
كلنا يعرف قيمة كل واحد منا بالنسبة للآخرين ...
يكفي أن يلتقطك بوكس فيه أمين شرطة معفن و إنت راجع من شغلك بالليل لتعرف مقدار آدميتك الحقيقي ..
يكفي أن تعمل كالكلب طوال الشهر من اجل ملاليم لتعرف قيمتك الإنسانية في مجتمعك.
يكفي ..
يكفي أن تموت محترقا في قطر أو غرقا في عبارة لأن كلاهما ... لا يصلحان للإستخدام الآدمي.
ثم بعد ذلك يرغي كل واحد و يزبد لأن إسرائيل قتلت بضعة عشرات كبارا و اطفالا في مذبحة هنا أو هناك.
نفاق .. نفاق .. نفاق ..
إنها أرض النفاق ..
أنا أهين إبني و اشتمه و أضربه بالجذمة لكن لو جاري مسه بكلمة يبقى أجرم و لازم يتأدب.
هذا سلوك عربي صميم ..
النفاق شيمة عربية ..
لأن العرب ظاهرة كلامية فإن كل إنجازاتهم كلامية ..
النفاق ..
الكذب ..
السباب ..

بقا إسرائيل وحشة و شيطانية ؟
و شيخ الجامع المجنون يصحيني كل يوم الساعة تلاتة الفجر بصوته الأشبه بالنهيق لكي يدعي يوميا على أم أمريكا على إسرائيل على أم بريطانيا و على بقية الجماعة واحد واحد ..
الحكومة لو موتت ألف عمدا أو بغير عمد .. لن يفتح فمه.
و لو قتلت إسرائيل 57 يلعنها ..
نفاق هذا أم لا ؟

هل تعرفون ما المشكلة ؟
ما أقوله ليس أننا لكي نلوم إسرائيل علينا لوم أنفسنا أولا .. لا سمح الله ؟
و لا لكي نلومها على وحشيتها مع اطفالنا علينا ان نكون أحن منها على أطفالنا اولا .. لا, ليس هذا مقصدي.
و لكن ما اتمناه هو ألا ننافق ..
يعني إذا كنا نشعر فعلا أن حياتنا رخيصة و دمنا بلاقيمة و أطفالنا لا تساوي شيئا و أموالنا و أعراضنا و مستقبلنا بلا أهمية ..
لو كنا نشعر حقا أن كل هذا بلا أهمية فعلا و لا يساوي شيئا .. لماذا نصرخ لو تم سلبه منا ؟
يعني إذا كانت بالنسبة لنا فضلات فهي عظيمة الأهمية عند الآخرين .. إنها تنفعهم.

هل أنا كاذب ؟
ألا يعجبكم كلامي ؟
طيب أنا هثبت بالدليل القاطع ..
دلوقتي لو لاحظنا .. إسرائيل إنسحبت من جنوب لبنان تحت وطأة ضربات حزب الله, جميل.
إسرائيل مازالت تحتل مزارع شبعا و حزب الله لم يتركهم هناك .. إنه يدافع عن كامل الأراضي اللبنانية, جميل.
إسرائيل تضرب في غزة, يقوم حزب الله بمنتهى الوقاحة و التهور و يضرب إسرائيل و يجرجر وراؤه لبنان كلها.
إقتصادها يضرب و أمن مواطنيها و حياتهم ضاعوا ..
هل تلك بطولة أم حماقة و غباء ؟
طب إسرائيل كدولة و كنظام و كحكومة و كشعب ولاد دين كلب كلهم نابهم أزرق و مايعرفوش ربنا (أحسن.. )
ما لزمة إستفزازها و باي حق ؟
يعني في أي مكان في العالم يتحكم مجلس الشعب في قرار السلطة التنفيذية بإعلان الحرب ..
البرلمان يتحكم في قرار و مدة و ميزانية الحرب ... لأن تلك مصائر أمم.
و لكن حزب الله يقرر جر لبنان كله إلي .. مذبحة و ليست حربا.
بدون أن يستأذن أحدا لا حكومة و لا برلمان و لا أي شيء ..
هم وكلوا الحكومة للتفاوض على الأسرى ... كتر خيرهم الصراحة, ناس بتتعب فعلا.
يعني لبنان المحررة أراضيه يحارب إسرائيل بينما دولة مثل سوريا أرضها محتلة و لديها جيش و قوة عسكرية على قدها تخشى حربا مع إسرائيل.
سوريا لا تستطيع محاربة إسرائيل بسبب فارق القوة ...
و لكن حسن نصر الله يقرر أن يزج بلبنان بين أنياب الأسد لكي يحصد بعض القتلى و المصابين بصواريخه و طبعا بطولة أخرى زائفة يلوكها العرب بألسنتهم.
حسن نصر الله .. تلك البطيخة المتكلمة و المتوعدة أصبح بطلا لانه زج ببلد كامل تحت وطاة الضربات الإسرائيلية القاصمة.
لأ ... و يلومون إسرائيل لأنها تحرك آلتها العسكرية الضخمة دفاعا عن مواطنيها من قصف الصواريخ و من عسكرييا من الإختطاف و الأسر.

تلومون إسرائيل لانها تقدر دم الفرد الواحد من مواطنيها بعشرات المواطنين من الفلسطنيين و اللبنانيين.
إسرائيل تقول لكم ان دم ابناءها غالي ..
ثم أنها كلمتكم باللغة التي تفهمونها مادم دمكم رخيص أصلا ...
يعني إذا كانت حكوماتكم تقتلكم بأكثر من تلك الاعداد فإن إسرائيل لن تخيفكم أو ترعبكم باقل من تلك الاعداد.
و لو كنتم تقدرون حياتكم و حياة ابناءكم بما هو اكثر لما كانت حركاتكم الإسلامية تخطف الجنود الإسرائيليين لكي ترد هي الواحد بمئة و ألف.
دولة محترمة فعلا ..
أما بلد يحترم مواطنيه و يقدرهم ... مش زينا.
أما شعب قوي يستطيع أن يدافع عن نفسه و أن يأتي بحقه تالت و متلت ..


نقطة اخيرة :
نستطيع أن نشاهد الصين و نتعلم ..
الصين كانت دولة شيوعية تعلي أيدلوجيتها الماركسية فوق كل إعتبار ..
إجتاحتها المجاعات و هي ترفض المساعدة في كبرياء .. في صلف في الواقع لأن حياة الناس أهم.
ثورتها الثقافية دمرت بعض معالمها ..
حين عرف دينج سياو بنج البراجماتية و طعم بها سياسة دولته تطورت الصين.
قال " لا يهم ما هو لون القط .. المهم هو هل يستطيع صيد الفأر" .. أي "الغاية تبرر الوسيلة"
أو البراجماتية ..
و قال " بعض الرأسمالية تصلح المعدة " و إخترع "الإشتراكية ذات الخصائص الصينية"
في النهاية تحقق الصين معدلات نمو إقتصادي مثيرة للإعجاب.

الصين بجلالة قدرها تعاني من امريكا ..
فتايوان بالنسبة للصين كإسرائيل بالنسبة للمنطقة ..
أمريكا تزود تايوان بأحدث الأسلحة بل و تسبغ عليها حمايتها : بوش قال أن أمريكا ستتدخل لو هددت الصين تايوان.

و مع ان الصين تملك القنبلة الهيدروجينة و النووية بعكس تايوان.
و مع ان الصين تملك صواريخ بعيدة المدى و جيش كبييييييير و أسلحة و ... و ..
الصين لا تريد و لا تسعى لشن حرب لكي لا تخسر مصالحها الإقتصادية مع تايوان و مع أمريكا ..
لديها علاقات تجارية جيدة مع الجزيرة المارقة و مع عدوتها أمريكا بفائض تجاري كبير لصالح الصين ..
و لا تريد أن تتوقف الآن عن النمو الإقتصادي ...
الصين ترسانتها العسكرية تتزايد يوما بعد يوم ..
و نفوذها السياسي و الإقتصادي يتزايد يوما بعد يوم ..
الصين قد تخسر في أي حرب تدخلها الآن ..
و لكن الغد يملكه الشعب الصيني ... النامي المتطور.
تايوان إن لم ترجع غدا سترجع بعد غد ..
و أمريكا لن تستطيع ان تحول دون ذلك حين ياتي الوقت المناسب ..
و لكن حين يكون للمرء حياة يكون لديه ما يخسره و يكون لديه ما يخشى عليه و يدافع عنه ..
لن تبني بيتا في شهور ثم تاتي بعد لتقوم بحماقات لكي تخسر البيت ..
المشكلة ليست أرضا أموت عليها الآن لكي يحيا عليها عدوي بقية حياته ...
المشكلة هي "كيف أحيا يوما آخر ؟ و كيف يأتي الوقت المناسب الذي أحصل فيه على حقي كاملا ؟"
تلك هي السياسة و هذا هو الذكاء ..
و ليس كيف أكون بطلا عنتريا أرتكب الحماقات و أخسر الخسارة تلو الأخرى ..

الغريب العجيب أن العرب في كل مظاهرة يرفعون صورة لعبد الناصر ..
صاحب أكبر و اهم هزيمة عسكرية في تاريخنا الحديث ..
ناصر صاحب النكسة هو رمز البطولة منذ توليه و إلي الآن.
و نصر صاحب الحماقات هو رمز للبطولة من بعده ...



بعد إذن حضراتكم ..
لو ان احدا يعرف شعبا أكثر حماقة من الشعوب المتحدثة بالعربية فليدلني عليها.

سلام.