يقول الله سبحانه:
وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {11} فاطر
في أية أخرى من سورة البقرة " [COLOR=Yellow]وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء " يدل على أن الإنسان يمكنه أن يعرف ما تحمله الأنثى ، إذا شاء الله ذلك ،
وقوله سبحانه وتعالى" وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء " تنطبق على جميع العلوم البشرية .
ولم يقل ولا يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا بعلمه ، لأن مقدار زيادة العمر ونقصانه ليس من العلم الذي يمكن أن يحيط به الإنسان يوما ما ، وإنما قال (إلا في كتاب) يعني اللوح المحفوظ( تفسير الجلالين) كما قال في أية أخرى : ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير"
اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ {8}
إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ {47} جاء في تفسير ابن كثير"(إليه يرد علم الساعة) أي لا يعلم ذلك أحد سواه وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى( ولا تضع إلا بعلمه ) أي الجميع بعلمه لا يعزب عن علمه مثقال ذرة" و جاء في تفسير الجلالين :" 47 - (إليه يرد علم الساعة) متى تكون لا يعلمها غيره (وما تخرج من ثمرات) وفي قراءة ثمرة (من أكمامها) أوعيتها جمع كم بكسر الكاف إلا بعلمه ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه"انتهى . إذن علم الساعة لا يعلمه غيره ، وجاء في تفسير القرطبي : "قال ابن عباس: الكمة الكفرى قبل أن تنشق، فإذا انشقت فليست بكمة." أي ما تخرج من ثمرات قبل انشقاقها ومن ذلك ما يندرج تحته من علوم النبات ، نستنتج أن علم الساعة يرد إليه وحده أما ما تخرج من ثمرة من أكمامها و ( ما تحمل كل أنثى ) ولا تضع إلا بعلمه ، و(لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) .
وفي كتاب الله أية أخرى تقول :
إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {34}
وهنا بين أن علم الساعة عنده ، ثم قال وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام لأنه سبحانه سيجعل الناس يحيطون بشيء من علمه ( اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) البقرة {255} بينما اختتم الاية بقوله : وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ . وهنا خص معرفة الإنسان برزقه ومكان موته وفصلها عن علمه لما في الأرحام ليبين أنها ليست من العلم الذي يمكن أن يدركه الإنسان . ليبين للناس أن يبحثوا داخل القران ليجدوا الإجابة ( فالقراّن قد يفسر بعضه)

أرجوا ممن لديه الأمانة العلمية من غير المسلمين إذا عرف شيئا أن يبين للآخرين ما تعلمه ، وأن لا يكون ممن يلبس الحق بالباطل أو يكتم ، أ و يضلل ، أو يشتري به ثمنا قليلا ، أو يتولى عنه معرضا ، أو ينبذه وراء ظهره ، أو يولي مستكبرا كأن لم يسمع ... وتحياتي لزملائي الكرام .





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[COLOR=Red]تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ {6} وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ {7} يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ {8} وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ {9} مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئاً وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {10}الجاثية

كيفية تكون الذكر والأنثى

يستشهد عفيف طبارة بالآيات 37ـ39 من سورة القيامة والتي تقول :" أيحسب الإنسان أن يُترك سدى . ألم يكن نطفة من مني يُمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى " فيقول عن هذه الآيات :" يقرر القرآن بأن جنس المولود سواء أكان ذكرا أم أنثى ، مصدره من ماء الرجل وحده وهذه حقيقة علمية يؤيد بها العلم القرآن ...وهكذا تظهر حكمة القرآن عندما قال (فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) والضمير في لفظ "منه" راجع إلى السائل المنوي الذي يصدر من الرجل والذي عبر عنه القرآن بقوله ( ألم يك نطفة من مني يُمنى ) " (1)

لم أشأ التطويل على القارئ بخصوص هذا الموضوع لذلك لن أعود إلى تفاسير الآية التي استشهد بها هذا الكاتب ولكن سأدرج ماهو أقوى من التفاسير ، سأدرج حديثين يتعلقان بالموضوع كي نرى موقع الإعجاز من الصحة ، ونحن نعلم أن السنة تفسر القرآن :

ـ قال الإمام أحمد حدثنا سفيان بن عمرو عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : سمعت الرسول يقول :" يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين ليلة فيقول يارب ماذا؟ شقي أم سعيد ذكر أم أنثى ؟ ...إلخ الحديث " (2)

ـ والحديث الآخر مروي عن ثوبان مولى محمد يذكر فيه يهوديا جاء يسأل محمدا فقال " جئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان ، قال ينفعك إذا حدثتك ، قال أسمع بأذني ، قال جئت أسألك عن الولد ، قال : ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا ، فَعَلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله ، وإذا علا مني المراة مني الرجل آنثا بإذن الله " رواه مسلم في الغسل في كتاب الطهارة (3) .

والآن سنوضح اعتراضاتنا بالرغم من أن الأحاديث تبطل بشكل قاطع الإعجاز الذي ادعاه عفيف طبارة وغيره :

1ـ ذكرت الأحاديث أن الله لا يقرر خلق الأنثى أو الذكر إلا بعد مضي أربعين يوما عن تخصيب البويضة في حين أن الحيوان المنوي يحمل منذ البدء إما صبغات أنثوية أو ذكرية ، فإن كان يحمل صبغات أنثوية كان الجنين أنثى وإن كان يحمل صبغات ذكرية كان الجنين ذكرا .

2ـ يقول الحديث أيضا أنه إذا علا مني الرجل مني المرأة كان المولود ذكرا وإذا علا مني المرأة مني


---------------------------------------------
1: روح الدين الإسلامي ص62

2: ابن كثير في تفسيره لسورة القيامة

3: انظر أيضا التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول 5/420

الرجل كان العكس ، في حين انه لا هذا ولا ذاك بل الحيوان المنوي للرجل هو الدي يتوقف عليه جنس

الجنين ، فلو كان القرآن يحوي إعجازا أطلع الله محمدا عليه ، فلماذا يُخطئ محمد أخطاء فظيعة كهاته ؟؟

3ـ نعود مرة أخرى للآية الواردة سابقا ( ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) نلاحظ أولا أنه لم يعين لا مني الرجل ولا مني المرأة ، والآية تتكلم بصفة عامة لا بصفة التخصيص ففي أولها تقول ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ) وبالتالي فالمقصود هو الإنسان سواء أكان ذكرا أم أنثى ، فلما تقول الآية (فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) فإن الضمير "منه" يعود على الإنسان ككل لا على الرجل وحده ، إذن فالمعنى الصحيح هو أن الآية تخاطب الإنسان (الذكر والأنثى) وتخبرهم جميعا بأن أصلهم ما هو إلا مني تطور ونما عبر مراحل بفضل قوة الله ولذلك لن يتركه الله يوم القيامة بل هو قادر على إعادته وتكوينه من جديد كما فعل أول مرة ...

هذا هو المعنى المقصود ، وهو معنى بعيد كل البعد عن الإعجاز العلمي المزعوم ، فلماذا يدعي الآخرون غير ذلك ؟؟

الزميل عدلي : الزملاء الكرام :
في هذا الرابط موضوع الرد الذي وضعه عدلي ، وقد نسخه بالحرف وبالكلمة ، ولم يكلف نفسه مراجعة الخطأ في الترتيب الذي يوجد فيه : ــ
http://www.servant13.net/bayan/bayan26.htm
بعنوان : الموضوع الخامس والعشرون : كيفية تكون الذكر والأنثى

والخطا هو :
أن الفقرة( 3 ) من الاعتراضات قد كتبت بعد نهاية الموضوع ،
وبعد كتابة الهوامش .
(أي الموضوع غير مترابط).

أما أنا فلن أنسخ شيء حرصا على عدم تضييع الوقت في شيء لا يتعلق بما طرحته في الموضوع .
واحتراما لعقولنا ،
[SIZE=5]وسأضع لكم رابطا يتضمن الرد على ما نسخه ، وعلى غيره من المواضيع ، وما علينا سوى البحث إن أردنا الفهم والإدراك ، وليس مجرد النقض والانتقاص :
http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show...lect_page=rodod

ومما ورد فيه :
"2. كما أن القرآن الكريم يبين أن نطفة الرجل هي من تقرر جنس الجنين:
" وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى، مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى " [النجم: 45، 46]." انتهى الاقتباس.
ومعنى إذا تمنى أي في حالة الإمناء (النزول) وهذا يدل دلالة واضحة على أن المقصود هو النطفة غير المخصبة.
وفي اية أخرى من سورة الإنسان :
هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً {1} إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً {2}
فالمني هو شيء مذكور (معروف) أما النطفة التي تحوي الأمشاج ( الحيوانات المنوية ) فلا تكاد تذكر .