انتهيت لتوي من قراءة كتاب ( الرجال من المريخ ، النساء من الزهرة ) ورأيي المتواضع في الكتاب أن الكتاب لا يستحق كل هذه الضجة التي أثيرت حوله وان يصبح على قائمة الكتب الأكثر مبيعا فمعلومات الكتاب – على الأقل بالنسبة لي – عادية وليست مميزة ، ربما لأني لا أعاني من مشاكل في حياتي الزوجية والحمد لله ولذا فلم أجد في الكتاب ما يثيرني أو يكشف لي سرّا خفيّا في العلاقة بين الرجل والمرأة .
وحتى لا أكون متجنيا على الكتاب فإن الكتاب يعيبه التكرار المّمل لنفس الفكرة في كل فصول الكتاب ، فهناك فكرة مركزية واحدة في الكتاب وتكاد باقي الفصول هي تنويع على هذه الفكرة ، وهذه الفكرة هي مايمكن تسميته حسب تعبير المؤلف بإستراتيجية ( اللجوء للكهف ) بالنسبة للرجل وبالنسبة للمرأة هو في كونها تشبه ( موج البحر ) ، ما يعنيه المؤلف بإستراتيجية ( اللجوء للكهف ) هو في كون الرجل ميالا للعزلة وحلّ مشاكله بنفسه دون مساعدة من الغير فشعار أهل المريخ كما يقول المؤلف ( لا تصلحه إلا إذا كان مكسورا) وهذا ما على المرأة أن تفهمه حول سلوك الرجل بأن لاتكثر من التدخّل في كل صغيرة وكبيرة في حياة الرجل فذلك ما يعطي انطباعا للرجل بأنه ليس أهلا لحمل المسؤولية وانه غير جدير بالثقة ، لذا فمن الأفضل أن لا تتبعي أيتها المرأة الرجل إلى كهفه ودعيه يأخذ وقته في حل مشاكله فهو إذا احتاج مساعدة سيطلبها .
هذا بالنسبة للرجل أمّا المرأة فأفضل تشبيه لها هوفي كونها كموج البحر لا يستقر على حال ، فتارة هو في صعود وتارة في نزول وتكون المرأة في أفضل حالاتها عندما تكون الموجة في صعود حيث يكبر تأثير تقدير الذات ليها وتكون المرأة في أسوأ حالاتها حينما تتكسر موجتها وعندها تلجأ المرأة لما يعرف باستراتيجيه (النزول للبئر) وهنا على الرجل أن يترك المرأة في حالها ولا يحاول انتشالها من قاع البئر تماما كما هو مطلوب من المرأة ان تترك الرجل يأوي لكهفه ، ولأن المرأة مثل موج البحر فهي متقلبة المزاج وتحتاج إلى رجل يتفهم هذا المزاج المتغير فلا يحاول التدخل وقسرها على مزاج واحد بل عليه أن يساير الموج وإلا ستحدث عندها مشاكل جمّة ، كما أن النساء يميلون عموما إلى حب التحدث حول المشاكل دون أن يعني ذلك أنهن يبحثن عن حلول للمشكلة ، فأقصى منى المرأة وأملها ان تجد شخصا يجيد فن الإصغاء والاستماع لها حينما تتحدث وأكثر ما يثير غضب المرأة أن لا تجد أذنا صاغية .
هاتان الفكرتان هما لب الكتاب وباقي الفصول كما قلت هي تنويع وتكرار على هاتين الفكرتين ، هذا ما خرجت به من حصيلة في قراءتي للكتاب .

كثير مما يقوله هذا الكتاب لا يصفنا كعربان وإنما يصف الرجل الأميركي المعروف عامة بتقوقعه حول ذاته. في المقابل يميل الرجل العربي بحسب تقسيمة هذا الكتاب وغيره بميله للطابع الأنثوي حيث يحب الحكي والكلام وكلها أمور نسائية لا اهتمامات ذكورية أميركية.


Arrayما يعنيه المؤلف بإستراتيجية ( اللجوء للكهف ) هو في كون الرجل ميالا للعزلة وحلّ مشاكله بنفسه دون مساعدة من الغير [/quote]

للأسف المؤلف معه الحق فالرجل الأميركي هو فعلا كذلك. شعاره: لا تسأل عن الإرشادات Don't ask for directions وأسأله: ليه بس؟ يرد علي: لأنها علامة ضعف It is a sign of weakness.

الرجل الأميركي كثيراً ما يكون واهم ويظن أنه يقدر على حل مشاكله بنفسه وبدون أي مساعدة للغير. ربما في هذه صفة إيجابية ولكنها تنطوي على اكتفائية مزيفة a false sense of self-satisfaction, a false sense of independence.

Arrayوتحتاج إلى رجل يتفهم هذا المزاج المتغير فلا يحاول التدخل وقسرها على مزاج واحد بل عليه أن يساير الموج وإلا ستحدث عندها مشاكل جمّة ، كما أن النساء يميلون عموما إلى حب التحدث حول المشاكل دون أن يعني ذلك أنهن يبحثن عن حلول للمشكلة ، فأقصى منى المرأة وأملها ان تجد شخصا يجيد فن الإصغاء والاستماع لها حينما تتحدث وأكثر ما يثير غضب المرأة أن لا تجد أذنا صاغية .[/quote]

مزاج مين اللي متغير؟ هذه إشاعة تكثر بين الذكور عن تغير مزاج المرأة وكأنه موج البحر حبة فوق وحبة تحت. فهم مغلوط ويعفيه من محاولة الدخول الصادق لعالم المرأة.

أصاب المؤلف لما قال إن الرجل لا يجب أن يعمل على قسر المرأة - أو أي بني آدم يا سيدي! ومن فينا يحب من يقسره على أي شيء؟!- على مزاج واحد حتى ما يكون هو مرضي ومبسوط.

والمؤلف معه حق أن النساء يميلن إلى التحدث حول المشاكل.. ونحن أيضا كرجال عندنا هذه الصفة. مش بس الستات لوحدهم. الرجل الأميركي ليس كذلك. الرجل الأميركي قد يموت ولا يحدث أحد بمشاكله إلا فئة نادرة قليلة جداً.

وأصاب المؤلف إصابة جيدة بقوله إن النساء عندما يتحدثن عن المشاكل لا يبحثن عن الحلول وإنما يبحثن عن آذان صاغية؛ أذن تصغي وقلب يحس يشعرها بتضامنه معها فهي لا تريد كولومبو القبضاي حلال المشاكل وإنما تريد من يشعرها بوجوده إلى جوارها واصغائه الصادق بحواسه لها ولا أقول مجرد استماع عادي. تشعر المرأة بعزلة وفراغ رهيبين عندما تعيش مع رجل وتشعر أن هذا الرجل لا يعرف عنها شيء .....وبعد كل هذا وآخر النهار عايز سكس! عازه عزرائيل :lol:

كما ذكرت لك أن هذا الكتب يعطي بعض الأفكار ولكنه لا يفيد واحد عرباوي مثلي وإنما فائدة كهذه أجنيها مباشرة بمصادقة النساء وأسعى إلى أن ألبي دعوة سعاد الصباح وهي تقول على لسان ماجدة الرومي "كن صديقي". هذا شيء نكون عليه ونسعى لأن نصير إليه ولسنا نصبح أصدقاء بمجرد الأمنيات وكأن الصداقة كلمة على اللسان! بمصادقة النساء ستعرف كل ما تريد عنهن وتجد في صداقتهن ما وجدته أنا شخصيا مما أغناني عن صداقة الكثير من الرجال واللي العشرة منهم بفلس أحمر.

عزيزي/ عزيزتي hopeful

أشكرك بشدة على تشجيعك وكلامك الجميل. وأنا بسرور شديد أرحب بصداقتك.

جميل أننا نتفق في هذا فالكتاب لا يخاطبنا كعرب ونحن كعرب لنا طبيعة وتكوين ومزاج نفسي مختلف عن المؤلف الأميركي صاحب الكتاب وإنْ كانت الإنسانية بصورتها العامة تجمعنا جميعاً من مشارق الأرض إلى مغاربها.

تعجبت من قولك إنك تحييني على ثقتي بالمرأة العربية. أنا نفسي عربي وقابلت عرب كثيرين في حياتي ممن إئتلفت بهم نفسي وشعرت معهم باندماج وانسجام غير عاديين. أنا مش متفرنج. مضطلع وأحب الثقافة ولكني في أصلي فلاح. بجوار بيتنا كانت توجد زريبة بهايم مباشرة الحيط في الحيط. هههههههه أنا مش من المريخ!

نهارك فل.
:98:

انا قرات الكتاب منذ مدة طويلة, ولكن الامثلة التي يوردها الكاتب من الحياة اليومية كانت تنطبق على اغلب من اعرفهم, اذكر مثلا تطرقه لمثال رائع عن سوء التفاهم بين الرجل والمراة فيما يخص العمل. المثال كان يتحدث عن ان الرجل عندما يعود من العمل للبيت فانه يحب الانزواء في ركن و قرائة الجريدة, او مشاهدة التلفاز, بينما المراة تحب ان تتحدث عن تفاصيل ما جرى معها في العمل, وهنا قد يحدث سوء تفاهم بين الزوجين.
بصراحة الكتاب يؤسس لفهم افضل بين الجنسين, والامثلة مجرد شواهد للاختلافات الموجودة بينهما, ويمكننا ان نستعيض عن هذه الامثلة بامثلة اخرى من حياتنا اليومية ولكن الفكرة ككل صحيحة, والكتاب يستحق القراءة (من وجهة نظري).


مودتي للجميع
(f)