تُعتبر قضية التعددية الطائفية والاثنية واحدة من أكثر المسائل إشكالية في الواقع السوري، اذ يمتاز المجتمع السوري بتعددية طائفية وعرقية غنية، فعلى الصعيد الديني ينقسم السوريون الى مسلمين ومسيحيين، اضافة الى تواجد صغير لليهود وطائفة اليزيدية، وعلى الصعيد المذهبي ينقسم المسلمون الى سنة، وشيعة امامية اثنى عشرية، وعلوية، واسماعيلية، ودروز، في حين يتوزع المسيحيون على جميع الطوائف المسيحية المعروفة ( ارثوذكس وبروتستانت وكاثوليك)، وعلى الصعيد العرقي يضم المجتمع السوري اثنيات مختلفة ( عرب وأكراد وشركس وتركمان وأشوريين) وضمن هذا الاطار تشكل أية مقاربة فكرية أو بحثية أو سياسية لقضية التعددية الطائفية والعرقية خطوة شديدة الحساسية تتطلب قدرا كبيرا من الدقة والحذر، وقد أعلنت جماعة الاخوان المسلمين في سورية مؤخرا وثيقة جديدة بعنوان ( التكوين المجتمعي السوري والمسألة الطائفية : رؤية جماعة الاخوان المسلمين في سورية ) عرضت فيها قراءتها السياسية الاسلامية لقضية التعددية الطائفية والاثنية في سورية، ورغم أن الوثيقة لم تأتِ بأفكار جديدة (معظم ما تضمنته من رؤى سبق للجماعة أن عالجته في وثيقتها الأوسع : المشروع السياسي لسورية المستقبل) الا أن اصرار جماعة الاخوان المسلمين السوريين على افراد ورقة مستقلة للطائفية والاثنية وفي هذا التوقيت بالذات يقدم اكثر من دلالة، فقد جاء اصدار تلك الوثيقة في خضم رياح سياسية لا تشتهيها سفن الاخوان بعد أن تصاعدت أصوات الاحتجاج على تحالف جماعة الاخوان السوريين مع عبد الحليم خدام (سواء ضمن صفوف المعارضة السورية عامة، أو داخل الفصيل الاردني لجماعة الاخوان المسلمين، ناهيك عما تردد في بعض وسائل الاعلام من وجود خلافات اخوانية سورية على خلفية التحالف الاخواني مع خدام) وقد بلغت تلك الاحتجاجات ذروتها في أعقاب الاعلان عن تأسيس ما سمي بـ (جبهة الخلاص الوطني من اجل التغيير في سورية)، ويبدو أن جماعة الاخوان المسلمين اختارت هذا التوقيت بالذات لنشر ورقتها في محاولة لامتصاص النقد الموجه لها (اخوانيا وشعبيا)، وكسب أوراق جديدة على صعيد اثبات الالتزام بقيم المواطنة، واختارت لذلك كله قضية شائكة وشديدة الحساسية وهي التعددية الطائفية والعرقية في المجتمع السوري.. فما الجديد في مقاربة الاخوان المسلمين ؟ ..

1- طغت على ورقة الاخوان المسلمين اللغة الخطابية والاسلوب الانشائي، وخلت تماما من تقديم أجوبة صريحة وواضحة على الاسئلة الاشكالية الملحة من قبيل: هل يقبل الاخوان المسلمون في سورية رئاسة مسيحي أو مسلم غير سني للدولة ؟ وكيف ينظرون الى تفاصيل حقوق غير المسلمين وغير السنة ؟ هل سيكون للآخر غير العربي أو المسلم أو السني حقوق كاملة في تولي المناصب الوزارية والوظائف الحكومية الكبرى، والقيادات العسكرية والأمنية، والقضاء،..الخ ؟ وكيف سيبنون سياسات التعليم الديني الحكومي ؟ هل سيفرضون تعليم المذهب السني على باقي الطوائف في المدارس بوصفه (ثقافة الأغلبية )؟ وباعتبار أن الاخوان المسلمين جماعة تدعو الى تطبيق الشريعة الاسلامية وتحويل الفقه الاسلامي الى قانون فما هو المذهب المعتمد في التشريع ؟ أهو مدارس الفقه السني حصراً ؟ وهل سيكون للطوائف غير الاسلامية وغير السنية الحق بالدعوة الى نحلهم وترويج افكارهم ونشر عقائدهم ؟ وهل ستكون وسائل الاعلام الرسمية حكراً على التوجه العروبي الاسلامي السني؟ وهل سيكون للآخر غير العربي أو السني أو المسلم كامل الحرية في التعبير عن هويته القومية والطائفية والدينية وممارستها علناً ؟ وهل سيسمحون بتأسيس أحزاب على أساس قومي أو طائفي أو ديني يخالف الدائرة العربية – الاسلامية – السنية ؟ ..

أسئلة كثيرة اكتفت ورقة الاخوان المسلمين بالاجابة عليها بجملة واحدة هي ( المواطن مكرم بمواطنته، وهذه المواطنة هي مناط الحقوق والواحبات) وهي عبارة تثير من التساؤلات أكثر مما تقدم من الاجابات ! خصوصا اذا أخذنا بعين الاعتبار الهوة الكبيرة التي تفصل بين التنظير والواقع في العمل الاخواني ! مما يجعلنا نطرح تساؤلات مشروعة حول مدى جدية الاخوان المسلمين فيما اعلنوه من وعود..

2- أكدت ورقة الاخوان المسلمين على أن الاثارة الطائفية في سورية هي نتاج النظام السياسي القائم الذي (هيّجها منذ أربعة عقود) وهو تحليل ذو بعد سياسي واضح يتجاهل بشكل كامل السياقات الاجتماعية والفكرية والدينية التي تحكم المسألة الطائفية، والتي تعود بجذور الطائفية وأزماتها الاجتماعية والسياسية الى عقود طويلة تسبق حكم البعث بكثير، وتكفي مراجعة سريعة الى كتاب (دمشق بين المماليك والعثمانيين) للباحث أكرم حسن العلبي والذي عرض فيه جانبا من مشاكل الطوائف ضمن المجتمع الدمشقي، مرورا بفتوى ابن تيمية الشهيرة في تكفير (النصيرية) وانتهاءً بكتابات الشحن الطائفي ضد كل من يخالف التيار السني، ونكتفي هنا بمثال واحد له دلالته الكبيرة لتعلقه بجماعة الاخوان المسلمين السوريين وهو رسالة (الخمينية شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف) للمفكر الاخواني السوري سعيد حوّى، وفي هذا الكتاب شن القيادي الاخواني سعيد حوّى حملات شعواء على مذهب الشيعة الاثنى عشرية واصفاً اياه بالزيغ والضلال والانحراف، بل وصل الأمر الى الحديث عن مؤامرة شيعية للسيطرة على العالم الاسلامي ونشر التشيع وتصفية الوجود السني !! معتبرا أن (ما يجري في تركيا وفي لبنان وفي سورية وفي السند، والحرب العراقية الإيرانية والدعاية الهائلة والأموال الطائلة التي تبذلها الخمينية ما هي إلا مقدمات لسيطرة الشذوذ الشيعي على الأمة الإسلامية، فها هي " حركة أمل " و " حزب الله " يتعاونان على القضاء على الفلسطينين في لبنان بمساعدة سوريا، وها هي " أمل " بالتعاون مع سوريا تصفي الوجود السنّي في بيروت، وها هي النصيرية في طرابلس متعاونة مع النظام السوري تصفي شوكة السنيين في طرابلس، وها هي سوريا بنظامها الباطني تعمل على تقويض سلطان السنة في تركيا ، فتمد اليسار والأرمن وتدفع بالنصيرية نحو التغلغل في الأحزاب المتطرفة، وها هي سوريا تتحالف مع إيران مساعدة كل منهما الأخرى في كل شيء، وها هم الشيعة في السند يركبون موجة بعض الأحزاب ليقوضوا استقرار باكستان). (1) أما بالنسبة لباقي طوائف سورية من العلوية والاسماعيلية والدروز فهم ببساطة شديدة (فرق باطنية اجتمع على تكفيرها الشيعة الاثنى عشرية وأهل السنة والجماعة سواء بسواء)!! (2)

وهذا ما ذهب اليه ايضا القيادي الاخواني الموصوف بالاعتدال "محمد المبارك"، اذ يصف طائفة العلوية بالقول (العلويون في الأصل فرقة من غلاةا لشيعة، يعتقد عامتهم بحلول الالوهية في الامام علي بن أبي طالب ، وأنه خلق محمدا، وخلق محمد سلمان الفارسي، وهذه هي الاقانيم الثلاثة التي يرمز اليها بـ (ع.م.س) ويؤمنون بالقرآن ولكنهم يؤولونه، ويسقطون التكاليف الشرعية من صلاة وصوم وحج، ولهم اعياد بعضها اسلامي وبعضها مسيحي الأصل وبعضها فارسي)(3) أما الاسماعيلية فهم في نظر المبارك (من غلاة الشيعة الباطنية، لأنهم وان كانوا في الأصل فرقة اسلامية، الا أنهم تحللوا من جميع تعاليمه وشرائعه وشعائره عن طريق التأويل، فلا يقيمون الصلاة ولا يبنون المساجد ولا يصومون)( 4) أما الدروز فهم ببساطة ( فرقة منشقة عن أصل اسلامي ! .. انشقت عن جمهور المسلمين .. ولا يدعون الانتساب الى الاسلام، ولا عبرة بأقوال مثقفيهم الذين خرجوا على العقيدة الدرزية وتخلوا عنها وتأثروا بالثقافة العامة في المجموع)(5).

وهذا ما يجعلنا نتساءل عن مدى جدية ورقة الاخوان المسلمين عندما تكتفي بعبارة عامة تذهب الى أن (الاسلام يظلل بعقيدته السمحة ما يزيد على 85% من ابناء سورية)، وكنا ننتظر من الاخوان أن يقدموا موقفا أكثر مباشرة وصراحة من الطوائف غير السنية بما يحمل معنى المراجعة الشاملة والانكار الصريح للمواقف الاخوانية السابقة التي تخرج تلك الطوائف من الملة جملة وتفصيلا كما رأينا! ( اللافت للنظر هنا ان موقعا مقربا من الاخوان المسلمين السوريين وهو أخبار الشرق نشر منذ مدة مقالا للكاتب السوري (ياسين الحاج صالح) ولكنه حذف منه عبارة (اجتهادات الشيخ سعيد حوى التكفيرية) ودلالة حذف هذه العبارة واضحة ان جماعة الاخوان المسلمين لا ترى افكار الشيخ حوى تكفيرية !).

3- تنطلق رؤية الاخوان المسلمين من ان للمجتمع السوري سورية هوية محددة وهي الهوية العربية الاسلامية، ( فمجتمعنا عربي مسلم، يظلل الاسلام بعقيدته السمحة ما يزيد على 85% من ابنائه، وتربط وشائج العروبة نسبة مقاربة لهذه النسبة ... ولن يكون نزع الهوية عن مجتمعنا مقبولا تحت أية ذريعة) ويستوقفنا هنا أمران:

الأمر الأول: اسلوب امتصاص الآخر القومي والديني من خلال فرض خيار جاهز عليه، فالمجموعات العرقية غير العربية ستجد البديل عن مطالبها القومية في الدائرة الاسلامية البديلة، والمجموعات العربية غير الاسلامية ستجد البديل عن مطالبها الدينية في الانتماء العروبي، أما من لا ينتمي الى الدائرتين معا فهم (نسبة ضئيلة جدا) على حد تعبير الورقة، دون أن نفهم ما الذي يترتب على ضآلة عدده على صعيد الحقوق !؟ ..

والأمر الثاني: ترى ورقة الاخوان المسلمين أن طريقة التعاطي مع قضية التعددية الدينية والقومية، والتعبير عن الهوية العربية الاسلامية الجامعة يكون بـ (التماهي في المجموع العام .. التماهي مع الكل العام) !! ومجددا نحن أمام تعبير ضبابي غامض لا يفصح عن المراد منه بدقة !، اذ لا نفهم ما معنى (التماهي في المجموع العام ) وكيف سيمارس على صعيد السياسات الحكومية ؟ ورغم أن ورقة الاخوان المسلمين تسارع الى التأكيد على المضمون الايجابي لهذا (التماهي) بالقول أنه ( لا يجوز النظر اليه بريبة أو أنه محاولة للتذويب ... كما لا يراد منه مصادرة أية خصوصية دينية أو مذهبية أو عرقية) الا ان غموض مدلول (التماهي العروبي والاسلامي) والاصرار بالمقابل على اثبات هوية جامعة لما نسبته (85% من الشعب السوري ) يجعلنا نتساءل عن مفهوم التماهي ؟ وما هي كيفيته ؟ وما هي حدوده ؟ وكيف ستتم ممارسته سياسيا وحكوميا واعلاميا ؟ خصوصا اذا أخذنا بعين الاعتبار أن خطاب (التماهي) مع تلك التوضيحات الايجابية المقتضبة تكرر بذات الشكل والاسلوب في الخطاب البعثي الذي افرز على أرض الواقع تهميشا كاملا للهويات القومية غير العربية !..

وورقة الاخوان المسلمين تلك تذكرنا بدراسة اقدم للقيادي الاخواني محمد المبارك عالج فيها قضية التعددية العرقية والطائفية في سورية، ولكن في حين اختارت ورقة الاخوان المسلمين استخدام لغة ضبابية غامضة عند الحديث عن آليات التعبير عن هوية الدولة الاسلامية العربية والموقف من الآخر القومي والمذهبي والديني، فان محمد المبارك كان اكثر صراحة ووضوحا عندما حدد استراتجيات الهوية الاسلامية – العربية والموقف من الآخر (أو خطاب التماهي وفق تعبير ورقة الاخوان) بلغة مباشرة وصريحة، فمعاجلة قضية المجموعات القومية غير العربية يكون ببساطة شديدة بـ (العمل على تعريبها لغة وثقافة !!، والعمل على ازالة لعصبيات القومية الخاصة، والشعور بالكيان المستقل الخاص، وذلك بالحؤول دون ما يغذي العصبيات من مؤسسات ومعاهد ومنشورات وغيرها، وتوجيه هذه المؤسسات والمعاهد الوجهة التي تتفق مع اتجاه البلاد العام) (6) .

أما بالنسبة الى مشكلة الطائفية غير السنية فالحل معها هو العمل على (ادماجها وانصارها في المجتمع العام (العربي المسلم السني)، وذلك بالعودة الى تعاليم الاسلام العامة بعقائده وثقافته وشعائره المعروفة... ونشر الثقافة الاسلامية الصحيحة) (7).

فهل هذا هو المقصود بـ ( التماهي مع المجموع العام ) ؟ .
4- تبني جماعة الاخوان ورقتها على فكرة (الأقلية في مقابل الاكثرية) بدلا من مفهوم المواطنة على أساس الانتماء للدولة، والاكثرية وفق منطق الورقة هم ( العرب المسلمين) وكل من خرج على هذه الدائرة فهم اقلية، ورغم أن الورقة تؤكد على تطلع جماعة الاخوان (الى مجتمع تغيب في مصطلحات الأقلية والأكثرية نهجا وسلوكا) الا انها لم تفسر كيف سيتحقق غياب تلك المصطلحات في ظل خطاب يتبنى مفاهيم الأغلبية والأقلية، ويكرس غلبة ثقافة الاغلبية، وينطلق في تبرير صبغ الدولة بالهوية الاسلامية العربية من مفهوم الأغلبية التي تمثل (ما يزيد على 85% من ابناء سورية ) ! ، وأن المجتمع السوري هو (مجتمع فيه أقليات، وليس مجتمع أقليات) !

5- تؤكد ورقة الاخوان المسلمين أنها (تسقط شأن المكاثرة العددية التي لا طائل من ورائها) وهذا ما يتناقض صراحة مع تبرير الهوية العربية الاسلامية للمجتمع السوري على اساس المكاثرة العددية ! (85% من الشعب السوري عربي مسلم) بل هذا ما يتناقض مع عبارة أكثر صراحة للمراقب العام للاخوان المسلمين السوريين السيد علي صدر الدين البيانوني تنطلق من مفهوم (المكاثرة العددية) عندما قال مرة في لقاء بثته قناة الجزيرة (نحن ننتمي الى الاكثرية السنية ! في البلاد، نحن رقم في سورية).

من الضروري أن نفعّل خطاب المراجعات السياسية والفكرية لدى كافة التيارات السورية، خصوصا في هذه المرحلة الحرجة والحساسة، ولكن كنا ننتظر من الاخوان المسلمين مراجعة أكثر صراحة وجدية ومباشرة، ، سيما وأنهم يملكون تجربة فكرية وسياسية مثقلة بالسلبيات، وهذا ما يجعلنا نتساءل: أهي مراجعة ؟ .. أم مناورة ؟.

الهوامش:

(1) سعيد حوى: الخمينية شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف، منشور ضمن مجموعة: كي لا نمضي بعيدا عن احتياجات العصر: ص494.
(2) المرجع السابق: ص 480، والملفت للنظر أن نجد مرجعا اسلاميا وسطيا اخوانيا مثل الدكتور يوسف القرضاوي يكفر تلك الطوائف ايضا، اذ يعتبر القرضاوي أن (من الكفرة الذين يجب أن يدفعوا بالكفر دون مواربة ولا استخفاء : ... أصحاب النحل التي مرقت من الاسلام مروقا ظاهرا، مثل الدروز والنصيرية والاسماعيلية) فتاوى معاصرة، ج1، فتوى بعنوان: ظاهرة الغلو في التكفير.
(3) محمد المبارك: تركيب المجتمع السوري، ص52.
(4) المرجع السابق: 61.
(5) المرجع السابق: ص63، 64، 65.
(6) محمد المبارك، مرجع سابق: 45.
(7) المرجع السابق: 57، 59.

(f)

بتتذكر شو حكينا عن التغيير الطائفي لسوريا يا شهاب وعلى ما أذكر انت تحفظت ؟!

بالمناسبة ، قول الإخوان بأن 85% من السوريين مسلمين يحمل اعتراف مبطن بهوية العلويين الإسلامية ..

إبلع

(f)

تحياتي للعزيزين علماني وحسان المعري ..

اقتباس:بتتذكر شو حكينا عن التغيير الطائفي لسوريا يا شهاب وعلى ما أذكر انت تحفظت ؟!

بالتأكيد .. وكلامي هنا لا يتعارض مع ما ذكرته هناك ..

اقتباس:بالمناسبة ، قول الإخوان بأن 85% من السوريين مسلمين يحمل اعتراف مبطن بهوية العلويين الإسلامية ..

قسم كبير من مقالي هو بصدد مناقشة هذا ( الاعتراف المبطن ! ) .. والتحقق من مصداقيته ..

مع التحية ..

شهاب الدمشقي.