لسنين عرفت نادي الفكر فيها.. خطر ببالي: ما الذي يعجبك في نيتشه يا طارق؟ جاء في "هكذا تكلم زرادشت"- المدخل الثالث- لـ الفيلسوف العظيم نيتشه الآتي:

جزتم المسافة ما بين الدودة والإنسان، ، وما زال فيكم كثير من الدود.

كنتم قروداً، في ما مضى، وما زال الإنسان حتى اليوم قرداً أكثر من أي قرد، بل ما زال أحكمكم هجيناً، متباينا، مزيجاً من النبات والأشباح. أفقلتُ لكم أن تصيروا أشباح أو نباتا؟

ها أنا أعلمكم ما المتفوّق:

المتفوق منحى الأرض. لقتل إرادتكم: ليت المتفوق يصبح منحى الأرض!

لا شك أني معجب بـ نيتشه ودعوته للتفوق فهو كما قال يوحنا قمير "نبيّ المتفوق".

ولكن يا طارق ما ذنب الدود؟ هل كان بيد الدودة أن تصبح قرد وأحجمت عن التطور وإرادة التفوق؟

وعندما يولد الإنسان قرداً في تكوينه الذهني وهذا أقصى ما يصل إليه، ما ذنبه حتى ما نلقي عليه باللائمة ونحمله تبعة كينونة ما له فيها من خيار؟

ألا ترى معي أن التفوق يمكن أن يدفع الناس لتفعل ما فعله هتلر حينما أراد شعوب السوبر مان وبأي ثمن؟

هو يريد مجتمع من السادة والعرب قالوا: لما أنت أمير وأنا أمير؛ مين فينا راح يرعى الحمير؟

في انتظار ردك وخذ راحتك تكتب بالتفصيل إذا سمح وقتك وميرسي.


(f)

عزيزي إبراهيم؛
أسف عالتأخير، ولكني مشغول جداً هذه الأيام.

بادئ ذي بدء، فإن نيتشة يستخدم الرمز والمجاز ليتحدث عن شخصياته، أو باسم هذه الشخصيات، يمكن أن ننعته بالشاعر الفيلسوف.
لا يوجد أي فكر بيولوجي لدى نيتشة، والإنسان الأعلى هو نفسه إنسان اليوم، والنبل والارتفاع والترقي هو نوعي، لا بيولوجي.
أحيلك حالياً لهذا الموضوع، الذي ربما اطلعت عليه من قبل:

فريدريك نيتشة .. الفيلسوف الشاعر

ريثما أتفرغ قليلاً للرد على ما تفضلت به.

وتسلم لي
طارق

(f)

ألف شكر ومليون شكر لك عزيزي طارق.

أشكرك على رابط الموضوع وسأقرأه بتأني.

وأنتظر عودتك بحسب ما يسمح به وقتك.

ولي سؤال ع الماشي عندما يكون عندك وقت: كيف يكون الإنسان الأعلى هو إنسان اليوم؟ أليس الإنسان الأعلى حلقة متقدمة تربو على ما هو اعتيادي ونيتشة يريد إنسان أفضل متفوق عما هو عليه اليوم؟

من حيث شاعرية نيتشة فحدث ولا حرج وهو كتلة إحساس وحيوية شاعرية واضحة في كل إبداعاته مثلما رأينا في "هكذا تكلم زرادشت" و"العلم المرح" وغيرها. هو فيلسوف شاعري وشاعر فيلسوف....

وفي انتظار عودتك بالسلامة.
:redrose:

عزيزي إبراهيم؛

قصدت بقولي إنسان اليوم، أنه بيولوجياً نفسه إنسان اليوم، فلا يبشر نيتشة بإنسان متفوق عرقياً أو بيولوجياً، التطور المقصود حضاري.

خالص تحياتي
(f)