هذه للزميل العاقل:
توضيح سبب رفض عقد اجتماع رئيس الوزراء الدانماركي مع السفراء العرب من قبل نائب دانماركي من اصل عربي (ولديهم نواب عرب) :
"
س: هل صحيح أن أحزاب المعارضة بدأت بمحاسبة رئيس الوزراء؟
ج: هناك انتقادات حول موقفه بالنسبة للدفاع عن حرية التعبير، وهناك حزب واحد حاول محاسبة رئيس الوزراء لأنه رفض عقد اجتماع مع السفراء العرب في البداية. كل الأحزاب الدنماركية تقول إنها ستدافع عن مبادئ الديموقراطية وحرية التعبير، لكنها وجهت اللوم لرئيس الوزراء لعدم قبول الاجتماع بالسفراء العرب. لكنني أستغرب طلب السفراء العرب لقاء رئيس الوزراء، ذلك أنه حسب قواعد الديبلوماسية يجب عليهم أولا، طلب لقاء وزير الخارجية، وإذا لم يثمر اللقاء مع وزير الخارجية ، فحينها فيمكنهم اللجوء إلى رئاسة الوزراء. لهذا السبب رد عليهم رئيس الوزراء بالقول إن عليهم لقاء وزير الخارجية.
"
وهنا النص الكامل للمقابلة:
16:01 (توقيت غرينتش)
قال ناصر خضر النائب في البرلمان الدنماركي من أصل عربي إن اعتذار رئيس الوزراء الشخصي واعتذار الصحيفة الرسمي يكفيان. وأشار خضر إلى أن القضية لا تستحق هذا التهويل والمشاكل التي تحدث في لبنان وسوريا. وأضاف في مقابلة مع "العالم الآن" أن ما يحدث يسيء للمسلمين، ويجب حل القضية بالحوار وعدم اللجوء إلى العنف.
وفيما يلي نص المقابلة التي أجريت معه بتاريخ 5 فبراير/ شباط 2006:
س - هل لك أن تطلعنا عن قصة الرسوم التي أساءت للرسول محمد عليه الصلاة والسلام؟
ج - هناك كاتب دنماركي اسمه "كوغا بلُودكين" ألف كتابا عن سيدنا محمد، وحاول إيجاد رسامين لرسم صور للكتاب، لكن الرسامين خافوا ولم يقبلوا، بعدها جاءت أكبر صحيفة في الدنمارك اسمها جولندز بوسطن وأعلنت عمن يجرؤ لرسم رسوم عن سيدنا محمد؟ وتلقت 12 رسما، 10 منها ليس لها أي أهمية أو معنى، عدا ثلاثة رسومات مثيرة تشير إلى أن الإسلام والإرهاب هما نفس الشيء، وهذا عمل غير مقبول، واعترضنا عليها منذ البداية، ولكن في نفس الوقت قلنا إن المشكلة تتعلق فقط بالصحيفة، و يجب علينا نسيان الموضوع.
س - كمواطن دنماركي مسلم وعضو في البرلمان، ماذا تطلب من الجريدة والحكومة والجهات الرسمية وغير الرسمية في الدنمارك فعله؟
ج - لقد اعتذرت الجريدة، وقدم رئيس وزراء الدنمارك اعتذارا شخصيا وأعتقد أن هذا يكفي، ولكن المشكلة في الدنمارك الآن أن هناك متطرفون لديهم أجندة خاصة يريدون المزيد من المشاكل، ونحن المسلمين قلنا أن الاعتذار يكفي، لأن القضية لا تستحق هذا التهويل والمشاكل التي تحدث، والتي أدت إلى حرق السفارات الدنماركية في لبنان وسوريا. لقد اعترضنا منذ البداية على الرسومات الكاريكاتورية ولكن الجريدة ورئيس الوزراء الدنماركي اعتذرا، وهذا يكفي، أما فيما يخص المظاهرات التي تشهدها عدة دول عربية فهو أمر يسيء إلى الإسلام والمسلمين والعرب.
س - لكن الصحيفة لم تعتذر رسميا ورئيس الوزراء قدم تأسفه الشخصي ، العالم الإسلامي يطالب بالاعتذار الرسمي، فما هو ردكم؟
ج - لا يمكن لرئيس الوزراء الاعتذار رسميا، يجب أولا فهم المجتمع الدنماركي، الاعتذار الرسمي من رئيس الوزراء أمر لا يتفق وروح الديموقراطية، وليس بإمكان رئيس الوزراء التدخل في شؤون الصحيفة ولكنه ابدى تأسفه في نطاق حدوده الشخصية، ولا يمكنه تقديم اعتذار بشكل آخر، والحكومة تتكون من 18 وزيرا بعضهم يقول إن الأمر شخصي ولا دخل لنا فيه، لأن الصحف لا تخضع لرقابة الحكومة، وبالتالي إذا قدم رئيس الوزراء اعتذارا رسميا فقد يقع في مشكل داخلي.
س - هل تعتقد أن هذا المشكل يمكن أن يؤدي إلى تعديل الدستور في الدنمارك؟
ج - صحيح أن الأزمة بدأت بالرسومات وباعتقادي أن الأزمة لن تتوقف حتى لو قدم رئيس الوزراء اعتذارا رسميا وكذلك الصحيفة، بسبب أجندة أخرى للبلدان التي تشهد حاليا مظاهرات عنيفة، لا بسبب الرسوم وحدها بل بسبب سياسات أخرى. وتحاول الخارجية الدنماركية إجلاء جميع موظفيها الديبلوماسيين من سوريا ولبنان، وأعتقد أن هذا لا يصب في مصلحة البلدين ، لأن أعمال العنف قد تشوه سمعة الإسلام. لذا يجب علينا التحاور بسلم وعدم ترك المجال مفتوحا أمام المتطرفين، ويجب على المعتدلين حل الأزمة سلميا وديبلوماسيا لا من خلال العنف.
س - هل ما فعلتموه كاف تجاه هذا الأمر؟
ج - هناك 200 ألف مسلم في الدنمارك، تقبل غالبيتهم خلال اجتماع أمس اعتذار الصحيفة ورئيس الوزراء رغم كونه غير رسمي، لأنهم يرون أنه يتعين المضي قدما والتحرك إلى الأمام، لأن المظاهرات والاحتجاجات لا تخدم مصلحة الدول العربية أو المسلمين. كما أن أغلبية المسلمين في الدنمارك يقولون إن ما حدث أمر لن يتكرر، ولننظر إلى الأمام الآن.
س - هل يمكن أن تؤدي الأزمة إلى مطالبة البرلمان بإقالة الحكومة الدنماركية؟
ج - لا، لا يمكن أن يحدث ذلك لأن الحكومة تسيطرعلى أغلبية المقاعد في البرلمان، كما أن أكثر من 80 بالمئة من الشعب الدنماركي يدعمون موقف الحكومة.
س - ما الذي يجب فعله الآن لتهدئة الأوضاع داخليا وخارجيا؟
ج - يجب إيقاف الحملات التي يشنها المتطرفون في الدنمارك، فمثلا، الأسبوع الماضي تحدث أحدهم في قناة الجزيرة وقال إنه سيتم حرق القرآن الكريم يوم السبت المقبل، وكان هذا كذبا ولم يحرق أحد القرآن الكريم. وللأسف، أشعلت هذه الكذبة القضية في الشرق الأوسط مما أدى إلى تهجم المتظاهرين على مقر البعثات الديبلوماسية في سوريا ولبنان وحرقها. وأعني هنا أن هناك أقلية تحاول إثارة المزيد من التوتر بدلا من تهدئة الأوضاع، وأغلبية المسلمين في الدنمارك يريدون حل القضية من خلال الحوار، حيث لا فائدة من العنف.
س: وماذا عن التحركات السياسية في الدنمارك؟
ج: الحكومة الآن تمر بأزمة، وهي تحاول كل ما في وسعها لترتيب اجتماعات مع الحكومات العربية عبر الإتحاد الأوروبي لحل الأزمة، وبطبيعة الحال نحن كمسلمين في الدنمارك يجب علينا أيضا تهدئة الأوضاع والقول للعالم العربي كفاية واقبلوا الاعتذار، ولن يتكرر الحادث مستقبلا.
س: هل صحيح أن أحزاب المعارضة بدأت بمحاسبة رئيس الوزراء؟
ج: هناك انتقادات حول موقفه بالنسبة للدفاع عن حرية التعبير، وهناك حزب واحد حاول محاسبة رئيس الوزراء لأنه رفض عقد اجتماع مع السفراء العرب في البداية. كل الأحزاب الدنماركية تقول إنها ستدافع عن مبادئ الديموقراطية وحرية التعبير، لكنها وجهت اللوم لرئيس الوزراء لعدم قبول الاجتماع بالسفراء العرب. لكنني أستغرب طلب السفراء العرب لقاء رئيس الوزراء، ذلك أنه حسب قواعد الديبلوماسية يجب عليهم أولا، طلب لقاء وزير الخارجية، وإذا لم يثمر اللقاء مع وزير الخارجية ، فحينها فيمكنهم اللجوء إلى رئاسة الوزراء. لهذا السبب رد عليهم رئيس الوزراء بالقول إن عليهم لقاء وزير الخارجية.
س: هل تمكنت من عقد اجتماع مع رئيس الوزراء أو أعضاء الحكومة والبرلمان لبحث الموضوع؟
ج: إنني أناقش بشكل متواصل القضية مع الحكومة والبرلمانيين لأن الأزمة تمس الدنمارك كدولة. لكن رئيس الوزراء أكد عدة مرات عدم قدرته على التدخل في عمل الصحيفة، لأن تدخله يعتبر خطأ.
http://www.radiosawa.com/article.aspx?id=2000110