اسرائيل تعاقب مبشرا مسيحيا أمريكيا
ا


روبيرتسون يتمتع بنفوذ في الولايات المتحدة

قررت اسرائيل التراجع عن صفقة بقيمة 50 مليون دولار مع المبشر المسيحي الأمريكي بات روبرتسون بعد أن اعتبر أن الجلطة الدماغية التي تعرض لها أرييل شارون هي عقاب إلهي.

وأكد الناطق باسم وزارة السياحة الاسرائيلية إيدو هارتوف أن اسرائيل لن توقع الاتفاق المنتطر مع روبرتسون لبناء مركز ديني سياحي قرب بحيرة طبرية.

وجاء القرار بعد أن ألمح روبيرتسون على برنامجه التلفزيوني أن جلطة رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون أتت عقابا إلهيا على انسحابه من غزة.

وقد أدانت الحكومة الأمريكية وجماعات أمريكية يهودية ما قاله روبيرتسون، الذي كان يرأس جماعة من المبشرين المسيحيين في سعيهم لبناء المركز في اسرائيل.

وكان من المفترض أن يقام المركز على مساحة حوالي 14 هيكتار في المكان الذي يعتقد أن المسيح ألقى فيه موعظة الجبل الشهيرة.

وكانت الحكومة الاسرائيلية قد وافقت مبدئيا على أن توفر الأراضي والبنى التحتية اللازمة للمركز، وذلك لتعزيز السياحة في اسرائيل وكسب ملايين الدولارات من المشروع.

غير أن روبيرتسون أثار استياء الحكومة الاسرائيلية حين قال إن الله يريد أن تبقى اسرائيل كاملة وموحدة وقد عاقب شارون على انسحابه من قطاع غزة العام الماضي.

وقال روبيرتسون: "إقرأوا التوراة: هذه أرضي. إذا قرر أي رئيس حكومة اسرائيلي أن يقسمها ويعطي أجزاء منها، يقول الله لا، هذه لي."

وأكد هارتوف أن حكومته تشعر بغضب كبير إزاء روبيرتسون وتصريحاته.

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: "كنا على وشك توقيع اتفاق في المستقبل القريب مع السيد روبيرتسون لبناء مركز للإرث المسيحي في الجليل. لكننا كدولة اسرائيل لا نقبل ما قاله ولن نتعامل معه أو مع أي شخص يوافقه الرأي."

غير أن هاتروف أصر في الوقت نفسه على أن اسرائيل لم تستغن عن فكرة بناء المركز، معتبرا أن الصفقة لا تزال مفتوحة، ولكن ليس مع روبيرتسون.

وأضاف: "نرحب بأي زعيم مسيحي يود توقيع الاتفاق للمجيء بسياح مسيحيين إلى دولة اسرائيل."

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تثير تصريحات روبيرتسون جدلا. وقد اضطر إلى الاعتذار العام الماضي حين طالب باغتيال الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز.

بات روبرتسون صهيوني أكثر من الصهاينة أنفسهم، و لهذا السبب أغضبهم كلامه، لأنه في حين ان الدولة العبرية تعيد بعض الاراضي للفلسطينيين، هو يريدها أن تأخذ المزيد.

بات روبرتسون هو رئيس الشبكة الاذاعية المسيحية Christian Broadcasting Network التي تبث برامجها الى 180 دولة بـ 71 لغة عالمية، و تسيطر على بلايين الدولارات حيث يمتلك رؤساؤها قصورا و طائرات شخصية للتنقل. و يصل عدد أتباعها و المنتسبين اليها الى 60 مليون شخص من الانجيليين و "النيوبورن" New-born Christians.

و تُعتبر المؤسسات المسيحية العالمية أحد أهم مصادر الدخل المالي لإسرائيل، و التأثير السياسي على القيادة الاميركية، حيث يقول الخبراء أن استراتيجيو جورج بوش تمكنوا من خلال التعاون مع رؤساء الكنائس أن يحصلوا على معظم أصوات الناخبين الانجيليين، مما ساهم في إنجاح حملة بوش الانتخابية و وصوله الى الرئاسة، حيث كانت الكنائس الاميركية تقيم الخطب السياسية التي يقول فيها المبشرون أن اللـه يريد من عباده أن يصوتوا لبوش!

بات روبرتسون اعتذر لاحقا عن ملاحظاته، في رسالة مفتوحة الى أومري شارون، ابن اريئيل شارون، قال فيها أن شارون الأب هو رجل حنون و طيب، و أضاف، "إن اهتمامي المفرط بمستقبل و أمن أمتكم جعلني أقول أشياء أنظر الان اليها بندم لأنها لم تكن مناسبة و خلت من الحساسية جراء وضع والدك الصحي و الحزن الذي يعم بلدك. أنا أطلب مغفرتك و مغفرة الشعب الاسرائيلي." (نقلا عن مجلة فوربس)

و يقول مسؤولوا السياحة في اسرائيل أنهم سيستثنون روبرتسون من الصفقة، و لكن الصفقة نفسها ما زالت قائمة، حيث يقومون بالتنسيق مع جماعات مسيحية اميركية لإقامة منتجع سياحي في الجليل يحتوي على استديوهات عالمية للبث المباشر من "الأرض المقدس". و ستدر هذه العملية المرابح الكبيرة على الدولة الاسرائيلية، اذ من المتوقع ان يقوم المبشرون بالدعاية لها على كل شبكاتهم و بيع التذاكر في اميركا و العالم. المنتجع سيُبنى على عشرات الدونمات، و سيضم مسارح و معارض و متاحف و منتزهات و مراكز معلومات في الاماكن التي يقول المسيحيون ان المسيح ألقى عظاته فيها (مثل التطويبات). و تأمل اسرائيل ان يساعد هذا المشروع قطاع السياحة فيها.

لوجيكال، ما أغضبهم من شارون هو ما أغضب زملائك حتى العلمانيين من موضوعك عن وفاة عبدة الصخور في الحج، لا أحد يفكر هنا بالأديولوجيا بل بالبعد الإنساني، لو قلنا نحن الفلسطينيين والعرب أن ما حدث لشارون هو عقاب إلهي ( وهذا ما فهمته حين قرأت العنوان بداية الموضوع) فهذا طبيعي، ولكن أن يقال هذا عنه من قبل أهله هو وهو الرجل الصهيوني بامتياز فلا أحد في اسرائيل سيقبل هذه الشماتة مهما كان ضد إخلاء غزة .

اقتباس:  shahrazad   كتب/كتبت  
لوجيكال، ما أغضبهم من شارون هو ما أغضب زملائك حتى العلمانيين من موضوعك عن وفاة عبدة الصخور في الحج،

الفرق أن بات روبرتسون قال أن ما حدث بشارون هو عقاب من اللـه، بينما أنا لا أعتقد بوجود آلهة أصلا.

أما الشيء الذي أغضب الزملاء بالنسبة لموضوعي فهو ثلاثة أجزاء:

1- بعضهم (من دينيين و لادينيين) غضب لأني أتحدث في أمور الدين في وقت عصيب، و الدين أمر مقدس و يجب احترامه. أنا أختلف مع هؤلاء، لأنني سئمت من قداسة الدين الزائفة. قداسة الدين هذه هي التي تستعبد البشر، فالنساء لا يجرؤن على تحدي قداسة الدين، و العلماء لا يجرؤون على تحدي قداسة الدين، و السياسيون لا يجرؤون على تحدي قداسة الدين، و هذا هو بالذات سبب استعباد الديانات للشعوب، و كان الامر كذلك في اوروبا أيضا في الماضي. يعني الى متى يدوس الدين على رؤوس البشر و لا يجرؤ احد على قول كلمة خوفا من التعدي على الدين؟

2- البعض الاخر (غالبا دينيين) غضب لأني شبهّت طقوس الحج بالوثنية، قائلين ان التشبيه غير جائز. أنا أراه جائزا، فالحجاج يطوفون حول صخرة يتمتمون تعويذاتهم و يبصقون على أعمدة، و هذه الطقوس و غيرها هي طقوس سخيفة و مثيرة للسخرية.

3- الجزء الثالث (من دينيين و لادينيين) فسّر مداخلتي على أنها شماتة بالموتى، مع أن العكس هو الصحيح، فمداخلتي برمتها هي استياء من موت البشر بدون طائل، و هذا ما وضحته مرارا و تكرارا. فإذا أصر البعض على التمسك بتفسيراتهم، فهذا رأيهم و لهم الحق فيه، و لكنهم مخطئون.


مع الاعتذار لصاحبة هذا الشريط على الخروج عن الموضوع.

حتى القوانين العلمانية لا ترى بأسا في أن يمارس أي مؤمن طقوس الدين الذي يؤمن به طالما هذا لا يمس حرية الآخر، بصفة الدين علاقة شخصية بين الإنسان الذي يؤمن بوجود إله أو آلهة وبين هذا الإله . إحترام الدين لا يعني بالضرورة أن تحترم معتقدات الدين نفسه ولكن تحترم مشاعر الناس الذين يؤمنون به ، على كل حال أنا لم أر في الأمر سوى سوء تفاهم أدى إلى فتح المواضيع الكلاسيكية والحديث عن الصراع التاريخي بين العلم والدين .

لماذا تصر على تهويل الفرق بين كون روبرتسون قال أن ما حدث لشارون هو عقاب من الله وكونك أنت لا تؤمن بوجود آلهة؟ أنا يمكنني ألا أومن بوجود إله ومع ذلك أقول أن ما حدث لشارون هو عقاب من إلهه هو، أي أنه هو يؤمن بوجود إله، وبالتالي أنا أستغل هذا للسخرية منه فأقول أن إلهك أنت يا شارون كما ترى يعاقبك ويذلك ويجعلك موتك عسيرا ونهايتك بطيئة!

وجه الشبه هو أن ترى حدثا سياسيا فتعلق عليه بناء على موقفك الأيديولوجي وليس الاجتماعي .