مساء الفل

ليس لديّ شيء أفعله خلال الساعات القادمة ولهذا سوف أحاول أن أكتب هذه المشاركة.

كان هناك موضوع اسمه على أي كاتب تستمز في هذا النّادي منذ عام تقريبا ، طرحه الزميل Emile وكتبت فيه عن الكتّاب الذين أحب أن أقرأ لهم.
إلا أنّ جلّهم اختفى اليوم من النّادي مثل كوكو ، و takhenin وليلين وغيرهم وتبقّى بعضهم مثل الزميل لوجيكال.

ولكن على أية حال سأحاول تناسي ما كتبته في تلك المشاركة وأعيد التفكير الآن بتلقائية الملول الذي لا يجد ما يفعله سوى العبث بأسماء الآخرين المستعارة.

لنتخيّل شخصا ما يتمتّع برزانة لا بأس بها ، ولكنّه ما إن تعطيه دبّوسا وتتنفخ أمامه بعض البالونات ثم تسكب بعض الصابون السائل على الأرض ، حتى يستحيل رزيننا إلى ممسوس لا يهدأ حتى يجري وراء البالونات واحدا تلو الآخر ليفرقعها ثم يفرقع من الضّحك مع كل بالونة يفجّرها بدبّوسه ولا يزيده التزحلق على الصابون فوق البلاط العاري إلا مجوناً .

هذا هو ما تفعله بي مواضيع نيوترال، وغالبا ما أشارك فيها مدفوعا بتلك الرغبة المجنونة، وكثيرا ما نجح نيوترال في إخراجي من إحساس متكلّف داخلي بالجدّية والوقار ليعيدني إلى مستويات من الضحك لم أكن أظنّ أنّه يمكنني الوصول إليها مجددا.

أما لو وضعتني مكان نبي الإسلام محمد من حيث مزاجه في تناول الطّعام ، وجئت أمامي بصحن النّادي وانتظرت منّي تتبع الدبّاء ، فسوف أتتبع مشاركات إبراهيم من بين ثنايا السّاحات.

أيضا أحب قراءة مواضيع روزا ومشاركات سكيبتك دائماً وأسعد كثيرا برؤيتهما في النّادي.

كما أسجّل أن " ملكة " ربّما تكون العضو المتديّن الوحيد في النادي الذي لم يحاول أن يزنق أحدا في الركن ويأبى إفلاته إلا أن يتّبع إيمانه ، كما أن مشاركاتها حتى وإن كانت منقولة لم تحاول التقليل أو التحقير من شأن أحد.

يا للأسى لم يعد هناك الكثير ليقرأ في النّادي.

كان هناك الكثير من الأعضاء الذين يجبرونني على البقاء في النّادي لساعات طويلة حتى في تلك الأوقات التي لم أكن فيها بعد مشتركا فيه.

ولكن لم يعد هناك الآن سوى القليل جدا منهم، ولهذا غالبا لا أبقى أكثر من ربع ساعة إلى نصف الساعة على أكثر تقدير، وأتوقع أن يتضاءل تواجدي هنا مع الوقت حتى لا أعود أدخل النّادي مرة أخرى.

لا أحب قراءة التعليقات القصيرة التي لا تتعدى حدود التهريج المسنجري الذي لا يحمل قفشة من نوع خاص. وكثيرا ما أجد نفسي مضطرا لتناول حبّة بانادول إكسترا بسبب ثقل الظل الذي أجده في تلك المشاركات ولا أقول هذا من باب التكلّف التصويري ، بل أقرر ما يحصل لي في الحقيقة من تلك المزحات المستنقعيّة بين الأصدقاء.

ولا أحب قراءة المواضيع التي تتناول "القضايا" أو "الشخصيّات" أو تلك العناوين الكبرى التي يتناولها الأخصائيّون بحذر بالغ وبعد الاستشهاد بخمسين مرجع في كل فصل من أبحاثهم ، وأمّا هنا فأجد أن تناولها يتمّ ببجاحة منفّرة ، ولهذا لا أفتح تلك المواضيع ، تغيظني كثيرا مسألة " الاستهتار المعرفي " إذا صح هذا التعبير ، ويجعلني التعميم أشعر بالاستياء البالغ . وأغلب ما أجده في المواضيع الحواريّة هنا يتراوح بين هذين الصّنفين.

ذلك أنّها متاحة في المصادر المرجعيّة بشكل أفضل وأمتع بكثير من أن يجد الإنسان نفسه محبوسا في قفص موضوع مطوّل يتناول ال " قضيّة " أو ال " شخصيّة " وغالبا ( جدا ) ما يكون منقولا أو ضحلاً أو ضيّق الأفق .

لم أعد أدخل ساحة الأديان إطلاقاً وربّما يكون هذا بسبب تغيّر في اهتماماتي وقد يكون بسبب أنّ تلك السّاحة لم تعد تقول شيئا.

أحب أن أرى تلك المواضيع التي يعبّر فيها الإنسان عن نفسه ووجدانه أكثر مما يعبر عن معرفته وحجّته.

وحيث أنّ هذا الصنف الأخير الذي أحبّه من الكتّاب قد انقرض وهو في طريقه نحو إستكمال انقراضه ، فلا أجد أكثر ممّا كتبته حتى الآن، وممن رشحتهم حتى الآن.

أراكم بعد حين

قد أخطات إستك الحفرة يا ميراج، أخطأتها واصابت منك ما لا يحمد فيك.

ساضرب الذكر صفحا عن استعارتك المريبة، وأذكرك أن العسل لا يقيم حين يوضع في وعاء دنس.

الأصوب من تقيمك وتقييم العاقل، هو تقييم النادي في هذا العام، وتقييم انحداره أو ارتفاعه بالجهد الجماعي.

فرب موضوع عادي قد ارتقى و صار أمثولة تضرب بعمل من عضوين فأكثر.