قد أختلف مع جبران في الرأي والفكر والتوجه، ولكن هذا لا يمنعني من أن أكتب عنه رافضا هذا العمل الشنيع، لأنه إن دلّ على شيء إنما يدل علىضعف المواجهة بين القلم والرصاصة.
إنّ للصحافة في بلادنا العربية دربًا وعرًا، مليء بالقنابل الموقوتة، والرصاص الغادر.

[SIZE=5][CENTER]جبران تويني شهيدًا[/CENTER]لم يقتلوك بل أرادوا قتل الإرادة الحرة المتوثبة في قلوب أحرار لبنان، وكسر القلم الحر الذي طالما فاخرنا به نحن اللبنانيين.
لَم يقتلوك يا جبران، بل حاولوا قتل الوحدة الوطنية في لبنان الحبيب.
لَم يقتلوك يا جبران بل سعَوا لقتل السلم الأهلي الذي طالما عانينا من غيابه ونحرص اليوم على ثباته وبقائه.
تموت خالدًا اليوم يا جبران ليحيا الوطن بخلودكِ، ها أنت ترحل كطائر مهاجرٍ في قلبه توقٌ للعودة، ترحل تاركًا رصيدًا من العطاء، وصفحاتٍ من صمودِ الكلمةِ في وجهِ قنابلِ الغدرِ والخرابِ. ترحل تاركا في القلوب غصة ، وفي العيون دمعة، إنّما الغصة يحملها الأمل للتواصل مع الكلمة الحرة، والدمعة لتغسل وجع الحادثة وتفتح طريق الانطلاق. وللقاتل الإرهابي أقول:

سدّدْ سعيرَكَ يا بؤسًـا على وطني
وَامْرحْ بحقدِكَ لـن تَجْنِي سِوى النُّوَبِ

والْعَقْ جراحَكَ إذْ ما أَنْتَ في صَلَفٍ
فالشمسُ شارقةٌ يـومًا بلا وَجَبِ

لنْ تُسكتَ الحرفَ أحقادٌ وإنْ عَصَفَتْ
ما دامَ للحَرْفِ أقْــــلامٌ مِنْ اللَّهَبِ

نعم هذا ما جاء في قصيدة لي نشرتها بعد أن ترجّل فارس القلم الصحافي سمير قصير. واليوم يترجّل فارسٌ ثانٍ، شهر قلمه في سبيل حرية الفكر والرأي، ترجّل ولَم يَمت، لأنّ من يَمتشق قلمًا في وجه قنبلة، سيكون هو المنتصر دائما.
نعم لن تسكتَ الحرفَ قنابلُ، وأحقادٌ، وإرهابٌ، مادام لهذا الحرف أقلامٌ من اللهب.
خسئْتِ يا بومةً تنعي للدمار، وسُحقًا لك أيتها اليد الآثِمةُ التي طاوعتِ الشيطان الاسرائيلي وضغطت على الزناد، وبؤسًا لكم أيها الأوغاد الذين استمرأتُم طعم الدماء، وراقكم طعمها، فسفحتموها طاهرة غالية على مهد الوطن.
أيها الجناة، يا بوق الحقد والخراب، يا من قتلتم الحرية باستبدادكم، واعتقلتم الحرف بطغيانكم، لا لن تطالوا إلاّ الخزي والعار، وسينتصر الحق والوعد والسلام.
أيها المجرمون،أين جرأتكم التي بِها تدَّعون، يا من تخافون خيال الكلمة الحرة!أين تختفون؟
أيها الجبناء حيثما كنتم؛ ولن تكونوا إلاّ في أحضان إسرائيل الباغية التي نذرت نفسها لزعزعة الاستقرار في لبنان والمنطقة، ردّا على هزيمتها النكراء في جنوبنا المقدس. انتظروا هزيمتكم الثانية والأبدية على يد أحرار لبنان وسوريا والعراق ومصر والأمة العربية فالنصر آت وهو قريبٌ قريبٌ. قريبْ.

محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة

اقتباس:انتظروا هزيمتكم الثانية والأبدية على يد أحرار لبنان وسوريا والعراق ومصر والأمة العربية فالنصر آت وهو قريبٌ قريبٌ. قريبْ.

جميل يا محمّد ..

مع إنّي لا أحبّ التفاؤل المفرط ..
أشعر وكأنّه خطاب سياسي موجّه ..
أو خطبة دينيّة حالمه ..


فأي نصر هو قادم .. !!
نصر من على من .. !!


العزاء لشهيد القلم .. جبران التويني ..

خوليو

قلت يا زميل(f)
ــــــــــ
فأي نصر هو قادم .. !!
نصر من على من .. !!
ـــــــــــــــــــ
وأقول النصر على أعداء الحرية أعداء القلم أعداء الفكر الحر كائنا من كانوا.
أنا ليس بمقدرتي أن أتهم أحدا ولن أتهم أحدا ولكنني أقول للقاتل.
سدد سعيرك لن تجني سوى النوبِ.

واعلم يا أخي بأن النصر على من يقتل الحرف هو نصر للحرف.

محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة