اليوم، يتسلم الامين العام للامم المتحدة كوفي انان التقرير الثاني للقاضي الألماني دتليف ‏ميليس الذي كان رئيساً للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري.‏
ميليس العائد الى نيويورك لم يحمل في جعبته وقائع وادلة، بل يحمل تقريراً فارغاً الاّ من ‏الانتقام ومن الحقد على سوريا بعدما اصابته شهادتا المجند السوري الفار زهير الصديق ‏وهسام هسام بالإحباط، فحاول تعليل فشله في مهمته بعبارات غير موزونة تستدعي السخرية ‏والضحك، حتى اصبح الشعب اللبناني عند ذكر اسم ميليس ينفجر هذه المرة ضاحكاً لأنه كان ‏يعتبر ميليس اذكى من ان تضلله شهادتان لطالما اعتمد عليهما في تقريره الأول فإذا بهما ‏ضربة قاضية لتقريره الثاني.‏
ميليس رحل فاشلاً في مهمته وغاضباً في الوقت ذاته وستكون ادلته ووقائعه في تقريره الثاني ‏اشارات انتقامية لسوريا لتبرير فشله.‏
الى ذلك، فقد انتبه اللبنانيون الى مهزلة الصواريخ في دميت بسرعة لم يتصورها واضعو هذه ‏الصواريخ التي لم تعد تنطلي على احد، حيث يتساءل الناس عن رسالة موجهة من خلال صواريخ ‏لا تنفجر وضعت في كيس من النايلون في قناة للمياه على اوتوستراد لا تقل سرعة السيارة ‏عليه عن المئة كيلومتر في الساعة، فكيف لمواطن ان يتوقف ويلقي نظرة على قناة ليرى ‏الصواريخ؟
الموضوع اكثر من الرسالة التي حكي عنها، الموضوع هو ان النائب جنبلاط واقع في معضلة ‏مشيخة العقل للطائفة الدرزية، وفي مشكلة اوقاف الطائفة الدرزية، فهو يريد ازاحة شيخ ‏العقل بهجت غيث بعد صدور القانون في مجلس النواب من اجل السيطرة على الموحدين الدروز في ‏طائفته.‏
فكانت القصة ان اتصل احد محازبيه بالقوى الأمنية معلناً انه رأى صواريخ في قناة للمياه - :lol::lol::lol:‏فحضرت القوى الامنية وطوّقت المكان حماية للمواطنين، ليعلن بعدها النائب جنبلاط انها رسالة ‏موجهة اليه وهو كان سيسلك هذه الطريق للاحتفال في ذكرى ميلاد والده.‏
على صعيد آخر، وفيما يعرب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على اكثر من منبر دولي بأن ‏العلاقات المميزة مع سوريا يريدها لبنان، ولا يمكن للدولتين الاّ ان يكونا على افضل علاقات ‏بينهما، نرى وسائل اعلام رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري يعطي توجيهاته الى ‏وسائل اعلامه بشطب تلك العبارات من النشرات الاخبارية او من النصوص المكتوبة،على تلك الوسائل الاعلامية، فإن تصريحاته تأتي مجتزأة، ولا ‏تعبّر عن سياسة الحكومة التي يترأسها، وهذا الامر قد يؤدي الى سوء في العلاقة مع سوريا والتي ‏يحرص الرئيس السنيورة ان يرممها جراء بعض المسيئين اليها، كما ان ذلك سيؤدي الى «خربطة» ‏على الساحة الداخلية اللبنانية. ‏


الهاجس الامني الذي عاد وظهر خلال الساعات الماضية متنقلاً بين متفجرة بعلبك و«رسالة» ‏الصواريخ في الشوف كما اعتبرها النائب وليد جنبلاط، سيرخي بظلاله من جديد على الساحة ‏اللبنانية التي تنتظر استحقاقات ومحطات سياسية متعددة هذا الاسبوع.‏
وتبقى أبرز هذه المحطات التقرير - الملحق الذي سيقدمه رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ‏ميليس اليوم الى الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان.‏
وعلمت «الديار» ان القاضي ميليس وضع تقريره تحت هدف واضح، وهو الايحاء بأنه نفّذ تقدماً ‏كبيراً في هذا الملف، وهو لذلك بات قادراً على الاستقالة من دوره وتسليمه الى قاضٍ آخر.‏
الا ان هذه المصادر اشارت الى ان التقرير - الملحق ورغم تضمينه استنتاجات تتركز في معظمها ‏حول سوريا، فهو لن يكون متيناً لناحية الادلة والوقائع، وسيستند في هذا المجال الى قطاع ‏الاتصالات وما ظهر في التحقيقات في هذا الاطار، اضافة الى وقائع اخرى مصدرها التنصت الدولي ‏على بعض المكالمات الهاتفية والتي تولت اجهزة مخابرات دولية تسليمها الى ميليس بعد الضربة ‏القوية التي تلقاها اثر ظهور الشاهد هسام هسام من دمشق.‏
وتضيف المعلومات الى ان التقرير - الملحق والذي لم يتطرق الى التقرير الأول تماشياً لأي ‏تعديل بسبب الاستناد الى شهادات هسام هسام، فإنه سيغلب عليه طابع الاستنتاج اكثر منه ‏لسرد وقائع موثقة.‏
وحسب معلومات «الديار» فإن التقرير سيتضمن النقاط التالية:‏
‏- التأكيد على ما صدر في التقرير الأول من دون اعادة ذكره.‏
‏- الإشارة الى عدم حصول تعاون من قبل سوريا.‏
‏- تضمينه بعض الوقائع المتعلقة بالتنصت على الاتصالات الهاتفية.‏
‏- الإشارة الى ضغوط تعرض لها الشهود.‏
‏- القضاء اللبناني كان متعاوناً ولكن تعوزه القدرة على مواجهة التدخلات، لا سيما من ‏قوى نافذة لبنانية.‏
‏- لم يتعرض هو لأي شكل من اشكال التدخل او الضغط وهو قام بما تمليه عليه قناعاته.‏
‏- سيشير الى ان استكمال القضية من الناحية القضائية يستوجب انعقاد محكمة حيادية ومحصنة، ‏وهو غير متوفر في لبنان في الظرف الراهن. مما يعني انه سيوصي بمحكمة دولية من دون ذكر ذلك ‏بشكل واضح ومحدد.‏
‏- لن يتطرق الى الشاهد السوري هسام هسام مباشرة، ولكنه سيشير اليه من خلال اعتباره ان ‏الذين حاولوا تضليل التحقيق يجب ان يمثلوا امام القضاء.‏




ميليس يسلم اليوم تقريره

وسيُسلِّم رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس عند الخامسة من عصر اليوم ‏بتوقيت نيويورك الامين العام للامم المتحدة كوفي انان تقريره الرسمي الثاني المتعلق بجريمة ‏اغتيال الرئيس رفيق الحريري، على ان يطلع انان على التقرير ويوزعه على اعضاء مجلس ‏الامن قبل تلاوته من قبل ميليس في جلسة تعقد الثلثاء المقبل تليها ندوة صحفية للقاضي ‏الالماني في مبنى الامم المتحدة.‏
واتخذت دوائر الامانة العامة للامم المتحدة اجراءات تنظيمية مشددة تلافياً لأي تسريبات قد ‏تحصل على غرار ما حصل في التقرير الاول الذي سُربت منه نسخ لم تكن معدة للنشر، ومن المفترض ‏ان تبقى سرية لسلامة التحقيق.‏




المعلم يستبعد اجراءات ضد سوريا

واستبعد نائب وزير الخارجية السورية وليد المعلم ان يفرض مجلس الامن الدولي اي اجراءات ‏ضد بلاده مضيفاً: انه في حال اتخاذ مثل هذه الاجراءات فإنها سوف تكون ظالمة.‏
وأضاف خلال وجوده في الكويت لافتتاح فعاليات المنتدى الثاني للتعاون والتنسيق السوري، ‏انه لا يوجد ما يدعو للقلق، ولا يوجد اي مبرر لاتخاذ اي قرار ضد سوريا، الا اذا اراد ‏البعض معاقبتنا لاننا تعاونا بحسن نيّة مع لجنة التحقيق الدولية. واكد مجدداً تعاون سوريا ‏مع لجنة التحقيق قائلاً ان القيادة السورية اتخذت قراراً حكيماً وشجاعاً بمواصلة التعاون ‏التام مع لجنة التحقيق لأن سوريا بريئة من هذه الجريمة.‏




بري يلتقي عون

وفي حركة مواكبة لصدور التقرير - الملحق، ذكر ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد يلتقي ‏العماد ميشال عون قبل سفر الاخير الى الفاتيكان اذا سمحت الظروف بذلك، الا ان اللقاء لم ‏يتأكد بعد.‏
والمعلوم ان العماد عون سيغادر لبنان مطلع الاسبوع المقبل الى الفاتيكان للقاء المسؤولين ‏في الكرسي الرسولي وعلى رأسهم قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر.‏
أما بخصوص لقاء العماد مع النائب وليد جنبلاط فهو ما يزال غير محدد مع اصرار عون على ‏حصول اللقاء في منزله في الرابية وليس في اي مكان آخر.‏





عون: المافيا ما تزال موجودة

وفي هذا الاطار لفت الكلام الذي اطلقه العماد عون امس خلال استقباله وفوداً شعبية من ‏مناطق مختلفة، حيث اعتبر انه يوم 14 آذار هو يوم تحرير الارض ولكن لم يتحرر الحكم بعد من ‏ذهنية السيطرة والسعي الى السيطرة. وان 14 اذار كان لإعادة بناء لبنان الاقتصادي وليس ‏لبناء مصالح خاصة، ولمحاربة الفساد والذي هو اخطر عنصر ويأتي بموازاة الاحتلال. مشيراً الى ‏ان «امامنا ايام صعبة جداً لنقوم بالبلد الذي نحلم به ونصارع من اجله».‏
وأضاف عون ان المافيا التي استغلت البلد وسرقته طوال الثلاثين سنة الماضية لم تزح بعد عن ‏كاهل الوطن، وما زالت نظرتها للحكم والوطن وكأنهما مصالح للافادة منها مغيبة عن ذهنها ‏مصلحة المواطن.‏
وقال العماد عون: لقد تكلموا عن المقابر الجماعية في عنجر، ولكن لبنان مليء بالمقابر ‏الجماعية المشابهة لعنجر، واذا اكملوا نبش المقابر سوف يسقط قانون العفو الذي اقروه سنة ‏‏1991 ليعفو عن جرائم الاموات قبل هذا التاريخ لأن كل من في لبنان كان يملك مقبرته ‏الجماعية الخاصة.‏
وتابع: هذا مؤسف والعودة الى هذا الموضوع تؤذي طبقة كبيرة من السياسيين وتحملهم المسؤولية ‏وعليهم الادراك ان يتنبهوا ويستتروا. ليس لديهم الحق ان يصفوا غيرهم «بالمليح او الوحيش» ‏لان السترة افضل لهم.‏


جنبلاط: الرسالة واضحة

وبالعودة الى الوضع الاجنبي وبعد متفجرة بعلبك والتي نجا منها مسؤول التدريب في حزب الله، ‏عثر صباح امس على اربعة صواريخ وضعت على جانب الطريق قرب مفرق دميت - سرجبال في ‏الشوف، وحيث وضعت داخل كيس من النايلون وهي غير مجهزة للاستعمال حيث نقلتها وحدات من ‏الجيش اللبناني الى احدى ثكناتها العسكرية.‏
واصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان التالي:‏
بتاريخ امس وعند الساعة 11 افاد احد المواطنين عن وجود صواريخ قرب مفرق دميت - سرجبال ‏في الشوف. وتوجهت دورية من الجيش واخرى من قوى الامن الداخلي الى المكان، وعثرت على اربع ‏قذائف عيار 35 ملم موضوعة داخل كيس في قناة للمياه وغير معدة للاطلاق او التفجير، تم ‏نقلها من قبل الخبير العسكري وبوشر التحقيق.‏
وفور شيوع الخبر زار المختارة عدد من الوجوه السياسية حيث اشار النائب وليد جنبلاط ‏امامهم الى انه يعتبر ما حصل رسالة واضحة تستهدفه خصوصاً وانه من المعروف انه يسلك هذه ‏الطريق دائماً وهو سيسلكها غداً (اليوم) للمشاركة في الاحتفال المقام في ذكرى ولادة كمال ‏جنبلاط. ونقلت وكالة الانباء الالمانية عن مصدر قريب من جنبلاط قوله ان هذه القنابل ‏بمثابة رسالة ارسلت الينا ممن تبقى من حلفاء سوريا في لبنان. مضيفاً انها تهدف الى ارهاب ‏الشعب اللبناني الحر.‏


متفجرة بعلبك

أما بخصوص متفجرة بعلبك فإن معلومات حزب الله اشارت الى ان العبوة الناسفة التي انفجرت في ‏سيارة «ابو عساف» كانت بزنة خمس كيلوغرامات من المواد المتفجرة وضعت تحت السيارة وهي من ‏نوع مرسيدس 300 كحلية اللون. واوضحت ان «ابو عساف» قام بتشغيل سيارته بواسطة آلة ‏التحكم عن بعد «ريموت كونترول» خلال نزوله من درج مبنى القيادة التابع للحزب في المنطقة، ‏مما ادى الى انفجارها فور ادارة محركها ونجاته.‏
وعقد عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك مؤتمراً صحفياً في بعلبك اتهم خلاله اسرائيل بمحاولة ‏اغتيال مسؤول التدريب في الحزب حسين عساف (ابو عساف)، وبملاحقة كوادر الحزب والنيل منهم ‏لإسقاط المقاومة مؤكداً الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين.‏
وقال ان للصبر حدوداً وان اسرائيل تحاول تنفيذ الوعد بملاحقة قادة وكوادر «حزب الله» ‏والنيل منهم لانه يعتقد بإسقاط المقاومة تسقط الممانعة والوحدة الوطنية ويسقط لبنان.‏

اي وشو كمان؟