شاهد و لجنه... "قصة عونطه"

تم تشكيل لجنة التحقيق السورية بمقتل رفيق الحريري, بعد دعوة ميليس, و لم يكن الجانب الإستعراضي غائبا في عملية التشكيل عندما وضع بشار الأسد سيدة "محجبة" على رأس هذه اللجنة ,و بأسلوب الأمريكان وضعت اللجنة اياها هاتفا مجانيا و بريدا إلكترونيا لتلقي معلومات "الجمهور",و لم تفصح اللجنة حتى الآن عن اي معلومات ثمينة قد تكون استقبلتها و لا نعرف أن كانت قد تلقت مثل هذه المعلومات,كذلك لم نعرف أن كانت اللجنة قد حققت مع اي من السوريين أو غير السوريين حول الجريمة,و فوق كل شيء لم تقل اللجنة شيئا عن أسلوب تحقيقاتها أو طريقة عملها و لا عن النتائج التي تسعى للحصول عليها,و هل تعمل لمساعدة اللجنة الدولية في كشف "الجاني",أم أنها فقط تحاول دحض ما ورد في التقرير الدولي عن دور سوري عبر شخصيات محددة.و إبعاد التهمة عن سورية الى أقصى مسافة ممكنة.

في أول ظهور مؤثر جلس "دراجي" الناطق باسم لجنة التحقيق السورية الى جانب "هسام" و هو يتحدث عن تجنيده من قبل شخصيات لبنانية معروفة و كان واضحا أن جلوس "دراجي" الى جانب هسام كان بصفته كعضو في اللجنة, لم يبدو الدور الذي لعبته لجنة التحقيق واضحا في إظهار هسام ولم يقل عضو اللجنة كيف سيستفيد التحقيق الذي يجريه من هسام , و إذا كان ميليس تعامل مع هسام "كشاهد ملك" فقد تعامل معه عضو لجنة التحقيق السورية "كملك",وكذلك فعل جانب عريض من الشارع السوري و ليس بمستبعد أن يتحول هسام الى بطل قومي أن لم يكن قد فعل.سلوك عضو اللجنة مستغرب و موقعه من هسام في المؤتمر الصحفي شاذ ,بإعتبار أن اللجنة بكامل طاقمها مشكلة ليس لتحتفي بهسام و تقدمه الى الإعلام بجلباب "المخَلص".فمهمتها أكبر و أعقد من مجرد الجلوس بحبور" أبو العريس" الى جانب شاهد غير إفادته.

فرحة لجنة التحقيق السورية بهسام تدلنا على أن همها الكبير البحث عن "دلائل" على براءة سورية .و يبدو أنها أعتمدت على سياسة "التشكيك بالشهود" و هذه وسيلة قديمة و لا بأس بها و قد تنفع أحيانا في دحرجة التهمة بعيدا ليس بإظهار براءة ناصعة بل بتقليل القرائن الى الحد الأدنى بما لا يكفي لبناء إتهام قادر على الدخول الى وجدان القاضي و الحكم بثبوت الجريمه.و براءة من هذا النوع ذات طعم مر قد تجعل من المتهم مجرما و آفاقا في ذات الوقت و ذلك بالإحساس أنه أرتكب الجريمة و أستطاع الإفلات بفعلته.مهمة كهذه تشبه الى حد كبير ما يسمى بالمحقق الخاص الذي تعينه شركات التأمين لتثبت باي شكل ان زبائنها يتمارضون أو يتماوتون ليقبضوا قيمة التأمين.و هي مهمه محبطه و مخيبة للآمال لأن إظهار "المجرم الحقيقي" وحده الكفيل بدفع التهم عن سورية و هذا ما يجب أن تهتم به اللجنة أكثر من غبطتها "بلقيه" كهسام.

في تقرير ميليس ورد ما معناه أن جريمة كأغتيال الحريري لا يمكن أن ترتكب بمعزل عن سورية , المشكلة في هذه الجملة أنها وردت كمقدمه و ليست كنتيجه مما يجعلنا قادرين على رفضها دون أن نحس بتأنيب الضمير و لكن يمكن وضع جملة بديلة عنها تقول أن وجودا كالوجود السوري في لبنان عندما أغتيل الحريري كان قادرا على إمساك طرف خيط يدل على الجريمة و هذا لم يحصل, و قد كان من "الحكمة" تشكيل لجنة تحقيق سورية لبنانية في ساعة إرتكاب الجريمة و خاصة أن موجة قوية من الإتهامات وجهت الى سورية,و من غير الواضح لماذا لم تدق سورية الحديد "وهو حامي" و أنتظرت كل هذا الوقت لتستمع الى نصيحه من ميليس.

الشاهد الذي كان " ملكا" عند ميليس تعرض "لكش" و لنلاحظ أنها ليست "كش مات" بإعتبار أن هذا الشاهد كان مصدرا لروايتين متناقضتين و ليس هناك ما يؤكد أو ينفي أن الأخيره هي الصحيحة و إذا كان تعرض للتهديد و الإبتزاز في المرة الأولى و رضخ لها فقد يكون تعرض للإبتزاز و التهديد في المرة الثانية و كذلك رضخ لها.و هذا ما يجب أن تفهمه لجنة التحقيق السورية فمبالغتها بإظهار هسام انساها أن هناك كم كبير من القرائن الأخرى كالإتصالات الهاتفية الكثيفة و ربما يضع ميليس يده على نصوص معظمها ووجود هذا النوع من الدلائل يقلل كثيرا من قيمة هسام.و إذا كان هسام "مصنوعا" فيمكن صناعة آخر بنفس السهولة.

لذلك يجب على لجنة التحقيق السوريه أن تبدأ التحقيق و توقف "العونطه".

عزيزي ما اوردته من تحليل وتعليق قد يندرج في سياق الموضوعية لو ان الظروف العامة والمعطيات وردود الفعل في هذا الموضوع فسحت هامش صغير لمثل هذه الافتراضات , لكن إذا اردت أن تبقى في إطارالمنطق والموضوعية عليك ان تنظر كيف تحرك المجتمع الدولي بسرعة فائقة مع حملة لبنانية داخلية محمومة كانت معدة في مطابخ مايك دونلز , أعتقد وأنت تعرف جيداَ ان الحملة والهجمة والعدة التي أعقبت جريمة الأغتيال لم تعطي السوريين فرصة للقيام بمثل هذا العمل خاصة ان التهمة كانت قد ألبست للسوريين بعد اقل من نصف ساعة ,أمّا عن لجنة التحقيق السورية مهما كانت رديئة في إدائها تبقى متقدمة على لجنة ملس التي تحركت في وسط محكوم ومحموم بعوامل سياسية وحقدويةو ثأرية , تمثلت في حلفاء الأمس وألأعداء التقليديين لسوريا ولكل نهج وطني لبناني ,واقول أن لجنة التحقيق السورية مكشوفة وتعمل في العراء الدولي لذلك تجد صعوبة في إعطاء اية مصداقية لتحركها لأنها ولدت في قفص الاتهام , أمّا الأخرى ولدت في واحة المجتمع الدولي الذي يزرع لنا الديمقراطية من أجساد ضحايانا وموتانا وقتلانا وأحيائنا ,برايي ما قامت به لجنة التحقيق السورية عمل جيد وحتى الان اسقطت سوريا شاهدان اساسيان في تقرير ميلس مما يدل على هشاشة الاخرى وعدم مصداقيتها , ولجنة التحقيق السورية تشكلت كحالة دفاع عن النفس واراها نجحت بذلك حتى الان, واعتقد أن ملس سيخرج مهزوماّّ وإن لم يكن بالضربة القاضية لكن من المؤكد أنهم سيبحثون عن خليفة له يكون على مبدا إذا كان ملس الكحل سيكون خليفته العمى,لأن هكذا لجان قد شكلت لادانة سوريا وليس لكشف الحقيقة وهذا كان واضحا من الخطوة الأولى لعمل لجنة ملس .

تحية..

أهلا بالصفراوي...

هناك "سيناريو" تقليدي يهرب أليه صناع السينما في هوليود بين الحين و الآخر يتلخص في تورط أو توريط شخص "نجم" في العادة بجريمة أو مشكلة عويصة تؤدي الى اتهامه و احيانا سجنه و توقف الشرطه البحث عن اي مرتكب محتمل آخر للجريمة فيبد "النجم " الهمام بالبحث و التنقيب و النط و الشقلبه حتى يثبت بطريقة ألمعيه انه بريء و بالتالي تصبح القبله التي يقطفها من شفتي زميلته في الفيلم مبرره شرعيا و فنيا.

طيب ...
تبدو سوريه في موقع مشابه كل "الظروف" و لن اقول الأدله تشير إليها باصبع الإتهام و كان "ومازال" لديها القدره على التحرك في لبنان لكشف مجرم محتمل في حال وجوده .

و لكن كل ما تفعله سورية هو دفع التهمه عن نفسها مره باسلوب خطابي و إنشائي و مره بأسلوب التشكيك بشهود و لكنها ابدا لم تحاول الكشف عن جاني محتمل آخر و بهذا توحي بأنها تحاول التملص من التهمة باسلوب لاعب اليوغا الذي يحشر نفسه في صندوق صغير.

قد لا يستطيع ميليس تجميع ما يكفي من الأدله لإدانة سورية و قد تخرج من الورطة و لكنها لن تحظى عندها بقبلة نهاية الفيلم الذي سيكرس برائتها لأن خروجها سيكون تحت عنوان مريب هو "عدم كفاية الأدلة" و هذه ثلاثة ارباع إدانة.

مودتي

مجدداَ لك تحيتي
نحن نتكلم عن قضية جنائية تعتمد على محاكمة و قضاء وأدلة ومتهم ,أنا قد اتعاطف معك قليلاََ بلوم سوريا لكن لا اصل لحد الحكم عليها وهذا مايفعله وما فعله الجميع ,كان الحكم النهائي من قبل معظم الساسة اللبنانيين بعد اقل من نصف ساعة و وكان صدور قرار من مجلس الامن بمدة لا تسمح لقاضِِ نزية أن يحك راسه من هذا المنطلق قرا أن هذه الجاهزية لا بد ان تكون مرتبطة ربطاََ وثيقاََ بعملية الاغتيال ,ولعبة الشهود واستعراض البطل المغوار الناجي من محاولة الاغتيال مروان حمادة خال المناضل الشرس جبران التويني وباقي الوجوه الباردة على الساحة تدل على أنتقام اعمى وثأر يبررونه على طريقتهم ,الجانب الاخر موقفه أكثر اهتزازاََ من موقف النظام السوري على الرغم من تبنى أكبر الدول تاثيراََ بالعالم لهذه الأدوار , لكن كان هسام هسام نجماََ أكثر تالقاََ منهم وهذا ما يثبته شباك التذاكر , ويا سيدي إذا لم تستطع سوريا ان تحصل على القبلة في نهاية الفلم يكفي أن تضع سؤالاَ في اذهان المشاهدين اللذين اعتادوا الاستلاب والتبعية لجهات وصحف معينة ويكفي أن تخرج لعدم كفائة الادلة وتنقذ ما يمكن أنقاذه من بلد لا يحتمل أكثر ما يحمل . تحيتي لك