علاوي كشف عنهم ومنظمة بدر تنفي علاقتها بتصفيتهم: لغز اغتيال 36 طيارا عراقيا قصفوا ايران


عادت قضية اغتيال الطيارين العراقيين الذين شاركوا في الحرب ضد ايران للظهور مجدداً في الشارع العراقي، بعد ان اعادت بعض القوى السياسية اثارة الاغتيالات التي شهدها العراق في اعقاب سقوط نظام صدام، والتي طالت اطباء ومهندسين وعلماء ذرة وقادة عسكريين واساتذة جامعيين، لصالحها في مقابل خصومها السياسيين في السباق الإنتخابي الذي يفتقر الى أية آلية لتسجيل المخالفات والانتهاكات، بالرغم من ان قانون الانتخابات حدد قواعد اللعبة الانتخابية، وبين المحرمات التي لا يجوز ان ترتكب في اثناء الدعاية الاعلامية.

الحملات الدعائية الاستباقية التي شنتها بعض القوى السياسية ضد خصومها تركزت على قضية واحدة هي اغتيال الطيارين العراقيين باعتبارها ما زالت حدثاً قريباً في الشارع العراقي، حتى لو كان فيها نكأ جراح الاخرين والنبش في احزانهم.

ففي احتفالية استعراضية للجيش العراقي الجديد حضرها الدكتور اياد علاوي رئيس القائمة العراقية الوطنية تطرق الى مسلسل الاغتيالات ، وقال: " مع الاسف عندنا معلومات مهمة ان الاغتيالات طالت لحد الان 36 طيارا عراقيا وهذا امر مرفوض ويجب ان نضع الاسس القوية لتقصي الفاعلين المجرمين والقاء القبض عليهم واحالتهم الى المحاكم ، ويجب ان يتوقف هذا المسلسل فهم ابناء العراق وهم طيارو الجيش العراقي وعلينا ان نحافظ على الجيش سواءا من هو عامل فيه حتى الان اومن هو ترك الجيش وان نراعي الخصوصيات الكثيرة وان نحترم الجيش الذي كان له تاريخ مجيد في العراق".

تصريحات علاوي للصحفيين العراقيين خلال الاستعراض الذي جرى في مطار المثنى الثلاثاء أثارت استياء المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم، واعتبرها "محاولة لاستعداء الناخبين في عدد من المناطق ضد قائمة الائتلاف العراقي الموحد التي تنضوي فيها منظمة بدر الذراع العسكري للمجلس والتي توجه اليها اصابع الاتهام في هذا الصدد."

لكن ضياء محمد الفياض المتحدث باسم منظمة بدر والمرشح ضمن قائمة الائتلاف الموحد قال لـموقع ( الملف نت) ان منظمة بدر هي منظمة سياسية عملت وتعمل لبناء العراق واعادة اعماره، واتهم جهات " تكفيرية وارهابية" بمحاولة تأجيج الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة من خلال القاء التهم على منظمة بدر.

واعتبر الفياض ان " اثارة هذا الموضوع مجدداً والنبش فيه ليس سوى جولة خاسرة من جولات الدعاية الانتخابية ضد قائمة الائتلاف التي تتمتع بدعم شعبي واسناد المرجعيات الدينية"، على حد تعبيره. داعياً جميع القوى الى التكاتف ونبذ اللجوء الى الاتهامات المغرضة التي من شأنها خدمة الاعداء، كما دعا من يوجهون مثل هذه الاتهامات الى زيارة منظمة بدر والإطلاع مباشرة على الاعمال التي تقوم بها المنظمة في اتجاه البناء والوحدة الوطنية.

ويشكل مسلسل الاغتيالات الذي يستهدف شخــــصيات سياسية واكاديمية ومهنية في العراق رعبا قاتماً للعراقيين الذين يعتقدون بوجود تنظيمات ذات خبرة واحتراف وراء تلك العمليات، سيما بعد ان أخذت التصفيات اساليب عمل استخبارية منظمة، إذ يقول المواطن يحيى عباس من منطقة البياع ببغداد ان شخصاً غريباً تبدو عليه ملامح البائع المتجول طرق باب داره ذات صباح وادعي انه يسعى إلي شراء ملابس عسكرية لبيعها وطلب ملابس طيارين وعرض أسعاراً مغرية وان ذلك الشخص كان ملحاً واستدرج ابنه الذي فتح له الباب وتجاذب معه الحديث، حتي زل لسان الأبن وقال له اسأل بيتاً آخر، فذلك جيراننا كان عقيداً طياراً ونحن لا نمتلك أية ملابس عسكرية. وكانت الصدمة حسبما قال المواطن ان ضحية الاغتيالات في صباح اليوم التالي كان جاره العقيد الطيار المسرح من الخدمة والذي يمتهن البيع والشراء لكسب قوت عائلته.

ويضيف هذا المواطن البسيط ربما هناك من يقول ان هذه حادثة منفصلة ولا يمكن تعميمها لكن احصاءات المغتالين من الطيارين والضباط السابقين تقول ان هناك يداً خفية تتحرك لتنفيذ اغتيالات مدروسة علي حسب اسماء قوائم محددة وتجري عملية جمع معلومات استخبارية دقيقة عن اماكن وجودهم وسكناهم.

وتعد عملية اغتيال اللواء الطيار المتقاعد اسماعيل سعيد أحد قادة سلاح طيران الجيش السابق ابان الحرب العراقية الايرانية والضابط الذي أطلق صواريخ الحسين على (اسرائيل) عام 1991 ، وكذلك الضابط الذي قاد اول طلعة لطائرات السوبر ايتندار لضرب جزيرة خرج الايرانية، من العمليات التي تثير علامات استفهام كثيرة وكبيرة حول الجهات التي تقف وراء هذه الاغتيالات.

ويخشى الطيارون السابقون في سلاح الجو العراقي على حياتهم بعد عمليات تصفية طالت العشرات منهم منذ سقوط نظام صدام حسين في نيسان 2003، لاسيما وانهم يشعرون ان هناك من يترصد حركاتهم ويريد الثأر منهم.

وكانت اول اثارة على الصعيد الرسمي لموضوع اغتيال الطيارين العراقيين قد جاءت في الجمعية الوطنية عندما وجهت النائبة عالية الساعدي اتهاماً لمنظمة بدر باغتيال الطيارين العراقيين‚ وهو ما دعا احد اعضاء البرلمان عن منظمة بدر الى نفي هذه الاتهامات واعتبرها باطلة وعبر عن مخاوفه على امن وحياة زميلته، محذرا من ان الارهابيين قد ينتقمون منها بالقتل والقاء التبعة على منظمة بدر، ما دفع النائبة الساعدي الى اعتبار كلامه هذا تهديدا.

و دفعت حملة الاغتيالات رئيس الجمهورية الطالباني الى التدخل وعرض تقديم ملاذ أمن للطيارين في كردستان، حيث عقد اجتماعا مع أكثر من ألف ضابط في الجيش العراقي السابق من ضمنهم طيارين في محاولة لكسب ولائهم واقصائهم عن المسلحين الأجانب، لكن الطالباني قال لصحيفة صنداي تليغراف البريطانية انه (لا يعرف الجهة التي تقف وراء اغتيال الطيارين، وما إذا كان استهدافهم انتقاما لقصف المدنيين وضرب إيران او قصف كردستان) ، لكنه أشار الى ان الطيارين (كانوا ينفذون اوامر قادتهم لان كل من يرفض تنفيذ الاوامر ابان حكم صدام حسين كان مصيره القتل كما أن أيا من هؤلاء الطيارين لم يكن قادرا على الفرار بطائرته الى لندن او أي مكان آخر لطلب اللجوء خوفا من أن يقوم صدام بتصفية عائلته )

اقتباس:وكانت اول اثارة على الصعيد الرسمي لموضوع اغتيال الطيارين العراقيين قد جاءت في الجمعية الوطنية عندما وجهت النائبة عالية الساعدي اتهاماً لمنظمة بدر باغتيال الطيارين العراقيين‚ وهو ما دعا احد اعضاء البرلمان عن منظمة بدر الى نفي هذه الاتهامات واعتبرها باطلة وعبر عن مخاوفه على امن وحياة زميلته، محذرا من ان الارهابيين قد ينتقمون منها بالقتل والقاء التبعة على منظمة بدر، ما دفع النائبة الساعدي الى اعتبار كلامه هذا تهديدا

هنا مربط الفرس. إن ايران تقوم بقتل جميع من شارك بالحرب عليها ليس فقط من كبار الضباط بل حتى صغار ضباط الصف.