عدة مرات :emb:

1ــ فى عام 98 كان عمرى 18 عام

ادخرت مبلغا من المال وتركت وظيفه لا بأس بها ( فنى كهرباء فى محطة ضخ مياه فى أحدى القرى النائيه ... اجلس متوحدا مع اصوات المحركات لمدة 12 ساعه يوميا ) , اشتريت ملابس جديده غاليه أضفت على مظهرى بعدا اجتماعيا وكانت السبب فى عبورى الحاجز الأمنى عند مدينة شرم الشيخ ولكن شرم الشيخ لم تكن المقصوده بل دهب .... ودهب مدينه سياحيه صغيره تقع على خليج العقبه فى منتصف المسافه بين نويبع وشرم الشيخ ... حيث كان صديق لى هناك يعمل فى مطعم ايطالى (مات منذ 5 سنوات ... قد أذكر لكم قصته فيما بعد ) وتنقلت فى عدة اعمال متواضعه ولم أستقر فى عمل بسبب ظروف متباينه لم يكن لى دخل فيها وكل ما ادخرت مبلغا من عمل اضطررت لصرفه اثناء تعطلى عن العمل واستقر بى المطاف لفتره فى كافتريا وكامب كنت اعمل فيهم 18 ساعه فى اليوم عامل نظافه فى الصباح ثم مندوب مشتروات ومساعد طباخ وجرسون ثم عامل نظافه فى نهاية اليوم .. كان يومى يبدأ فى السادسه صباحا وينتهى فى الواحده بعد منتصف الليل .
وذات يوم استعرت حذاء بحر من أحدهم ونزلت الماء فى وقت الجزر ( أنا لا أجيد السباحه ) ومشيت فوق الشعاب المرجانيه التى كانت تغطيها المياه الضحله انظر الى الأسماك الملونه والى الجبال فى الضفة الأخرى واتذكر ايامى البائسه .. اخى الذى توفى طفلا لأن أبى لم يكن يملك ثمن العلاج او بتعبير أدق انجاب طفل جديد أقل تكلفه من علاج طفل مصاب بالحمى الشوكيه .. ليلى بنت الجيران والتى كان شجار امى وامها سب فى حرمانى من اللعب معها .. زملائى الأوغاد فى المدرسه وكيف أقتلعت لوح الدرج وفججت رأس أحدهم .. زينب تلك الفتاه الناعمه الشهيه القادمه من مدرسة المدينه والتى لم أجرؤ على أن أقول لها أحبك ... يوم أن أختارونى طالبا مثاليا وانا فى نهاية التعليم الأساسى ثم بعدها بشهر عاقبونى عقاب مهين فى طابور الفسحه لأنى قمت بضرب أحد الأوغاد بحجر فشجت رأسه ... وأفقت من تأملاتى وقد اغرورقت عينانى بالدموع فإذا بى قد وصلت إلى نهاية الشعاب المرجانيه التى كنت اسير فوقها ووقفت على الحافه ونظرت إلى الهاويه وفكرت مليا فى القفز أكثر من نصف ساعه وانا استجمع قواى لأقفز وانتهى بى الأمر إلى إنى أستجمعت قواى وتركت العمل والتحقت بعدها بعمل ممتاز عاد من خلاله الهدوء الى نفسى وتعجبت كيف انى فكرت بالأنتحار :what:

2ــ فى عام 2000 كان عمرى 21 عام

فى صيف عام 2000 كنت أقضى الخدمه العسكريه بالقوات البريه

كنت سائق مدرعه فى لواء مدفعيه ... وكنا نقوم بالحماقات التى يؤمر بها الجنود دائما واليكم القصه

يأخذ الجنود اجازتهم عادة كل 28 يوم اسبوع حيث يتم تقسيمهم الى 5 مجموعات كل مجموعه اسبوع , وحينما حل دورى فى النزول تم الغاء الاجازات وذلك لقيام اللواء بعمل بيان فك تخزين كتيبه سيحضره قادة الجيش والمدفعيه والمدرعات وتم تقسيم الجنود إلى مجموعتين مجموعه تقوم بالخدمه والحراسه والمجموعه الأخرى تتولى التدريب على البيان
نقطة الحراسه يقوم على أمرها 3 جنود فى الليل بواقع 4 ساعات لكل جندى من 6 مساء الى 6 صباحا وفى النهار يقوم جندى واحد بالحراسه بمفرده ( هذا يعنى أن يقف 12 ساعه متواصله بلا راحه ) ويذهب الآخران إلى التدريب , وكنت ممن يذهبون إلى التدريب وبعد 20 يوم من التدريب الشاق فى صيف أغسطس انتهى البيان وتبخر معه الوعد الذى قطعه القائد لنا بحصول كل فرد على اجازه 15 يوم بعد ان يقوم بتقسيم الجنود الى مجموعتين تنزل مجموعه وتعود وتنزل الأخرى , وعدنا الى النظام اليومى المعتاد واستعددت للحصول على اجازه مع مجموعتى اللى عليها الدور , وحصل كل افراد المجموعه على تصاريحهم ما عداى وحينما ذهبت للأستفسار قال لى مكتب الافراد انهم ضمونى الى مجموعة العرض العسكرى .. قلت لهم آخد اجازتى وبعد كده ضمونى , قال لا العدد لازم يكمل عشان فيه تفتيش خلال الاسبوع ده قلت لهم انا بقال 50 يوم منزلتش قالوا مش مشكله مجموعة العرض الصامت بتنزل كل اسبوع اربعاء وخميس وجمعه وانت اصلح واحد عشان منزلك قريب من الوحده مش معقول نجيب واحد من الصعيد ونضمه مش هيستفيد من ال 3 ايام مش هيلحق يروح ولا ييجى وكان مساء الجمعه وجاء يوم السبت ثم تلاه الاحد حتى وصلنا الى يوم الاربعاء المفروض نمشى الساعه 12 ظهرا وإذا بضابط العرض يتشاجر مع رئيس عمليات اللواء ويرفض الأخير اعتماد الأجازه ونظل على هذا الوضع شهر كامل فأكملت 80 يوم بدون اجازه وبلغ السيل الزبى واصبحت لا احتمل كلمه من احد وانتهى سبتمبر وكذلك 10 ايام من اكتوبر وانفجرت فى رقيب اول كان يتولى التدريب طرحته ارضا وكلت له ما تيسر من اللكمات وقام زملائى بإيقافى حتى لا ينتهى الأمر الى مأساه ثم تم عرضى على رئيس عمليات اللواء الذى أمرنى بالأنبطاح ارضا ثم صعد بحذائه فوق ظهرى وأخذ يركلنى فى رأسى وظهرى ثم خشى ان أصاب بأصابه بالغه فنزل وامر الرقيب اول بأن يركل الرمال فى وجهى فنهضت نافضا الرمال عنى وطرحت الرقيب اول مجددا واستدرت مجزمجرا باتجاه رئيس عمليات اللواء (مقدم اركان حرب أسامه .....) وهرع جندى الأمن الذى كان يتابع الموقف بتكبيل حركتى ( عادة ما يختار جنود الأمن من ضخام الجسم ) وانتاب الهلع المقدم لم يدر بخلده ان يحاول جندى الفتك به وقادونى إلى السجن وأقسمت له أنى سأقتله وأضافه الى ال80 يوم السابق سجنت 40 يوم عاهدت نفسى فى أولهم أن اول ما سأفعله حينما امسك سلاح الحراسه انى سأتوجه الى مكتب المقدم والعقيد وأقتلهم ثم أنتحر بعد ذلك وفى نهاية ال 40 يوم كنت قد هدأت وعدلت عن الفكره تماما إلا أن المقدم أسامه ظل يتوجس خيفه منى وبمجرد ما خرجت من السجن وجدت تصريح اجازه ب 12 يوم وعدة من الاجازه كان المقدم فى اجازه وعندما عاد من الأجازه أمر بالحاقى بوحده أخرى ظللت فيها الى ان انتهت مدة الخدمه :nocomment:

3 ــ الآن

حاليا قد اتخذ قرارا بالانتحار ولكنى لن ارحل وحدى ... حتما سآخذ احدهم معى

حملت صوتك فى قلبى وأوردتى
فما عليك إذ فارقت معركتى
أطعمت للريح ابياتى وزخرفها
إن لم تكن كسيوف النار قافيتى
آمنت بالحرف إما ميتا عدما
أو ناصبا لعدوى حبل مشنقة
آمنت بالحرف نارا لا يضير إذا
كنت الرماد أنا أو كان طاغيتى
فإن مت وكفى رافعا علمى
سيكتب فوق القبر لم يمت . ........ محمود درويش

ولكن مهلا قبل أن أشرح لكم الأمر اذا حدث وفارقت الحياه بيدى أو بيدى عمرو كيف لكم أن تعرفوا .

يعنى على الأقل حد يكتب سطر رثاء :bye:

يشغلنى هذا الأمر حقا :what:

محارب (f)
أنت عقلاني جداً ، أعرف عمق تجربتك التي جعلتك تصل إلى إيماناتك التالية ، لكنني لا يمكنني أن أكون نظامية إلى هذا الحد ، لا يمكنني أن أتحول إلى عسكري تحت أمر الحياة ..

ابن الشام
كنت أتوجس بينما تحدثني عن الهدوء باعتباره أداة شرسة قد تأكل الروح ، على العكس منك أتمرس مع الظلمة والوحدة والهدوء .. لكن لربما لا أستطيع أن أقارن بسبب اختلاف تجربتنا ..
شكراً لأنك هنا دائماً ..
وعودة سالمة من الوطن (f)

فارس ايجيبت
يعجبني أن أنتحر لكن لا يعجبني أن ينتحر غيري ، لربما يارفيقي يجب أن نستند إلى أكتاف بعضنا حتى لا يلتهمنا الآخر الأسود ، أن نبقى من أجل من نحب (f)

اقتباس:  منى كريم   كتب/كتبت  
محارب (f)

فارس ايجيبت  
يعجبني أن أنتحر لكن لا يعجبني أن ينتحر غيري ، لربما يارفيقي يجب أن نستند إلى أكتاف بعضنا حتى لا يلتهمنا الآخر الأسود ، أن نبقى من أجل من نحب (f)

بالفعل هذا هو السبب أن نبقى من أجل من نحب

لى أخوه صغار مسؤلين منى ولى أب وأم مسنان ولى حبيبه فى خيالى اتمنى أن القاها ...... إن أقصى ما يتمناه الآخر الأسود هو أن يتخلص منى فكيف بى أمنحه هذه الفرصه ..... ؟

لا طبعا انا اذكى من ذلك بكثير ولو قادتنى الظروف الى تلك اللحظه فحتما سآخذ بعضهم معى إلى العدم :23:

الرفيق منى كيف سأخبركم انى انتحرت او رحلت ؟

اقتباس:  fares79egypt   كتب/كتبت  
[

الرفيق منى      كيف سأخبركم انى انتحرت    او رحلت ؟

لن تخبرني ؛
سأعرف ..