أمة العار ..!! - عبد المحسن الكاظمي

[16-09-2005]
Kazimi_44@hotmail.com

يا أمة العار متى ترتوين من دماء محبي أهل بيت الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ؟ يا أمة الخبث التاركة لشريعة سيد الرسل و خاتم الأنبياء ، المتمسكة بشريعة معاوية و مروان و بني أمية من يشفي غليلك من أحفاد و محبي علي بن أبي طالب (  ) ؟ يا أمة السوء التي أصبحت سخرية الأمم بهزائمها المنكرة و عنترياتها الفارغة متى تدركين أنك أخذت بثأر أبي جهل ، عتبة ، الوليد ، عمرو بن ود ، الخ ، الخ .. ممن جندلهم علي بن أبي طالب () تحت راية النبي العظيم و باسم الإسلام ؟ ألم تكفك يا أمة الكذب و اللؤم دماء سيدي شباب أهل الجنة الحسن و الحسين ؟ و قبلهما والدهما سيد الأوصياء و الأولياء ؟ متى يبرد غليل هذه الأمة البائسة التي رباها معاوية اللعين و عشيرته التي يصفها الله عز و جل في كتابه العزيز بأنها الشجرة الملعونة في القرآن ؟ قوافل الشهداء و الأبرياء تسير دون انقطاع منذ استولى الكذابون و الطلقاء على الحكم و تسلطوا على رقاب المسلمين حتى هذا اليوم ؛ بل قل حتى قيام الساعة . منذ استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ) و حتى اليوم ، هل قدمت هذه الأمة حاكما شريفا و عادلا يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يعمل بشريعة الحق ؟ ألف كلا و لا ، فحكام هذه الأمة الكارهة لرسول الله و أهل بيته دخل في عقلها الجمعي الباطن أن بني أمية هم أحق الناس بالإمرة على الناس و يجب محاربة كل من لا يرضى بذلك . و هكذا يجب أن تهدر دائما و أبدا دماء محبي بين أهل النبي ( ص ) .

فتح رسول الله ( ص ) مكة و تمكن من رقاب أهلها الذين طردوه منها بعد أن استولوا على كافة أموال المهاجرين ثم حاربوه لأكثر من ثمانية أعوام ، فما الذي فعله بهم بعد سريان هتاف أحد المسلمين بينهم : اليوم يوم الملحمة ، اليوم تسبى الحرمة ؟ أعطى وصيه علي بن أبي طالب ( ) الراية ليدخل مكة صادحا بأعلى صوته : اليوم يوم المرحمة ، اليوم تحمى الحرمة . ثم جاء كفار مكة الذين ( استسلموا ) في الواقع و لم ( يُسلموا ) طالبين العفو من الرسول ( ص ) فقال لهم قولته الشهيرة : اذهبوا فأنتم الطلقاء .

بعد القتل الجماعي الحسين بن علي () و أصحابه في واقعة كربلاء و التمثيل بالجثث الطاهرة ثم سبي عياله و أهل بيته من الأطفال و النساء ، بعث يزيد بن معاوية قائده مسلم بن عقبة إلى المدينة المنورة طالبا منه استباحتها ثلاثة أيام كاملة كي يكتمل انتقامه من الرسول الأمين ( ص ) الذي قتل بسيف ابن عمه علي بن أبي طالب () أجداد ، أعمام و أخوال يزيد و الأمويين . و هكذا فعل ذلك القائد الإسلامي العروبي لعنه الله فقتل أكثر من عشرة آلاف مسلم لا لذنب إلا لأن آباءهم نصروا و دافعوا عن رسول الله ( ص ) . و ذبح قراء المدينة كما تذبح النعاج و افتضت كل بنت وصلتها يد الحقد الأموية . تلك هي حملة ( الحَرة ) التي يفتخر بها أجلاف الأعراب . قارن فقط بين فعل الخير المتمثل برسول الله ( ص ) و فعل يزيد خليفة العرب !!

استولى جيش معاوية بن أبي سفيان على مشرعة الماء في شط الفرات قرب صفين و قرر حرمان جيش الإمام علي () من الماء و قال معاوية سأقتلهم بسيوف العطش كما قتل عثمان عطشانا . فما كان من الإمام إلا أن قام بحملة منكرة على جيش الطليق بن الطليق ليزيحه عن الماء و يملك المشرعة . لكنه لم يقتل معاوية و جيشه بسيوف العطش بل سمح لهم بشرب الماء و قال لا أعمل عملهم .

و لا يمكن حصر هذه الأمثال في مثل هذا الموضع لكنها توضح بجلاء موقف الخير و موقف الشر . أنظر الآن إلى ما تفعله أمة السوء التي تدعي أنها تحمل صفات العروبة الحقيقية و الإسلام المحمدي و ليس الأموي . إنها تدافع عن الزرقاوي بطريقة مباشرة كما في أغلب الدول العربية ، أو بصورة غير مباشرة كما يفعل كل العراقيين الذين يدعون أنهم ينطقون باسم السنة العرب في العراق . فكلهم يقول و بصوت واحد دون لف أو دوران أنهم لا يقبلون بما يفعله الزرقاوي في القتل على الهوية ( لكنهم ) يعتقدون أن ذلك بسبب حملة تلعفر الحكومية للقضاء على بؤر الإرهاب . و هؤلاء الطائفيون حتى النخاع ينسون أن الله عز وجل يقول في محكم كتابه العزيز : لا تزر وازرة وزر أخرى . فلو كانت الحكومة ترتكب المجازر فعلا في تلعفر ، فما ذنب عمال ينتظرون رزقهم في إحدى الساحات في الكاظمية ؟ و يا لسخرية الأقدار و فضيحة العربان أن اسم الساحة هو : ساحة العروبة !! فمن الذي أباح قتلكم أيها الشهداء الأبرياء المظلومين في ساحة العروبة غير أولئك الأعراب الأجلاف الذين لم تدخل ذرة من الإيمان في قلوبهم ؟ ألم يقرأ بشار الفيضي في القرآن ألا تزر وازرة وزر أخرى وهو يصرح أن هيأته الشريرة تؤيد كل أعمال الزرقاوي ( تقريبا ) ؟

يُسأل عدنان الدليمي عن رأيه في مجزرة ساحة العروبة فيقول قي جملة واحدة أو جملتين فقط لذر الرماد في العيون أنه لا يؤيد هذه الأعمال ، لكنه يستطرد في خطبة عصماء عن مسؤولية وزارة الداخلية و الدفاع في قتل أبناء السنة و المداهمات التي يتعرضون لها ناسيا أنه رجل دين و يجب عليه دائما و أبدا أن يتذكر ( لا تزر وازرة وزر أخرى ) . و على منوال هذا الخرف الذي لا يسأل نفسه لماذا لا تداهم وزارة الداخلية بيته و مكتبه ؟ و سيسأل قريبا من رب العالمين عن الدماء التي تهدر بسبب تصريحاته الهوجاء ، أقول على منواله يغزل جميع الأدعياء ممن سموا أنفسهم محللين و مراقبين و أساتذة في العلوم السياسية و ما هم إلا مجموعة طائفية حاقدة لا ترى الحق أو خائفة من سطوة و انتقام الزرقاوي أو الجماعات التكفيرية . و حتى الناطق باسم الحزب الإسلامي عندما يقابله ( الوله المسموم ) أحمد منصور في قناة الجزيرة ينسى قول الله و يتباكى على ( أهلنا ) في تلعفر . يا ترى لو كنت رئيسا للوزراء يا طارق الهاشمي ، هل كنت تسمح أن تخرج مدن بكاملها عن سلطة الدولة لأن بعض أهلها أسكنوا الإرهابيين و منحوهم حق قتل بقية الناس ؟ ما لكم كيف تحكمون ؟ أم أن الانتقام و أخذ الثأر من علي و أبنائه و محبيه يتناقل في الأعراب جينيا ؟

تفسير مغلوط :
( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) " آل عمران 110 " . يتشدق أنصار بني أمية على الدوام بهذه الآية المباركة لتفضيل العرب عن بقية خلق الله . و لا يختلف التفسير القومچي العروبي لهذه الآية المباركة عن قول اليهود أنهم شعب الله المختار . و الواقع أن القرآن الكريم نفسه ينفي ذلك لأنه يقول إن أكرمكم عند الله أتقاكم ؛ أي ليس الأكثر عروبة فيكم . و من نافلة القول أن التفسير الصحيح الذي قال به المفسرون و يتماشى مع العقل و لا يخالف القرآن نفسه هو أن المراد بهذه الآية هو : أيها المؤمنون على اختلاف أشكالكم و ألوانكم ستكونون خير الناس لو أمرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر و آمنتم بالله . و لا أدري لماذا يفضل الله الأعراب الذين يناصرون و يؤيدون بكل قلوبهم و ألسنتهم من يذبح الناس لأنهم يختلفون معهم في المذهب ؟ لماذا يصف الله أناسا ( بالخير ) و هم يرتضون أن يكون الأمين العام لجامعتهم العربية مأبون مشهور في العالم الدبلوماسي بالشذوذ الجنسي ( Homosexual ) .
لم تتحرك أمة العار و هي تنظر بأم عينها ( العوراء ) فضائع ابنها البار اللقيط صدام بن أبيه و هو يرتكب مجازر الأنفال ، حلبچة ، الأهوار ، قتل العلماء و الأبرياء ، المقابر الجماعية ، الخ مما يطول ذكره . و لم ينبر أحد من المحللين و المعلقين الأوباش من العراقيين أمثال سعد الحديثي ، الجميلي ، النعاس ، السعدون ، الراوي ، العاني ، الخ في القول أن ذلك كان رد فعل لتلعفر و القائم !! و يخرج عليك أعظم المحللين العسكريين في العالم الذي دوخ الدنيا بانتصاراته على الجيش الإسرائيلي المدعو طلعت مُسَلم فاتلا شاربه ، نافخا أوداجه و مبشرا أمة العربان أن المقاومة العراقية الباسلة و من ورائها إعصار كاترينا قد هزما أميركا شر هزيمة !! و ماذا عن الأبرياء العراقيين يا سيادة المشير الركن الذين يقتلون بنسبة واحد إلى مئة ؟ لا يهم ذلك لأن الهدف هو تحقيق انتصارا عربيا للمرة الأولى في التاريخ و ثانيا أن هؤلاء القتلى هم من الشيعة و هذا يدخل في الاستراتيجية العامة للثأر منهم بسبب قتل حبيبهم علي بن أبي طالب لقادة قريش !!
على العرب إيقاف مهازل العملية السياسية الجارية في العراق مهما كان الثمن و إلا سيرجع علي بن أبي طالب بحقه و بفكره و يتم كشف كل ( الزغل ) الذي سطره العربان في تاريخهم الحالك السواد . و هكذا ترى أن الانتخابات في العراق لم تكن شرعية لأن الذين شاركوا بها 58% بينما انتخابات مصر شرعية لأن الذين شاركوا بها 23% فقط ! و انتخابات العراق غير شرعية لأنها جرت تحت الاحتلال ، لكن انتخابات فلسطين التي جاءت بمحمود عباس رئيسا شرعية لأن إسرائيل ليست أميركا !! و يجب أن يسقط الدستور الذي كتبه العراقيون لأنه لا يتضمن جملة ( العراق جزء لا يتجزأ من الأمة العربية ) و هذا يثير حنق عمرو موسى و إلا من سيدفع راتبه البالغ 30 ألف دولار شهريا ؟ و لكن من يتمكن من شرح عدم ذكر ( جزء من ) في كافة دساتير العالم المتحضر ؟ بل حتى في الكثير من الدساتير العربية ؛ الدائمة و المؤقتة ؟ ما هو العيب في ذكر أن : العراق دولة مستقلة ذات سيادة . ثم هذه خرائط العالم كلها بين يديك ، هل شاهد أحدكم رقعة جغرافية مكتوب عليها ( الأمة العربية ) كي يكون العراق جزءا لا يتجزأ منها ؟
يقول طارق الهاشمي ، الناطق الرسمي و أمين الحزب الإسلامي العراقي أن إيران و أميركا متواطئتان لإخراج السنة من العراق . ثم يناقض نفسه بصورة عجيبة دون احترام للقبه العلمي أو للحيته البيضاء أن إيران تريد توريط أميركا في المستنقع العراقي كي لا يأتي عليها الدور لأنها إحدى دول محور الشر . و يضيف الهاشمي متحدثا ( للوله ) أحمد منصور كما يصفه المقبور عدي صدام و المدعي العروبة و هو لا يفرق بين حرفي الزاي و الذال فيسمي ( الوزير وذيرا ) !! أقول يضيف الهاشمي أن أميركا مستعجلة في الخروج من العراق لكن تدخل إيران يمنعها من ذلك !! لماذا لا توقف مقاومتك الشريفة إذن و تمتنع عن استلام المعونات من إيران و سوريا و غيرهما كي يخرج الأميركان بسرعة كما تقول ؟ لماذا لا يقول الحزب الإسلامي ، مجلس الحوار ، هيئة علماء المسلمين ، مؤتمر أهل السنة ، الخ أنهم يخافون من اليوم الذي سيخرج به الأميركان من العراق لأنهم سيكونون بين سندان انتقام الشيعة و مطرقة الزرقاوي و التكفيريين ؟ لكنهم لا يقبلون السير السلمي في العملية السياسية لأن ذلك سينتج لا محالة عن تقاسم السلطة و كشف الخدعة الكبرى التي حكموا بموجبها العراق الحديث منذ تأسيسه في بداية عشرينيات القرن الماضي . و هي نتيجة يعتقدون أنها أسوأ من الوضع الحالي في العراق لذلك فأنهم يتمسكون ببقاء الأميركان في المستنقع العراقي من جهة و يرفضون كل الذي يعرض عليهم كي يفشل التوافق و بالتالي العملية السياسية برمتها .
ستبقى دماء الأبرياء تسيل دون انقطاع إذا استمر ظهور ( التبريريين ) أصحاب كلمة ( و لكن ) على شاشات التلفزيون و هم يزايدون على العراقيين واصفين الأعمال الإجرامية بـ ( العنف و العنف المضاد ) مستنكرين ( بشفاههم ) بعض العمليات الإجرامية التي تقشعر لها الأبدان ثم يتبعون الاستنكار بكلمة ( و لكن ) التي تبرر ذلك العمل الشنيع . متى يتم رصد ثم تجريم كل من يزهق أرواح العراقيين بيده أو بلسانه ؟ متى ترفع القضايا على فيصل القاسم و هو يصف العراق بأنه ( راح بستين داهية ) . من يقاضي مصطفى بكري الذي يصف شيعة العراق بالصفويين و المجوس ؟ من يأخذ حق العراقيين من صلاح الدين سالم الذي يدعو يوميا لحرق نفط العراق ؟ ثم ماذا عن العراقيين الذين طغى انتماءهم الطائفي و البعثي على وطنيتهم فأصبحوا يعارضون كل شيء كي لا تستمر العملية السياسية . لماذا لا تفعل محافظات العراق كما فعلت محافظة الموصل البطلة بإيقاف قناة الشرقية من العمل على أراضيها لأن نهجها لا يتماشى مع نهج العراق الجديد . أين محافظات البصرة ، النجف ، الكوت ، الناصرية الخ من الفعل الشريف و المشرف لمحافظة الموصل تجاه قناة الشرقية السامة و المسمومة ؟ و ماذا عن مكاتب قنوات الشر الأخرى في العراق ؟ أين أبناء العراق من هؤلاء المراسلين الذين لا يهمهم إلا الكذب ؟ و لماذا لا يحاسب المرتزقة الجدد من الإعلاميين الذين يحللون و يصرحون على هوى أية قناة فضائية تقابلهم !!
الحديث طويل و ذو شجون ، لكن إذا لم يأخذ الشعب العراقي ( و ليس الحكومة ) الأمور بيده في تصفية عتاة البعثيين و منتسبي الأمن و المخابرات السابقين و كل الذي يمت إلى معاداتهم و تسفيه أحلامهم ، فأن قافلة الضحايا و الأبرياء ستستمر إلى أن يرث الله الأرض و من عليها .