شريعة الله بريئة من هذا كله بعض المسلمين يزدادون تدنيا.. فيزدادون قسوة في القلب... واستهتارا بحقوق البشر
< إلزام الفساد بلبس الحجاب الأسود ليس من الشريعة.. والله عز وجل لا يبيح دم الإنسان مهما وقال وكتب < إلا في حالة واحدة.. هي قتله لغيره < سفاح إيراني يقتل 16 امرأة من العاهرات بدعوي تنفيذ أمر الله.. والقرآن الكريم لم يذكر الرجم ولم يأمر به.. والعقوبة التي حددها للزناه هي الجلد فقط < في إيران يتم رجم الزانيات بالحجارة وتترك أجسادهن نهبا للسباع محمد شبل المفارقة التي تحير الألباب وتذهل العقول، أنك كلما ازددت تدينا، ازددت قسوة في القلب، واستهتارا بحقوق البشر، واستسهلت سلبهم أهم حق لهم، وهو حق الحياة، الذي نزل الدين للحفاظ عليه مع حقوق الإنسان الأخري.. إنه تدين منحرف عن الدين ولا ريب!! تلاحظ ذلك في عصور الخلافة، وكيف تفنن الأمراء في ابتداع أسباب للقتل، وتنويع أساليبه، من جز الرؤوس، وحرق الأجسام، والموت علي الخازوق!! وقالوا إنها شريعة الله، والشريعة بريئة من هذا كله!! < ما لم تذكره الشريعة الدولة التي تحكمها الشريعة الآن هي: «الجمهورية الإيرانية الإسلامية».. وإذا نظرت إلي ما يجري فيها تجد منه ما يخالف الشريعة.
وحين نقول الشريعة فإننا نقصد القرآن الكريم، وما لا يخالفه من الأحاديث النبوية. أما ما عدا ذلك فهي أحكام فقهاء اجتهدوا واستنبطوها، ويمكن أن يجتهد غيرهم، ومن ثم فهي غير ملزمة، وإن زعموا أنها الشريعة.
مثلا، إلزام النساء بلبس الحجاب الأسود ليس من الشريعة، فإن الله عز وجل حين حدد لباسا للمرأة لم يأمر بأن يجبرها الأمير علي ارتدائه، وإنما هي حرة في تنفيذ ما ورد أو عدم التنفيذ، والحساب يوم الحساب.
وهذا هو التكريم الذي أسبغه الله علي بني آدم حين قال سبحانه: «ولقد كرمنا بني آدم».
وكذلك الفتوي التي أطلقها الإمام الخميني ـ رحمه الله ـ بإهدار دم سلمان رشدي لأنه ألف كتابا قال فيه ما قاله ـ ليست من الإسلام في شيء، فإن الله عز وجل لا يبيح دم إنسان مهما قال ومهما كتب، إنما هي حالة واحدة يحل فيها الدم هي حالة «القاتل» فقال سبحانه: «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا»، والفساد في الأرض الذي يستحق فاعله القتل هو الذي يصل إلي قتل الأبرياء.
وتلك المصيبة التي أذاعت «قناة الحرة» ـ (وهي والله قناة كويسة لو قورنت بقنوات عربية كثيرة لتفوقت، لكنها مظلومة بيننا بسبب سياسة أمريكا) ـ تحقيقا مصورا عنها: سفاح إيراني قتل ست عشرة امرأة من العاهرات، وظهر علي الشاشة وهو يفخر بفعلته لأن العاهرة لابد أن تموت!! ويحكي كيف كان يستدرجهن إلي بيته ويقتلهن خنقا أمام ابنه الفتي.. وحين سألوا هذا الصغير عن شعوره كان أشد فخرا بعمل والده، ومستعدا لتكراره وإكمال المهمة المقدسة!! < الشاهد والقاضي والجلاد هذا السفاح الغاشم الذي نصب من نفسه الشاهد والقاضي والجلاد ـ ما أغراه بفعل ما فعل إلا موجة التشدد وغلظة القلب وجمود المشاعر التي خلقها التنفيذ العلني لعقوبة «الرجم»، التي طبقت علي آلاف النساء الإيرانيات، في مشهد رهيب إليكم بعض تفصيلاته التي جاءت في مقال للشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي علي صفحات «الأهرام»: «تتم طقوس عملية الرجم في حضور جميع السكان من الرجال والنساء، لكن الرجال وحدهم هم الذين يحق لهم أن يرجموا الزانية بالحجارة، وهي حجارة ليست كبيرة بحيث تقتل المرأة علي الفور، وليست صغيرة بحيث لا تؤذيها، لأن الهدف من العملية هو إلحاق الألم الفظيع بالمرأة قبل أن تموت: يبدأ الأب بقذفها بالحجارة، ثم الزوج، ثم الابن، ثم بقية الحضور.
تدوم هذه القتلة البشعة بين ثلاثين وخمس وثلاثين دقيقة. وللتأكد من قتل الضحية يسحق رأسها بحجر كبير. ولا تُدفن لأنها تدنس الأرض، بل يترك جسدها تحت أغصان الشجر نهبا للسباع علي بعد كيلو مترين أو ثلاثة من القرية» انتهي.
المؤسي في الأمر أنهم يفعلون ذلك وهم يعتقدون أن ذلك هو أمر الله.. فهل أمر الله بهذه العقوبة؟ ونجيب علي الفور بأن كتاب الله لم يذكر الرجم ولم يأمر به، وإنما ورد ذكره في مرويات نقلها الرواة عن عصر النبي (ص).
ونتساءل كما تساءلنا كثيرا: إذا كان الله تعالي قد قال لرسوله: «ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء» (النحل: 89).. فكيف لم ينزل عقوبة الرجم؟ وإذا كان الوحي هو القرآن فقالت الآية: «وأوحي إلي هذا القرآن».
وإذا كان الله قد تكفل بحفظه حيث قال: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون». فإلي أيهما نحتكم: كتاب الله أم المرويات.. خصوصا في قضية تتعلق بسلب أشرف وأخطر ما وهبه الله للإنسان وهي الروح؟ وكيف نستبيح أرواح البشر هكذا، والله تعالي ـ في كتابه الكريم ـ قد حافظ عليها.. فلم يحكم علي الزناة بالرجم بل حكم بالجلد.
لكن تراثنا المدون يقرر أن الجلد للبكر، وللمحصن الرجم.
< الجلد وليس الرجم وأنا في هذا المقال سأثبت أن كتاب الله قرر وحكم علي المحصن بالجلد لا الرجم وإليكم البيان: ورد الجلد كعقوبة للزناة في قول الله تعالي: «الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين» (النور: 2).
في هذه الآية نجد أن القرآن أطلق علي «الجلد» اسم «العذاب» حين قال: «وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين».
فإذا طالعنا القرآن فيما يخص جريمة «الزنا» نجد آيات قرآنية أخري تتعرض لموقف الزوج الذي يتهم زوجته بالزنا، وليس هناك شهود غيره.
قال الله عز وجل في هذه الآيات: «والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين، ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم» (النور: 6 ـ 10).
هنا يقرر الحق سبحانه أن الزوج ـ الذي يتهم زوجته بالزنا أمام القاضي ـ عليه أن يشهد بالله أربع مرات أنه صادق في هذا الاتهام، ويذكر في المرة الخامسة أنه يستحق الطرد من رحمة الله إن كان من الكاذبين في ذلك.. ولو سكتت الزوجة بعد ذلك أقيم عليها عقوبة الزنا.
ولكي تدفع عنها «العذاب» (أي العقوبة) يجب عليها أن تشهد بالله أربع مرات أن الزوج كاذب في اتهامه إياها بالزنا، وتذكر في المرة الخامسة أنها تستحق أن ينزل بها غضب الله إن كان من الصادقين في هذا الاتهام، ولولا تفضل الله عليكم ورحمته بكم، وأنه كثير قبول التوبة من عباده وحكيم في كل أفعاله لما شرع لكم هذه الأحكام.. هذا هو تفسير الآيات.
وتلاحظ ـ عزيزي القارئ ـ أن الله أطلق علي عقوبة الزوجة التي تدفعها عن نفسها بالشهادة لفظ «العذاب».. ولفظ العذاب هو الذي استخدمه القرآن لعملية «الجلد» كما قرأنا في الآية، سورة النور.. إذا الزوجة عقوبتها في القرآن هي الجلد وليس الرجم. وفي هذا الدليل القاطع علي تأكيد عقوبة الجلد للمحصن.
وكم هي بليغة نهاية الآيات التي قال فيها سبحانه «ولولا فضل الله عليكم ورحمته».. وكأنه ينبه الغافلين: إني أرحمكم ـ بالشهادة ـ وأنقذكم من «الجلد»، وأنتم تبالغون في قتل أنفسكم بـ«الرجم»!!
http://alkaheranews.gov.eg/