الصديق العزيز خالد
تحية عربية
لن أدعي علماً فوق علمك أو معرفة في التاريخ كمعرفتك ولكننا عرفنا الله بالعقل قبل أن نعرفه بالقلب ، وببحث صغير عن تاريخ معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ستجد بأن أعداءه وأولهم القوم قد شوهوا صورته وأطلقوا العنان للعنه وسبه واستندوا لأحاديث ضعيفة في شأنه..
اقتباس:وذنب معاوية لم يخرجه من الإسلام، وإن استحق عليه عقوبة القتل لمنازعته بالسلاح الخليفة المبايع، والغريب أن معاوية وبني أمية من بعده استغلوا هذه النصوص لقتل من يشوش عليهم سلطانهم وعلى رأسهم حجر بن عدي الكندي رضي الله عنه.
فهم إذ يقرون بوجود الحديث المانع للخروج بالسلاح على الخليفة المبايع شرعيا، إلا أنهم يغفلون أن معاوية ومروان وابنه هم أول من يطبق عليهم هذا الحديث لخروجهم على أمراء المؤمنين في عهدهم، وهم علي عليه السلام وعبدالله بن الزبير رضي الله عنهما.
ذنب معاوية أن طالب أمير المؤمنين بدم ابن عمه عثمان كشرط لأن يبايعه ، بعد ان قتلوا الخليفة الثالث ثلة من القتلة المجرمين الإرهابين..
وعندما ولي معاوية على الشام كان خير من يسوس رعيته ، حيث يروي ابن كثير في كتابه البداية والنهاية الجزء الثامن صفحة 138 (قال قبيصة بن جابر: ما رأيت أحداً أعظم حلماً ولا أكثر سؤدداً ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجاً، ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية. وقال بعضهم: أسمع رجل معاوية كلاماً سيئاً شديداً، فقيل له لو سطوت عليه؟ فقال: إني لأستحي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد رعيتي. وفي رواية قال له رجل: يا أمير المؤمنين ما أحلمك؟ فقال: إني لأستحي أن يكون جرم أحد أعظم من حلمي) انتهى..
كما ان معاوية بن أبي سفيان ما أراد الحكم ولا اعترض على إمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، وقد أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء جـ 3 ص (140) (عن يعلى بن عبيد عن أبيه قال (جاء أبو مسلم الخولاني وناس معه إلى معاوية فقالوا له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال معاوية: لا والله إني لأعلم أن علياً أفضل مني، وإنه لأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلومـا، وأنا ابن عمه، وإنمـا أطلب بدم عثمان، فأتوه فقولوا له فليدفـع إلي قتلة عثمان وأسلم لـه فأتوا علياً فكلموه بذلك فلم يدفعهم إليه) انتهى..
وقد كان معاوية رضي الله عنه يقاتل في ظنه دفاعاً عن الحق وعن دم عثمان المهدور ، فعندما قتل عثمان و بويع علي كتب معاوية إلى علي أن عثمان ابن عمي قد قتل ظلماً و أنا وكيله و الله تعالى يقول (ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا)..
وقد روى الترمذي في فضائل معاوية أنه لما تولى أمر الناس كانت نفوسهم لا تزال مشتعلة عليه ، فقالوا كيف يتولى معاوية وفي الناس من هو خير مثل الحسن والحسين . قال عمير و هو أحد الصحابة : لا تذكروه إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم اجعله هادياً مهدياً و اهد به..
وأخرج أبو داود والبخاري في الأدب المفرد من طريق أبي مجلز قال : خرج معاوية على ابن الزبير و ابن عامر ، فقام ابن عامر و جلس ابن الزبير ، فقال معاوية لابن عامر : اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار (راجع الأدب المفرد ص339 )..
وأخرج الآجري عن الزهري قال : لما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه و جاء الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية ، فقال له معاوية : لو لم يكن لك فضل على يزيد إلا أن أمك من قريش و أمه امرأة من كلب ، لكان لك عليه فضل ، فكيف و أمك فاطمة بنت رسول صلى الله عليه وسلم؟!..
إن الصورة الحقيقية لمعاوية تخالف الصورة المكذوبة التي كان أعداؤه وأعداء الإسلام يصورونه بها ، فالأعمش يقول وهو من الأئمة الأعلام الحفاظ كان يسمى بالمصحف لصدقه ، كاد يفضل معاوية على عمر بن عبد العزيز حتى في عدله . و من لم يملأ - أمير المؤمنين - معاوية عينه ، و أراد أن يضن عليه بهذا اللقب ، فإن معاوية مضى إلى الله عز وجل بعدله و حلمه و جهاده و صالح عمله ، وكان و هو في دنيانا لا يبالي أن يلقب بالخليفة أو الملك (راجع حاشية محب الدين الخطيب على العواصم من القواصم ص217)..
وقد سئل عبد الله بن المبارك ، أيهما أفضل : معاوية بن أبي سفيان ، أم عمر بن عبد العزيز ؟ فقال : والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة ، صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال معاوية : ربنا ولك الحمد . فما بعد هذا؟ (راجع وفيات الأعيان ، لابن خلكان (الجزء الثالث ص 33)..
وإليك عزيزي هذا الرابط..
http://saaid.net/Doat/Althahabi/7.htm
تحياتي