{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
رؤية مفزعة للمستقبل.. ولكن كرتونية!
mass غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,041
الانضمام: Nov 2002
مشاركة: #1
رؤية مفزعة للمستقبل.. ولكن كرتونية!
الخوف من المستقبل، من المجهول القادم، ومن أخطاء أو انحرافات قد تنتج - سواء عن قصد أو عن دون قصد- من التقدم العلمي والمنجزات العلمية الحديثة.

أحدث هذه الأفلام هو فيلم "الجزيرة" The Island للمخرج مايكل باي، ومن بطولة إيوان ماجريجور وسكارليت جوهانسون.

"الجزيرة" (هناك عنوان إضافي له هو : خطط لهروبك!) هو أحد أفلام هوليوود التقليدية من الإنتاج الكبير، وبالتالي لا مجال للمغامرة هنا، أي للتضحية بجرعة مهما كانت صغيرة، من التسلية لحساب طرح رؤية فلسفية أو إنسانية ولو على استحياء، وبالتالي محاكاة الأعمال العظيمة في تاريخ الأدب والفن التي لا تستمد عادة قيمتها من قدرتها على الإمتاع الفكري الأمر الذي يجعلها تبقى في الذاكرة.

فيلم "الجزيرة" يندرج في إطار ما يعرف باسم أفلام "الخيال العلمي" (أو علم الخيال) وهي الأفلام التي تدور عادة في المستقبل وتستند إلى نوع من "التنبؤات" حول ما قد ينتج عن التقدم العلمي مستقبلا.

قيد على الحرية
ومنذ أن شاعت واستقرت رؤية جورج أورويل المستقبلية التي كانت ترى- على نحو ما- أن التقدم العلمي سيصبح قيدا على الحرية الإنسانية لأنه سيوفر طرائق متعددة للتحكم في الإنسان وحركة المجتمع، وهو ما جسده بعبقرية في روايته الشهيرة "1984"، أصبحت الفكرة محورا للكثير من الأعمال الأدبية والسينمائية التي تفاوتت بالطبع في القيمة والقدرة على مقاومة النسيان.

عشرات الأفلام تحمل تواريخ مستقبلية لعل أشهرها بل وأهمها حتى الآن هو فيلم "2001 أوديسا الفضاء" (1968) لستانلي كوبريك، ظلت تدور سلبا أو إيجابا حول الفكرة نفسها.

إلا أن فيلم "الجزيرة" قد لا يكون قريبا تماما من الأفلام التي تدور في عوالم الفضاء المستقبلية، وتصور احتمالات لأشكال علاقتنا بالكائنات الأخرى سواء في المستقبل أو حتى في الحاضر (أحدث هذه الأفلام هو "حرب العوالم" لطفل هوليوود المدلل ستيفن سبيلبرج).

لكن "الجزيرة" يبدو أكثر اقترابا من فيلم مثل "غيبوبة" Coma الذي بهرنا بموضوعه ومستواه الفني المدهش في منتصف السبعينيات.

ففيلم "الجزيرة" يتعلق أساسا بالمنجزات العلمية الطبية، في مجال الهندسة الوراثية تحديدا، مفترضا أن الاستنساخ البشري أصبح متاحا على نطاق عريض ويتم توظيفه لأغراض شريرة تماما.

وتدور أحداث الفيلم عام 2019 ، أي بعد أربعة عشر عاما من الآن.

وتبدأ الأحداث داخل منشاة علمية أو معمل ضخم تحت الأرض مجهز بكل الأجهزة والأدوات والإمكانيات العلمية. يقطن داخله عدد من الكائنات البشرية المستنسخة، ومجموعة من العلماء برئاسة مدير المشروع الدكتور ميريك، إضافة إلى طاقم المساعدين والخبراء ، ومجموعة من الحراس.

إننا إذن أمام صورة مصغرة "ميكروكوزم" لمجتمع مستقبلي متخيل متعدد الطبقات والوظائف، غير أن الإنسان فيه (حتى لو كان مستنسخا) ليس أكثر من عبد يستخدمه المهيمنون على الأمور لحسابهم، يبيعونه لمن يستطيع أن يدفع الثمن في مجتمع بلغ أقصى درجات الاستهلاك.

الجنة المستحيلة
بطل الفيلم يدعى لينكولن.. وهو كما سنعرف خلال الفيلم - مستنسخ من شخص ثري يحمل الاسم نفسه، يعمل مصمما لليخوت والقوارب، أفرط كثيرا على ما يبدو في علاقاته النسائية وربما أيضا في إدمان الشراب إلى أن أصيب بمرض خطير في الكبد. وقد دفع ثمن استنساخ كائن يشبهه تماما حتى يمكنه في الوقت المناسب، الحصول على كبد بديل أو على أي أعضاء أخرى بديلة.

إلا أن لينكولن المستنسخ لا يشعر بالسعادة، فهناك حلم متكرر اصبح يطارده في نومه أخيرا، يرى فيه جزيرة خلابة وقاربا أسود وفتاة حسناء، ثم يجد نفسه يغرق.

هذه الظاهرة-أي ظاهرة الحلم- تدهش مدير المشروع، فالأحلام لا وجود لها لدى الكائنات المستنسخة. بل إن ما يثير الفزع أيضا أن لينكولن يبدأ في انتقاد نمط الحياة داخل تلك القلعة الحصينة: يبدي تمرده على الملابس البيضاء التي لا تتغير، والطعام البارد الذي لا طعم له، والعمل الجاف في مساعدة الأطباء والعلماء في السيطرة على التعقيم والحصانة ضد تسلل أي شئ من الخارج.

مديرو المعمل يبقون على الأمل لدى سكانه، من خلال ما تعرضه شاشات التليفزيون العملاقة، التي تذكرنا على نحو ما بفيلم آخر كلاسيكي شهير هو "451 فهرنهايت" (1966) للمخرج الفرنسي الراحل فرنسوا تريفو.

المسؤولون عن تلك المنشأة الأرضية الغريبة يعرضون يوميا وبإغواء شديد، لقطات خلابة لجزيرة قد تكون المعادل الخيالي للجنة المنشودة، في إطار الترويج لمسابقة "اليانصيب" التي يطلب من "السكان" المشاركة فيها. والفائز سيذهب إلى الجزيرة ليتقاعد فيها ويرتاح من العمل الروتيني المرهق في المعمل.

إلى جانب فكرة الإغواء، هناك أيضا فكرة الإنقاذ من الهلاك التي يلوح بها القائمون على تلك المنشأة، فهم يوهمون النزلاء بأن الكوكب الأرضي واجه كارثة بيئية مدمرة قضت عليه، وأنهم تمكنوا من النجاة بفضل النظام الدقيق للتعقيم المتبع داخل تلك القلعة الحصينة.

غياب العواطف
من جهة أخرى يحظر على المقيمين داخل تلك المنشأة التلامس أو مجرد الاقتراب من بعضهم البعض. وهناك مراقبون جاهزون للتدخل في الوقت المناسب لمنع حدوث أي نوع من الاحتكاك الجسدي.

لا مكان للعواطف في تلك الجنة البائسة، ولا للعلاقات العاطفية، ويقيم الفتيات بمعزل عن الرجال. لكن لينكولن ينجح في إقامة علاقة صداقة مع جوردان، يقول لها إنه اكتشف أنهم يكذبون عليهم، وأن الفائزين باليانصيب لا يذهبون إلى الجزيرة بل يأخذونهم إلى أقبية سرية تحت الأرض وينتزعون أعضاءهم وهم أحياء!

وبالطبع يشرع الإثنان في الهرب، وينجحان في الفرار إلى العالم الخارجي، إلى مدينة لوس أنجليس المستقبلية، حيث القطارات المعلقة والمركبات الطائرة، والطرق الثعبانية الحديدية التي تربط بين ناطحات السحاب.

إلى هنا ونحن أمام فيلم فيه من الخيال الخصب المثير بقدر ما فيه من الأفكار عن عالمنا وعما يمكن أن يكون في انتظاره في حالة إذا تمكنت مجموعة من "الذين يعرفون أكثر منا جميعا ويخفون عنا الحقائق" من السيطرة على العالم من خلال العلم والإعلام والقوة.

غير أن الفيلم ينحرف بعد أقل من الساعة الأولى في اتجاه آخر لا يترك لك مجالا للتأمل فيما سبق طرحه من تساؤلات.

هنا يفقد المشاهد القدرة على التأمل، ويبدأ في اللهاث وراء الكاميرا في مشاهد المطاردات المثيرة الطويلة التي تشمل سيارات وقطارات مستقبلية عملاقة وناطحات سحاب، وتطاير عشرت الأطنان من الزجاج والصلب، وتناثر الأشلاء البشرية في كل مكان.

وما يحدث هو أن هروب البطلين يتم اكتشافه. ويتم تكليف رجل أمن خاص متخصص في تعقبهما هو وفريقه المكون من عدد من المحترفين الذين يمكن اعتبارهم مجرد آلات متحركة للقتل. يحاول البطلان العثور على شبيهيهما وإطلاعهما على ما يرتكب باسم العلم والتقدم. هذه الفكرة الرومانسية تصطدم بقوة مع حقيقة ما وصل إليه المجتمع من جشع وفردية ولامبالاة.

يلتقي لينكولن فعلا بشبيهه في مشهد طريف، لكي يجد أنه لا يقيم وزنا للأمر بل يسلمه لمطارديه بموجب المقولة التي تتكرر في هذا الفيلم وهي أن "الإنسان على استعداد لعمل أي شئ من أجل البقاء".

رؤية كرتونية
ينتهي تماما الطابع الإنساني للفيلم والتساؤلات الفلسفية والسياسية التي كان من الممكن أن تجعلنا أمام عمل فني كبير حقا، خاصة وأننا أمام مخرج يعرف جيدا كيف يستخدم أدوات السينما: التصوير والمونتاج والموسيقى وتوظيف الديكورات المستقبلية الضخمة بكل تفاصيلها، التي وصلت إلى حد بناء مدينة كاملة داخل قاعدة سابقة من قواعد وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".

إلا ان المخرج مايكل باي لا يشغل نفسه كثيرا بتساؤلاتنا، بل يبدو اهتمامه منصبا أكثر على تحطيم أكبر عدد ممكن من المركبات والمباني والطائرات، وتصوير الأشلاء المتطايرة والمطاردات اللاهثة التي تتفوق على مطاردات أفلام جيمس بوند الشهيرة.. أي باختصار يهتم بالجانب "الكرتوني" في السينما بديلا عن الجانب الإنساني.

ويمكن للمشاهد أن يستمتع بالإثارة التي تتولد عن تلك الشخصيات والمطاردات الكرتونية التي يصبح فيها كل شئ مباح ومتاح بعيدا عن أي قيود. لكن من الصعب القول أن هذه الصور واللقطات المتعاقبة يمكن أن تصمد للزمن في ذاكرة المشاهد.

ولعل هذا هو السبب في عدم تحقق الغرض الأساسي من وراء صنع هذا الفيلم وهو تحقيق أكبر كم من الأرباح المالية، فقد خرج سريعا من قائمة الأفلام الأكثر رواجا في أهم سوق سينمائية في العالم ربما لكي يفسح المجال لأفلام أكثر إنسانية!
08-21-2005, 07:01 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
اسحق غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,480
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #2
رؤية مفزعة للمستقبل.. ولكن كرتونية!
08-22-2005, 09:02 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رؤية خاصة بالفوتشوب لنجوم هوليود Free Man 6 1,438 10-19-2005, 02:29 AM
آخر رد: Free Man

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS