{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حوار : هل هي مقاومة عراقية أو ارهاب مدعوم ؟!
حسان المعري غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,291
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #1
حوار : هل هي مقاومة عراقية أو ارهاب مدعوم ؟!
بعد الإتفاق مع العزيز ايبلا ..
الحوار الماسنجري التالي كان حول مشروعية المقاومة العراقية وهل هي مقاومة فعلا أو مجرد عصابات لا أجنده لها ..

ستلاحظون أن الحوار كان سياسي بحت .. لكن برضو الأمر ما يسلمش من كلمة تنورت هيك أو هيك .. لذا وجب التنويه .
(f)

Ebellah says:
سوريا الآن عم تعتقل سعوديين وتدعي أنهم يحاولون التسلل الى العراق لتحسين صورتها امام امريكا
Ebellah says:
يعني ع أساس أميركا بتزعل كانت إذا فاتو متطوعين الجهاد ع العراق موهيك؟
Ebellah says:
أو برأيك حسون أنها تريد ذلك؟
في انتظار ما لا يأتي says:
لا بالعكس ، امريكا تخاف أن تتحول قضية العراق إلى قضية قومية أو اسلامية
في انتظار ما لا يأتي says:
ممكن تغض الطرف عن البعض لتأجيج الأمور في العراق ، لكن هناك خطوط حمراء
Ebellah says:
وك يا عمي ، كيف تستطيع أميركا قتل المجاهدين في السعودية والأردن ولبنان وسوريا؟ هذا صعب ... ترسل من يحمسهم للجهاد ، تؤمن وصولهم إلى العراق ، ثم تبدأ المحرقة
Ebellah says:
هذه المحرقة التي تكررت 4 - 5 مرات ، في البوسنة + الشيشلن + الانتفاضة + أفغانستان
Ebellah says:
كلها محارق لاستقطاب الراديكاليين
Ebellah says:
ثم إبادتهم
في انتظار ما لا يأتي says:
قصدك : ثم ابادتنا بذريعتهم
[MODERATOREDIT]Gramsci says:
ابادة من يا صديقي؟.[/MODERATOREDIT]Ebellah says:
الخطوة التالية ؟ ما بعرف - بس كلامي معقول ؟ أو تخاريف؟
في انتظار ما لا يأتي says:
برأيي المتواضع ، نوعا ما
في انتظار ما لا يأتي says:
أمريكا يهمها اشعال فتنة سنية شيعية وهي تستخدم بعض هؤلاء لذلك
في انتظار ما لا يأتي says:
لكن أيضا ، لا يعني أن تفتح الحدود للكل حتى يحاربوا في العراق
Ebellah says:
حتى هذه الفتنة هي جزء من تلك المحارق
في انتظار ما لا يأتي says:
تريد حصر الأمر في حرب مذهبية ، وليس حرب قومية
[MODERATOREDIT]Gramsci says:
بغض النظر عن المن ... لكن ما الذي تستفيده من هذا؟؟ غير ما قاله ايبلا على اعتبار انه ايضا فيه ما فيه[/MODERATOREDIT]
[MODERATOREDIT]Gramsci says:
الطرف الممانع من؟[/MODERATOREDIT]
Ebellah says:
أميركا لا عدو لها بعد الشيوعية سوى الراديكالية الدينية أيا كانت، لا تنسى أنها عاملت الصرب مثل المسلمين
[MODERATOREDIT]Gramsci says:
العراق قام كدولة[/MODERATOREDIT]
في انتظار ما لا يأتي says:
لا يا ايبلا
[MODERATOREDIT]Gramsci says:
من الذي اوصله الى هنا؟[/MODERATOREDIT]
في انتظار ما لا يأتي says:
حقيقة هي كافأت الصرب
Ebellah says:
بعد ماذا؟ قد يكون الشعب الصربي استفاد قليلاً، لكن الراديكاليين الصرب تمت تصفيتهم
في انتظار ما لا يأتي says:
لأنهم بأجندة أرثوذوكسية تهدد أوروبا الكاثوليكية
في انتظار ما لا يأتي says:
ولأنهم مدعومين من الكنيسة في روسيا ومن روسيا ذاتها
Ebellah says:
أي نوع من التطرف في أي مكان في الأرض أصبح خطراً حقيقياً على أميركا ( الشركات ) ، حتى تطرف اسكتلندا وإسبانيا هي تدعم محاربته
Ebellah says:
صحيح، كلامك منطقي. ولكن هذا لا ينفي ما يظهر بوضوح من محاربتها لكل ما ذكرت لك.
Ebellah says:
هذا التطرف أيا كان نوعه صار مصدر تهديد لأسواق الشركات، وإذا كان الناس يعتقدون أن سي آي ايه والفيدراية تحرك بوش، فإن شركات أميركا تحرك الجميع
Ebellah says:
لذلك، تجد أميركا وسوريا يتبادلان الاتهامات
Ebellah says:
أميركا تدعي أن سوريا تمرر مجاهدين وتطلب منها التوقف + سوريا تنكر أو تحتج بعدم القدرة على ضبط الحدود
Ebellah says:
ويشتمان بعضهما بالطريقة الدبلوماسية المعروفة
Ebellah says:
والحقيقة، أن كل طرف يصرح علانية بما يعاكس الحقيقة
Ebellah says:
بدليل أنه عند حصار الفلوجة، قام جدار فجأة على طول الحدود السورية العراقية
في انتظار ما لا يأتي says:
لنقل مش الراديكالية بل اليمين
في انتظار ما لا يأتي says:
الليبرالية تحارب اليمين لتفتيت الإنتماءات
في انتظار ما لا يأتي says:
ولا تنسى ان الليبرالية مفهوم اقتصادي أساسا
Ebellah says:
نعم
Ebellah says:
حتى وإن اختلفت التسميات
في انتظار ما لا يأتي says:
يا عمي بصراحة وبدون ايحاءات اعلامية : هل من يحاب في العراق متطرف؟
Ebellah says:
هل من( شو؟) في العراق متطرف؟
في انتظار ما لا يأتي says:
يحارب
Ebellah says:
هه ... اي حرب منها؟
في انتظار ما لا يأتي says:

في انتظار ما لا يأتي says:
قلت لك : بدون إيحاءات اعلامية
Ebellah says:
بجد، هناك حروب لا حرب واحدة في العراق
في انتظار ما لا يأتي says:
أقصد تماما : المقاومة ضد الإحتلال
Ebellah says:
هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه ... (إقرأها مع سحب النفس )
Ebellah says:
أنت أيضاً يا بروتوس؟

[MODERATOREDIT] Gramsci has left the conversation.[/MODERATOREDIT]
في انتظار ما لا يأتي says:

Ebellah says:
قاومها أبو ملعون ، أنا لا أرى أية مقاومة
في انتظار ما لا يأتي says:
اذا انت لا ترى أي احتلال
Ebellah says:
المقاوم ذاته لا يرى احتلالا ... بل هو لا يرى ... هو ينفذ وظيفة مثله مثل أي آلة ميكانيكية يا صديقي
Ebellah says:
هذه الدوافع الأيديولوجية لأي حرب ماعادت تقنع أحداً
في انتظار ما لا يأتي says:
لا مش معك أبدا
Ebellah says:
إشرح
في انتظار ما لا يأتي says:
انا (( تماما )) ضد أسلمة المقاومة
Ebellah says:
أنا لم أقصد أن المقاومة "مسلمة"، لكنها مؤدلجة
في انتظار ما لا يأتي says:
لا أنا اتحدث عن الأسلمة
Ebellah says:
الحروب العصرية ابتعدت عن هذه الأسباب. أميركا في العراق أليست في حالة حرب؟ هل حربها ذات منطلق أيديولوجي؟
Ebellah says:
نعم
في انتظار ما لا يأتي says:
أي عمل مقاوم أو وطني لا بد له من غطاء أيديولوجي ، لو شعاراتي
في انتظار ما لا يأتي says:
امريكا ذاتها أدلجة حربها وأعطتها صبغة دينية
Ebellah says:
تصدق هذا أيضاً؟
في انتظار ما لا يأتي says:
نعم أصدقه جدا طالما أمريكا واليمين المسيحي المتطرف ما خجل من إعلانه
Ebellah says:
لأي سبب تضطر أميركا لهذا؟
Ebellah says:
لأي سبب تضطر أميركا لهذا؟

في انتظار ما لا يأتي says:
اسأل أمريكا
Ebellah says:
يا قلبي، إذا مشان أميركا الدولة ما بتشتري المسيح بدولار ... اما الشعب ف 75% منه ما بيشريه بنكلة
Ebellah says:
وهذه التبريرات لا تلزم أميركا
Ebellah says:
وتصريح أميركا بذلك هدفه غير ما تعتقد تماماً
Ebellah says:
هدفه استفزاز المسلمين في المنطقة فقط
في انتظار ما لا يأتي says:
ليس شأننا ان كانت امريكية مسيحية او لا ، ما يهمنا أنها (( أدلجت )) حربها بغض النظر عن ما اذا كانت صادقة او كاذبة
Ebellah says:
هناك فرق
في انتظار ما لا يأتي says:
ثم لا تنسى أن اليمين الجمهوري يمين مسيحي متطرف فعلا ، هذا مش ادعاء
Ebellah says:
بين أن أحارب نتيجة أيدولوجيا، وبين أنا أحارب متغطياً بأيديولوجيا كذريعة
Ebellah says:
اليمين الجمهوري يمين مسيحي متطرف؟ لهذا كنائسهم ممتلئة
Ebellah says:
إسأل لوجيكال
Ebellah says:
بأي حال ، سأفترض معك ذلك. أين سنصل؟
في انتظار ما لا يأتي says:
أيضا هذا ليس موضوعنا اذا كان لهم كنائس ام لا ، هم يقولون هذا يا ايبلا
في انتظار ما لا يأتي says:
سأصل معك ، إلى أن كل حرب أو صراع لا بد له من غطاء (( فكري )) جامع وتأصيلي
Ebellah says:
طيب
في انتظار ما لا يأتي says:
هذا مع ان المقاومة في العراق مش محتاجة لهكذا غطاء أساسا ، ذريعتها موجوده ومشروعة : مقاومة احتلال
Ebellah says:
يه؟ هذا ما أقوله ... لكنه ميكانيكي تماماً
Ebellah says:
بل ميكانيكي موجه
Ebellah says:
والفرد المقاوم لا يعرف حقيقة الهدف
Ebellah says:
وأعتقد أنه يستمتع حتى بمجرد إطلاق نار في الهواء وكأنه في عرس شرقي
Ebellah says:
فما بالك باسم أكثر بريقا، كالذي تسميه مقاومة احتلال،
Ebellah says:
أو يسمونه هم آسف
في انتظار ما لا يأتي says:
مش معك
Ebellah says:
أجد أنه لا ضرورة لذكر أن هذه المقاومة تحصد مواطنين أكثر من الأميركان
في انتظار ما لا يأتي says:

في انتظار ما لا يأتي says:
يا عزيزي أنا أتحدث عن (( مقاومة )) وليس عن ارهاب
Ebellah says:
يتعين عليك إثبات ذلك يا صديقي، أنا لا أرى فيها سوى إطلاق نار في الهواء
Ebellah says:
المفروض في المقاومة أنها على الأقل حققت ولو الأقل
Ebellah says:
ما يمكن أن يعتد أو يوصف بأنه أي ربح ولو بسيط
في انتظار ما لا يأتي says:
انت تخلط بين المقاومة العراقية ، والعصابات التي لها أجنده أخرى غير عراقية تماما
في انتظار ما لا يأتي says:
ولا تنسى أن بعض هذه العصابات إيراني
في انتظار ما لا يأتي says:
ثم ليس على أن أثبت ، أمريكا بكبرها أثبتت ذلك واعترفت به مؤخرا ، وتسعى للحوار مع (( المقاومة ))
Ebellah says:
سترى نتيجة هذا الحوار
في انتظار ما لا يأتي says:
لن أراه ، المقاومة رفضت
Ebellah says:
العصابات والمقاومة قد تفرق بينها أنت، لكن الجميع بالنسبة لأميركا هم أهداف ضمن محرقتها. فإن قتلتهم هي فهذا حسن، وإن قتلوا بعضهم فهذا أحسن
في انتظار ما لا يأتي says:
نعود لنقطة البداية : أمريكا يهمها تلويث المقاومة بالسماح بتسرب بعض هؤلاء لاشاعة الفوضى
في انتظار ما لا يأتي says:
صدقني أمريكا أذكى من أن تتغاضى عن حقيقة المقاومة .. فعلتها سابقا لهدف في نفسها ، لكن هذا لا يعني أنها ما كانت معترفة بها
Ebellah says:
أوافقك، ولكن كي لا ندور في حلقة، أعود أنا أيضاً للبداية، فأقول: إن كل ما يشكل جبهة ضد أميركا موجه من قبل أميركا ليقوم بذلك. وهي سعيدة بهذا القيام وتسعى له ولرفده ما استطاعت لذلك سبيلا بهدف التمكن من تجميعهم في منطقة واحدة لأنها كما قلت لن تفتح عدة جبهات في سبيل هذف واحد
Ebellah says:
وهذا الذي يقاوم الاحتلال عند زعمه أنه ذو قضية عادلة، لكن بنظر أميركا فأر يقترب من المصيدة. سألت عن أي مكسب حققته هذه المقاومة. طيب بلاها ...
في انتظار ما لا يأتي says:
هذا صحيح ولا أختلف معك فيه ، فعلتها مع الشيوعيين والإسلاميين
Ebellah says:
ما هي مكاسب المقاومة في أفغانستان؟
في انتظار ما لا يأتي says:
مش مهم أمريكا ، المهم الواقع
في انتظار ما لا يأتي says:
ليش كانت مقاومة في أفغانستان؟
Ebellah says:
آها ... آسف
في انتظار ما لا يأتي says:
المهم ما يحدث على الأرض يا إيبلا : احتلال يعني مقاومة
في انتظار ما لا يأتي says:
افغانستان نموذج مختلف تماما ..
في انتظار ما لا يأتي says:
افغانستان قبائل متصارعة ، وأجنده أمريكية تحرك هذه القبائل
Ebellah says:
معناتو نفس الشي
في انتظار ما لا يأتي says:
يا عمي معلش ، هؤلاء (( همج )) همهم الوحيد *** ويحششوا
في انتظار ما لا يأتي says:
لا مش نفس الشي يا اييلا ، الفرق كبيييييير جدا
في انتظار ما لا يأتي says:
على اي حال حبيبنا انا بدي اطلع هلأ ، لكن عندي اقتراح بعد اذنك
في انتظار ما لا يأتي says:
ما رأيك لو نشرنا هالنقاش الرائع في النادي؟
Ebellah says:
انشره متل متل ما بدك
Ebellah says:

في انتظار ما لا يأتي says:
يهمني رأيك .. اذا شايف انو الفكره مش ولا بد ، لا ضرورة لذلك
08-18-2005, 02:52 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
حسان المعري غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,291
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #2
حوار : هل هي مقاومة عراقية أو ارهاب مدعوم ؟!
*هوارد زينّ
Howard ZINN

ليس العراق بلداً محرّراً بل بلد محتلّ. إنه أمر بديهيّ. وكنّا اعتدنا تعبير "بلد محتلّ" خلال الحرب العالمية الثانية عندما كنا نتحدّث عن فرنسا "المحتلّة من الألمان" أو عن "اوروبا تحت الاحتلال الألماني". وبعد الحرب، تحدّثنا عن المجر وتشيكوسلوفاكيا ودول اوروبا الشرقية المحتلّة من قبل السوفيات. لقد احتلّ النازيّون والسوفيات بلداناً عديدة، وقمنا بتحريرها من هذه الاحتلالات.

اليوم بتنا نحن من يحتلّ. بالطبع حرّرنا العراق من صدّام حسين لكننا لم نحرّره منّا. كما حرّرنا كوبا عام 1898 من النير الاسباني وليس من نيرنا. هُزم الاستبداد الاسباني لكنّ الولايات المتحدة حوّلت الجزيرة الى قاعدة عسكرية، على غرار ما نفعل في العراق. نزلت الشركات الكبرى مثل بكتل وهاليبورتون في كوبا والشركات البترولية تتمركز في العراق. صاغت الولايات المتحدة وفرضت، عن طريق متعاونين محليين، الدستور الكوبي تماماً، [[SIZE=4]COLOR=Red]كما بلورت حكومتنا بالتعاون مع مجموعات محلية دستوراً للعراق. كلا، هذا ليس تحريراً، إنه مجرّد احتلال.واحتلال قذر.[/color]

فمنذ السابع من آب/ اغسطس 2003، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ الجنرال الأميركي ريكاردو سانشيز في بغداد "قلق" من ردة الفعل العراقية في وجه الاحتلال. وكان المسؤولون العراقيون، المؤيّدون للولايات المتحدة، حمّلوه رسالة نقلها لنا: "عندما تعتقلون الأب امام أفراد أسرته وتضعون كيساً في رأسه وترغمونه على الركوع على ركبتيه فإنكم توجّهون الى هذه العائلة إهانة كبيرة". (ملاحظة صائبة جداً).

ومنذ 19 تموز/يوليو 2003، وقبل اكتشاف حالات التعذيب المُثبتة في سجن أبو غريب في بغداد، نقلت شبكة "سي بي أس" التلفزيونية: "تُحقّق منظمة العفو الدولية في مجموعة من حالات التعذيب التي يُفترض أنها ارتُكبت في العراق من قبل السلطات الأميركية. ومنها قضية خريسان العبللي. وكان الجنود الأميركيون دمّروا بيته وأمطروه بوابل من الرصاص لحظة وصولهم، كما اعتقلوه مع والده البالغ من العمر 80 عاماً. أصابوا شقيقه بجراح... أخذ الرجال الثلاثة... يقول العبللي أنّ المحقّقين نزعوا عنه ثيابه بالكامل وأبقوه مستيقظاً لمدة اسبوع، إمّا واقفاً، إمّا راكعاً، مقيّد اليديْن والرجليْن ورأسه مُغطّى بكيس. يقول العبللي أنه صرّح لخاطفيه: لا أعلم شيئاً عمّا تطلبونه منّي. ليس لديّ شيء. ويروي كيف طلب منهم قتله. أطلقوا سراحه بعد 8 أيام برفقة والده... لم يردّ المسؤولون الأميركيون عن الطلبات المتكرّرة التي وُجِّهت إليهم لمناقشة هذه القضيّة...".

من المعروف أنه تمّ تدمير ثلاثة أرباع مدينة الفلّوجة (360 الف نسمة)، وأنّ المئات من ساكنيها سقطوا خلال الهجوم الأميركي في تشرين الثاني/نوفمبر 2004، بحجّة تنظيف المدينة من الجماعات الإرهابية الناشطة في إطار "مؤامرة بعثية". لكن ننسى التذكير أنه، ومنذ 16 حزيران/يونيو 2003، أي بعد شهر ونصف الشهر تقريباً على "الانتصار" في العراق و"المهمّة المنجزة" التي تحدّث عنها الرئيس بوش، كتب مراسلان لشبكة Knight Rider عن منطقة الفلوجة: "خلال الأيام الخمسة الماضية، أكّدت لنا غالبية السكان هنا أن لا وجود لمؤامرة بعثية او سنّية ضدّ الجيش الاميركي، بل رجال مستعدّون للقتال لأنّ اقارب لهم قُتلوا او جُرحوا او أُذلّوا خلال حملات الدّهم او عند حواجز التفتيش... وقالت لنا امرأة أنّ الولايات المتحدة تمارس الإرهاب بعد أن اعتُقل زوجها بسبب جلبه صناديق خشب فارغة من اجل التدفئة".

يؤكّد المراسلان أنفسهما أنّ سكّاناً من قرية العجيلية شمال بغداد "ادّعوا أنّ مزارعيْن من عندهم وخمسة آخرين سقطوا برصاص الأميركيين عندما كانوا يروون حقولهم المزروعة بدوّار الشمس والبندورة والخيار".

والجنود الذين أُرسلوا الى هذا البلد وقيل لهم أنه سيستقبلهم كمحرّرين، وجدوا أنفسهم مُحاطين بشعب يكنّ لهم العداء، فأصبحوا خائفين ومُحبطين، يُطلقون النار بسهولة، كما رأينا إبّان اطلاق سراح الصحافية الايطالية جوليانا سيغرينا في 4 آذار/مارس 2005، عندما اقدم جنود اميركيون، في حالة توتّر وخوف، على اطلاق النار وارداء ضابط المخابرات الايطالي نيكولا كاليباري.

قرأنا تقارير حول جنود غاضبين لأنهم باقون في العراق. ومؤخّراً، أعلن أحد مراسلي شبكة "آي بي سي" أنّ رقيباً في الجيش قال له سرّاً: "لديّ قائمتي الخاصّة بالرجال المطلوبين"، في تلميح الى القائمة التي نشرتها الحكومة الاميركية وفيها صدام حسين وعائلته واعضاء النظام البعثي السابق. وقال الرقيب: "الاربعة الأُول هم جورج بوش، ديك شيني، دونالد رامسفيلد وبول ولفويتز".

وبات الرأي العام الاميركي مُطّلعا على هذه المشاعر، وغيرها من التي عبّر عنها هاربون من الجندية يرفضون العودة الى الجحيم العراقي. في ايار/مايو 2003، يعتقد 13 في المئة من الاميركيين، وفق استطلاع للرأي، أنّ الحرب اتّخذت منحىً سيّئاً. فالأمور تغيّرت جذريّاً خلال عاميْن. وبحسب استطلاع للرأي، نشرتْه يوم الجمعة 17 حزيران/يونيو 2005 صحيفة "نيويورك تايمز" بالتعاون مع شبكة "سي بي أس"، فإنّ 51 في المئة من الأميركيين باتوا يعتقدون أنه لم يكن على الولايات المتحدة اجتياح العراق والتورّط في هذه الحرب. وهناك 59 في المئة من غير الموافقين على ادارة بوش للوضع في العراق. ويبدو لي من المُلفت أنّ الاستطلاعات في أوساط الافرو اميركيين كانت تعطي دائما نسبة 60 في المئة من المعارضين للحرب في العراق.

لكنْ هناك احتلال يُنذر بالشؤم اكثر من العراق وهو احتلال الولايات المتحدة، اذ استيقظتُ ذات يوم لاقرأ الجريدة فشعرت أننا أنفسنا في بلد محتلّ اجتاحته قوة اجنبية. العمّال المكسيكيّون الذين يجازفون بحياتهم لعبور الحدود والافلات من ضباط الهجرة (على أمل الوصول الى ارض كانت، ومن سخرية القدر، ملكاً لهم قبل ان تحتلّها الولايات المتحدة في العام 1848) ليسوا غرباء في نظري. العشرون مليون المقيمون في الولايات المتحدة، ولا يتمتّعون بصفة المواطنيّة، والمعرّضون بسبب "قانون الوطنية" الى الطرد من بيوتهم واعتقالهم، دون مهلة ودون أيّ حق دستوري يحميهم من قبل مكتب التحقيقات الفيديرالية، هؤلاء ليسوا اجانب في رأيي. الأجانب، نعم، هم هذه الشلّة من الافراد الحاكمين في واشنطن (بوش، شيني، رامسفيلد وسائر المجموعة).

استيقظتُ وانا اقول في نفسي أنّ هذا البلد واقع في قبضة رئيس انتُخب للمرة الاولى، في تشرين الثاني/نوفمبر 2000، في الظروف المعروفة وكلّ ما حصل من تلاعب في فلوريدا وبفضل قرار من المحكمة العليا. رئيس يبقى، بعد انتخابه للمرة الثانية في تشرين الثاني/نوفمبر 2004، محاطاً بالـ"صقور" المُرتدين الثياب المدنية والذين لا يأبهون للحياة البشرية هنا او هناك. آخر همومهم الحرّية، هنا او هناك. لا يحفلون بما سيحلّ بالأرض او الماء او الهواء او بالعالم الذي سنخلّفه لأولادنا واحفادنا.

العديد من الاميركيين بدأوا يفكّرون، على غرار جنودنا في العراق، أنّ الأمور لا تسير على ما يرام، وأنّ البلاد لا تشبه الصورة التي نملكها عنها. كلّ يوم أكاذيب أمام الرأي العام، وأفظعها أنّ كلّ جريمة ترتكبها الولايات المتحدة مغفورة لأننا نخوض "حرباً على الإرهاب". الحرب نفسها إرهاب، والدخول عنوة الى المنازل واقتياد افراد العائلة وتعذيبهم ارهاب، اجتياح وقصف بلدان اخرى لا يحسّنان وضعنا الأمنيّ، بل العكس هو الصحيح.

لا نملك سوى فكرة ضئيلة عمّا تقصده الحكومة بالـ"حرب على الارهاب"، اذا ما تذكّرنا التصريح الشهير الذي أدلى به وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد (على رأس قائمة المطلوبين لدى الرقيب أوّل في الجيش) امام وزراء حلف شمال الاطلسي في بروكسل عشية اجتياح العراق. كان يُوضح الأخطار المُحدقة بالغرب (تخيّلوا أننا ما زلنا نتحدّث عن الغرب ككيان مقدّس في الوقت الذي سعت فيه الولايات المتحدة، بعد فشلها في تجنيد عدة بلدان من اوروبا الغربية (المانيا، فرنسا) ضمن حملتها على العراق، الى مغازلة دول اوروبا الشرقية من خلال اقناع هذه الدول بأنّ هدفنا تحرير العراقيين تماماً كما حرّرناهم من الهيمنة السوفياتية. وفي سياق شرح المخاطر والسبب في كونها "غير مرئية وغير محدّدة"، أطلق رامسفيلد فكرته السفسطائية الخالدة بالقول: "هناك أمور لا نعرفها. وهناك أمور نعرف كيف لا نتعرّف عليها. أي أنّ هناك اشياء لا نعرفها في الوقت الراهن. وامور مجهولة لا نعرفها. وامور لا نعرف اننا لن نعرفها. في المختصر، إنّ غياب الأدلّة ليست دليلاً على الغياب... إن كنّا لا نملك البرهان حول وجود شيء لا يعني أنّ لدينا البرهان على عدم وجوده".

الحمد لله أنّ السيد رامسفيلد موجود لينير عقولنا. هذا ما يُوضح لماذا قامت إدارة بوش، العاجزة عن اعتقال مرتكبي اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، بالانطلاق دون توقّف لاجتياح وقصف أفغانستان، منذ شهر كانون الاول/ديسمبر 2001، ممّا أدّى الى مقتل الآلاف وتهجير مئات الآلاف، دون أن نعرف حتى اليوم أين يختبئ المجرمون. هذا يُوضح أيضاً كيف أنّ الحكومة التي لا تعرف تحديداً أيّ نوع من الأسلحة كان صدام حسين يخبّئ، قرّرت قصف واجتياح العراق عام 2003 ضدّ ارادة الامم المتحدة، لتقتل آلاف المدنيين والجنود وترمي الرعب في صفوف المواطنين. هذا يفسّر ايضاً لماذا قرّرت الحكومة، كأنها لا تعرف من هو الارهابي ومن ليس ارهابياً، اعتقال المئات في معسكر غوانتنامو في شروط دفعت 18 منهم الى محاولة الانتحار.

في تقريرها حول انتهاكات حقوق الانسان في العالم، الصادر في 25 ايار/مايو 2005، لم تتردّد منظمة العفو الدولية في التأكيد على "أنّ مركز اعتقال غوانتنامو تحوّل الى غولاغ عصرنا". وتُضيف ايرين خان، الأمينة العامة للمنظمة: "عندما تدوس أقوى دولة في العالم أولوية القانون والحقوق الانسانية، فإنه يُسمح للآخرين بتجاوز القواعد دون حياء لعلمهم أنهم سيفلتون من العقاب".

كما استنكرت السيدة خان محاولات الولايات المتحدة التقليل من أهمّية أعمال التعذيب، فالسلطات الأميركية تحاول نزع الطابع المُطلَق عن منع التعذيب من خلال "اعادة تعريفه" او "تلطيفه". وتذكر بأنّ "التعذيب ينتشر اكثر ما إن لا تعود إدانته مُطلَقة". وبالرغم ممّا اثارته الممارسات في سجن ابو غريب (العراق) من استنكار، تشكو منظمة العفو الدولية من كون لا الحكومة الاميركية ولا الكونغرس طالباً بفتح تحقيق موسّع ومستقلّ.

فالحرب المفترضة على الارهاب ليست فقط حرباً على شعب بريء في بلد غريب، بل ايضا حرب ضدّ شعب الولايات المتحدة. حرب ضدّ حرّياتنا وضدّ نمط حياتنا. فثروة البلاد تُسرق من اجل اعادة توزيعها على كبار الأغنياء. كما يُصار الى سرقة شبابنا.

ما من شكّ في أنّ هذه الحرب، التي تدوم منذ سنتيْن وثلاثة اشهر، ستُوقع المزيد من الضحايا، ليس فقط في الخارج بل فوق اراضي الولايات المتحدة ايضاً. فلسان حال الادارة يقول أننا سنخرج بخير من هذه الحرب لأننا، وخلافاً لفييتنام، لن نخسر سوى القليل من الضحايا [1]. صحيح أنّ مئات "فقط" سقطوا في المعارك، لكن عندما ستضع الحرب أوزارها سيرتفع عدد ضحايا نتائجها بسبب الامراض والصدمات النفسية. فبعد حرب فييتنام، اشار المشاركون فيها الى امراض وراثية في عائلاتهم، تسبّب بها "العامل البرتقالي" وهو سمّ مضادّ للأعشاب أُسقط على السكّان الفييتناميين.

خلال حرب الخليج الاولى عام 1991، تمّ احصاء مئات الخسائر فقط، لكن جمعية قدامى هذه الحرب أحصتْ مؤخّراً وفاة 8 آلاف منهم خلال السنوات العشر التالية للحرب. ويشكو 200 الف من المشاركين فيها، من اصل 600 الف، من اضطرابات وامراض ناتجة عن الاسلحة والذخائر المُستخدَمة فيها. فلْننتظرْ لنرى آثار اليورانيوم المنضب على شابّاتنا وشبّاننا المُرسلين الى العراق.

أيّ واجب علينا؟ استنكار ذلك كلّه. فنحن مقتنعون بأنّ الجنود المُشاركين في حرب العراق لا يتحمّلون الرعب والعنف إلاّ لأنهم كذبوا عليهم. وعندما يكتشفون الحقيقة ـ كما حدث بعد حرب فييتنامـ فإنهم سينقلبون على حكومتهم.

باقي العالم يُساندنا، وحكومة الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتجاهل العشرة ملايين نسمة الذين احتجّوا في العالم أجمع، يوم 15 شباط/فبراير 2003، وعددهم كلّ يوم الى ازدياد. فقوّة الحكومة، مهما كانت الاسلحة التي بحوزتها او الاموال التي لديها، هي هشّة في نهاية المطاف. عندما تفقد مشروعيّتها في نظر شعبها، تصبح أيامها معدودة.

علينا القيام بكافة الأعمال التي من شأنها وضع حدّ للحرب. وليس علينا ان نتوانى عن أيّ تحرّك. فتاريخ التغيير هو محصّلة ملايين الاعمال، كبيرة وصغيرة، التي تتراكم في لحظة تاريخية محدّدة، حتى تتحوّل الى قوّة لا يُمكن لأيّة حكومة أن تقف في وجهها.




* مؤرّخ وأستاذ شرف في جامعة بوسطن (الولايات المتحدة). من مؤلفاتهUne histoire populaire des Etats-Unis de 1492 à nos jours, et de Nous, le peuple des Etats-Unis..., Agone, Marseille, respectivement 2003 et 2004.

[1] في 20 حزيران/يونيو، بلغ عدد العسكريين الذين سقطوا في العراق 1724 والعدد الاجمالي للجرحى 12896. (المصدر : http://www.antiwar.com/casualties


http://www.mondiploar.com/article.php3?id_article=215


08-20-2005, 06:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Question عن أية مقاومة إسلامية يتحدث القتلة؟؟ زحل بن شمسين 0 480 05-30-2013, 06:55 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  موضوع : غير المسلم في القرآن + حوار مع الاخت "سوسنة الكنانة" حول الموضوع .. الــورّاق 0 583 04-18-2013, 10:35 AM
آخر رد: الــورّاق
  حوار حول شعار الإسلام هو الحل فارس اللواء 0 792 10-04-2012, 11:35 AM
آخر رد: فارس اللواء
  حوار مع نارام سرجون فارس اللواء 1 884 05-24-2012, 06:01 PM
آخر رد: فارس اللواء
  حوار الطرشان السيد مهدي الحسيني 0 1,364 03-12-2012, 03:47 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS