مستوطن يقتل ثلاثة فلسطينيين بالضفة الغربية
2005/08/18
[img]]http://www.alquds.co.ukve/data/2005/08/...8/g30.jpg[/IMG]

المقاومة تتوعد بالرد وعباس يدعوها لضبط النفس
اطلاق قذيفة هاون علي موقع عسكري اسرائيلي في القطاع
غزة ـ رام الله ـ القدس العربي من رائد موسي ووليد عوض:
قام مستوطن يهودي امس الاربعاء بقتل ثلاثة عمال فلسطينيين بدم بارد في شمال الضفة الغربية ما استدعي ردة فعل فلسطينية تمثلت باطلاق قذيفة هاون علي مستوطنة في قطاع غزة حيث تواصلت عملية اجلاء المستوطنين بوتيرة اسرع من المتوقع.
وسارع الرئيس الفلسطيني الي ادانة جريمة قتل الفلسطينيين الثلاثة، معتبرا انها تهدف الي تخريب عملية الانسحاب التي تنفذها اسرائيل داعيا الفلسطينيين الي ضبط النفس.
ودعا عباس الفلسطينيين الي ضبط النفس وعدم الانجرار وراء مثل هذه الجرائم .
ودعا عباس متوجها الي الشعب الفلسطيني الي عدم الانجرار الي اي تصعيد وعدم اعطاء اية اعذار او مبررات تؤدي الي وقف الانسحاب من قطاع غزة .
وهدد نشطاء فلسطينيون باستئناف شن هجمات قلصوها بدرجة كبيرة في الاشهر الاخيرة في اطار تهدئة تلبية لدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يسعي الي تسليم سلس لقطاع غزة.
وتوعدت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) امس الاربعاء بالرد علي استشهاد الفلسطينيين الثلاثة، مؤكدة في بيان ان هذه الجريمة النكراء لن تمر دون عقاب .
وصدر بيان مماثل عن حركة الجهاد الاسلامي غير انه قال ان اي هجمات انتقامية ستكون في الضفة الغربية او اسرائيل وليس في غزة. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون انه لن يكون هناك انسحاب تحت نيران النشطاء.
من جهته وصف شارون قتل العمال الثلاثة بالعمل الارهابي اليهودي .
وافادت مصادر امنية ان الفلسطينيين الثلاثة الذين كانوا يعملون في منطقة صناعية بمستوطنة شيلو شمال رام الله بالضفة الغربية استشهدوا علي يد مستوطن من مستوطنة شفوت راخيل المجاورة.
وقام القاتل الذي يعمل سائقا لنقل العمال الفلسطينيين باطلاق النار علي فلسطينيين اثنين كانا في سيارته بعد ان سرق سلاح احد حراس المستوطنة تحت التهديد بسكين.
وبعد ذلك عاد الي المنطقة الصناعية في المستوطنة واطلق النار علي مجموعة من العمال الفلسطينيين فقتل واحدا واصاب اثنين اخرين بجروح خطيرة قبل ان تتم السيطرة عليه.
ويدعي القاتل عشير فايس (40 سنة) وهو متزوج واب لولدين.
وتحدثت القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي عن جريمة قتل بدم بارد ارتكبها ارهابي يهودي في الضفة الغربية .
وتأتي الواقعة بعد نحو اسبوعين من قيام يهودي متطرف يعارض الانسحاب من غزة بقتل اربعة من عرب منطقة 48 بالرصاص داخل حافلة في شمال اسرائيل. وكان المسلح الذي ضربته مجموعة غاضبة حتي الموت فر من الخدمة في الجيش واقام في مستوطنة بالضفة الغربية.
وطالبت السلطة الفلسطينية اسرائيل بنزع سلاح المستوطنين. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ندين هجوم المستوطن الارهابي في الضفة الغربية ونطالب بان تنزع اسرائيل سلاح المستوطنين وان تقدم من شن الهجوم الي العدالة .
ويعيش نحو 230 الف مستوطن في تكتلات استيطانية في الضفة الغربية بين نحو 2.4 مليون فلسطيني.
وفي رد سريع علي الجريمة اطلقت قذيفة هاون سقطت مساء الاربعاء قرب موقع عسكري اسرائيلي بجوار مستوطنة موراغ في قطاع غزة، التي سبق واخليت من سكانها، من دون تسجيل وقوع اصابات.
وتحدثت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن تبادل اطلاق نار بين عسكريين اسرائيليين ومسلحين فلسطينيين في محيط مستوطنة كفرداروم المجاورة لبلدة دير البلح الفلسطينية في قطاع غزة.
وفي قطاع غزة افاد عدد من الفلسطينيين المقيمين قرب مستوطنة كفار داروم ان عشرات المستوطنين قاموا مساء امس الاربعاء باحراق منزل فلسطيني ومهاجمة اربعة منازل اخري قريبة من المستوطنة والتهجم علي سكانها.
وقال توفيق ابو مغصيب احد السكان ان عشرات المستوطنين اعتدوا علي منازلنا نحن خمس عائلات اقارب، واصيب ابن اخي وسام وعمره ثلاثة اعوام في رأسه بضربة حجر . وتم اسعاف الطفل محليا واصابته طفيفة.
وتقع المنازل الخمسة بمحاذاة السياج الذي يحيط بمستوطنة كفار داروم في دير البلح وسط قطاع غزة.
واضاف احرق هؤلاء المستوطنون منزل عمي حسين ابو مغصيب وقبل ان تأتي عليه النيران قام جنود اسرائيليون باطفاء الحريق .
(تفاصيل ص 5)

الدكتور العزيز بسام
تحية لك
ما حدث هو جريمة لا يمكن تبريرها و المستوطنون عازمون على فعل اي شيء لوقف خطة شارون و بما ان الضحايا هم من العرب فلا بأس الحكم سيكون مخففا و انا اشعر بالأسى للضحايا و خصوصاً انني سمعت ان اثنين منه اشقاء
قبل يومين وجهت في شمال الضفة (على الأقل في قريتي) نداءات من الهيئات المحلية (المجالس القروية) عبر المآذن بالأبتعاد عن طرق المستوطنين و توخي الحذر من الأجسام المشبوهة
رحم الله الشهداء ما كان يجب أن يذهبوا إلى عملهم هذه الأيام لأرتفاع التوتر

الإرهاب اليهودي: عودة الروح


عامل جديد دخل في الفترة الاخيرة على حركة الرفض والاحتجاج التي يقودها رافضو خروج المستوطنين من غزة وهو العمليات الارهابية اليهودية ضد الفلسطينيين من المدنيين. فبعد عملية اطلاق النار التي قام بها الجندي الاسرائيلي الفار من الخدمة على ركاب حافلة تنقل عرباً من سكان بلدة شفا عمرو، تأتي عملية القتل الجديدة التي قام بها مستوطن يهودي يعمل سائقاً لحافلة تنقل عمالاً فلسطينيين كتعبير عن غضبه ورفضه خطة شارون وحقده على الفلسطينيين العرب. وفي الوقت عينه تتجدد تهديدات المتطرفين من اليهود المتشددين لإقتحام المسجد الأقصى الذين يعتبرونه حقاً مقدساً لهم لأنه بني فوق الهيكل الثاني الذي هدمه الرومان ولم يبقَ منه سوى حائط المبكى.المصدر الاساسي للإرهاب اليهودي هو الحركات الدينية الاصولية المتشددة مثل حركة "غوش إيمونيم"(كتلة الايمان) التي تشكل النواة الصلبة للتحرك الاحتجاجي للمستوطنين الرافضين عملية الاجلاء في غزة، وحركة"كاخ"(هكذا -بالقوة) اليمينية المتطرفة ذات النزعات الفاشية الواضحة المعادية للعرب والفلسطينيين.ظهرت هذه الحركات الارهابية للمرة الاولى تحديداً في أعقاب توقيع اسرائيل اتفاق "كمب ديفيد" واخلائها مستوطنات ياميت اليهودية التي أقامتها اسرائيل أثناء احتلالها لصحراء سيناء. وعكست هذه الحركات جو الخوف والارتياب العميقين للحركات الاصولية اليهودية ازاء السياسة التي انتهجتها حكومة الليكود آنذاك. وتمثل نشاط هذه الحركات بعمليات تفجير وقتل ضد العرب كان اولها زرع عبوات ناسفة عام 1980 في سيارتي كل من رئيس البلدية في نابلس ورام الله مما ادى الى اصابتهما بجروح بليغة. وخلال الاعوام 1980و1984 سجل وقوع أكثر من 380 اعتداء ضد المدنيين من الفلسطينيين قتل فيها 32شخصاً وأصيب 191 بجروح بالغة وخطف 38بالاضافة الى مئات الاعتداءات على الممتلكات وعلى المؤسسات الاسلامية والمسيحية في آن واحد.

كان وراء هذه العمليات ثلاث مجموعات ارهابية سرية أنشأتها حركة"كاخ" التي كان يتزعمها آنذاك الحاخام مئير كهانا رئيس "عصبة الدفاع اليهودي"التي اقامها عام 1968 في الولايات المتحدة قبل ان يهاجر الى اسرائيل في 1971. تقوم هذه الحركة على مزيج من مبادىء دينية مثل الايمان بأرض اسرائيل الكبرى وضرورة استعادتها جبل الهيكل او المسجد الاقصى بالقوة، والأهم ضرورة طرد كل العرب بمن فيهم فلسطينيو 1948 من ارض اسرائيل.

لقد وجهت "كاخ" اولى حملاتها التحريضية ضد عرب الـ48 في محاولة لتنغيص عيشهم وطردهم من البلد، مثل تنظيم مسيرات الى بعض القرى العربية والتحرش بالسكان، والتي غالبا ما كانت تنتهي بصدامات بين الطرفين. في النصف الثاني من الثمانينات انتقل نشاط الحركة الى الضفة الغربية حيث قاعدته الشعبية لا سيما في مستوطنة كريات أربع القريبة من الخليل. هناك أنشأ كهانا تنظيمين سريين : "لجنة الامن على الطرق"و"دولة يهودا"، كما ارتبط اسم الحركة بتنظيمين آخرين "ت.ن.ت"(ارهاب ضد ارهاب) و"السيكاركيم" (حملة الخناجر).

ومع اتساع التأييد الشعبي لأفكاره استطاع كهانا الفوز بانتخابات الكنيست الاسرائيلي عام 1984مما دفع الدولة الاسرائيلية الى سن قوانين تحظر فيها ترشح مندوبين لحركات عنصرية فاشية مثل "كاخ" مما حظر على الحركة خوض الانتخابات لاحقاً. وادى اغتيال كهانا عام 1990 على يد مواطن اميركي من أصل مصري في نيويورك الى انشقاق الحركة الى تنظيمين احتفظ الاول باسم الحركة الاصلي بينما حمل الثاني اسم"كهانا حي" واتخد لنفسه صبغة نضالية مقاتلة شرسة.

حركة "كاخ" هي المصدر الاول للإرهابيين اليهود، منها خرج باروخ غولدشتاين الطبيب والضابط في الاحتياط في الجيش الاسرائيلي الذي أقدم فجر 25شباط 1994 على ارتكاب مجزرة الحرم الابرهيمي التي أدت الى قتل عشرات المصلين وجرحهم. من هذه الحركة أتى الجندي المتشدد ايتدن ناتان زاد، ومنها على الارجح منها أتى أيضاً أشرفايسمان قاتل العمال الفلسطينيين أول من أمس.ثمة مصدر آخر للإرهاب اليهودي هوالجناح السري لحركة "غوش إيمونيم". ففي الفترة الأخيرة اضطلع حاخامو الحركة بدور كبير في تحريض المستوطنين وفي حض الجنود المتدينين على رفض الاوامر والعصيان. يقف هؤلاء الحاخامون الى جانب المستوطنين المتحصنين داخل الكنس والرافضين عملية الاجلاء القسري ولقد أتوا من مختلف انحاء الضفة الغربية لدعم تحرك المستوطنين.

وفي الواقع تشكل حركة "غوش ايمونيم " النواة الصلبة للمستوطنين المتدينين فللحركة جناح خاص بالاستيطان يدعى"أمناه" استطاع خلال السنوات الماضية اقامة76 مستوطنة ثلاث منها في غزة. ومن المعروف ان كتلة "غوش ايمونيم" تملك تنظيما سرياً خطط في الماضي لعدد من العمليات لتفجير المسجد الاقصى، بالاضافة الى اقدام عدد من ناشطي الحركة على زرع عبوات ناسفة في حافلات عربية.

وبالاجمال تشكل المدارس الدينية او "اليشيفوت" التابعة للحركة قاعدة للدعوة الى الافكار الدينية المتشددة المتطرفة الداعية الى ضرورة التمسك بأرض اسرائيل الكاملة وبضرورة استعادة السيطرة اليهودية على جبل الهيكل أو الحرم القدسي الشريف.


رنده