ليبيا تستقطب استثمارات أجنبية ببلايين الدولارات
and souria
:cry::cry::cry:
الرسـاميل المهاجـرة !
حديث الناس
الخميس 10/3/ 2005م
مروان دراج
استعادة الرساميل السورية المهاجرة إلى موطنها الأصلي,
بهدف توظيفها والاستفادة منها, لا يستلزم فقط إطلاق التصريحات والرغبات في مناسبات مرتبطة بمتغيرات إقليمية ودولية, تأخذ صفة الانفعالية. وإنما يتعين العمل على خلق بيئة اقتصادية وقانونية قادرة على جذب هذه الرساميل بمحض إرادتها, وبمنأى عن أي حسابات أو دعوات تصدر في لحظة عابرة عن هذا المسؤول أو ذاك .
اليوم يتواتر الحديث عن أهمية ضخ المزيد من رؤوس الأموال في جسد الاقتصاد الوطني, والكل يعول على حضورها, لتحريك ركود الأسواق ورفع نسب النمو, وامتصاص الفائض الكبير من العاطلين عن العمل. غير أن كل هذه الرغبات المشفوعة بالنيات الحسنة, لم تضف أي جديد,حتى أن المواطن العادي حفظها عن ظهر قلب, كونها تشكل ( صورة فوتوكوبي) لدعوات مماثلة أطلقت على مدار السنوات الماضية وفي أكثر من مناسبة.وواقع الحال استمر على حاله, انطلاقا من إدارة الظهر لاستحقاقات كانت وما زالت تندرج في إطار الوعود لا أكثر .
والاستحقاقات المقصودة والتي كان يتعين السعي إلى حضورها منذ زمن طويل نسبيا, تتمثل برزمة من التشريعات والقوانين وبمنح المستثمرين ورجال الأعمال, مزايا وتسهيلات قادرة على منافسة مثيلاتها في دول المعمورة, خاصة في أعقاب تنامي العولمة وتوالد الشركات العابرة للقارات, والتي استطاعت ومنذ وقت مبكر في تقديم إغراءات غير مسبوقة لاستقطاب وجذب رساميل دول الجنوب وجعلها في خدمة الاحتكارات العالمية..
واليوم في حال إجراء مقاربة سريعة بين البلدان العربية الأوفر حظاً في استقطاب الاستثمارات وما بين مثيلاتها التي شهدت نزوحا معاكسا.سوف نلحظ من دون أي عناء, أن البلدان التي أقدمت على خطوات إصلاحية غير مترددة ومثابرة في الهيكلية الاقتصادية والبيئة التشريعية, تمكنت وخلال فترة زمنية قياسية من تفعيل أنشطتها الاستثمارية.
والإصلاحات التي نعنيها لا تنحصر فقط في تقليص دور الدولة الاقتصادي وبمنح القطاع الخاص كل ما من شأنه منافسة ومزاحمة ذات المزايا والتسهيلات المعمول بها في البلدان التي تأخذ بهوية الاقتصاد الحر أو الليبرالية الاقتصادية..
كل ما ذكرناه ضروريا, لكن وحده لا يكفي إن لم يكن محكوما بإصلاحات إدارية مواكبة وبالتوازي مع الإصلاح التشريعي والقانوني,.. فالتباهي بمناسبة أو من غير مناسبة بالجانب الكمي للتشريعات والقوانين لا يستقيم ولا يبعث على الرضا, إلا في حال تبسيط الإجراءات في منح تراخيص الاستثمار والتقليل ما أمكن من الاشتراطات والتعاملات الورقية ومن كابوس الروتين والبيروقراطية, فالإصلاح الإداري إن لم يكن عنوانا موازيا لمثيله التشريعي والقانوني, سوف يسهم في المراوحة في المكان وفي إفراغ الإصلاح من مضمونه الحقيقي, ذلك أن كثرة القوانين وما يتبعها من صدور قرارات وتعليمات يجعل تلك القوانين تبدو كما لو كانت غامضة ومتضاربة, وتدخل المستثمرين في متاهات كانت ومازالت تشكل سببا جوهريا في طرد الاستثمارات بدلا من جذبها .
وبغض النظر عن الملاحظات الكثيرة التي يمكن تسجيلها حول الإصلاح الإداري والدور المنوط به. فإن طموحات جذب الرساميل المهاجرة لن تستوي وتتحول إلى واقع مشخص, إلا في حال صوغ بيئة تشريعية وقانونية متكاملة - مثلما سبق وذكرنا,.. ومع أن هناك رزمة من التشريعات اللافتة والضرورية كانت قد صدرت خلال السنوات الأخيرة, إلا أن هذه الرزمة ستبقى منقوصة وغير متكاملة في حال عدم حضور قانون جديد للاستثمار, وهذا الأخير كان قد شهد جدالاً ونقاشاً على أعلى المستويات, بدءاً من رؤساء حكومات سابقين وليس انتهاء بوزراء واقتصاديين وإعلاميين.. ومع ذلك لم يصدر القانون.. وحقيقة لا ندري أين هي مسوغات التباطؤ في زمن لا يحتمل المزيد من الترقب والتثاؤب!
|