كثيراً مانجد صفحات المؤرخين مليئة برأي المؤرخ في الاحداث لكننا نُصدم من الفلاسفة الذين يدهشوننا بأفكار جديدة عن تلك الاحداث وهي في الغالب آراء نظرية شمولية , قد تناقض رأي المؤرخ الاصلي الذي عاصر تلك الاحداث!. وكثيراً ما نجد رؤى تاريخية متباينة بين الذين يؤرخون لمرحلة او حقبة من التاريخ فلكل واحد منهم إهتمام او رغبة ولكل واحد منهم وجهة نظر محدودة كما يقول الفلاسفة بالوعي والمادة والتاريخ الذي عاصره المؤرخ .

والتاريخ كما يتبدى لنا هو مجموعة من الاحداث التي أستقرت في الذهن وصارت جزء من فهمنا للماضي . فنحن مثلا نستطيع ان نفهم هجرة الرسول الى المدينة في ومضة عقلية لا تتجاوز الثانية الواحدة . وقد نقرأ قصة حياة زرادشت في كتاب مكون من 200 صفحه بينما لو جمعنا أخبار أحد الرؤساء التي نشرت منذ توليه مقاليد الحكم لجاوزت آلالاف الصفحات وهذا ما يخص الاخبار المعلنة (المسموح بنشرها) فماذا عن الاخبار التي لم يعلن عنها ! ونحن نلاحظ أن القدماء كانوا ينشرون كل شئ عن معاصريهم حتى لو أختلطت بالشائعة أو الخرافة وصدّقها المؤرخون وراحوا ينسجون الاحداث والوقائع تبعاً لما سمعوه !

التاريخ في نظري ثابت مستقر لا يشبه السياسة الديناميكية المتحركة فهي تخضع لأمزجه وأهواء وتفكير الحكام وأحداث مهمة يتم اغفالها او تجاهلها والتاريخ مجرد رؤوس اقلام استاتيكية قد تصدق وقد تخيب وقد يتم أدلجة المعاصرين بمجوعة من الاخبار التاريخية التي لاتتعدى ومضات خيالية تشحن العاطفة وتؤججها .