جقل
عضو متقدم
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
شخصية البطل في السينما المصرية....
شخصية البطل في السينما المصرية....
بين أنور وجدي و محمد سعد ما يقرب من نصف قرن تبدلت فيها الأدوات السينمائيه, و الرؤية الأخراجية, و الهم الفني و تبدل كذلك مزاج المشاهد, و ما يريد أن يراه .و حدثت خلال هذا الوقت الطويل تغيرات و "تطورات" كثيرة على الشكل الخارجي للبطل و على سلوكة , و طال التغيير حتى قسماته.و تغير كذلك الحدث الذي يرسم شخصيته . و المدار الدرامي الذي يعطيه مواصفة البطل .و خلال تلك الفتره شهدنا المنحني البياني لشخصية البطل كيف يتحرك متذبذا بين رغبة الجمهور في رؤية بطل بمواصفات محددة تعبر عن رؤيته لبطله الخاص, و بين رغبة منتج "تاجر" يريد فرض نمط لبطل "يبيض ذهبا" و بين رغبة البطل "النجم" نفسة في ميله الى التواجد ضمن توليفة حدثية ترسخه شخصيا ضمانا للدور التالي في الفيلم القادم.
في بواكير الأفلام السينمائية المصرية كان الحدث الدامي يدور في أوساط أرستقراطية في الغالب و هو أمر مفهوم ففي نهايات الأربعينات و بداية الخمسينات كان النمط الأرستقراطي في الحياة الأجتماعية هو النمط الغالب و هو نتيجة طبيعية لمجتمع أقطاعي يعتمد الملكية نظاما سياسيا للحكم.فكان البطل في غالب تلك الأفلام سليل أسرة عريقة ببذلة أنيقه و نظرة ساحرة يتحرك في وسط باذخ(المليونير,50,أخراج حلمي رفلة-بابا أمين,50,يوسف شاهين).و حتى أن وجد البطل في بيئة فقيرة و نشأ نشأة بسيطة فلا بد في النهاية ان يرث ثروة ضخمة أو أن يكون ثروة ضخمة لتدخل به الى الوسط الذي يتعاطف معه الفيلم المصري(سفير جهنم.1945,أخراج يوسف وهبي-قمر 14-1950 أخراج نيازي مصطفى). و رغم أن قصص الحب و الحدث الأجتماعي عموما كان المكون الأساسي في الفيلم فأن جمع المال و القفز الى الطبقات الأعلى كان هم البطل و في غالب تلك الأفلام كان البطل يحصل على مبتغاه بطريقة شريفة كأن يكتشف تلاعب يقوم به شخص في الشركة التي يمتلكها والد الحبيبة أو ان ينتشل بطل من وسط مترف حبيبته الفقيرة التي تبرهن عن أخلاصها للطبقة الأجتماعية التي ينتمي أليها الحبيب في غالب الأحيان.و النمط الآخر هو نمط الشخص العصامي الذي يتسلق سلم الثروة بجد و دأب ولكن بعد أن يكون قد اصطدم بحاجز "عاطفي في الغالب" يشكل لدية رغبة قوية في الوصول الى الثروة منطق رد الفعل هنا لا يمكن التغاضي عنه و يحق لنا أن نطرح سؤال في أهلية رد الفعل في خلق بطل حقيقي. شخصية البطل في هذه الفترة الدرامية شخصية هزيلة فقيرة بالمكونات الأنسانية يسيرها الحدث و تتحرك بمنطق رد الفعل, أنفعالية أو عاطفية الى حد كبير,ولا يشفع لها جمالها الخارجي ما تعانية من وحشة داخلية.لا تخفى المجاملة التي كان يوليها الفيلم لبطله في هذه المرحلة تجدها واضحة في أضفاء بعض الكفاءات الخفية لدية و التي لا تظهر ألا في أواقات محددة ليبقى البطل بطلا في عيون مشاهدية.
في فترة الستينات راجت أفلام البطل المغني بعد ان تواجد على الساحة مجموعة أصوات جميلة منها عبد الحليم محمد رشدي محمد فوزي و غيرهم هذه الأفلام بمجملها لا تعكس صورة بطل حقيقة لأنها مصنوعة لتمرير مجموعة من الأغاني و الألحان و القالب الدرامي حينا(حكاية حب,1959 أخراج حلمي حليم و بطولة عبد الحليم حافظ) و الكوميدي حينا آخر(الخروج من الجنة.1967 أخراج بركات و بطولة فريد الأطرش) الذي تظهر به مسخر كليا لتسليط أكبر كمية من الضوء على المطرب الذي هو عاشق مغلوب على أمره في أغلب سرعان ما يكتشف قدراته الصوتية فيحلق عاليا و يحصل غالبا على ما يريده أجد هذاالنوع من الأفلام مكملة بطيرقة ما لأفلام البطل الأرستقراطي و حتى في مواصفاته الفنفسية و الشكلية و لكن البطل هنا أكثر ضحالة من سابقة لأنه محصور في قالب المغني في معظم الحالات و علية أن يلبي هذه الحاجة و لو على حساب مكون البطل النفسي و الدرامي.
سبعينات و ثمانينات السينما المصرية كانت مأسورة لواقع سياسي جديد ربما ساعد هذا الواقع في أفراز ما يعرف " بالموجة" وهو سلوك درامي محدد يطبع معظم الأنتاج الدرامي في فتره محددة و شهدنا خلال فترة السبعينات موجات الأفلام التي تقع فيها الأبنية و موجات أفلام المخدرات و موجات أفلام الجاسوسية...... و هكذا....ا طبعا الموجة تطبع البطل بطابعها الخاص ففي أفلم المخدرات يجب أن يكون ضابطا للشرطة و من النادر أن يكون البطل مهربا و و حتى لو ظهر البطل مهربا فهو سيتوب في نهاية الفيلم توبة نصوح و في أفلام الجاسوسية يجب أن يكون جاسوسا لا يشق له غبار في الذكاء و هدوء الأعصاب .و في هذا الأسلوب الدرامي تعاطف كبير مع البطل فلا تريد الدراما لبطلها أن تجده في موقف ضعف أبدا لأن البطولة التي تعنيها السينما المصرية بطولة حقيقة مطلقة يجسد فيها البطل المثل العليا بأقصى صورة.و ربما يعتقد صانع الدراما أنه بتلوين البطل بمثل هذه التلاوين ينتصر للحق و يعطي المشاهد درسا في الخير.المشاهد تلقف هذا النوع من الأبطال و انطلت عليه الكثير من هذه القصص و تربع ممثلين أمثال "نور الشريف و محمود ياسين و حسين فهمي" على أدوار البطولة بناءا على شخصية بطل من هذا النوع.بطل هذه الفترة أستمر جميل الشكل ذو صورة مقبولة و لكنه بات أكثر قدرة على الحركة و يستخدم أحيانا لهجة الشوارع التي كان يهرب منها بطل المرحلة السابقة.و هنا أنوه أن نوعية المشاهد أختلفت و هذا الأختلاف ربما ساعد في "تحوير" شخصية البطل فمشاهد الخمسينات هو رجل الطبقة الوسطى الذي يحاول صعود السلم الى أعلى فوجد في بطله العصامي المكافح ضالته أما مشاهد السبعينات فهو نفسة رجل الطبقة الوسطى و لكن خصائص هذه الطبقة تغيرت لأنها ازدات فقرا و يبدو أنها أستسلمت لواقع يضن عليها فأحبت أن تشاهد بطلا ينتصر للحقيقة و يكافح الفساد الذي تظن أنه السبب في ورطتها الأجتماعية.
كانت شخصية عادل أمام الذي برزت بقوه في الثمانيات و التسعينات ظاهرة تستحق الوقوف و شكلت فيصلا في أمتزاج شخصية البطل مع شخصية النجم نفسة و هو أول من خلط أدواره بشيء من شخصيته و كان هذا سببا في " تنميط" أدواره و تشابه شخصياته على الرغم من كثرة الأدوار التي لعبها خلال تلك الفترة. يمكننا الفصل بين ثلاث فترات مختلفة شكليا في تاريخ عادل أمام السينمائي. الفترة الأولى التي أعتمد فيها على البطل خفيف الظل دائم اثارة الضحك و الذي ينتصر دائما بسلاح الأبتسامة و دماثة الخلق"أحترس من الخط أخراج سمير سيف و واحدة بواحدة أخراج نادر جلال.." الفترة الثانية تخلى فيها عن الضحك بشكل كلي و أعتمد أسلوب بطل هوليود السينمائي الي يسوي الهوايل "النمر و الأنثى أخراج سمير سيف و شمس الزنتاتي أخراج سمير سيف....." , الفترة الثالثة و هذه خلط فيها المزح بالجد و استحضر مواضيع شكلت "مفرقعات" صوتية لجلب الأنتباه مثل "بخيت و عديلة أخراج نادر جلال و ,رسالة الى الوالي لنادر جلال ايضا.." و هذه الأفلام كانت ردة فعل على نجاح أبطال كوميديا أخرين ليبقى في سوق السينما وقد شعر أن البساط سحب من تحته.رغم الفترات الثلاثة سابقة الذكر لم يطرأ تغير يذكر على شخصية البطل التي جسدها عادل أمام وهو الرجل الموهوب الذكي القادر على أبادة خصومة في النهاية ربما تغير سلاحة خلال قترة تطور شخصيتة و لكن الشخصية طلت كما هي تراوح في قالب نمطي يتكرر بشكل اصبح في الفترة الأخيرة مملا لدرجة القرف.
مع نهاية التعسينات و بداية الألفية الثالثة كان نمط الأستهلاك قد أجتاح المجتمع المصري الشاب وقد اصاب البطل السينمائي ما أصاب الجميع من حمى الأستهلاك فطفى على السطح بطلا لعوبا "يلعب بالبيضة و الحجر" يثير الضحك و يحبس الأنفاس "حبيب و روش" صغير السن قليل التعليم يشبه من حيث الشكل الخارجي جميع رواد السينما في هذه الأيام و أما مكوناته النفسية فتشبه ما يتمنى أن يكونه جميع رواد السينما و هنا أراد البطل أن يلعب دور المرآة التي يرى فيها كل مراهق نفسة في بطلة المفضل.(جاءنا البيان التالي ,2001و بطولة هنيدي و أخراج سعيد حامد و اللمبي عام 2002 بطولة محمد سعد أخراج وائل حسان).المثير في هذه الأفلام فراغ المحتوى الفني تماما على حساب بناء شخصية بطل على قياس من يشاهدها ولم يأبه صانع الفيلم الى الكلفة التي دفعتها بقية الشخصيات و هلهلة البناء الفني للفيلم حتى وصل بعضها الى درجة التفسخ و لكنه بقي مخلصا لبطله في أظهاره بالشكل الموزايكي الذي يرده.و في هذه المرحلة تحول التعاطف مع بطل الفيلم الى تحيز كامل لا يقبل التراجع رغم أن بعض السيناريوهات تضع عيوبا ما في شخصية البطل و لكن الحدث يحول هذه العيوب الى نكات ظريفة لا ياخذها الجمهور على محمل الجد فتبقى شخصية البطل ملمعة "كحذاء جديد".
في هذه التحولات التي طرأت على شخصية البطل كان للجمهور الأثر الأكبر فيها و شاهدنا كيف تنقلب مواصفات البطل بتغير مزاج المشاهدين و و تقلب الفيلم في تعاملة مع بطلة من المجاملة الى التعاطف وصولا الى التحيز الكامل.و هذا ربما ساعد في عدم ظهور بطلا سالبا كنجم و معظم جماهير السينما لا تذكر الممثل المجيد" عادل أدهم" ولا زميله الأكثر أجادة" محمود المليجي" بخير لأنهما جسدا بطلا شريرا يقاوم البطل الخير في الفيلم.
ربما يقودني هذا الأستنتاج الى أن أقول و بكل ضمير مرتاح فعلا "الجمهور عايز كده".
|
|
06-16-2005, 03:39 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
محارب النور
عضو رائد
المشاركات: 5,508
الانضمام: Oct 2004
|
شخصية البطل في السينما المصرية....
سيد جقل تحية طيبة وبعد
كلامك صحيح ,حول شخصية البطل في السينما المصرية عموما, لانها هي الغالبة على العالم العربي ,انا اشبة السينما المصرية باكلة هندية اسمها "البرياني" ويا سيدي الفاضل ماذا تعرف عن البرياني,هي اكلة من زر مع قطع من الدجاج او الهبر الغنم او البقر مع كمية كبيرة من الدسم والبهارات ,تقدم مع رغيف خبز حار وصلصة طماطم حارة ايضا مع قدح من لبن الدسم,من تاكلها وهي ساخنة ما في اطيب منها ولكن بعد الاكل تخرج من المطعم وانت اشبة ببنت حبلى في شهر التاسع من الثقل والخمول ,وتاخذ بعدها تعسيلة لثلاث ساعات او اكثر لا تفكر سو بهضم هذة الكمية الهائلة من السمن والبهارات ,التي تترك اثر فضيع على جسم انسان ,نحن نتكلم عن تاثير السمي الرهيب لهذة الافلام ,من احلام التي تورثها لمشاهد وتعطية شحنة من الخيال الذي لا يمت بالواقع بصلة .
اعطيك مثل مسلسل "الحاج متولي" ,شاب فقير يعمل عند معلم قماش ,يموت المعلم يتزوج الصبي زوجة المعلم التي تذوب في حبة وفحولتة وهنا اكثر من مرة لمح المسلسل الى فحولة البطل "نور الشريف " وفي بقية المسلسل يتزوج ثلاث نساء اخريات ,هم الواحدة ان تاخذ ليلة حمراء مع البطل الفحل ,هم نساء الحاج هو الجدول الذي يحدد ايام المبيت معه,,تسطيح لم اجدة في حياتي مثلة امتهان لكرامة المراءة لم اعرف له مثيل ,الواحدة منهم تعطي الحاج كل اموالها وهي راضية من اجل "قضيب" بطلنا الفحل , رقص الجمهور وفرح وتجد في برنامج هالة سرحان ضيف عندها ,يقول كلنا الحاج متولي ,اختزا ل " لتركبية نساء تحت قدمي اموال في يدي بضربة حظ ",مع ان الواقع غير شي ,حياة تعب وجد ومثابرة ولكن دوما بياع الاحلام موجود .
سيد جقل السينما المصرية روجت لمفهوم البرياني دجاج ام لحم ليس بمهم ,ولكن بثت افكار بريانية .
اخيرا متى تقدم لنا السينما المصرية اكلة صحية من قدح من لبن مسحوب الدسم مع خبز اسمر وقطعة من صدر دجاج مشوية من دون جلد من اجل جمهور واعي وصحي ويعرف الحياة انها جد ومثابرة وعمل .
المقدر لشخصك الرائع
محارب النور
(f)
|
|
06-21-2005, 09:53 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
|