(الخمينى يقود) من كتاب مدافع اية الله
انقل هذا التعريف بالامام اية الله روح الله موسوى الخمينى قدس الله سره من كاتب محايد
عاصر فترة ثورته هو الكاتب المعروف محمد حسنين هيكل من كتابه
مدافع اية الله , قصة ايران و الثورة
ولد الخمينى (روح الله الموسوى ) فى 20 جمادى (عام 1902)
, يوم ميلاد فاطمة بنت الرسول محمد عليه الصلاة و السلام , زوجة على و ام الحسن و الحسين .
ولد فى قرية (خمين) التى تبعد 80 ميلا جنوب غربى مدينة قم , حيث كان ابوه (مصطفى موسوى ) رجلا من رجال الدين .
بعد مولد روح الله بشهور قليلة , اطلق بعض عملاء احد كبار الملاك الرصاص على راس والده فاردوه قتيلا , لانه دافع عن حقوق بعض مستاجريهم من الفلاحين .
و ماتت ام الفتى موسوى عام 1918 , لذا فقد ذهب ليعيش عند اخيه الاكبر (باسنديداه الموسوى ), الذى كان رجلا من رجال الدين , و مازال حيا يرزق حتى اليوم ز
انضم روح الله لحوزة (اية الله عبد الكريم الحائرى ), احد رجال الدين المعروفين فى مدينة (اراك), التى تبعد ثلاثين ميلا شمال (خمين)..و فى عام 1922 , قرر الحائرى ان ينقل حوزته الى مدينة قم , و ذهب معه كل مريديه بمن فى ذلك الشاب (روح الله الموسوى ) و كانت هذه اول مرة تقع فيها عينا هذا الشاب على تلك المدينة , التى ارتبط مصيره بها ارتباطا وثيقا , و كان مقدرا له ان يصبح فيها واحدا من (ايات الله العظمى ).
لم يكن هناك مكان يعيش فيه هذا الطالب الشاب الفقير , فجعل مقامه فى المسجد الذى تعقد تعقد فيه الحوزة , يفترش الدوشك
(ملاءة او بطانية تفرش على الارض )الخاص به على الارض .
(و قد استمر طيلة حياته ينام على الدوشك و لا يستعمل السرير)
و قد اتم المرحلة الاولى من دراسته فى وقت مناسب , و حصل على الدرجة التى تسمى (محلة السطوح العالية ), و بدا فى مساعدة استاذه , متخصصا فى الفلسفة الاسلامية و المنطق .
و بدا كذلك فى تدريس مقرر عن الاخلاق , لكن شرطة الشاه رضا منعوه من ذلك بحجة ان الامور السياسية كثيرا ما كانت ترد فى دروسه .
و كان لروح الله موسوى صديق فى حوزة الحائرى يدعى محمد الثقيفى , شيعى من الطائف بالحجاز . و كان رجلا عجوزا متزوجا , له ابنة تسمى (خديجة), اسم اولى زوجات الرسول .
فطلب (روح الله)الذى كان يبلغ الخامسة و العشرين يد ابنة صديقه التى كانت تبلغ اربعة عشر عاما .
و لم يكونا قد تقابلا قط , لكنها كانت قد لمحته ذات مرة اثناء زيارته لمنزلهم .
و عندما سمعت عن عرض الزواج ابدت اعتراضها فلم يكن لديها الرغبة بالزواج من احد رجال الدين , اذ كانت تطمع فى الزواج من موظف حكومى تذهب معه لتعيش فى طهران .
لكن , و كما تقول هى نفسها , انه فى الليلة التى رفضت فيها عرضه , رات حلما , شاهدت فيه بوضوح شديد الرسول عليه الصلاة و السلام و عليا و فاطمة .ز معهم امراة عجوز ايضا , اشارت الى الثلاثة و قالت :(ليس فيهم من يحبك ).
فسالت عن السبب , فقيل لها (لانك رفضت ابنهم روح الله )
و فى الصباح التالى اخبرت اباها بموافقتها على الزواج .
و هكذا تزوجا و انجبا ثلاثة اطفال .
ولد يسمى على و بنتان تدعيان لطيفة و كريمة و قد مات ثلاثتهم .ثم انجبا ولدين و ثلاث بنات -احدهم مصطفى الذى اغتيل عام 1977, على يد السافاك , اما الابن الثانى احمد خمينى , فهو مساعد ابيه الاول . و قد ترك مصطفى ابنا هو (حسين), و هو مقرب جدا الى قلب جده و يعمل كاحد معاونيه , و ابنة تدعى مريم . و قد تزوجت بنات الخمينى الثلاث رجال دين انضموا بشكل او باخر ضمن هيئة العاملين معه .
فتزوجت فريدة من اية الله ارادى , و صادقة من حجة الاسلام اشراقى , الذى كان مع الخمينى فى فرنسا اما فاطمة فتزوجت من اية الله بروجردى , ابن اية الله العظمى .
الذى اراد الشاه ان يحل محله احد زعماء رجال الدين فى النجف .
و للخمينى ثلاثة عشر حفيدا ثمانية اولاد و خمس بنات .
و السيدة خديجة زوجة الحمينى ذات شخصية قوية تتمتع بحيوية و جاذبية , و حينما تم ترحيله من مدينة قم عام 1963 و القى به على الحدود التركية اخبرها الخمينى الا تحاول اللحاق به لكنها تجاهلت تعليماته و شقت طريقها الى النجف ثم صحبته من النجف الى فرنسا ز
و رغم انه توجه مباشرة الى منزله فى ضاحية نوفل لو شاتو و لم تطا قدماه باريس فانها قاكمت بعدة زيارات للعاصمة و رات كل معالمها و اظهرت اهتماما بكل ما رات .
و لا تزال السيدة خديجة هى التى تطهو الطعام لاية الله .
و حياته اليومية منتظمة و ياكل ابسط الطعام .
يستيقظ فى الخامسة صباحا لصلاة الفجر ثم ينام مرة اخرى .يتكون افطاره من الهخبز و طبق صغير من العسل , تضعه السيدة خديجة بجوار الدوشك الذى ينام عليه .
و فى الحادية عشرة يشرب قليلا من عصير الفاكهة و عادة ما يكون عصر البرتقال .
و فى الظهيرة يتناول قليلا من الارز و اللحم المسلوق الذى ياكله بالملعقة و هى الاداة الوحيدة التى يستخدمها .و هو يحب البطيخ الايرانى الاصفر بشكل خاص .
و بعد تناول طعام الظهيرة ينام لفترة قصيرة يستيقظ بعدها لصلاة العصر و يستمر فى عمله و مقابلة الناس حتى منتصف الليل .
و الخمينى لا يدخن و لا يستخدم التليفون قط , و ان كان قد كسر هذه القاعدة مرة حينما كان فى فرنسا و سمع ان اخاه باسنديداه كان مريضا جدا و اراد ان يسمع صوته , و يشغل هذا الاخ الاكبر منزلا صغيرا يقع فى شارع جانبى صغير , كان يعيش فيه اية الله حتى وصوله الى السلطة .
اما الان فقد انتقل الخمينى الى مقر جديد , يتكون من اربعة منازل , كلها من طابق , تقع على جانبى الشارع يضم منزلان منها مكاتب السكرتارية , و على الجانب الاخر من الشارع يضم المنزل الثالث مجموعة من الحرس الثورى ,
اما الرابع فيضم مقر اية الله .
توجد داخل المنزل حجرة استقبال طولها 24 قدما و عرضها 16 قدما .
فرشت ارضيتها بسجادة زرقاء عادية , اما السقف فيزدحم بعدة مصابيح قوية (كشافات).
فتبدو و كانها استوديو تليفزيونى متنقل .
و تؤدى حجرة الاستقبال الى ثلاث حجرات صغيرة خاصة و مطبخ صغير للغاية , احدى هذه الحجرات لزوجة الخمينى و الثانية لمن يرغب فى استخدامها من افراد اسرته و الاخيرة حجرة نوم الخمينى .
و من ملاحظاتى وجدت ان كل ممتلكاته الدنيوية تنحصر فى الدوشك و صندوق يحتوى على ملابسه , هذا بالطبع الى جانب كتبه .
.................
يتبع ان شاء الله
اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار
|