في أعقاب رفض الفرنسيين و الهولنديين للدستور الموحد،أصبح من الصعب الحديث عن أوروباموحدة سياسيا.
الأمر الدي يشكل خيبة أمل بالدرجة الأولى لدول أوروبا المتوسطية و أوروبا الشرقية و التي تعاني شططا في استخدام السلطة،و انعدام التنضيم السياسي،و غياب سياسة اجتماعية واضحة.
السؤال هو لو كنت في موقف الناخب الفرنسي أو الهولندي هل ستصادق على دستور لا يعطيك جديدا بل و يقيدك و يسحب سلطات حيوية منك؟؟
الاتحاد الاوروبي هو اتحاد اقتصادي نفعي فقط.و لن يصل الى مرتبة الاتحادالسياسي لأن الأوروبيين تفصلهم عن بعهم البعض الكثير من الفوارق العرقية اللغوية و الدينيةو الثقافية...
و بالتالي ستبقى أوروبا موحدة سياسيا حبرا على ورق

الزميل الفاضل
أمريكا أيضا بها سكان من كل الأعراق واللغات والأديان بل من كل بقاع الأرض ذهبت وتجولت ورأيت العجب العجاب هناك مناطق لا يمكن الا أن تشعر بانك انتقلت بقدرة قادر الىالموطن الأصلي لهذه الكتلة السكانية ...الصينية مثلا ...والهندية ...واليابانيه...ثم أم الآفات القادمون من المكسيك لا يتعاملون الا بلغتهم سواء مع الجهات المدنية أو الرسميه ...
ومع ذلك هذه الولايات تنتمي الى أمريكا الموحدة ....
هذه النغمة التي ذكرتها هي التي تغذيها وتنفخ فيها هي العدو المستتر الذي اسمه أمريكا ...الصراع الدائر والمستتر بين الدولار واليورو ...
والصراع على المستعمر ات القديمة التي تدور بينهم أيضا ..
أوروبا رغم كرههم لبعضهم البعض ما صنع الحداد ...ولكن سيرضخون للواقع سواء آجلا أم عاجلا ...
والخوف على تفوقهم التاريخي هو الذي سيقرر مستقبلهم ...
الأحزاب الكبيرة بفرنسا مضطلعة أكثر من شعبهم على الحقيقة لهذا كانت تستجدي منهم على أصواتهم في الاستفتاء ...
الشعب بعد تغيير العملة وأصبحت باليورو وارتفاع أسعار النفط وما يشكل تداعيات على كل الأصعده ..
بالنسبة لليورو حينما كنت تشتري بالفرنك مثلا على أساس خمسة فرنك كنت تشعر لا شىء ...الآن الفرنسيون وبالذات المتقدمين بالسن حينما يدفع خمسة يورو مازالت رقم خمسة تمثل له نفسيا هي نفس الخمسة فرنك المرحوم...
وبعد فترة من الزمن بدأ يشعر أنه خدع بهذه القيمة الحقيقية للخمسة يورو ..
الفقر زاد نتيجة لارتفاع الاسعار المحموم بالمقابل الدخل للفرد بقي كما هو هذه هي الاسباب الرئيسية التي ينظر اليها الانسان الفرنسي العادي صاحب الصوت ...
بالاضافة الى المكتسبات الاجتماعية التي يمتاز بها المجتمع الفرنسي ولا يضاهيه أي دولة أخرى ...يخشى من افتقادها ...
الشعب الفرنسي حالة فريدة صعب الانقياد ... معتز بنفسه جدا ...
وأصحاب فلسفة لا تنضب ....
لك تحية عطرة :97:

أميركا أيضا لم تصل الى وحدتها بسهولة. عملية كتابة الدستور قبل اكثر من مئتي عام و عملية الموافقة عليه من قِبل 13 ولاية (او مستوطنة) كانت أشبه بعملية الولادة المتعسرة، و عملية توحيد العملة لم تكن اسهل من ذلك بكثير، ناهيك عن بعض الدويلات التي قررت الانفصال عنوة مما أدى الى الحرب الاهلية الدموية و اغتيال الرئيس لنكولن. أما التوافق العرقي و الثقافي بين السود و البيض و غيرهم من المجموعات، فحدث و لا حرج.

لكن اليوم نشهد نتائج كل هذا. أميركا من اكثر الدول المتقدمة و سكانها يتمتعون بحريات و رفاهية نادرة هم أنفسهم لا يقدرونها و لا يقدرون التضحيات التي قام بها اسلافهم في سبيلها، فتراهم مثلا ينتخبون شخصا مثل بوش.

ليست العرب يمرون بهذه التجربة.

اقتباس:  Logikal   كتب/كتبت  
 
فتراهم مثلا ينتخبون شخصا مثل بوش.

هذا زمان اليمين ..

أمريكا بحربها على ما تسميه إرهاب خندقت العالم كله وأعادته إلى قواعده غير سالما .. وهي الأخرى تتخندق ..

أما نحن ؟
دائما نحارب في الجبهة المنهزمة ..
نصبح يمين .. ينتصر اليسار ..
نصبح يسار .. ينتصر اليمين ..

(f)

اقتباس:  المعري   كتب/كتبت  

أما نحن ؟
دائما نحارب في الجبهة المنهزمة ..
نصبح يمين .. ينتصر اليسار ..
نصبح يسار .. ينتصر اليمين ..

(f)

يبدو ان العرب فأل سيء. كلما ناصروا احدا في هذا العالم، هُزم شر هزيمة. لا ننسى انهم ناصروا هتلر ايضا، و الاتحاد السوفياتي، و غيرهم.

المقارنة بين أمريكا و أوروبا ليست صائبة.فالأمريكيون هم مهاجرون من كافة أقطار الأرض و بالتالي مسألة الهويةليست مطروحة بحدة.
هي أرض بلا تاريخ بلا حظارة هي أمريكا و بالتالي ليست هنالك نزعات و لا حدود موروثة.
أما أوروبا فهي تضم كما ضخما من التناقضات و الأعراق و المشاكل...
الفرنسي لا يحب البريطاني.و السباي يكره البريطاني.الألماني لا يحب الايطالي...ثقافات مختلفة.نزعات تاريخية،فروق اقتصادية،نزعات عرقية.

الزميل mind تحياتي.

أ عتقد ان الفرنسيين و الهولنديين لم يرفضوا مبدأ الاتحاد الاوروبي و لكنهم رفضوا محتوى ومضمون الدستور المعروض عليهم لانه كان دستورا منحازا لمصالح الدوائر والشركات الرأسمالية الكبرى و لم يراعي حاجيات الشعوب الفعلية وطموحاتها في حياة افضل. و رغم الحملة الاعلامية الضخمة التي سبقت الاستفتا ئين و المسوقة لهذا الدستور فان الشعبيين الفرنسي و الهولندي قد برهنا عن وعي طبقي جدير بالاهتمام و المتابعة اسقط حسابات كل من وقف وراءه. وأعتقد جازما بأنه لو تم عرض هذا الدستور بشكله الحالي على بقية الشعوب الاوروبية بطريقة مناسبة تراعي حد ادنى من الحياد و الموضوعية لرفضته و بنسب عالية جدا.

سلام.