برزاني متمسك بكركوك ويدعم حق أكراد سوريا
عدوى "الحكم الذاتي" تنتقل بقوة إلى شيعة العراق أسوة بالنموذج الكردي
دبي- العربية.نت، كربلاء (العراق)- وكالات
على غرار النموذج الكردي.. عادت فكرة قيام منطقة او مناطق للحكم الذاتي في المناطق التي يسكنها الشيعة وسط وجنوب العراق الى دائرة الضوء مع عدد من المشروعات المطروحة للنقاش او التي تجري مناقشة جدواها فعلا على نطاق واسع في الاوساط الشيعية.
ومن جانبه دافع رئيس إقليم كردستان زعيم "الحزب الديموقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني عن الفدرالية في المناطق الكردية وقال إن الأكراد يمكنهم الآن إعلان الاستقلال ولكنهم لم يفعلوا ذلك لأن مصالحهم مرتبطة بالعراق، كما دافع عن حقوق الأكراد في سوريا وطالب النظام السوري بالحوار معهم، ودافع بشدة عن حق الأكراد في كركوك.
وحول تفكير الشيعة في إقامة مناطق حكم ذاتي كشف محافظ كربلاء لوكالة الأنباء الفرنسية أمس الاثنين 6-6-2005م وجود مجموعة تنكب على دراسة مسالة قيام منطقة حكم ذاتي وسط العراق تكون كربلاء جزءا منها.
وقال المحافظ عقيل الخزعلي "فكرنا بجدية مع اعضاء مجلس المحافظة والنخب الاكاديمية والفكرية في كربلاء وباقي المحافظات لبلورة رؤية سليمة ومشتركة وعرض فكرة الفدرالية للدراسة والتمحيص قبل تبني اي موقف قد يكون مستعجلا وغير مدروس".
واضاف "وصلنا الى قرار مفاده تشكيل لجنة من الاكاديميين والسياسيين والحقوقيين والاقتصاديين لدراسة الموضوع ورؤية جدواه السياسية والاقتصادية ومن ثم تكييفها القانوني والوصول الى انتخاب المحور الاول لتشكيل الاقليم كربلاء والنجف او كربلاء وبابل او كربلاء والكوت".
وختم بالقول "امهلنا اللجنة حتى 30 يونيو/ حزيران لرفع الدراسة الى مجلس المحافظة" لكن الخزعلي نفسه اعتبر ان اي تجمع مع محافظات اخرى سيقوم على اسس اقتصادية وليس طائفية.
يشار الى ان غالبية سكان الوسط والجنوب حيث تم بحث العديد من مشروعات الحكم الذاتي بعد سقوط النظام السابق في ابريل/ نيسان 2003, هم من الشيعة ومن العشائر التي تربطها قوية فيما بينها.
لكن تيار رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر يعارض اي فكرة للحكم الذاتي والفدرالية، وكان التيار وجه انتقادات شديدة لوضع المحافظات الكردية الثلاث في شمال العراق داعيا الى عراق يقوم على المركزية.
ولا يبدو ان السنة الذين ضعفوا سياسيا منذ سقوط نظام صدام حسين كانوا سيفكرون في مناطق خاصة بهم وسط العراق او شمال وغرب البلاد بحيث ترتبط محافظات صلاح الدين وعاصمتها تكريت بالانبار وعاصمتها الرمادي وبنينوى وعاصمتهاالموصل, لو ان الامر طرح على البحث قبل اشهر.
يشار الى ان القانون الاساسي وهو الدستور المؤقت للعراق ينص على مبدأ الفدرالية وسيكرس في الدستور الدائم الذي تجري صياغته ويفترض ان ينتهي العمل فيه قبل 15 اغسطس/ اب المقبل ليعرض بعد ذلك على الاستفتاء في ديسمبر/ كانون الاول المقبل.
ويعتبر الاكراد الذين يعيشون في ثلاث محافظات في شمال العراق خرجت عن سيطرة بغداد منذ 1991 الاشد حماسا لفكرة الفدرالية.
وقد دعا احمد ممثلي المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني الى الحذر الشديد في ما يتعلق بمشروعات الحكم الذاتي وسط وجنوب العراق الشيعيين وذلك في خطبة الجمعة الاسبوع الماضي في كربلاء على بعد 110 كلم الى الجنوب من بغداد.
وقال الشيخ محمد حسين العميدي "لست مع او ضد الفدرالية" لكنه دعا الى ان "نبني هذا المشروع على اسس علمية"، وندد في الوقت نفسه بمشروعات للحكم الذاتي يجري التحضير لها، وقال ان "مشروع الفدرالية بدأ تحركه هناك بين مجالس المحافظات خلف الكواليس وبعيدا عن الشعب حيث قرروا ان تكون فدرالية في البصرة والناصرية والعمارة واخرى في الكوت والحلة وكربلاء واخرى في النجف والديوانية والسماوة".
واضاف العميدي "لا بد من اطلاع الناس على تفاصيل ذلك كله كما لا ينبغي ان يبنى ذلك المشروع على اساس حزبي .. ولا ينبغي مغازلة عواطف الناس"، وتساءل اخيرا "لماذا نجزىء هذه الاجزاء؟ لماذا لا يكون هناك فدرالية واحدة في الوسط والجنوب بالنظر لوجود نسيج اجتماعي وعقائدي واحد".
بارزاني وحقوق أكراد سوريا
وإذا كانت عدوى "الحكم الذاتي" قد انتقلت إلى المناطق الشيعية في العراق، فإن رئيس إقليم كردستان زعيم "الحزب الديموقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني قال في حديث لصحيفة "الحياة" إنه يؤمن ايضا بحقوق الأكراد في سوريا التي طالب النظام السوري بالحوار معهم ، كما دافع بشدة عن فكرة الفدرالية وعن حق الأكراد في كركوك.
وفي سياق صوغ الدستور العراقي، رفض الزعيم الكردي اجراء أي تغيير في قانون إدارة الدولة الموقت أو المس به، معتبراً أنه الأساس في إعداد الدستور الدائم، و"يجب التفكير في تدويره، لا التراجع عنه"، ورأى أن مخاوف بعضهم من مشروع الفديرالية في كردستان، أو التحول الى الكونفدرالية أو المطالبة بالاستقلال، محض أوهام.
وكرر برزاني أن ملف مدينة كركوك يجب ان يحل في اطار المادة 58 من قانون إدارة الدولة المؤقت. وزاد: "كركوك لن تصبح مثل بغداد، كما يطالب بعضهم، بل مثل أربيل والسليمانية ودهوك، مدينة عراقية كردستانية، وعندما يُنجز تطبيع الوضع فيها، سينظم استفتاء نحن ملتزمون نتيجته سواء كانت لمصلحتنا أم لا". واشار الى أن الولايات المتحدة وبريطانيا والحكومة في بغداد "جددت التزامها تطبيق المادة 58، وهذا التطبيق معناه انه لن تكون هناك مشكلة".
وتابع بارزاني: "بالإمكان الآن إعلان استقلال كردستان، لكن هذا لن يحصل، لأن مصلحة العراق وكردستان ان يظلا متحدين موحدين"، وشدد على أن "النقاط المهمة بالنسبة الى شعب كردستان في عملية صوغ الدستور العراقي الدائم، تنظيم العلاقة بين الاقليم وبين الحكومة الفيديرالية في بغداد"، وأوضح ان مسائل الدفاع والسياسات الخارجية والمال ستكون من صلاحيات الحكومة المركزية في بغداد، أما الأمور الأخرى فستكون من صلاحيات حكومة الاقليم.
وتحدث عن وجود "قوى ظلامية استهدفت مشروع بناء وحدة كردستان"، وقال: "لا يمكن الاشارة بالاسم الى الأطراف المعادية لهذه الوحدة، فذاك ليس من مصلحة كردستان، والمهم أن الشعب في كردستان تواق الى الحرية والديموقراطية"، وأكد أن "مساعي بعضهم لتأجيج فتنة قومية في مدينة كركوك، باءت بالفشل، وكركوك ستبقى مدينة للتآخي بين الأكراد والعرب والتركمان".
وحول أوضاع الأكراد في مدينة القامشلي السورية، قال بارزاني إن "الأكراد في أي جزء من العالم هم اشقاء للأكراد في العراق، ونحن ندعم حقوقهم"، لافتاً الى ان القيادة الكردية لا تتدخل في الموضوع، و"تربطها صداقة بسورية". وزاد: "ننصح الأخوة في سورية بأن يعالجوا الأمر بالحوار، وألا تتطور الأزمة الى الأسوأ".
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=13731