زغاريد

أطرف ما سمعت هذا الاسبوع يتعلق بعريس امريكي اصر على ان يكون كلبه الى جانبه اثناء اتمام مراسيم الزواج. وعروس تأبطت ذراع ابيها وسارت نحو عريسها المنتظر ثم انفجرت في البكاء لأنها اكتشفت ان الوان فساتين الوصيفات لم تكن هي الالوان التي اختارتها.

الناس هي الناس ولكن الاعراس لم تعد هي الاعراس. ولو ان اجدادنا بعثوا لما فهموا ما يجري لشباب هذه الايام. اتذكر في طفولتي جدتي تقول ان زواج الحب لا يدوم. ولم اصدق لأنني كنت احلم بالحب كمفتاح ذهبي لمغارة علي بابا مكدسة بالرومانس مزدحمة بالنجوى مفروشة بطنافس الود والاخلاص. تصورتها مغارة لها باب سحري مغلق كتب عليه بالخط العريض: الزواج.

بداياتي في الحلم كانت بدايات التطور الذي طرأ على مفاهيم الزواج بحيث اعتبر الشباب ان زواجا لا يسبقه حب هو بالفعل لا زواج بل حبة دواء تنزلق من الفم الى الاحشاء لارضاء والدين قساة وعديمي الرومانس. بيد ان صفحات التاريخ الانساني المكتوب تشهد بأن الزواج كان ولا يزال مؤسسة اجتماعية عملية اقتصادية سياسية.

منذ بدايات العصور الوسطى وحتى القرن الثامن عشر كان زواج ابناء الطبقة العليا في اوروبا هو وسيلة لضم الثروات وعقد التحالفات السياسية تكريسا لنظام الاقطاع. ولم تكن الاحتفالات الفخمة تتعلق بمشاعر العريس نحو عروسه او العروس نحو عريسها. فقد كان الاحتمال الاكبر هو انه لا يراها ولا تراه حتى يتم عقد الزواج.

اما زواج ابناء الطبقة الوسطى فكان اشبه بصفقة فيها منفعة للطرفين. في تلك الايام كان اهل العروس يدفعون للعريس مهرا يشترون به تأمينا على حياتها الاقتصادية فيما تبقى لها من العمر. ويشهد التاريخ بأن مهر البنت كان هو العبء الاقتصادي الاكبر الذي تنوء تحت ثقله اسر الطبقة الوسطى.

وفيما يتعلق بزواج ابناء وبنات الطبقات الفقيرة كانت الاعتبارات العملية هي الفيصل. ففي المناطق الريفية كان العمل في المزارع يتطلب رجلا وامرأة ومن ثم كانت العروس تخطب وفقا لحالتها الصحية أي لقدرتها على العمل في الحقل. واستمر الحال على هذا المنوال حتى منتصف القرن الثامن عشر حين ولدت افكار ثورية تدعو الى زواج يبنى على الحب واختيار طرف للطرف الآخر بصرف النظر عن اية اعتبارات اخرى. ورادفت تلك التحولات الفكرية نشأة طقوس رمزية منها ان ترتدي العروس ثوبا ابيض رمزا للطهر وأن تتأبط ذراع ابيها وتمشي نحو عريسها معبرة على انتقالها من حماية الاب لحماية الزوج. وامام الكاهن والحضور يقسم الزوج على حماية زوجته وتقسم هي على طاعته.

بعد الحرب العالمية الثانية وبعد مولد المجتمع الاستهلاكي واقتصاد السوق القائم على الاعلان والعرض والطلب تحولت الاعراس الى تجارة وصناعة. فمن بطاقات الدعوة الى بطاقات التهاني الى الهدايا ورحلات شهر العسل وملابس الوصيفات واكاليل الزهور وما خفي كان اعظم.

في الخمسينيات والستينيات كان متوسط سن الزواج اقل بكثير مما هو عليه الآن وظلت القواعد في العلاقة بين الجنسين ثابتة وهي ان يخرج الزوج بحثا عن الرزق وتهتم الزوجة بتهيئة العش. ولم تكن حفلات العرس باذخة بذخ اعراس اليوم. ولم يكن الاهتمام بأدق التفاصيل هو الشغل الشاغل للعروسين. وكانت الزيجات اكثر استقرارا من زيجات هذه الايام.

هذه الايام يكون الحب هو سيد الموقف ثم ينصب اهتمام العروس على الحفل وماكياجها يوم الحفل والفندق الذي يقام به الحفل والموسيقى والرقص والاغاني. ورغم ان كل شيء يتم وفقا لتخيلها تقول الاحصائيات انها تفكر في الطلاق قبل ان ينتهي العام الاول من الزواج. السعادة في الزواج اذن ليست مرهونة بالبمبي والازرق ولا حتى بعنوان فندق خمس نجوم.

الزميل الفاضل
لشو زعلان ...هداك المولى
الألمان أغنياء بعقولهم ....والعربان أغنياء بجيوبهم ..:D
هناك فرق ......:cry

ببداية صيفنا الأوروبي :15:من جارتك بديار الغربة ....
لك تحية عطرة :97:

العزيز بسام:

أعتقد أنك تتحدث عن زيجات للطبقه العليوي في الدول العربية.

ايش رأيك أنا شخصياً بعرف أشخاص من الطبقات الوسطى وما دون الوسطى أنفقوا على زواجهم أضعاف المبلغ المذكور في امريكا. آل 20000 آل. هدا مبلغ تحكي فيه الله يسامحك.

في واحد بعرفه كلفته الفرقه لحالها قد جيزة 10 شباب في الأردن أو سوريا. آل شو جابهم من ولايه تانيه بالطياره على حسابه ونزلهم في فندق 5 نجوم هدا كله و لسه ما عزفوا ولا غنوا.

يخليلي أم العيال, والله ما كلفتني زيجتي 2000 دولار مع العفش.
وأجرة المأذون :lol2:
واسلم عزيزي

أخي ضياء أتكلم عن اعراس المسيحية في بلاد الشام...كنيسة و 3 خوارنة والورود تملأ الكنيسة وسيارة ليموزين طولها 10 أمتار وفستان عرس ب 20,000 ليرة وسهرة عرس ب 100,000 ليرة وذهب بين 100,000 الى 500,000 ليرة ....أقل عرس يكلف 350,000 ليرة في سوريا عند المسيحية يعني معاش موظف 50 شهر.....

أهنئك على زوجتك وأهلها الفهمانين.(f)(f)...





ووردة لجارتي نسمة عطرة

:97::97: