حسني مبارك .. انقلب السحر على الساحر

لم يدُر بخَلد حسني مبارك أن تتطور الأمور على هذا النحو عندما قرر تعديل الدستور قبل أقل من ثلاثة أشهر ليتيح إقامة انتخابات رئاسية بين عدة مرشحين ، و المزمع إجراءها بعد انتهاء فترة رئاسته في أكتوبر القادم .

كان حسني يريد خداع المصريين و سيده بوش ، بإيهامهم أنه يقبل بديمقراطية حقيقية تتيح إزاحته من سدة الحكم خلافا لكل الحكام العرب ، و ذلك بتقديم مسرحية تنتهي بفوزه على كل المرشحين !

و لكن السحر انقلب على الساحر ، فالمصريون نظروا إلى الأمر بجدية ، و الأحزاب اعترضت على عدم وجود ضمانات لنزاهة الانتخابات ، و على الشروط التعجيزية لقبول المرشح و أهمها اشتراط تزكية 250 عضو من أعضاء البرلمان و المجالس المحلية على الأقل للمرشح ، و بوش طلب من مبارك إجراء الانتخابات تحت إشراف مراقبين أجانب ، فلزم مبارك و أصحابه الصمت و لم يعلقوا على طلب بوش عملا بمبدأ السكوت من ذهب !

و جاءت أمس ثالثة الأثافي عندما رفض القضاة بالإجماع الإشراف على الانتخابات دون وجود ضمانات لنزاهتها ، و قالوا أنهم بقبول الإشراف دون ضمانات كمن يشارك في تزييف إرادة الأمة ، و قولهم هذا فيه اتهام مبطن لمبارك بالعزم على التزوير كما هي حاله دائما !

مسكين مبارك .. أصبح في وضع لا يُحسد عليه ..
تابعوا المهزلة .. فلا يزال فيها الكثير ..

مشكلة حسني وغيره انهم لم يفهموا ولا يريدوا ان يفهموا ان امريكا مستعدة للتخلي عنهم جميعا (قلم قايم زي ما بنحكي بالاردني) ولن يرف لها رمش. لا بل اذا ضمنت امريكا اقل حد من التعاون من جانب الاسلاميين والقوى المعارضة فهي سترفع الغطاء عن مبارك حتى يطير بمباركة وموافقة منها وتصبح هي صديقة الشعوب

ولنا في شاه ايران وفي صدام اكبر دليل

تحياتي
:wr:

مبارك يعرف ذلك و يفهمه جيدا و لذا يحرص دائما على إرضاء سيده بوش و لم تكن لعبة تعديل الدستور إلا من أجل عيون السيد بوش ، الذي دعا أكثر من مرة مصر و السعودية إلى إصلاح ديمقراطي ، فخر آل سعود ساجدين و قبلوا إجراء انتخابات لأول مرة في تاريخ المملكة ، و ركع حسني مراوغا بخدعة الانتخابات الرئاسية التي انقلبت على رأسه !! و لا عزاء للأغبياء ..

يبدو أن السحر لم ينقلب على الساحر فقط
بل انقلب (السحر) على نفسه ايضاً

تأمل هذا الخبر "المغمور" عن ازهريين يتظاهرون فى طنطا ، وانظر لماذا يتظاهرون :

"في تطور مفاجئ ينذر بنقلة نوعية في طبيعة العلاقة بين الأزهريين والدولة من ناحية وبينهم وبين شيخ الأزهر من ناحية أخرى خرج نحو 2000 شخص بمدينة طنطا - شمال مصر - يتقدمهم شيوخ وعلماء الأزهر في مظاهرة سلمية بدأت من أمام أحد المساجد بالمدينة. طالب خلالها المتظاهرون بأنيكون منصب شيخ الأزهر بالانتخاب لا أن تعينه الدولة كما هو معمول به حالياً.
كما طالبوا بالإصلاح السياسي وإطلاق الحريات وإلغاء قانون الطوارئ. [/COLOR]
قامت قوات الأمن بتعطيل سير المظاهرة وألقت القبض على العشرات من رجالات الأزهر على رأسهم الشيخ سيد عسكر الأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية السابق.
جاءت مظاهرة رجال الأزهر بطنطا بعد مظاهرة سلمية قام بها المحامون الأسبوع الماضي بالمدينة التي بها أحد المعالم الإسلامية الهامة - مرقد الشيخ أحمد البدوي - وطالب خلالها المحامون أيضاً بالإصلاح السياسي والإفراج عن المعتقلين وغيرها من المطالب السياسية المطروحة على الساحة المصرية.
من ناحية أخرى قال مصدر أمني أن قوات الأمن المصرية اعتقلت 16 رجلاً يوم السبت في مدينة أسيوط بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة.
وتعد هذه أحدث اعتقالات في سلسلة بدأت منذ نظمت الجماعة التي كانت السلطات تتسامح عادة ازاءها عددا من المظاهرات الداعية للإصلاح بأنحاء مصر.
وقال المصدر " أخذ الأمن الرجال من منازلهم في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت."
واعتقل 79 شخصاً في أسيوط الواقعة على بعد نحو 300 كيلومتراً إلى الجنوب من القاهرة منذ نظم نحو أربعة آلاف من أنصار الإخوان احتجاجاً يوم الاثنين الماضي.
وتحتجز السلطات المصرية حالياً قرابة 950 من أعضاء الإخوان لاستجوابهم."
وصلة الخبر

بصرف النظر عن الظروف التى أفرزت هذا الحراك السياسى العميق الذى تشهده مصر حاليا ، فالواضح أنه اتخذ آلية مستقلة عن هذه الظروف وعن أى ألاعيب سياسية يفكر فيها مبارك ونظامه .
من الأشياء المفرحة أن قطاعات جديدة تدخل إلى ساحة السياسة فى مصر وتدخل من حيث لم نكن نحتسب .
ولا يعنى ذلك من وجهة نظرى أن فى الافق معجزة ما أو شيئاً قريباً من المعجزة ، لكن رغم ذلك أعتقد أن هناك ما يدعو للآمل فى المستقبل .
مصر بلد بطىء بشكل ممل ومقرف فى حركتها للأمام ولكنها أكثر بطئاً فى حركتها للخلف ، ورهانى أن الحركة الشعبية المتزايدة الحيوية باتت أكبر مما يستطيع نظام مبارك أن يحتويه ، هناك أجواء نهاية لا تخطئها عين ، نهاية حقبة من تاريخ مصر أقصد .

اقتباس:  آمون   كتب/كتبت  
بصرف النظر عن الظروف التى أفرزت هذا الحراك السياسى العميق الذى تشهده مصر حاليا ، فالواضح أنه اتخذ آلية مستقلة عن هذه الظروف وعن أى ألاعيب سياسية يفكر فيها مبارك ونظامه .

و لكن قرار مبارك بتعديل الدستور هو الذي أجج هذا الوضع ..
و اليوم شهد فصلا جيدا من فصول المهزلة عندما قررت الأحزاب مقاطعة استفتاء حول تعديل مادة الدستور التي تتيح انتخاب الرئيس بين أكثر من مرشح
فهذا الاستفتاء لعبة جديدة من ألاعيب مبارك
فإن جاءت النتيجة بنعم فلن يستطيع أحد الاعتراض على ما تم تعديله من الدستور بما فيه من غياب لضمانات عدم التزوير لأن الشعب وافق عليها
و إن جاءت النتيجة بلا رجع مبارك عن قراره ، و أراح نفسه من هذه الورطة زاعما أنه ينفذ إرادة الشعب