{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الحرية...؟؟؟
محمد سلوم غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 16
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #1
الحرية...؟؟؟
لو وهبتَ الحرية لإنسان ضعيف، لأوثقها بيديه وأعادها إليك. لا قيمة للحرية عند قلب ساذج.
دستويفسكي

الحرية..
هذه الكلمة السحرية، التي تحمل نفسها وتهجرها، إنها احتمال تأكيد الوجود الساخر، إنها هروب ممكن للواقع يفرضه انعدام الحضور الخالص... أولئك الذين يخافون منها، من سطوتها ومن القوة الكامنة في حلولها، هل نستطيع إطلاق صفة الوجود ( بكل ما تحمل من معاني ) عليهم؟ أم سنخترع الأعذار ونجاهد لإثبات الضعف الكامن؟ سنقر بالضعف، هذا مؤكد، ولكننا سنقنّع كلماتنا بغياب المعاني، وسنحصر كل الجهود في استيهامها – اتحدث عنّا، نحن الذين نخاف الحرية، نحن الذين عاهدنا اللاشعور بالطاعة المطلقة، الذين تحركهم غريزة أصيلة – لأن الخلل كامن في الأصل، هذا الذي يحميه رجال العصور الوسطى الذين يمتلكون المقدرة على ارتداء لباس الحديث والجديد، أما البقية التي استمرت تحارب في معركة أثبت التاريخ لا جدواها إلى الآن، معركة ضد الهوية الزاحفة نحو التنوع، فقد أضحوا أشباحاً أكثر منهم بشر. إنه الخوف من الحرية التي تقود نفسها بمكنوناتها الكامنة بذاتها، بالمطلق الذي يحمي هفوات من يحملونها كشعار زائف، إنها المحصنة من نفسها أولاً، القائدة لذاتها المككنة في الوجود الذي يثبت نفسه بالاختلاف والتناقض.
الحلول التي أُطلِقت وملأت فراغ المثقفين الكُثُر!! والتي أصبحت تستخدم كحجج في المجادلات وإثبات التفوق المعرفي، فُرِّغَت من معانيها رغم – الاعتراف بذلك ضروري – الصدق والقوة التي حملّها إياها من أطلقوها، ورغم التهافت الذي انحدرت إليه وتمرغت بمستنقعات الجهل والموت القابع فينا، هذا الذي يمتص حتى النور، ويطلق روائحه وغازاته المنبعثة من تحلل القيم والأخلاق والمبادئ، الأسس الحقيقية للحرية. أكثر ما يُحزِن هو ذاك المشهد المنحط الذي تمتلئ به حياتنا، أي إثبات الوجود باللاوجود، والهروب من الناصية إلى المؤخرة والانتظار، ذاك الإدعاء الذي يضفي نوعاً من الحراك الموهوم في المجتمع، إنه ذات الرفض الذي نتقول به، ونحارب به المجتمع أيضاً، إنه الرفض للواقع بالانسحاب منه وهذا أمر طبيعي هنا – نتيجة ظروف عديدة لا مجال لذكرها الآن - ولكنه يتحول إلى ظاهرة غير مقبولة عندما يتقنع بالمفهومية ويحارب الآخر بها، الآخر بكل أشكاله وتمظهراته. هنا الخلل الذي يفرض على المجتمع سكوناً بغيضاً في كل نوياته ويختبئ تحت مظهر من الحراك في المكان، هذا إذا لم يكن إلى الوراء أصلاً.
إذاً الحرية لا تمتلك هنا أية قيمة، وإذا وُجِدَت فقد أُسقطَت على مظاهر تكون ثانوية في المجتمعات الحرة وتكون نتيجة لفعل الحرية ذاتها، وليست أساس.. وحين يستخدم أي مجتمع مخلفات أي فعل كمبادئ ويحارب باسمها هذا الفعل يكون قد سقط في هوة اللافعل والسكون وأحاط نفسه بذاته ليدافع عنها، هذه الذات الهشة الغير قادرة على الدفاع عن نفسها بالأساس فكيف ستدافع عن حاملها... إن هشاشتها تعطي مجالاً للرؤية أكبر ولكنه لا يمتلك أي أفق، ولا يستطيع تخطي حدودها ولذلك يتوهم صاحبها أنه قوي بها وبما تحتويه، مثبتاً صحة إدعائه بسقوطه، متعذراً بهوة السقوط وعمقه ليؤكد أنه كان فوق، أي يعود للدوران في دائرة الذاكرة ويعيشها كنوع من التقوقع والاضمحلال للهروب من واقع يحسه أنه لا واقعي لأن ضرباته الكثيرة والمحطِمة تلغي وجوده الآني الزائف وتسلبه مقوماته... لذا يضطر للعودة إلى تلك الذاكرة بإرادته هو..
تتمثل علاقة الذات بالواقع والذاكرة بالتشبيه التالي، حيث تشكل الذاكرة قطب جذب لها ويمثل الواقع قطب نفور وعلاقة الواقع بالذاكرة علاقة تنافر في هذه المجتمعات ومرور الذات بين هذين القطبين يسبب تفتتها نتيجة للقوى الضاغطة التي تتعرض لها، وحينها يجد شتاتها ملاذا له في تلك الذاكرة (المَكَب) ولا يستطيع أن يجد مقوماته الخاصة خارج المجموع ويتماهى معهم بوجود يصبغهم جميعاً معاً وتُفقَد العلاقة المميزة للخاص والعام، تلك العلاقة القائمة على التبادل والاختلاف والاشتراك..
إلى أن تجد الحلول واقعاً ممكناً تستطيع خلاله التحقق وأن تكون فيه فاعلة عندها يمكن الحديث عن الحاضر والمستقبل، أما في الوضع الراهن حيث التناثر والشتات يشكلان الواقع فأنها ستكون غريبة عنّا وستكون في موضع الهجوم عليها واعتبارها مستوردة لا ترتبط بمجتمعنا ولا توائمه.
من يملك التفاؤل ليرى هذا اليوم فليستمتع بالأمل وليعيشه بكل لحظاته، بالنسبة لي أرى أن هذا اليوم بعيد ولا توجد في الأفق أي ملامح ولادة أو تكون.. الوضع سيء جداً وينبأ بأخطار كثيرة تهدد الجميع دون استثناء.
10-04-2008, 05:07 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS