مصر.."كفاية" تستعين بـ"شعبولا"
القاهرة- حمدي الحسيني- إسلام أون لاين.نت/ 28-3-2005
المطرب الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم
من يلقِ نظرة على قائمة أغاني المطرب الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم في السنوات الخمس الأخيرة فسيجد عناوينها أقرب للمنشورات السياسية، أشهرها أغنية "بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل"، مرورا بـ"الضرب بالعراق" و"أمريكا" "و"عناوين الأخبار"، وصولا إلى أغنيته الأخيرة "مبحبش الكراسي" التي اعتبرها المعارضون في مصر إعلان رفض لتمديد جلوس الرئيس حسني مبارك على كرسي الحكم مرة خامسة.
وينفي شعبان عبد الرحيم الشهير بـ"شعبولا" أن يكون للأغنية بعد سياسي، ويقول لـ"إسلام أون لاين نت": "لا سياسة ولا يحزنون، كل الحكاية أني بطبعتي بحب القعدة العربي على الأرض وطول عمري قعدة الكراسي تتعب ظهري، ولذلك وجدتها كلمات مناسبة أعبر بها عن موقفي من أي كراسي حتى كراسي المقاهي".
وحول ما جاء في الأغنية عن "أربعة" كراسي والخامس "صغير" وهل المقصود بها فترات الرئاسة الأربع للرئيس مبارك وجمال الابن الأصغر للرئيس، رد شعبان: "أي أنتريه كنبة وثلاثة كراسي، ووجدت من الصعب أغني كلمة كنبة، واعتبرت الكنبة كرسي وخلاص، وكل واحد يفهم على مزاجه، الناس أحرار في فهمهم".
وينفي شعبولا أن تكون أغانيه السياسية قد تسببت له في أي مضايقات أمنية ويقول: "أنا أعبر عن كل ما يدور في عقول الناس الطيبة اللي يحبوا الحق ويكرهوا الظلم، ولم يتصل بي أحد من أي جهة، لكن أنا نفسي مقاطع أمريكا، وقبل أيام تلقيت عرضا من الجالية المصرية هناك ورفعت أجري كذا ضعف ووافقوا لكني أصريت على رفض زيارة أمريكا إلى أن تغير من سياستها ضدنا، معرفش ليه تحابي إسرائيل على حسابنا رغم أننا المعتدى عليه وهما دايما يقولوا إنهم بتوع حقوق".
التقطتها كفاية
"
جورج إسحق" منسق عام الحركة الشعبية من أجل التغيير المعروفة اختصارا باسم "كفاية" عبر عن تشجيعه لأغاني شعبان عبد الرحيم، وقال: "التقطنا أغنية مبحبش الكراسي بعد أن وجدناها تخدم نفس قضيتنا الراغبة في التغيير وتداول السلطة، وطرحناها على موقع الحركة باعتبارها من ضمن إفرازات الشارع المصري المهموم بما يجري من حوله".
وأضاف قائلا: "ما زال كثير من المصريين يخشون الحديث المباشر والنقد الصريح للنظام بسبب السنوات الطويلة التي قضوها تحت القهر السياسي والظلم الاجتماعي".
وفيما يتعلق بتطوير "كفاية" لأسلوب عملها في الشارع المصري قال جورج إسحق: "إن الحركة تفكر في اللجوء إلى الأغاني والحفلات الفنية كوسيلة للوصول إلى الناس ودعوتهم للانضمام والتفاعل مع الأهداف التي نسعى إليها وهي أهداف وطنية نبيلة تبعد كل البعد عن الهوى والمصالح الشخصية".
وأضاف: "في هذا السياق اقترحت على الزملاء في الحركة أن نبدأ في الإعداد لمهرجان غنائي ضخم لمطربين شعبيين نعيد من خلاله عرش الأغاني السياسية التي لعبت دورا كبيرا في التغيير عبر التاريخ المصري الطويل، على أن نتحرك بهذه المهرجانات من محافظة إلى أخرى، على أن يكون شعبان هو أول مطرب نفتتح به هذه السلسلة من المهرجانات بحيث يقدم خلال هذا الحفل كل أغانيه ذات الطابع السياسي".
كراسي إسلام
[SIZE=5]
وحول الهدف من وراء أغنية "مبحبش الكراسي" قال إسلام خليل كاتب الأغنية لـ"إسلام أون لاين.نت": "أكره فساد أصحاب السلطة الذين يتمسكون بالكرسي من أجل تحقيق مكاسب شخصية على حساب خدمة الأهداف العليا، ومن خلال جلساتي واحتكاكي اليومي مع الناس العادية شعرت أنهم يشاركونني هذا الإحساس أيضا فترجمت كل هذه الأحاسيس الشعبية في الأغنية".
وحول متاعبه مع الرقابة بسبب صراحة الكلمات والأغاني السياسية علق إسلام خليل: "دائما أكتب الأغاني السياسية في توقيتها فأدفع المسئولين بالرقابة إلى التعاطف والتأثر وبالتالي تمرير الكلمات؛ لأنهم بالتأكيد يشعرون بنفس المشاعر التي دفعتني لكتابتها،
:nocomment:
وهذا حدث مع أغنية "الصورة والكتابة" حيث كتبتها أثناء الغزو الأمريكي للعراق فوجدت حماسا وتعاطفا من الرقابة، ربما لو قدمتها لهم في توقيت آخر كانوا تحفظوا على بعض كلماتها، وهكذا يلعب التوقيت دورا حيويا في تمرير كلمات الأغاني السياسية".
وكان شعبان عبد الرحيم واحدا من بين المطربين الشعبين الذين ظهروا على الساحة الفنية عبر أغان ذات طابع سياسي، خاصة أنه والفريق المتعاون معه حريصون على توظيف الأحداث السياسية الساخنة وتقديمها في شكل غنائي على طريقة شعبان المميزة.
وكان حادث اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، هو آخر ما شغل العالم العربي وحوله "شعبولا" سريعا إلى عمل غنائي، وقبلها هاجم كلا من الرئيس الأمريكي بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون واعتبرهما وجهين لعملة واحدة في أغنية "الصورة والكتابة" التي أحدثت رواجا كبيرا.
ووفق أرقام الموزعين باعت أغنية "الصورة والكتابة" خلال 3 أسابيع من نزولها للأسواق أكثر من 300 ألف نسخة داخل مصر و100 ألف نسخة في باقي العالم العربي، وتكرر الأمر مع أغنية "يا عم عربي" التي استخدم فيها الرسوم المتحركة في نقد السكوت العربي على ما يجري على الساحتين الفلسطينية والعراقية.
ومع بداية انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 أطلق شعبان عبد الرحيم أغنيته "أنا بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى" التي قيل في حينها إنها كانت سببا في الإطاحة بموسى من منصب وزير الخارجية بعد أن بلغت مبيعات الشريط 5 ملايين نسخة.
المكوجي الشهير
واللافت أن شعبان عبد الرحيم الذي بدأ "مكوجيا" غير مسموح بإذاعة أغانيه عبر الإذاعة والتليفزيون المصري الرسميين في الوقت الذي تتلقفها الفضائيات العربية، والسبب كما يزعم مسئولو الرقابة هو عدم حصول شعبان على اعتراف باحترافه الغناء من الإذاعة والتليفزيون.
ورغم الجماهيرية الواسعة التي حققها شعبان فإن بعض الشعراء يرونها إفرازا للإفلاس الفني والثقافي، ويقول الشاعر عبد الرحمن الأبنودي: "لا شك أن الحكومات العربية سعيدة بأن يكون شعبان بديلا للشعراء والملحنين الموهوبين في فترة هذا الظلام الغنائي والابتذال الذي ساد كل المجالات الغنائية وتشجعه مافيا عربية تحقق أرباحا منه".
ويعمل إسلام خليل -38 سنة- كاتب أغنية "مبحبش الكراسي" مدرسا للغة العربية في مدرسة القناطر الخيرية الابتدائية، وتعرف بطريق الصدفة على شعبان عبد الرحيم وارتبطا معا بقوة بعد أن كتب أغنيته الشهيرة "بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل"، وهو متزوج ولديه 3 أطفال، وما زال يقيم في بلده القناطر الخيرية القريبة من القاهرة.
http://www.islamonline.net/Arabic/news/200...8/images/00.ram
[RAM]http://www.islamonline.net/Arabic/news/2005-03/28/images/00.ram[/RAM]