اساله محرجه للبنات و خاصه لمن جربن الجماع الجنسي
الشرف , العيب , العار , الغيرة , التقاليد الذكورية ...مفاهيم شرقية !!
بالرغم من عدم إرتياحي للمشاركة في موضوع هبط إلى هذا المستوى من الردح , لكن لا ضير من كتابة مداخلة هي أقرب للعقلانية منها إلى الأهواء الخاصة بالبعض .
قد يكون من المفهوم رغبة الذكر الشرقي في تطبيق مفاهيمه على بعض النساء في الشرق ممن ارتضين طوعاً أو تم إجبارهنّ كرهاً على أن يكنّ في منزلة الجواري و الإماء , لكن ما لا أفهمه هو إصرار هذا الذكر العربي على تطبيق مفاهيمه على المغاربيات اللواتي لا يعترفن بمفاهيمه الشرقية و لا وجود لها في قواميسهنّ . و على السيد المحترم الذي يقوم بإنتقاد المغربيات أن يعلم بأن المغربيات المُتعلمات المتحررات يملكن عقولهنّ و أجسادهنّ , و لا سلطة للآلهة و الميثولوجيات على هذه العقول و لا على هذه الأجساد , فالطفلة المغاربية بعد ولادتها تُرضعها والدتها نوعان من الحليب : حليب مادي مليئ بالبروتينات و المواد المُغذّية و المفيدة لجسدها الغضّ الصغير , و حليب روحي مليئ ببروتينات الحرية و الإباء و رفض القيود و الأغلال , و مع الزمن تنشأ هذه المرأة حُرّة لا تقبل الخضوع للسلطة الذكورية التي تعتقد خاطئة أنها تستطيع التحكم بها , سواء كانت هذه السلطة بإسم " يهَوه " و أشقاءه , أو كانت بإسم " شيخ القبيلة " و أبناء عمومته . و إذا كان من بنات الأطلس من إختارت بإرادتها أن تبيع جسدها بالمال فهي حُرّة و لا تنتظر إذناً من سلطة أبوية ما , و إذا إختارت بإرادتها أن تَهبَ جسدها للحب و لمن تحب فهي حُرّة و لا تنتظر إذناً من أحد الفلكلوريات الشعبية , و إذا إختارت بإرادتها حياة الزواج و البنون و البنات فهي حُرّة و لا تنتظر إذناً من كهنة المعابد و رجال الدين , و إذا إختارت بإرادتها حياة الراهبات الزاهدات في الحياة فهي حُرّة و لا تنتظر إذناً ممن يعتقد أن نساء الأرض سبايا تحت سلطانه . و كلما حاولتم فهم أن المشرق مشرق و المغرب مغرب , كلما ساعدكم ذلك في إستيعاب بأن مفاهيم الشرف و العار ... الخ هي مفاهيم شرقية وافدة على الأطلس , أخذ بها البعض بإرادتهم و رفضها آخرون بإرادتهم أيضاً , و لي كامل الفخر أنني نشأت في وسط لم يأخذ بهذه التقاليد المستوردة حتى قبل أن أرحل عن أطلسي الحبيب إلى أوروبا قبل أكثر من عشرة أعوام ( 13 عاماً ) .
لقد أرهق زميلنا المحترم ( الأخ القائد ) نفسه عبثاً في البحث عن عيوب في وردنا الأحمر فلم يجد سوى بأن خطيئته الوحيدة في لونه الأحمر ! و عندما قام بالتلميح عن معنى كلمة " مغربية " و انتقاده لحرية المرأة المغربية فهو قد مدحها من حيث لا يعلم عندما أراد أن يذمّها , و لن يضره على أية حال أن يعلم بأن المرادف لكلمة " مغربية " في أوروبا و فرنسا و جميع أصقاع الأرض هو المرأة المتعلمة ذات الجمال و الدلال و التحرر و الإباء , الرافضة للعبودية بأنواعها و التي تعرف جيداً حقوقها الإنسانية و النسوية التي ضمنتها لها القوانين و المواثيق الإنسانية و الدولية . و مصارعة طواحين الهواء و الإنتصار عليها هو أسهل بكثير من محاولة إستعباد ما لا يمكن إستعباده من النساء , لذلك رجاءنا الحار منكم ألاّ تحدثوننا كمغاربيات ( خصوصاً كأمازيغيات ) عن مفاهيمكم الشرقية الغريبة علينا , لأن شرفي الأمازيغي المغربي ( حتى لو كنتُ أعتبر نفسي مواطنة أوروبية ) لم يرتبط يوماً بجزء من جسدي , و هذا الجسد بجميع أجزاءه ( صدق أو لا تصدق ) لنا وحدنا كأفراد حق التصرف فيه . أما شرفي فهو في تمسكي بمبادئي و أخلاقي الإنسانية , شرفي هو في مساندتي لحقوق الإنسان و حقوق المرأة , شرفي هو في آدائي لعملي بحب و إخلاص , شرفي هو في عدم التخلي عمن هو بحاجة إلى مساعدتي , شرفي في أمور كثيرة ليس منها حرية تصرفي بجسدي و التي بدأتها في سن مراهقتي , و لكن يبدو أن تلك القطعة الجلدية التافهة عند نساء أخريات ما زالت حتى اليوم تثير حرب البسوس بين القبائل في بعض المناطق في العالم و تستدعي إراقة الدماء على الطرقات .
و ما دمنا نتحدث عن الشرف " الحقيقي " , فهل هناك شرف لمن ينتهك حقوق الإنسان ؟ هل هناك شرف لمن ينتهك حقوق المرأة ؟ هل هناك شرف لمن يستخدم لغة العنف و الإقصاء و يود أن يفرض على غيره معتقداته الدينية و الإجتماعية بإسم الإله الذي نصبه خليفة له على الأرض ؟! و لماذا نذهب بعيداً ؟! ماذا نقول عمن قرأنا له منذ فترة قصيرة في هذا المنتدى و في أكثر من موضوع و في عدة مداخلات تم تحريرها و هو يتهجم و يضحك و يسخر ( لمجرد السخرية ) سواء من مخالفيه في الديانة أو مخالفيه في المذهب ؟! ... فهل هذا التصرف مشرّف و من الأمور التي تُعلي من قدر الشرف ؟! و ماذا نقول عمن يتفاخر بجرائم قتل الفتيات تحت مسمى " جرائم الشرف " و يقول بوضوح بأنها وسام على صدره ؟! ... فهل أصبح القتل المتعمّد و إزهاق الأرواح الحُرّة البريئة و التفاخر بذلك شرفاً ؟ هنيئاً لكم هذا الشرف الرفيع ! و لكن نرجو ممن يحتقر ديانات و مذاهب غيره و يسخر منها لمجرد السخرية و ليس النقد البنّاء ( و غني عن الذِكر أنني كـ"لا دينية" أرفض هذا الأسلوب قطعاً ) ثم يُعلّق على صدره و بكل فخر أوسمة قتل الفتيات , ألاّ يحدثنا بعد اليوم عن إحترامه لحقوق الإنسان و حقوق المرأة أو حتى إحترامه للحياة ! و ليُبقي لنفسه على الأقل فضيلة الصدق مع الذات !
و أخيراً لا شك في أنني فخورة بأمازيغيتي و مغربيتي كما يحق لغيري أن يفخر بأصوله و تراثه و تقاليده , و لم و لن أعتقد يوماً بأنني أفضل من غيري , لأن الإنسان شقيق لي في الإنسانية سواء كان أمازيغياً أو عربياً أو كردياً أو من أي عرق في العالم , كما أن مشاركاتي في النادي ( بل تصرفاتي على المستوى الشخصي ) تترفّع عن العَنّصرة ( هذه الصفة المتخلفة اللا أخلاقية ) , و أترفّع عن التعامل مع إستنساخات النازية و الفاشية سواء كانت عرقية أو دينية , و لكن نرجو من الزميل المحترم الذي اعتقَدَ بأنه يذُمّ المغربيات بينما هو يقوم بمدحهنّ دون أن يعلم , أن يكفّ لسانه عنهنّ بالخير و الشر !
مع كامل الإحترام .
|