اسئله لم اجد لها اجوبة
عزيزي farfosh
ادعوك لتقرأ هذا الكلام الطيب عساه يفيدك بشيء لم تطلع عله ودعك من الذين يثرثرون بغير علم ولا منفعة فان الانسان بدون نظام لا يعيش مستقر الحياة :
والله عندما تنسجم مع سورة النبأ - عم يتساءلون – واذا بك واقف فقط انك لا ترى الله بعيونك ... , اعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم عم يتساءلون * عن النبأِ العظيم * الذي هم فيه مختلفون هذا السؤال عم يتساءلون سؤال إنكاري يعني ليس من حقهم ان يتساءلوا لأن محمدا جاء يدلهم على ربهم وليس لـه حظ اكثر من الثواب من الله تعالى , لا يريد ملكا ولا مالا , فلماذا يردون عليه , ثم كونه يدلهم على الله فالبرهان واضح على وجود الله وقدرة الله ووحدانية الله , فليس لهم حق في هذا التساؤل , هذا نبأ عظيـم له ما بعده , اولا : نِصف اهل الجنة من امة محمد صلى الله عليه وسلم , ثانيا : بعد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم تغيرت الخارطة السياسية للعالم , فدولة الفرس دُثرت والروم اندحرت الى الوراء حتى اوشكت فيَينّا عاصمة النمسا على السقوط وبقي بينهم وبين باريس 60 كيلو متر لولا معركة بلاط الشهداء , واخيرا فتحوا قسطنطينية وحوض البحر الاسود ودخل الاسلام الى الصين والى اندونيسيا عن طريق التجارة ودخلت افريقيا في الاسلام , اذاً تغير وجه التاريخ من ناحية سياسية وتغيرت عند الناس النظرة الى الكون , قال الله تبارك وتعالى : وما أرسلناك الا رحمة للعالمين فالدول المجاورة الكافرة ولو انها لم تؤمن بالله لكن انظمتها تأثرت بالاسلام ... جرّد أي نظام في العالم مما يوافق الاسلام ستجده هيكلا عظميا بشعا مرعبا لا تطيق النفوس النظر اليه , والاسلام قبْل هذه الانظمة , هذه الانظمة هل تستطيع ان تتخلى عن الأخذ من الاسلام سواءً الراسمالية او الحريات او الديمقراطية او كل هذه الحكايا ؟ اذا جردتها مما يوافق الاسلام فانك تجدها هيكلا عظميا بشعا , اذاً تغيرت نظرة الانسان بشكل اجمالي الى الحياة والى الكون والى الانسان ... تغيرت نفوسهم , فسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه امسك ابنته في ايام الجاهلية ورماها واذا برقبتها مخلوعة قالت لـه : خلعت عنقي يا ابتاه , لماذا فعل ذلك ؟ لأن الموضة تحتم عليه هكذا , الموضة ان يقتل احدهم ابنته , فلم يتظاهر بانه تألم لكن الالم موجود بين طيات ضلوعه , فعندما دخل عمر في الاسلام وصقله الاسلام وصقل هذه الجوهرة فأصبحت لامعة قال بعد ان صار خليفة المسلمين : والله لقد خشيت إن عثرت بغلة في العراق ان يسألني الله عنها , ما الذي غيّر هذا الإنسان الى هذا الإنسان ؟ الذي غيّره هو المفاهيم الجديدة التي طرأت عليه عندما أصبح يعرف الإسلام . قال الله تبارك وتعالى : عن النبأ العظيم عظيم في كل شيء الذي هم فيه مختلفون ليس من حقهم أن يسألوا كلا سيعلمون * ثم كلا سيعلمون سيَرَون ، هذا التحدي لأهل مكة وللكفار وللمشركين وللفرس وللعالم كله ، هذا التحدي يخرج من فم انسان فقير ، ليس بتلك الدرجة من الغنى ، على أي شيء يعتمد ! نعم إنه يخرج مِن فم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكنه في الحقيقة منزل من الله تعالى ، مِن القادر القهار , أي نعم ، يقول الله سبحانه وتعالى : ألم نجعل الأرض مهاداً لماذا تكفرون بالله ، محمد يدلكم على الذي خلقكم وخلق لكم الأرض حتى تعيشوا فيها ، فكِِّروا في خلق الله تعرفوا الله وتعرفوا حقيقة الدعوة المحمدية التي تشككون فيها ستعرفون حقيقتها من موافقتها للواقع , هو يقول لكم : لا اله الا الله , لا رب الا الله خالق كل شيء فانظروا هذا الكون هل لصانعه شريك ! أليس صانعه حكيم ! أليس صانعه على كل شيء قدير !
تعالوا انظروا هذه النزهة في هذه السورة الم نجعل الارض مهادا * والجبال اوتادا * وخلقناكم ازواجا * وجعلنا نومكم سباتا *وجعلنا الليل لباسا * وجعلنا النهار معاشا * وبنينا فوقكم سبعا شدادا *وجعلنا سراجا وهاجا * وانزلنا من المعصرات ماءً ثجاجا * لنخرج به حَبا ونباتا *وجنات الفافا ثم يقول الله سبحانه وتعالى : إن يوم الفصل كان ميقاتا هناك الجزاء . كل هذا الكون من حولك يناديك الى الله , فاذا اطعت الله تبارك وتعالى فأبشر بدوام نعمه عليك في الدنيا والاخرة وأبشر بدوام المركز الذي وضعك فيه وهو أنك سيد الملائكة وليس لك سيد الا الله واذا انحرفت عن ذلك وغلبت عليك الحيوانية والشهوات وَ.. و.. وَ.. , حتى كفرت بالله وعصيت الله وتمردت على الله فماذا تستحق ! هذا لا يستحق الا العقوبة من الله تعالى , استغفر الله العظيم .
مررنا على هذه السورة وقلنا مرّوا في هذه النزهة , أي نزهة ؟ نزهة فكرية مررنا بها على ما اراد الله تبارك وتعالى لنا ان نمر عليه ... دلنا , انظر .. انظر ... انظر , كما لو بنيت لك بيتا وهنْدسْـتَه وحوله بستان وجاءك ضيف .. تمسك بيده وتطوف به على الشيء الذي بنيته وهندسته , هذه الدار اصلا هي لله لكن الله جعلها لك , بعد ان مر بك على المخلوقات العظيمة كلها قال لك : هذه كلها لك يا ابن آدم وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه فقط إحترم نفسك , إحترم نفسك بشيء واحد هو معرفة الله , قل : لا اله الا الله , من هنا يا عبد الله عندما تقرأ قل يا أيها الكافرون * لا اعبد ما تعبدون أنا ربي ليس ربكم , ربي الحق وانتم عبدتم غير الحق , انتم اتخذتم ربا غير الله , افترقت العقيدة فافترق السلوك فلن اقبل أي نظام من أنظمتكم الجائرة التي لا يرضاها ربي , لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فعندما تقول : قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون نحن تفاوتنا وانتهى , الانشقاق أساسي من العقيدة , ديني غير دينكم , اذا سلوكي غير سلوككم ... مقياسي غير مقياسكم ... نظامي غير نظامكم ... غايتي غير غايتكم , انا مقياسي الحلال والحرام عقيدتي لا اله الا الله غايتي رضى الله , طريقة تعاملي في الحياة وميزاني في الحياة الحلال والحرام , انتم عقيدتكم عبادة مخلوقات وضلال في ضلال ويُنتج ميزانكم في الحياة : النفعية , هذا ينفعني افعله وهذا لا ينفعني لا افعله ! الأنانية الفردية , انا كمسلم نظرتي جماعية , فرد من البشرية وليس انسانا مستقلا , إفرض ان الدنيا كلها مُلك لك فهل تعيش بالسعادة التي تعيش فيها الان , هل تستطيع عمل ثلاجة وسيارة وطائرة وكهرباء لوحدك ؟ انت بحاجة الى البشر الذين حولك , هذه هي النظرة الاسلامية , نظرة الاسلام انك انت جرء في المجتمع وعليك ان تكون عضوا صالحا في المجتمع .. مصلحا في المجتمع حريصا على نمو المجتمع وسعادته واضطراد الهدوء فيه ودوام السكينة والاستقرار فيه حتى انت ايضا تنال السعادة فيه , هذه هي نظرة الاسلام .
قل يا أيها الكافرون * لا اعبد ما تعبدون افترقت العقيدة فافترق الميزان , الان الكافر ما هو ميزانه , الرأسمالي ميزانه النفعية ؛ هذا ينفعني افعله وهذا لا ينفعني لا افعله , يقال : والله إنهم يطبقون من اخلاق الاسلام اكثر منا , نعم صحيح والله , لأنهم جربوا فوجدوا ان السعادة في اتباع هذا النظام , لكن صعب عليهم ان يقولوا لا اله الا الله محمد رسول الله , نعِموا في الارض بمقدار ما طبقوا من نظام الاسلام وتعسوا وشقوا في الآخرة شقاءً دائما بإنكارهم الحق لله تبارك وتعالى .
ما هو حق الله ؟ حق الله ان تقول : لا اله الا الله بمفهومها , اما ما عدا ذلك من الأعمال من سيئات وحسنات فهذا لك وعليك , ولذلك من ينكر لا اله الا الله يعتدي على الحق الإلهي فهو خالد في النار مؤبدا بلا نهاية , اما من قال لا اله الا الله موقنا بها من قرارة قلبه فبعد ذلك كل هذه الاعمال التي يقع بها من الاخطاء فهي له وعليه ؛ سيئاته عليه وحسناته لـه , والناس درجات . اما حق الله فهو ان يقولوا لا اله الا الله , وهذا وارد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , فعندما تقرأ قل يا أيها الكافرون * لا اعبد ما تعبدون انا مررت بالجنة ... انا مررت بسورة " عم " لفت الله سبحانه وتعالى نظري الى شيء عظيم لم يُبقِ عندي شكا ولا ترددا ... اوقفني امام كل شيء صنعه واتقنه ولم يبقَ علي الا ان ارى الصانع وهذا مستحيل , ولم يرني وجهه الكريم في الدنيا رحمة بي , لأن سيدنا موسى عليه السلام عندما طلب هذا الطلب قال الله تعالى له : ولكن انظر الى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلو ان موسى عليه السلام رأى ما طلبه لتفتت وذاب مثلما ذاب الجبل فلما ربي سبحانه وتعالى حجبني عنه في الدنيا إنما كان ذلك رحمة بي , فلم يبق عندي أي شك ولذلك قل يا أيها الكافرون انت الذي تنام وتعيش في قنينة وعليك فلّينة وليس معك خبر أي شيء انت لحد الآن تعيش كالشجرة البرية التي لم ( تتركب ) انت كناية عن عالم لم يشرق عليه النور , لم تعد طريقي مع طريقك قل يا أيها الكافرون ما معنى الكفر ؟ معناه التغطية , يقول الناس : كُفرالماء وكُفرراكب وكفرأبيل وكفرعوان وكفرنجة وكفركيفيا – أسماء قرى في الأردن – ما معنى الكفر : الكفر هو الغطاء لأن البلد تُكفّر مَن فيها يعني تغطيهم , والكافر لماذا اسمه كافر ؟ لأن قلبه مغطى عن معرفة الله , تقول : كفِّر هذا الماعون يعنى غطّه قل يا أيـهـا الكافرون * لا اعبد ما تعبدون لم يعُد أي شيء حلو ويخالف ربي واللهِ لم يعُد حلوا , قال الله تبارك وتعالى : ولكن الله حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكرّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة اللهم حبّب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وكرّه الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين فضلا منك ونعمة يا عليم يا حكيم كما فعلت ذلك بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم , آمـين قل يـا أيـهـا الكافرون * لا اعبد ما تعبدون واللهِ كل شيء يخالف ربي لم يعد حلوا لأنني لم اعُد اتهم ربي في تشريعه , ربي يقول : يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويقول : وما ارسلناك الا رحمة للعالمين كيف اتهم ربي وهو سخر لي ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه .
انا ءأتمن طبيبا كافرا عندما يقول لي : هذه الأكلة لا تاكلها مع انها اكلة طيبة ونشتريها من السوق , يقول لك لا تاكلها فإنها تضرك وتزيد في مرضك , انا ءأتمنه والتزم الحمية عن هذا الطعام ونفسي تشتهيه لأنني واثق وموقن من ان الطبيب نصحني , فكيف أتهم ربي عندما يحرم الحرام ويحلل الحلال ويفرض الفرائض ؟ !
قيل لأحد اهل المعرفة لماذا خلقك الله ؟ قال : خلقني ليكرمني , قال لـه : ما دليلك ؟ قال : قال الله تعالى : ولقد كرمنا بني آدم فربي خلقني ليكرمني وخلق لي هذه الأشياء وكرمني ورفعني وأسجد لي الملائكة . السجود ليس لآدم وحده قال الله تعالى : ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم الله احبني ودلّلني وكرمني واعطاني فكيف استحْـلي طـعم الشيء الذي حرّمه علي ومنعني منه ؟ وليس معنى هذا انني اريد ان اقود الناس الى اليأس , فنحن أناس نذنب ونستغفر الله ونتوب اليه ونضرع اليه ونكره الأرض التي عصينا الله عليها ونحاول الابتعاد عن البقعة التي عصينا الله عليها اذا استطعنا .
فالله تبارك وتعالى بعث الرسل ليدلوا الناس عليه فإذا عرفوه ائتمنوه وإذا ائتمنوه ائتمروا بأمره وانتهوا بنهيه وإذا عرفوا ان سعادتهم وسعادة البشرية بهذا الدين قاموا الى نشره بكل الوسائل لا سيما ونحن نقرأ القرءان العظيم والله سبحانه وتعالى يقول : والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وفوق الشعور بالواجب تجاه البشرية هناك شيء آخر وهو ان الله أمَرك , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وسلم والحمد لله رب العالمين .
|