دبَّ النشاط في تجمع السرايا منذ بضعة أيام.. فبعد البيان الطازة قبل يومين والذي ردَّ عليه
حزب الكلكة مرحباً مؤهلاً أبرق القائد إلى - أم علي- جارة الحزب يدعوها فيه إلى نسيان
الماضي كل الماضي، ووضع اليد فوق اليد بهدف التنسيق و (التمريق ) في هذه الظروف
العصيبة التي تمر فيها سورية الثورة وحزبها القائد الأمر الذي اضطرها إلى دعوة أركان
الحزب إلى اجتماع استثنائي للمرة الثانية في نفس اليوم ومثل هذا الأمر لا يحدث في العادة إلا
في فصل الخريف حيث خرير مياه الجداول، وزقزقة عصافير الدوري.!
وفور انتهاء الاجتماع التداولي ،خرج صاحب الحزب من خمارة الصمود والتصدي متصدع
المزاج كعادته عند كل دعوة لاجتماع استثنائي ووقف أمام الجماهير الكلكاوية ومن خلفه القاعدة
الحزبية – أم وحيد – وقال:
يا رفاق السوء.! في هذا اليوم وليس في الأمس، وعدنا الرفيق قائد السرايا بتلبية بعض المطالب
التي وردت في بيان حزبنا المنافح فهو أولا سيصلي كل يوم تسع مرة على ضحايا سراياه كي
يضمن غفرانهم ، وثانياً سيقوم كرمى لعيون حزب الكلكة بالتعويض عن الثروة المشفوطة بضخ
بضعة ملايين غالون من الديموقراطية التي تفَّرج عليها في أسبانيا وفرنسا إلى الداخل السوري
فور رفع حالة الطواريء وهي الحالة التي لا ينكر السيد قائد السرايا المجاهدة أنه تنعَّم بخيرات
قوانينها أيام العزّ التي ( عاشقها )، وقد أكَّد الرفيق على عدم رغبته في العودة إلى تحمل
المسؤوليات السلطوية لأنه فقد شهيته كلياً وما يبتغيه من بيانه الأخوي يقتصر على التذكير أنه لا
يزال موجوداً على رأس التجمع من أجل سورية ثم أنه لا يسوى في مثل هذه الظروف القاهرة
التهرب من إبداء النصح والمشورة.. لكن إذا ما دعاه الوطن فلن يتردد أبداً وسيهرع هرعاً إلى
الميدان.!
وهو مستعد لاستقبال الرفيقة -أم علي- في أي مكان تختاره حتى ولو اختارت قناة الأ إن إن أو
خمارة الصمود والتصدي داخل أسوار حزب الكلكة وذلك لتوضيح الخفايا بكل شفافية، وعلنية،
وسلمية غير دموية بالمرة.! وفجأةً توقف الزعيم عن استعراض ما جاء في رد الجماعة ولكز
بعكازه القاعدة الحزبية وراءه كي تتوقف عن النحيب- من شدة تأثرها- ثم قال لها غاضباً: ما
رأيك ولك غشيمة.؟
فأجابت الجدة -أم وحيد- على الفور قائلة: أقترح أن يُعرض المسلسل على قناة الأ إن إن كي
تكون الفرجة ( بلاش ) ثم استدركت قائلة: أقصد لقاء المكاشفة بين مندوبتنا - أم علي- وسيادته.!
لكن –أم علي- انتفضت على غير ما عُرف عنها من انضباط حزبي كلكاوي وهو غير حكاية
المركزية الديمقراطية بكل تلاوينها وتطويراتها، وأقسمت على مقام حضرة الخضر أنها لن
تغادر العاصمة بسنادة في هذه الظروف المريرة وبخاصة أن الملعونة أمريكا تنوي الانقضاض
على البلد لنهب ثرواته فما كان من صاحب الحزب الجد - أبو وحيد- إلا أن انفجر على طريقة
المجاهدين وكاد أن يغشى من الضحك ثم بعد أن أشاد بوطنية أم علي الوقَّادة سألها بصوتٍ
خفيض: ولك قوادة أنت تعرفين أن هناك ثروة غير مشفوطة بالمرة ومع ذلك لا تدلين حزبنا
الفقير الهفتان على مكانها.!؟ أنت مفصولة من الحزب من أول الشهر.!


rezgar.com