فضل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
    
المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
|
لقراءة تقرير التنمية العربية الخطير جد بالعربية ا لعام 2004
|
|
04-07-2005, 01:38 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
فضل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
    
المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
|
لقراءة تقرير التنمية العربية الخطير جد بالعربية ا لعام 2004
تقرير التنمية
عبدالوهاب بدرخان الحياة 2005/04/7
تقرير التنمية الانسانية العربية، وهو الثالث من نوعه، يتناول هذه السنة مسألة الحرية بمستوياتها كافة في العالم العربي. وعلى رغم ان «التقرير» ليس «حزباً» إلا أن الأوساط الحكومية تعاملت معه كأنه كذلك خصوصاً أنه ولد في لحظة غير مناسبة التقطتها الولايات المتحدة لتسقط على التقرير عناوين سياستها الجديدة حيال العرب. لكن التقرير، كما هو معروف، ثمرة أنشطة الأمم المتحدة في اطار برنامج التنمية التابع لها.
كان الاستخدام الاميركي الانتهازي لعمل فريق التنمية العربية أسوأ خدمة قدمتها واشنطن، ليس فقط لأهداف برنامج الأمم المتحدة، بل حتى للشعارات «النبيلة» التي رفعتها تبريراً لحربها على العراق. اذ أنها وظفت تلك الحرب في اعادة رسم خريطة المنطقة، ووضعت أجندة عنوانها «الاصلاح»، ثم راحت تمارس الضغوط لحمل الدول العربية على الرضوخ لها. وتحاول الولايات المتحدة الايحاء بأنها اعتمدت أخيراً معايير جديدة لعلاقاتها مع العرب، إلا أن معالم التغيير لم تظهر في السياسة الاميركية بعد. نعم هناك ضغوط لاجراء اصلاحات، وهناك استجابات متفاوتة لها، إلا أن معالم السياسة القديمة لا تزال هي الغالبة.
وكان مستغرباً ان تستاء الولايات المتحدة مما ورد في التقرير الثالث للتنمية العربية، تحديداً في تسجيل اثر ممارسات الاحتلال الاسرائيلي على التنمية في الأراضي الفلسطينية، فضلاً عن اشارة التقرير الى ممارسات سلطة الاحتلال الاميركي في العراق، لكن اللافت ان الاستياء كان أكبر في ما يتعلق باسرائيل، وهو لا يعني ان انتقاد اسرائيل ممنوع فحسب بل يتعدى ذلك الى رفض تقويم عقلاني أكاديمي يتعاطى مع الحقائق كما هي. وإذا كانت واشنطن لا تعترف بواقع ان الاحتلال، أي احتلال، معوق للتنمية، فإن أقل واجباتها يستلزم ان تشرح لماذا دمر احتلالها للعراق كل الخدمات العامة الأساسية في العراق ولماذا عجز عن اعادة تشغيلها حتى الآن.
التهديد الاميركي بعدم التزام المساهمة المالية في برنامج التنمية لا يزال قائماً، وليس معروفاً اذا كان سينفذ فعلاً أم لا، وكان سبقه العام الماضي اقتطاع «عقابي» لجزء من هذه المساهمة. في المرة السابقة كان بعض عبارات في تقرير التنمية العربية سبباً لهذا العقاب، اما التهديد الراهن فأطلق في سياق الاستياء من التقرير العربي الجديد، لكنه ربما يتعلق أكثر بالعلاقة غير المستقرة بين الدولة العظمى الوحيدة والأمم المتحدة. فمسار الابتزاز بين واشنطن والأمين العام كوفي انان لم ينته بعد، ويبدو انه يسير بشكل تصاعدي يشبه الى حد كبير مسار «الاصلاحات» العربية، وكلما استجاب الطرف المستهدف بالضغط وقدم تنازلاً يأتيه الجواب: مطلوب أكثر.
بعيداً عن التدخل الاميركي، وهو تخريبي في أحيان كثيرة، يفترض التعامل مع تقرير التنمية العربية على انه وثيقة طموحها ان تكون مفيدة في حد ذاتها. ولنقل وثيقة للحكومات والمعارضات على السواء، لكنها برسم الحكومات اولاً لأن الأمم المتحدة تتعامل معها. تنبغي الاشارة الى أن التقارير السابقة كانت موضع نقد كثير، بعضه استند خصوصاً الى الاستغلال الاميركي ووضعه في السلة نفسها مع السياسات الاميركية المجحفة، وبعضه الآخر تناول معطياته الاساسية ومقارناته وأرقامه واستخلاصاته. قد تكون هناك حاجة الى ورشات عمل بين فريق التقرير ومنتقديه الجادين بهدف تغليب المنهج العلمي، لأن العالم العربي ـ شاء من شاء وأبى من أبى ـ يحتاج الى تشخيص واضح لواقعه في مجالات المعرفة والطبابة والحريات وغيرها، وبالتالي فإن المهاترات التي جربت طويلاً لم تعد لتنفع في المرحلة الراهنة التي تبدو «انتقالية» ويفترض ان تكون واعدة.
لدى قراءة ملخص التقرير ومعظم اجزائه المفصلة، يصعب اعتباره وثيقة تحريضية، أو حتى «نضالية» بالمعنى الذي اهترأ من كثرة الاستخدام، لكنه بالتأكيد وثيقة تتعامل مع وقائع. ومنذ الآن يمكن القول ان أنظمة وحكومات سترمي المعايير التي ارتكز اليها. فهو مثلا يطرح مسألة الشرعية، ومن الطبيعي ان أي حكم قائم لا يعترف بوجود مشكلة على هذا الصعيد. طبعاً هناك دول لا تبدو هذه القضية مطروحة لديها، بل تعتبر محسومة فيها بحكم التوافق الأهلي الواضح، لكنها مأزومة في دول أخرى بشكل سافر لا تنفع المكابرة في انكاره. وفي أي حال، ليست هذه المعضلة الأهم في مسألة الحريات التي لم تكن لتعني يوماً اتاحة الانفلات والفوضى. فالخطابات الرنانة عن «الحرية المسؤولة» خطابات مسؤولة لكنها تتحدث عن شيء آخر غير الحرية. تقرير التنمية لا يرفع شعارات للتظاهرات وانما يقترح برنامج عمل ولا يفرض شيئاً على أحد.
يتضح في طيات التقرير ان الحرية نتيجة لسلسلة من الاصلاحات والممارسات. فأي اصلاح يحدده التشريع لا يصبح حقيقة إلا بالتطبيق. وكل الدول عندها دساتير وقوانين، أكثرها جيد وعصري، لكنها إما معطلة بقرارات أو لم تطبق أصلاً أو تطبق وفقاً للاهواء ولتقاليد غير دستورية وغير قانونية. ولطالما أهملت استقلالية القضاء كأنها بلا قيمة أو لا تعني شيئاً، الى أن تآكل مفهوم العدالة ليرتسم مكانه نظام عشوائي مصنّع في غرف الأجهزة الأمنية أو في صالونات الفساد. والواقع الحالي يرينا مواطنين في مستويين: فوق القانون أو تحت القانون، وبينهما مستوى غير ثابت يتصارع الموجودون فيه من أجل الارتقاء فوق القانون، ومنهم من يكسب ومنهم من يبقى تحت.
الوضع ليس مأسوياً، بمعنى انه ليس ميؤوساً منه، لكن لا بد من بداية أو بدايات. والأكيد ان المراوحة ليست حلاً. فمن يفهم الحرية على انها فوضى، ويفضل عليها ما يعتبره استقراراً أمنياً سيكتشف عاجلاً أم آجلاً ان هذا الاستقرار وهم كبير. هناك طريق الى استقرار حقيقي، لكنه صعب ويتطلب اصلاحات دستورية وتشريعية، بمعزل عما يطلبه أو لا يطلبه جورج دبليو بوش. نعم، الاصلاحات شأن داخلي، لكنها تحولت في هذا العصر وسيلة لا بد منها للتعامل مع العالم.
|
|
04-07-2005, 02:18 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}