مؤتمر"الارهاب" الدولي, ام طلب صك غفران امريكي( مواصله ديناميكيه التأسيس)
اولا وقبل التحدث عن ما يسمى بالارهاب, لنا مرور عابر على المسعى السياسي الذي تتراجاه السلطه الحاكمه في الرياض عبر توضيف ذاتها لخدمه
المسعى الامريكي-الصهيوني, بعد ان ساهمت بمسعى ذبح الدوله العراقيه
والسعي المتواصل لهدم المجتمع العراقي, في المشاركه المباشره وذالك عبر
فتح اراضها للاله الحرب الامريكيه .
لاشك وليس من مستغرب على القارئ ان تكون ونشوء الدوله السعوديه لم يكن مطلب داخلي اي نتيجه تطور اجتماعي اقتصادي ضغط في اتجاه الضم الذي
قاده الملك عبدالعزيز ال سعود, بقدر ماهو مطلب خارجي .
فا القوه البريطانيه والتي لم تصل الى نهايه الانحدار بعد, رأت في محيط الجزيره العربيه عده قوى تتصارع فيما بينها , فالبعض شد ازر تحالفه مع الاتراك كرشيد امير حائل, حيث اختار الاخير موقفا نابعا من الجوهر الديني اي التحالف مع المسلم ضد غير المسلم, في حين ان ابن سعود كان براجماتيا
وراى افول الامبراطوريه العثمانيه وبزوغ عصر الانجليزي, فتحالف معها ضد
الدوله التي حكمت بأحكام الدين( بغض النظر عن اوجه الاتفاق او الاختلاف مع
النهج الذي حكمت به, لكنه يظل اقرب الى المسلمين مهما تشعبت مأربهم ومناهجم , مما هي عليه الامبرياطوريه البريطانيه منه).
ولا ننسى الشريف حسين,شريف مكه والذي مثل البذره ببزوغ التطلع القومي
في اعاده توحيد الاقطار,التي سوف تفصلها معاده ساسبيكو عن بعضها البعض.
مره اخرى اذا التكوين والتأسيس لقيام الدوله السعوديه كان مطلبا خارجيا ومؤسس بفعل خارجي , وان نفذ جانب منه بقوى داخليه, لكن ذالك لايمكن ان نصفه بمطلب وفعل داخلي.
وفي تاريخ الدول الناشئه, تدين في نشوئها ابدا للطرف الذي حرض وباشر في ذالك الانشاء.
فمولد الدوله السعوديه, جاء مبني على نقيض من التطلع القومي, وهذا كما نوهنا عليه, في القضاء على كيان الشريف في منطقه الحجاز,ولم يكن ابعاد لفرد من منطقه قوى فقط, وانما ابعاد تطلع قومي.
ومعاده الدوله السعوديه للتطلعات القوميه اخذ يتواصل فيما بعد, وكان في انصع صوره, في الدوخول في صراع مرير ضد القوى التي قاده ذالك التيار في مرحله التحرر من الاستعمار.
اما المواقف التي اتخده في الاسطفاف الى جانب القوى ذو الحضوه الدوليه اي الموقف البرجماتي, والذي تمثل بالوقوف بجانب الامبراطوريه البريطانيه وضد
الدوله المسلمه تركيا, وعبر تطويع البديل لذالك.
اي ان الدوله السعوديه طوعت الدعوه الوهابيه لخدمه مصالحها السياسيه وعليه كفرت الاخرين من المسلمين في سبيل تحقيق مسعى برجماتي اي الحصول على صك لوقف ديني في الوقوف ضد منهاج ديني اخر.
العمليه البرجماتيه تلك ومن لب التكوين للدوله الخارجي في تطويع المؤسسات
الدينيه الداخليه ليصب في المصلحه المشتركه.
بعد انحسار الامبراطوريه العثمانيه وبزوغ امبرطاوريه راعي البقر , وذو التاريخ التكويني القائم على نفي الاخر( نفي الهنود الحمر من الوجود حتى تم تكوين امبراطوريه رعاع البقر), كان لابد للدوله السعوديه ان تنحاز بشكل برجماتي الى جانب الامبراطوريه الصاعد , وذالك حتى تتمكن الدوله السعوديه من مواصله البقاء.
وحيث ونعيد التكرار ان مديونيه التكوين والبقاء للقوى الخارجيه وليس للعامل الداخلي, لذالك كان الانحياز للامريكان نابع من تلك الاساسيات .
نجد ان الوقوف ضد او مع التطلعات الدينيه لم تكن من فرضيات الاعتقاد الداخلي وانما تم على حسب اولويات المصلحه الخارجيه, والتي يرتبط الداخل بها.
بالدوله السعوديه, مولت وللمطلب الخارجي مثلا جهات ليس للمملكه اي علاقه
لامن قريب ولا من بعيد( دعم مافيا صقليه بالمال في الانتخابات ضد الحزب الشيوعي الايطالي في السبعينات, دعم عصابات الكونترا في نيكاراكوا ضد الحكومه السندانيه, الدعم المالي لحكومه شيراك... حينما كان عمده باريس,
حتى لايفوز الحزب الشيوعي الفرنسي,.....والقائمه تطول), هذا وحين نرجع بالذاكره الى الوراء( المؤامره التي حيكت في محاوله قتل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لقتل الوحده , التعاون مع القوى الظلاميه الاماميه...رغم اختلاف المذهب, ضد التطلعات الوحدويه, الوثائق التي خرجت عن ترحيب انشاء دوله الارهاب الصهيونيه,تمويل حمله الشاه ضد ثوار ظفار,...والقائمه
هنا ايضا تطول)
وحتى لانسبح في التاريخ وانما نسيق بعض منه لنرى التواصل المنهاجي لماهيه الدوله.
قبل ثلاثه سنوات ( ان لم تخني الذاكره) عقد في جنوب افريقيا مؤتمرات على هامشيه المئتمر الدولي الاقتصادي, وكان جل ما كرس له هي ايجاد صيغه تعريفيه لما يسمى بالارهاب.
طبعا المؤتمر كان مصيره الفشل لان تدخل الكيان الصهيوني والاداره الامريكيه
حال دون الوصول الى صيغه, ترى ان الارهاب ليس قائم على افراد ومنظمات وانما دولا ايضا تمارس الارهاب, والقضيه الاخرى التي همشت المؤتمر
هي وضع خطوط وفواصل بين المقاومه الوطنيه ضد الاحتلال وبين الدوافع
الاخرى التي لاصله لها بذالك.
هنا نجد انفسنا ان التكوين الدوله السعوديه يتواصل في صب المصلحه للقوى الخارجيه, وتدعو الى مؤتمر تؤطر فيه الى خلط الاوراق.
حيث الدعوه لمؤتمر يدين" الارهاب" بدون وضع تعريف واضح لماهيه الارهاب, انما هي قفزه اولا ضد القرارات الدوليه التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن اوطانها ضد الاحتلال, وثانيا هي محاوله واضحه لاسباغ الشرعيه
الصهيونيه بأدانه الكفاح الوطني الفلسطيني لتحرير ارضه.
صحيح ان ميزان القوى يضغط على الشعب الفلسطيني بأن يخرج منه قوى تساوم على الخضوع للكيان الذي دمر المجتمع الفلسطيني, اي ان ميزان القوى والقبول والمساومه من هذا المنظار( طالما لم ينتفض العرب بعد), هو شيئ, وان يسعى البعض لاطفاء الشرعيه الصهيونيه وادانه المقاومه وشرعيه
المقومه شيئا اخر.
وهذا المؤتمر ليس فقط مؤسس للفلسطين وانما للرعراق وللمنطقه عامه.
اذا نجد ان السلطه الحاكمه تمرر بعد ان جنده من طرفها قوى قامت بأعمال
قتل ضد مواطنيها..او رعيتها, واتهمت فيه قوى اختلفت معها , ودخلت معها في صراع مسلح, اقول تحت ذالك الغطاء , تقوم الدوله وعبر ذالك الغطاء
في التعدي على مقررات امميه,وعلى تطلعات شعوب لاجل تحررها ضد الهيمنه
الخارجيه.
هنا نعيد مره ثانيه لنرى ان التكوين للدوله هلو الذي يفرض عليها اخذ مثل
هذا المسار,كما هي عليه الوقائع التاريخيه المسرده اعلاه.
لذالك لابد من اذانته التسرع لاتخاذ قرارات تطعن في احقيه الشعوب في الدفاع
عن نفسها وباي الوسائل التي تراها تلك الشعوب, وليس بما تمليه عليه الاله
الحرب للدوله المحتله.
عدم الانصياع في التسرع في ايجاد تعريفه تبعد ارهاب الدوله , سواء اتخذ الارهاب الداخلي اي من جانب الدوله ضد مواطينها( وهذا مثلا يحرم القضاء من ملاحقه اشباه الجنرال بنوشيه في جرائمه في التشيلي), وكذا الارهاب الدولي الخارجي( كماثال ادانه الدوله الصهيونيه في وجودها السياسي لانها قامت ومؤسسه وباقيه على الارهاب), وكذا الحصار الامبريالي الامريكي
على العراق لايمكن بأي حال ان يخرج عن ارهاب الاله الحربيه الامريكيه ضد الشعوب, هذا الى جانب صوره الاخرى في الاحتلال والقتل الجماعي التي تمارسه الجماعات المنظمه الارهابيه الامريكيه سواء ما كانت في امريكيه الاتينيه ام في افغانستان ام في العراق او فلسطسين.
لكننا ومن معرفتنا المسبقه بكيفيه التكوين للدوله, لذالك ستكون القرارات
هي صك غفران امريكي غير مكتمل للدوله السعوديه.
|