{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
شيبوا مؤسساتنا ولا يتقاعدون !!
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #1
شيبوا مؤسساتنا ولا يتقاعدون !!

بعض رموز السياسة والثقافة والإعلام في وطني باتوا أشبه بمستحاثات الكريملين السوفياتي وبتماسيحه بعد البيرسترويكا حتى صرنا نحسب أن الحكمة والعقلانية عندنا لا تسير إلاّ على عكازين!! ‏

فقد أمضينا عقوداً مع شاعر من الدرجة العاشرة، كان ينفخ شعره في أبواق الحماسة أثناء المسيرات الحاشدة لتزداد بعثيتنا" التي لم تكن لتكتمل بحسب هذا الشاعر إلاّ ببعثية الأم والأب معاً ، ومع ذلك فإن هذا الشاعر" الحصيف" يتربع على عرش الصحافة السورية منذ زمن بعيد، رغم أننا لا نتذكره بمقالة واحدة، باستثناء كتابه" العولمة والتبادل الإعلامي الدولي" الذي كتبه مع مؤلف آخر لن أذكر اسمه لأن المواطن لدينا أصابه الملل من الشفافية الزائدة!! ‏

ورغم تدبيج وتقريظ دار النشر التي طبعت هذا الكتاب ،فإن مضمون الكتاب جاء مخالفاً لعنوانه ومخيباً للقارىء الذي تم اصطياده في فخ العنوان، حيث أغلب مصادر الكتاب تعود إلى ثلاثينيات وأربعينيات وخمسينيات القرن الماضي مع أنه يتناول العولمة!! ‏

ولكم أن تتخيلوا كيف يدخل فرسان الإعلام والصحافة عندنا عصر العولمة وهم يرتدون دروع الصحافة الاشتراكية ومصادرها(حيث أحد المراجع صحيفة الشعب الصينية 1954 !!) إلاّ إذا كان رئيس اتحاد الصحافيين حريصاً على إنجازات الرفيق ماوتسي تونغ من الاندثار في ظل التحريفيين والإصلاحيين الصينيين الجدد في القرن الحادي والعشرين!!! ‏

وبالطبع لا يمكن أن نصنف صاحبنا مع الحرس القديم ما دام يقدم لنا كل عتيق بقناع جديد!!! ‏

أما كاتب "الشنطة" المعروف على طول الوطن وعرضه فقد صار " الأشهر" بين مثقفينا لأنه شغل مناصب شتى، منها رئيس المراكز الثقافية السورية ورئيس جمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب العرب ومسؤول في اتحاد شبيبة الثورة وطلائع البعث وربما شغل منصباً جديداً لحظة كتابة هذا المقال!! ‏



ومع ذلك فهو لا يمّل الحديث عن المثاقفة والحداثة وما بعدها بلغة لا تمت إلى الحداثة بصلة ـ ولا بأس أن يناهض العولمة ما دام يأكل ثمارها بامتياز!! ‏



وهو بذلك يقتدي بمثقف شمولي آخر صاحب الباع الطويل في كل ميادين ثقافتنا وفنوننا وأهمها فن الصمود والمثابرة في قيادة اتحاد الكتّاب العرب لعقود وضمان إقصاء خيرة المبدعين السوريين بتهم لا تمت إلى الإبداع بصلةـ الأمر الذي جعل الكاتب التركي الساخر عزيز نيسين يقول بأن أكثر ما أعجبه باتحاد الكتاب العرب هو مبنى اتحاد الكتاب!! ‏

غير أن الأستاذ يرفض النزول عن خشبة المسرح ما دام يملك رشاقة السناجب بالوثب على جميع موائد المناسبات والمهرجانات وعلينا أن نصدق بأنه ليس من الحرس القديم!! ‏

وحتى تكتمل دورة الصمود والتصدي لكل تغيير وتجديد وإصلاح في سوريا جاءنا إلى جامعة تشرين أحد المستشارين السابقين لوزير الإعلام متحدثاً عن ثوابتنا الوطنية و القومية وأظهر نفسه كأنه المخطط الاستراتيجي للسياسة السورية ولذلك خلص في النهاية إلى أن ما قصده الرئيس بشار الأسد من دعوته للمفاوضات دون شروط بأنها مفاوضات بلا اشتراطات!! ‏

ولكم أن تتخيلوا كيف يمكن لمثل هؤلاء الإعلاميين الغارقين في انتهازية اللغة وأفعالها أن يجيدوا لغة الإصلاح ما داموا يخشون الحديث عن السلام بلغة صريحة صادقة ويبقى قدرنا أن نبقى تحت رحمة هؤلاء القيّمين على حراسة الماضي وشعاراته وهم يرتدون أقنعة الوطنية !! ‏

أما الطامة الكبرى-واعذروني للإطالة –أن يأتينا أحد " الدبلوماسيين" من الخارجية السورية وقد شغل منصب سفير في أكثر من دولة عربية ليحاضر فينا عن إنجازات السياسة الخارجية السورية في عهد الرئيس بشار الأسد وعلى مدار ساعة كاملة تحدث عن كل شيء، دون أن يذكر أياً من هذه الإنجازات حتى علاقتنا الطيبة مع تركيا، وكان الحديث كله عن مرحلة ما قبل الرئيس بشار الأسد، لذا صار من حقنا أن نتساءل: ‏

هل ينتمي هذا الدبلوماسي إلى الحرس الجديد أو هل هو حقاً مع مشروع الإصلاح الذي أطلقه الرئيس بشار الأسد؟!! ‏

وبعد كل ذلك فإن ما يدعوني كمواطن سوري للشعور بالأسف والإحباط فهو تصريح أحد عتاة الحرس القديم أمام حشد من المسؤولين الحزبيين وأساتذة الجامعات بأننا سنقاوم الأميركان بالعصيّ وبأن العين تلاطم المخرز!! وهو ما كنت قد سمعته منذ أكثر من ثلاثة عقود عندما كان يرددّ أدعياء اليسار الطفولي نفس العبارة والذين قادونا إلى أكبر هزائم هذا العصر!! في الوقت الذي ينبغي أن نقدّر قوة الآخر والسبل الأنجع للتعامل معه. ‏

ألا يبدو الأمر كأننا لم نتقدم خطوة واحدة على طريق عقلنة السياسة، ومع ذلك علينا أن لا نعترف بأن هناك حرساً قديماً!! ‏

ربما صار مشروعاً أن نتساءل نحن المواطنين السوريين الذين ننشد إصلاحاً حقيقياً في سوريا كما ينشده الرئيس بشار الأسد الذي تفصلنا عنه طبقة أولئك الذين لا ينشدون أي إصلاح وإنما يتجملون به: ‏



لماذا لا يتقاعد أو يقال مسؤول انتفخت مسؤوليته وتورمت أناه حدّ الاعتقاد بأن علوم الأولين والآخرين لديه رغم أنه يتلعثم في أبسط بديهيات السياسة والإدارة؟! ‏

لماذا لا يتقاعد من يحسبون أنفسهم مثقفين أو مسؤولين مدى الحياة لا يأتي الخرف عقولهم ولا الحماقة من بين أيديهم ولا من خلفهم؟! ‏

لماذا لا يتقاعد أولئك الذين يخفون بصباغ الفتوة شيبتهم بعد أن شيبوا مؤسساتنا الثقافية والإعلامية والسياسية بوقار زائف يجثم ثقيلاً على صدر هذه المؤسسات؟! ‏

إذاً لا تبكوا أيها السادة أولئك الذين يملكون شجاعة الاعتزال والتقاعد في الأوان المناسب،لأنهم على الأقل يعترفون بوجود كفاءات وقدرات أفضل لدى الآخرين ، نحن الآن بأمس الحاجة إليها لدعم مشروع الإصلاح الوطني. ‏





وأؤكد أخيراً أن مفهوم الحرس القديم والحرس الجديد عندي ليس مفهوماً بيولوجياً يعتمد على العمر وإنما على عمر الفكرة والمقولة السياسية القادرة على تأكيد جدواها ومردوديتها للمواطن قبل كل شيء. ‏

‏ د . زهير ابراهيم جبور


01-31-2005, 01:40 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS