لندن ـ القدس العربي :
تشهد العلاقات السعودية ـ الاماراتية ازمة صامتة هذه الايام فشلت الزيارة التي قام بها الامير سلطان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي الي ابو ظبي قبل عطلة عيد الاضحي في تطويقها والحد من تفاقمها.
الازمة تتعلق بحقل الشيبة النفطي، الذي يوجد في منطقة تابعة لامارة ابو ظبي تنازلت عنها مؤقتا للسعودية، حسب قول المسؤولين الاماراتيين، اثناء الايام الاولي لاستقلال دولة الامارات مقابل حل ازمة واحة البريمي علي الحدود السعودية ـ الاماراتية لصالح امارة ابو ظبي. اهمية الشريط الساحلي الذي تنازلت عنه الامارات للسعودية تكمن في كونه قريبا من خور العيديد القطري واغلاقه الحدود البرية بين قطر ودولة الامارات، بحيث بات علي القطريين الذهاب الي ابو ظبي وباقي الامارات الاخري عبر الاراضي السعودية، وفي رحلة برية تزيد عن ثمانين ميلا، وهي مسافة كان يمكن اختصارها الي الثلث في حال وجود حدود مشتركة، مثلما كان عليه الحال قبل اتفاق التنازل الاماراتي للسعودية.
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حرص في حياته علي عدم اثارة الازمة مع السعودية، وكان يدرك انه لم يتنازل عن المنطقة الا بعد امتناع القيادة السعودية في زمن الملك فيصل بن عبد العزيز عن الاعتراف باستقلال الامارات، حين اعلانه عام 1971 الا بعد التجاوب مع المطلب السعودي بالحصول علي هذا الشريط الترابي. وآثر الفوز بالاعتراف وتجنب المشاكل في بداية استقلال دولته واعطاء الملك فيصل ما يريده. ولكن بعد وفاته تغيرت الظروف، وبدأت القيادة الاماراتية الشابة تفكر بطريقة مختلفة.
الاعلان عن عزم الامارات اقامة جسر بحري يصلها بدولة قطر، علي غرار الجسر الذي يربط السعودية بالبحرين اثار المشلكة مجددا. فقد اعترضت الحكومة السعودية علي هذا الجسر لسببين: الاول لانه سيخلق اتصالا بريا مع قطر عدوها اللدود. والثاني لان هذا الجسر، مثلما تدعي، يمر في مياهها الاقليمية.
مسؤول اماراتي قال لـ القدس العربي ان الاتفاق الحدودي الاماراتي ـ السعودي بشأن حقل الشيبة والشريط الساحلي المقابل له علي الخليج، لا يعطي السعودية اي حقوق مائية او بحرية. ولكن مسؤولا سعوديا آخر كان شاهدا علي مفاوضات ترسيم الحدود قال ان الاتفاق يعطي السعودية مياها اقليمية تمتد لعشرين ميلا، حسب المعاهدات الدولية.
وما زاد من تفاقم الازمة مؤخرا ان المملكة العربية السعودية منعت الامارات من التنقيب عن النفط والمعادن في الجزر المقابلة لحقل الشيبة، باعتبار ان ذلك تعد علي اراضيها وسيادتها.
وهناك نقطة خلاف اخري بين البلدين وهي انه من المتوقع ان تكون الامارات الدولة الثانية بعد البحرين التي ستوقع علي اتفاق التجارة الحرة مع امريكا، وهو الاتفاق الذي ادي الي تنصل السعودية من اتفاق التعرفة الجمركية مع البحرين بعد توقيعها الاتفاق مع الولايات المتحدة. كما عاقبت السعودية البحرين بتجميد نصيبها من حقل السعفة النفطي الواقع في المناطق المشتركة بين البلدين، والغاء التخفيضات التي تتمتع بها مصفاة البحرين من حيث الحصول علي كميات من النفط السعودي باسعار مخفضة يؤدي الي زيادة ارباحها.
اقتصادي اماراتي قال لـ القدس العربي ان السعودية ستكون الخاسر الاكبر من الغاء الاتفاق الاقتصادي والتعرفة الجمركية، فهي تصدر لاسواق الامارات ما قيمته ستة مليارات دولار، بينما لا تستورد من الامارات الا ما قيمته خمسمئة مليون دولار.
السعودية اطلقت علي الجسر الذي يربطها بالبحرين اسم جسر المحبة وقالت انه عنوان بارز للوحدة الخليجية، ولكن يبدو ان الجسرين الجديدين اللذين سيربطان بين قطر والبحرين من ناحية، وقطر والامارات من ناحية اخري سيكونان رمزا لعزلة السعودية، واعادة صياغة العلاقات داخل مجلس التعاون الخليجي. فالسعودية تري ان اي جسر مع قطر، بحري او بري او تجاري هو خطوة ضدها، مثلما قال مسؤول خليجي رفض ذكر اسمه لـ القدس العربي .

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=20...اتية%20مجدداfff