الوطن العربي كبير وذو أعراق وثقافات كثيرة ومختلفة أي أن العرب يمكن أن تجمعهم الأساسيات مثل اللغة والتاريخ المشترك ولكن هل يمكن أن يجمعهم الدين أنا لا أظن ذلك إن مدى تغلغل الفكر الديني في مجتمعاتنا العربية مختلف كثيرا. هل نظرة السعودي أو المصري للدين مشابهة لنظرة ابن بعض مناطق سوريا للدين ( الإسلامي )؟ لا أظن ذلك! هنالك شعوب عربية يلازمها الدين و الرسول منذ الولادة وحتى الممات يلازمها في كل شيء في الأكل و الشرب والنوم وفي الزواج واللباس بل وفي الدخول إلى المرحاض منذ أن يولد يؤذنون في إذنه ليكون هذا أول ما يسمعه وعندما يتفتح وعيه يجد أباه مسكونا بالدين و الرسول وما قاله الرسول من النواهي والأوامر افعل, لا تفعل, قال الرسول ,أمر الرسول, ويرى كيف هي أمه في البيت مجرد كائن حبيس جدران منزله تقتصر مهمتها في أن تكون أم رءوم وزوجة صالحة أما خارج البيت فهي مختزلة جدا هي ببساطة " عورة " يحق لأتفه وأجهل أولادها أن يؤنبها ويحاسبها أما الأخت فهي مصيبة المصائب للرجل فشرفه كله يرتكز عليها بل ببساطة على شيء فيزيولوجي فيها يخجل منها أخوها في كل شيء ويخجل حتى من ذكر اسمها فاسمها بحد ذاته عورة إذا اضطر الرجل إلى ذكره فسوف يلحقه ببعض عبارات ( مثل : أكرمك الله) إذا تصادف والتقوا في الطريق فإنه يشيح بوجهه عنها ( مرة كنت أدرس في إحدى المدن السورية وكنا ذاهبين أنا ومجموعة من الزملاء والزميلات لنحضر درس تدريبي " ستاج " وفي الطريق وبعد أن مشينا قليلا قالت لنا إحدى الزميلات هل ترون هذا الشاب الذي مر من جانبنا الآن قلنا لها نعم قالت هذا أخي, أنا صدمت وقلت لها ولكنه مر من جانبك دون أن يكلمك أو يسلم عليك حتى فقالت طبعا إذا سلم علي أو نظر إلي في الشارع فسوف يظن الناس بي سوءا فكيف لهم أن يعرفوا أنه أخي ؟؟!!) ثم أن الأخلاق العامة, لا تسرق, لا تقتل , لا تكذب ..... هي علامة مسجلة للرسول الكريم وللقران فكيف لغير المسلم ( السني تحديدا ) أن يكون إنسانا صالحا وهو غير مسلم ؟؟ هذا لا يجوز وغير منطقي لا يتقبله المسلم هل يوجد ناس يمكن أن نتخذهم قدوة لنا وهم غير مسلمين لا طبعا ! يكفي أنهم ليسوا مسلمين ليكونوا سيئين
( اشتريت منذ فترة إحدى مجلات الأطفال الخليجية وقبل أن أدع ابني يقرأها مارست نوع من الرقابة عليها فتصفحتها أولا وصدمت عندما قرأت رسالة من طفلة صغيرة تعاتب فيها المحرر وتقول كيف تمدح فلان ( لا أذكر من هو لكنه أجنبي ) وتمجد به وهو غير مسلما نحن يكفينا الرسول وصحبه قدوة لنا) والحقيقة كان موقف المحرر جيدا إذ أفهمها أنه يوجد ناس غير مسلمين قدموا خدمات جلى للبشرية !! لا يشعر إذا المسلم أنه بحاجة إلى غيره ولا لثقافة غيره في أي شيء لماذا ؟ لأنه ببساطة يوجد عنده القران الذي يجمع كل شيء في دفتيه , فهو يحيط بكل العلوم ما اكتشف منها ومالم يكتشف فإذا المسلم ليس بحاجة إلى كتب و علوم الكفار التي ماتنفك تحاول النيل من الإسلام الذي ترك كل شيء وتفرغ لتهديم الإسلام ولحرف المسلمين عن دينهم أما إذا ذكرت الاختراعات مثل الانترنت أو أي شيء عجز المسلم أن يجد له أصلا في الإسلام فإنه يقول لك (حسب قول أحد " العلماء " المسلمين ) ما معناه :سبحان الذي سخرهم لنا لكي يقدموا لنا الاختراعات بينما نتفرغ نحن لعبادة الله . وتأتي المشكلة عندما يحاول هذا الكائن الديني أن ينظر إلى واقعه المتخلف من وجهة نظر متحررة قليلا من الدين فيجد الفرق شاسعا بينه وبين غيره من شعوب العالم وخاصة تلك التي لم تحظ بشرف تلقي ديانة سماوية فيصدم صدمة تهز كيانه عندما يجد أن أخلاقهم التي لم يأتي بها نبي من الله هي أخلاق حقيقية لا زيف فيها ولا تبريرات إنها أخلاق إنسانية حقيقية تحترم إنسانية الإنسان لمجرد كونه إنسانا. يعني الكفار عندهم أخلاق أفضل منا ؟! لا هذا غير معقول فيجد أمامه طريقان إما أن يكفر بإسلامه أو يزداد تمسكا به ويعزي كل أسباب الانحطاط و التخلف إلى مفارقته للدين ( الإسلام هو الحل ) وأستطيع أن أقول إن هذه أفكار المسلم البسيط المسالم أما إذا تعمق في الدين و حاول أن يطبق كل ما قاله الرسول منذ ذاك الزمن البعيد وفي مناسبات معينة وفي بيئة مجدبة قاحلة بدوية أقول إذا حاول أن يطبق هذا على مجتمعه فسيجد أن مجتمعه كافرا وملحدا ( أنا مثلا كنت أعتبر أن السعودية هي دولة إسلامية جدا أقصد من أكثر الدول تعصبا للإسلام وتطبيقا له حتى فوجئت أنه هنالك من يكفرها ويتهمها بالابتعاد عن الدين ) ولذلك فهو يتجه نحو الانغلاق و الانسلاخ عن مجتمعه الكافر وفي الخطوة التالية يحمل السلاح ضد كل شيء وكل إنسان حتى لو كان أبوه و أمه . أنا ببساطة تربيت على أن ديني هو الإسلام ولم يقال لي هذا مباشرة من أهلي بل اكتشفته من المجتمع ومن دروس التربية الإسلامية وكل ما عرفته عن الرسول أنه نبي من عند الله مثله مثل غيره جاء ليكمل رسالة الحق التي بدأها الأنبياء السابقون فقط أما الأخلاق والقيم النبيلة فنحن لم نمارسها لأن الرسول طلب منا ذلك بل فقط لأنها قيم نبيلة سواء قالها الرسول أو المسيح أو بوذا وعندما تفتح الوعي أكثر وتعرفت على الانترنت واكتشفت كمية الكره الذي يكنه المتعصبون المسلمون ( بعضهم ) لباقي الناس وكيف يكفروهم ويستحلون دمائهم ونساؤهم وأموالهم و أولادهم ازدادت دهشتي وصرت أسأل لماذا ؟ لماذا يجب علي أن أحب الله طمعا في الملذات أو أحب الله خوفا من جهنم وبئس المصير ( منذ عدة يوم سمعت إحدى خطب الجمعة رغما عني بحكم القرب من المسجد وصعقت بكلام الخطيب وصرت أرتجف و أتسائل هل هذه خطبة دينية أم مقالة في فنون التعذيب )

اقتباس
_______________________________________
لماذا يجب علي أن أحب الله طمعا في الملذات أو أحب الله خوفا من جهنم وبئس المصير
_______________________________________
خاطبك ربك وسيدك بما يتناسب مع طبيعة نفسك
ولكنك يمكن ان تسعى نحو الكمال وتطلبه(اذا اردت طبعا) وان تحب الله لانه الله وفقط لذلك
تكون قد عرفته بشكل صحيح

والمؤمن عندما يعرف ربه حقا لن يفكر بسواه
لن يفكر بعذابه او بجنته بل سيفكر في ذاته
العلية ويطير في اسرارها


(ملاحظة هذا الكلام للمؤمنين فقط والرجاء من الملحدين ما ينزعجوا او يتضايقوا لكل واحد منا وجهة نظره )
سلاااااااااااااااااااااااااااااام:hony: