أنظر يا عزيزى ابن العرب (f)
وأدعو الشباب أن ينصتوا لهذه المحاضرة من د. حارس السراب (ليست مزحة)
سواء zip أو rar فكلاهما برامج ضغط نصية.. أى أن مهمتها ضغط النصوص..
مثلاً لو لدينا النص التالى:
The fat cat sat on a rat
فسنجد أن المقطع at قد تكرر 4 مرات فى هذا النص الذى مقداره 24 حرف (المسافات محسوبة).
الفكرة الأساسية لبرامج الضغط النصية، هى حذف المقطع at من الجملة، واستبداله بكود، ثم عمل جدول لأماكن هذا الكود مما يمكننا من استرداده مرة أخرى
مثلا لنرمز للمقطع at باللكود # وبالتالى ستكون الجملة بعد الضغط هى:
The f# c# s# on a r#
أصبح عدد الحروف الآن 20 حرف (أى تم الضغط بنسبة 17% )
طبعاً مع تزايد حجم النص، سنجد تكرارات أكثر، وبالتالى نسبة الضغط ستكون أكبر..
الملفات النصية الخالصة (ملفات txt) يمكن أن يتم ضغطها بنسبة رهيبة تصل إلى 90% (أى أن حجم الملف النهائى سيكون 10% من الأصلى)
المشكلة، أننا لو حاولنا ضغط ملفات الصوت أو الصورة أو الفيديو، فلن نحصل على نتيجة مرضية لأن هذه الملفات لها طريقة تكويد مختلفة عن الطريقة النصية..
يعنى مثلاً، ملفات الصور jpg يتم ضغطها بنسبة 0% أو 1% على أكثر تقدير
ملفات الصوت wav أقصى ضغط لها هو 20%
ناهيكم أنه لا توجد ملفات نصية بالكامل سوى النسق txt أو html (حتى ملفات الword تحتوى أكواد معقدة لتنسيق الصفحة والفونت والألوان والصور بداخلها إلخ إلخ)
هل الأمر منتهى إلى هذا الحد ولا يمكن ضغط الملفات؟
لا..
لكن سنحتاج أدوات ضغط بخلاف أدوات ضغط الملفات النصية..
وهذا سينتج عنه مشكلة أخرى..
إذ أن أدوات ضغط أى ملفات صوت أو صورة أو فيديو، هى أدوات تحويل Converting نسق الملف إلى ملف مضغوط بنسق آخر قابل للتشغيل أيضا ولا يمكن استرداد الأصل..
يعنى الضغط النصى.. ينتج ملف zip أو rar (هذا الملف لا يعمل على وضعه الحالى)
ونحتاج بعدها لفك الضعط، فنعود للنسخة الأصل كما هى بدون زيادة أو نقصان..
أما أنواع الضغط الأخرى (فى الصوت والصورة والفيديو) فهى ليست ضغطاًَ بالمعنى المفهوم..
بل تحويل Convert فى مواصفات الملف لتقليل حجمه (وبالتالى ستقل جودته)
ولا يوجد وسيلة للعودة من ملف ذو جودة منخفضة إلى الملف الأصلى..
مثلاً النسق الغير مضغوط للصور، هو النسق Tif
لو أردنا تصغير الحجم، فأمامنا أمران..
- تقليل عدد البيكسلز فى الصورة (مما يؤثر على الرزليوشن).
- تقليل عدد الألوان (مما يؤثر على الكلر دبث).
* الدقة التى نحتاجها لظهور صورة على شاشة الحاسب هى 72dpi إلى 96dpi على الشاشات المتطورة (أكثر من هذا لا حاجة لنا به ولن يؤثر على الجودة)
* الدقة التى نحتاجها لطباعة صورة على الطابعة المنزلية المعتادة أو ماكينات الطباعة الفوتغرافية، يكفينا من 96dpi إلى 144dpi (أكثر من هذا لا حاجة لنا به)
* الدقة التى نحتاجها للطباعة البروفيشنال (فصل الألوان مثلاً) هى 304dpi (أى رقم أعلى من هذا هو حمل على الحجم دون أى داعى)
لنلاحظ أمراً هاما..
كل المعايير السابقة، تطبق على الصورة فى حجمها الطبيعى Actual Size
يعنى مش تعمل scan لصورة عرضها 15سم على المعايير دى، وانت عايز تطبعها على 7سم بس. (الحسابات على الحجم النهائى للمادة المطبوعة)
لأن صورة دقتها 300dpi عرضها 10سم، هى بعينها نفس بيانات صورة دقتها 30dpi بعرض 100سم
الطريقة الثانية هى تقليل عدد الألوان..
وهذه لا أنصح باستخدامها إلا فى حالات خاصة
- ملفات الأنيميشن Gif (سيتم تحويل عدد اللوان إلى 256 لون فقط)
- ملفات الصور الأبيض وأسود gray scale (سيتم تحويل عدد الألوان الى 256 لون من تدرجات الرمادى وهى أقصى ما تستطيع العين تمييزه من لون واحد "الأسود")
لذا، لا تستخدم هذه الوسيلة إلا إذا كانت أصل الصورة أبيض وأسود فعلا.. فلا يوجد داعى لحجم إضافى بدون حاجة له.
هذا عن الصور داخل ملفات النصوص كما فى حالتنا هذه مع "ابن العرب"
إذا كنت ستحتفظ بالصور بطريقة مستقلة.. فأنسب نسق ضغط هو الإمتداد Jpg بنسبة ضغط تتفاوت من 10% للملفات المراد الإحتفاظ بجودة عالية، إلى 70% فى الملفات التى لا نحتاج فيها عنصر الجودة بدرجة كبيرة.
أبسط وسيلة للتحويل Convert من أى نسق إلى نسق Jpg المضغوط، هو برنامج ACD See الشهير (لكنه ليس برنامجاً إحترافيا مثل PhotoShop أو PhotoPaint)
المفروض الآن أن أدخل فى ضغط ملفات الصوت أو الفيديو..
ربما فى المحاضرة القادمة :)
تحياتى (f)