نشرت عدة مواقع على الإنترنت تسجيلاً صوتياً لمفتي مصر الدكتور علي جمعة يهاجم فيه الوهابية بقوة.‏
ولنفهم سرَّ هذا الهجوم يجب أنْ نضعه ضمن إطاره العام في المشهد الديني والثقافي المصري، والعربي، بل ‏والإسلامي.‏
فقبل أحداث 11 سبتمبر كان الإسلام الوهابي والسلفي هو الطاغي على المشهد، ومن ورائه الحكومة ‏السعودية والجامعات السعودية بفروعها الخارجية والجمعيات الخيرية السعودية التي توزع المعونات ‏الإنسانية والأفكار والمبادئ الوهابية جنباً إلى جنب.‏
لكن بعد أحداث 11 سبتمبر انقلب الوضع، وبدأت أمريكا بمحاربة الوهابية والفكر السلفي عموماً، ‏وبدأت بالتشهير بالأفكار السلفية والوهابية في الكونغرس والبيت الأبيض، وكانت هناك جلسات ‏استماع نوقشت فيها المقررات الدينية في السعودية، وبعض مؤلفات رجال دين سعوديين. وبدأت أمريكا ‏بالبحث عن "إسلام آخر" تدعمه بدلاً من الإسلام الوهابي والسلفي، ومن هذا المنطلق ظهر ما يمكن أن ‏أسميه: "الصراع على الإسلام"، وهو صراع حكومات تدعم كل حكومة تفسيراً مختلفاً للإسلام السني‏ (تمثل إيران أيضاً طرفاً في الصراع على الإسلام، إلا أن لها خصوصية بكونها دولة شيعية، إلا أن الكلام هنا سيقتصر على الدول السن‏ية).‏
ويمكن أنْ نرصد بكل وضوح ثلاث تفسيرات مختلفة للإسلام السني، ومن وراء هذه التفسيرات ثلاث ‏حكومات (يمكن أنْ نشير أيضاً إلى النموذجين: الماليزي والتونسي، ولكن لبعد ماليزيا عن قلب العالم الإسلامي، وصغر حجم تونس وأن تجربتها لم تتبنها الدولة رسمياً: فلم نشر إلى ‏تجربتهما هنا. أما باكستان فهناك أطياف مختلفة بحيث لا يمكن وصف إسلام باكستاني واحد)‏.‏

‏1-‏ السعودية:‏
الإسلام السعودي، أو الفهم السعودي للإسلام هو الإسلام بصورته "النقلية" أي الوهابية، أو ‏السلفية في أكثر صورها تشدداً، وتظهر عوامل الجذب في هذا التفسير للإسلام في بساطته ‏وابتعاده عن الخرافات. أما عوامل التنفير عن الوهابية فتكمن في مبالغتها في تكفير وتبديع جميع ‏مخالفيها، كما أن الجماعات الأصولية المتشددة التي تقوم بأعمال العنف والإرهاب تزعم انتماءها ‏إلى المدرسة السلفية الوهابية. وبعد أحداث 11 سبتمبر بدأت الحكومات المختلفة بمحاصرة ‏الجماعات السلفية، وبالتضييق على المعاهد والجمعيات السعودية.‏

‏2-‏ مصر:‏
بدأت مصر في الفترة الأخيرة بالسعي إلى قيادة العالم الإسلامي روحياً، وذلك عن طريق نفخ ‏الروح في الأزهر والمؤسسة الدينية، فالزائر لمصر يلحظ تلك المباني الضخمة الجديدة التابعة ‏للأزهر ولمجمع البحوث، كما يلاحظ النشاط الكبير لعلماء الأزهر، والإلحاح المتواصل على أن ‏الأزهر يمثل الإسلام المعتدل النابذ للعنف، أما ملامح هذا الإسلام الأزهري فهو ما يمكن أن ‏نسميه: الإسلام التقليدي الذي تتصالح فيه أصول الفقه مع التصوف. ومفتي مصر مثلاً الدكتور ‏علي جمعة من كبار علماء أصول الفقه في العالم كما أنه صوفي كبير، أما الدكتور أحمد الطيب ‏مدير جامعة الأزهر ومفتي مصر السابق فهو عالم كبير وشيخ طريقة صوفي، حاصل على ‏الدكتوراه من السوربون، وترجم كثيراً من الدراسات الصوفية من الفرنسية إلى العربية. كما أن ‏زائر مصر سوف يلاحظ بلا شك انتشار الكتب الصوفية التي أشرف على نشرها مفتي مصر، ‏كما سيلاحظ أيضاً اختفاء كتب الزندقة والإلحاد، وانتشار الحجاب بين النساء.‏

‏3-‏ تركيا:‏
بعد وصول حزب "العدالة والتنمية" برئاسة طيب أحمد أردوغان إلى الحكم بدأت تركيا في ‏السعي إلى استعادة أمجاد الخلافة العثمانية وذلك بقيادة العالم الإسلامي، لذا فتركيا من أشد ‏المعارضين لانضمام روسيا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، كما أنها قدمت مرشحاً لرئاسة المؤتمر، ‏وقد عارضت السعودية ومصر مرشح تركيا ودعما مرشح بنغلاديش؛ إلا أنه في النهاية كان ‏النصر حليف مرشح تركيا وبأغلبية ساحقة. وكذلك بدأت تركيا بدعم الإسلام في الداخل، ‏فقامت بتشريع قوانين إسلامية في البلاد، كما دعمت ترميم وإصلاح الأضرحة المنتشرة في البلاد ‏التركية. والإسلام التركي هو إسلام عصري مستنير، أو إسلام ليبرالي، ويمكن وصفه بأنه إسلام ‏وفق المواصفات الأوروبية. وهذا الإسلام يحظى بدعم الدول الأوروبية.‏

ولو ربطنا انتشار الإسلام المصري (الصوفي التقليدي) والإسلام التركي (الحداثي الليبرالي) بالسياسة ‏الأمريكية؛ فسنفهم جزءاً كبيراً مما يجري على الساحة، لا سيما وتقرير مؤسسة راند ينص صراحة على ‏وجوب دعم الإسلام الصوفي والإسلام الحداثي [تقرير مؤسسة راند: 94- 95].‏

مقال جميل و قرأته باستمتاع شديد، أستاذي أخناتون. (f) شكرا جزيلا عليه.


الحقيقة هي أنه الكلام من واقع نظري شيء و الكلام من واقع عملي شيء آخر لأنه في الأخير نتكلم عن تفاعلنا مع التجربة الإسلامية و تلامسها مع حياتنا الشخصية. ولدت و تربيت و عشت مسلم على الأقل في العشرين ربيعا من عمري و لها بصمتها الواضحة على حياتي حتى الآن. أبواي مسلمان و تربينا على الإسلام و لا أحد يقدر أن ينكر عليهما الإسلام لأن المطلوب منهما و من أي مسلم آخر هو: "من قال لا إله إلا الله صادقا بها من قلبه دخل الجنة". و عندما بلغت الرابعة عشرة من عمري تعرفت بجماعة الإخوان المسلمين فشعرت أني لم أعرف الإسلام بعد و أني كنت أعيش في قشور الدين و الآن جاء دوري لأخذ الدين بقوة و أقبض عليه كمن يقبض على جمر من نار. في تلك المرحلة عرفت إسلام الكتاب والسنة و لم تكن لدينا شرعة سوى كتاب الله و سنة رسوله و ذلك نبراسا لقول النبي: تركت فيكم ما إن تمسكتم به ما لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله و سنتي. و ما هي إلا شهور حتى أجده إسلام ينفر منه الكثيرون مع إنه في اعتقادي هو الإسلام الصحيح لأنه يأخذ بأصول الأمر من باب: "ما لكم كيف تحكمون، أم لكم كتاب فيه تدرسون" طبعا مررت بمرحلة الإسلام الصوفي و لكن بصراحة لم أشعر أبدا بأنها الإسلام الحقيقي بل شعرت أنها دروشة اخترعوها غلوا في حب الله و ما أنزل هو بها من سلطان. و بعد اغتيال السادات اضطررت لأن أختبيء عن الأنظار و تلاشت بالتدريج علاقتي بالإخوان المسلمين. كل هؤلاء مسلمون و كل واحد يقول لك إنه يملك الطريقة الصحيحة لتفسير الإسلام. لا يفوتهم جميعا تجميل الإسلام بالوجه اللائق كأنه دين التسامح و لكن إذا ما خلو لبعضهم بعضا يحضون أنفسهم على كراهية غير المسلم.. و كيف أنسى ثورة بعض الشباب في الإخوان لمجرد أني صداقات مع غير المسلمين و في الحال تسمع آيات نارية مثل: "لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء" ثم يدعمونها بحديث نبوي "شريف" يقول: يحشر المرء مع من يحب. كل هذا حفظته و رأيت ما لا يمكن أن يجعلني أستمر على ملة الإسلام. و بعد قيام أحداث 11 سبتمبر تراهم يريدون صنع إسلام على الموضة و يقسمون المسلمين إلى قسمين: المعتدل و هؤلاء الذي يأتمرون بأمر البيت الأبيض و "يسمعوا الكلام" و قسم آخر إسمه "الإسلاميين" و هو اصطلاح مضحك اخترعه الغرب لوصف الأصوليين الملتزمين بشرعة الدين الحقيقية كما جاء في القرآن و السنة. من لا يوافق مزاجهم يسمونه إسلامي أو متطرف أو إرهابي. و لكي لا تكون إرهابي كل ما عليك أن تعرض الإسلام كأنه نوع من أنواع التصوف البوذي التي تأسر الخيال و تبرق و تلمع و عندها يبدو الإسلام جذابا. فلو كان الإسلام جذابا فعلا؛ فلماذا تركناه؟! و لماذا يتركه فطاحل الفكر و الثقافة الذي يصدقون مع ضميرهم؟ إنهم يصطدمون بالإسلام الدموي-الإسلام الحقيقي الذي لا يقبل بالتعايش مع الآخر و الذي يسعى لأن "يشفي ما في صدور المؤمنين من غل" و يوهمهم بأنهم "الأعلون" مع أنهم متخلفون عن ركب الحضارة العالمية من جميع المناحي.

س: هل يمكن تعصير الإسلام؟

ج: لا أعتقد بذلك. الإسلام إما إسلام الكتاب و السنة أم لا بالمرة.

س: لماذا نجح تعصير المسيحية؟

ج: المسيحية أصلا ليست ديانة حتى يتم تعصيرها و المسيح لم يأت ليؤسس ديانة اسمها المسيحية؛ و بالتالي لم يتواجد ما يستدعي تعصيره. ما يتم تحديثه في المسيحية و خاصة بعد العصر الفاتيكاني الثاني هو تحديث التأويل الهرمونطيقي لنصوص العنصر البشري حاضر فيها بنسبة مائة بالمائة و من ثم فبشرية النص تستدعي "حركة النمو" حتى يتنفس و يتحدث بلغة السامع و يخاطب الإحتياجات المعاصرة. لا يوجد في المسيحية فقه أو شريعة أو .....و من ثم تبطل المقارنة فيما يختص بمسألة التجديد الديني.

أرجو أن لا أكون بدوت و كأني مغالي أو متطرف ضد فريق و لكن هذه خواطري الشخصية و تقبل المناقشة.

وأتابع بشغف خاصة ما تقوله أنت يا أخناتون.

(f)

قبل أيام رأيت Clip في احد المواقع ..

كان عباره عن شيخ مرتدي البشت والغتره البيضاء
وكان امامه جمهور جميعه من الطلبه وهم مرتديين لباس الكشافه..
فقام احد هولاء الطلبه وسأل الشيخ:

يا شيخ هل لبس القبعه حلال ام حرام ( قبعة الكشافه) ؟

فرد الشيخ فورًًاً : اذا كانت برفرف :what: فهي حلال واذا كانت بدون رفرف فلا يجوز !!!!!!!!

من خلال فهمي للموضوع أنه كان يقصد بالرفرف هو الجزء الطويل من القبعه الذي يأتي فوق الحواجب.

وشرح سبب التحليل وعدم الجواز:
يقول حفظه الله أن الرفرف:lol2: يقي من اشعة الشمس الضاره ..
واذا كان بدون رفرف فهو يضر فلذلك لا يجوز وافاد حفظه الله ايضاً وتسائل لماذا نتشبه بالغرب :nocomment: ولدينا لباسنا .
انتهى

ياالله وماذا بالغرب حتى نكرهه الى هذه الدرجه ..حتى بالقبعات يفتون......

قال صلى الله عليه وسلم : أجرئكم على الفتوه أجرئكم على النار.

العامة لا تميل الى الجمال. بل الى القبح. وقد وجدوا غايتهم في الدين الحنيف. فهو المنأ الباقي لممارسة القبح فيه بتأييد من رب العباد فالق الحب و النوى..

كلنا نعلم أن المحمدية (الاسلام) حركة سياسية, وليست من عند الله أو من السماء أو من تحت الأرض. والتشبث بالاسلام يأتي من باب التكسب أو التسول أو التسيس. والأخيرة هذه يجيدها الحكام العرب..

لو كانت القبعة تزيد من قبحنا لسمح الفقهاء بلبسها. ولو كان الشورت يقبحنا لفرضوه علينا. لو كان وجه المرأة قبيح أو من الأشياء القبيحة التي ننبذها لأرغموها على السفور..

لا تسأل فقيها اكرشا عن شيء من الجمال و تطلب جوازه. انه قبيح لا يرى الا القبح..

راغب..

لا شك أن احدث الحادي عشر سببت ضربة قوية للوهابية السلفية أدى إلى اضعافها عالميا وأصبح تتصارع مع نفسها داخليا إلا أنه يبدو أن النظام السياسي سيقوم بقصقصة أطرافها التي خرجت عليه بالصف الأول من علماء السلطة من كبار السن والصف الثاني من الشباب من تيار العودة والعواجي من داخل الفكر السلفي نفسه وهذا ما أشارت له الدكتورة مضاوي الرشيد إلى ضهور (كنيسة)(1) صغيرة وهابية الى جوار (الكنيسة) الأم بحيث يكون لدينا إسلام وهابي مدجن تماما..

(1) يبدو أنها فضلت استخدام هذا المصطلح لغاية في نفس يعقوب الكنيسة لدى الوهابية ترمز للميل والانحراف عن طريق الله وتثير الكثير من الحساسية لديهم وبذلك نعرف سبب عدم وجود كنسية في السعودية

شكراً لكم على مداخلاتكم


ولي عودة،،