اللحيدان يستقبل الذكرى السابعة لأحداث سبتمبر بفتوى قتل جديدة
GMT 19:15:00 2008 الخميس 11 سبتمبر
سلطان القحطاني
--------------------------------------------------------------------------------
سلطان القحطاني من لندن : أفتى رئيس مجلس القضاء الأعلى في السعودية الشيخ صالح اللحيدان بجواز قتل ملاّك القنوات الفضائية وذلك خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة القرآن الكريم في برنامج نور على الدرب الذي تبثه إذاعة الرياض الرسمية التي حرصت على إذاعتها ثلاث مرات منذ صباح اليوم. وبموجب هذه الفتوى فان كل حكام الخليج وبعض أمرائها يقعون تحت طائلة هذا "الضوء الأخضر لتصفيتهم" كونهم يستحوذون على النسبة الكبرى من بين مالكي القنوات الفضائية.
وتأتي هذه الفتوى التي من المتوقع أن تثير الجدل داخل الأوساط السعودية في تزامن مع الذكرى السابعة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر. والشيخ اللحيدان، الذي رفض إدانة الإرهاب بشكل صريح، حريص على اتخاذ مواقف متطرفة نتيجة عزم الدولة السعودية على إصلاح القضاء السعودي الذي يعيش أسوأ أوضاعه التنظيمية رغم محاولات وزارة العدل المدعومة من قبل عاهل البلاد الملك عبد الله بن عبد العزيز بغية تطوير القضاء وتقنين الشريعة.
إلا أن مجلس القضاء الأعلى الذي يرأسه اللحيدان وقف أمام كل هذه الخطوات بالمرصاد. ولم يتوقف عند هذا الأمر وحسب بل أنه عارض الخطة الملكية الرامية إلى تطوير المسعى لاستيعاب الأعداد الهائلة من الحجاج والمعتمرين التي تأتي إلى المملكة كل عام.
وعمت الساعات التي تلت فتوى الشيخ السعودي المتطرف اتصالات خليجية على ارفع المستويات للتعرف ودراسة الاحتياطات الأمنية تجاه تطور الفتوى وترجمتها عمليا من المتطرفين ومؤيدي تنظيم القاعدة.
وعلم أن أوساطا دولية تلقت هذه الفتوى بالدهشة المشوبة بالقلق نتيجة انها تتناول العائلات الحاكمة في الخليج التي تتولى رعاية المحطات الفضائية وتمويلها وتعرضها لخطورة الاغتيالات، خصوصاً وأنها الاولى من نوعها التي ينطق بها اللحيدان جاريا على عادة بن لادن والظواهري اللذين اهدرا دماء اغلبية الزعامات العربية.
وسبق للشيخ أن أثار زوبعة سياسية كادت أن تتصاعد فصولاً بعد أن حصلت أجهزة الأمن الأميركية على تسجيل صوتي منسوب إليه يحث فيه الشباب السعوديين على الذهاب إلى العراق للإنضمام إلى ما يسمى بقوات مقاومة الإحتلال.
كما أنه أبدى إعتراضه على مؤتمر الحوار الوطني الذي يعقد سنويا في المملكة السعودية بقرار من الملك عبد الله قائلاً إن ما دعا إليه في مؤتمره الأخير من الحوار مع الآخر فساد معتبرا أن التسمية الصحيحة للآخر هي "الفاسق".
والشيخ الذي هو على عتبة الثمانين من العمر لا يزال محترفاً في إثارة المعارك أسبوعاً إثر آخر في المملكة التي تشهد حراكاً ثقافيا لم يحسم بعد بين ما يسمون بالسلفيين والليبراليين. إلا أن هذه هي المعركة الأخطر أو قد تكون الأخيرة.
وصعد اللحيدان على سلم القضاء سريعاً بدرجة غير متوقعة؛ فبعد أربع سنوات من تخرجه من كلية الشريعة في الرياض أوائل الستينات من القرن الفائت تولى المحكمة الكبرى في العاصمة التي يعتبر كرسيه واحداً من أهم الكراسي في المؤسسة القضائية السعودية بل وأكثرها نفوذاً.
وقد حصل على رسالة الماجستير من المعهد العالي للقضاء واستمر رئيسا للمحكمة الكبرى حتى عين قاضي تمييز وعضوا بالهيئة القضائية العليا.
ويرأس مجلس القضاء الأعلى منذ أكثر من 16 عاماً بعد أن كان نائباً لرئيسه مدة عشر سنوات. وعلاوة على هذا وذاك فقد كان صحافياً سابقاً في مجلة "راية الإسلام" الأمر الذي وفر له خبرة في قيادة معاركه الصحافية التي أشتهر بها خلال الأشهر الأخيرة في المملكة.
http://65.17.227.80/Web/Politics/2008/9/364878.htm