تحياتي من جديد للأخ أبو الحارث :
لا بل سأعتبر رأيك هنا يعبر عن وجهة نظر " شيعية " وسأنظر له بكل احترام وتقدير ، لكنني – مع ذلك – لا أستطيع الأخذ به على أنه يعبر عن وجهة نظر عموم الشيعة في تداولهم للإسقاطات التاريخية والدينية لمأساة كربلاء .
وبغض النظر عن المقال موضوع البحث ، والذي يستخدم بدون مواربة مصطلح " هولوكوست " لإضفاء طابع لا يخفاك على الأمر ، وبغض النظر عن كونه يعبر عن وجهة نظر شيعية عامة أو خاصة ومنشور في مجلة شيعية ،أيضا الجزئية التي نشرها هنا الزميل أوارفي والتي تتحدث عن هذا الضيم ، إلا أنني سأعيدك إلى مقدمة مقال الكاتب العراقي أحمد الكاتب والمثير للجدل من قبل المؤسسة الدينية الشيعية والذي تفضلت بنشره هنا والذي يلمح فيها إلى هذه الإسقاطات ، بل إتهام الشيعة بالطائفية من قبل البعض بسبب هذه الإسقاطات .

ألفت انتباهك هنا أنني لا أنتقد إحياء الأخوة الشيعية لمأساة كربلاء كمأساة بحد ذاتها ، لكني – بصراحة – أنتقد إسقاطات الحدث التاريخية وربط المأساة بمعان تسببت عبر التاريخ في ثورات إستغلت المأساة لأسباب ضيقة ، بداية بثورة المختار الثقفي الذي ينظر له المؤرخون على أنه " طالب دنيا " وليس طالب ثأر ، والدليل طعنه للإمام الحسن ومحاولته إيغار صدر والي الكوفة عليه لتسليمه للأمويين كما هو مثبت في البداية والنهاية ، وقتاله في صف عبد الله بن الزبير … مما ليس هنا مجال بحثه ، وأكاد أستثني من هذه الثورات التي استغلت الحدث ثورة التوابين بقيادة الصحابي الجليل سليمان بن صرد الخزاعي ، والتي كانت أكثر تلك الثورات صدقا ونزاهة .
أيضا ، وأرجو أن يتسع صدرك لصراحتي ، لا أستطيع – كمسلم عادي جدا – أن أتوقف عند حادثة بعينها فيم التاريخ الإسلامي ملئ بالمآسي التي لا تقل ألما وفظاعة عن استشهاد الحسين فقط للأسباب التي أوردتها في مقالات الأخ الكريم نصير المهدي وأحمد الكاتب وغيره ، خاصة وأن من يفوقه فضلا ومكانة تعرضوا لحوادث مشابهة كأبوه الإمام علي الذي قتل غيلة ، وقبله عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان الذي قتل بصورة لا تقل بشاعة عن مقتل الحسين وآل بيته .

أكرر ، ليست المشكلة في إحياء ذكرى استشهاد الحسين ، رغم تحفظي على الأمر ، لكن لا أن يأخذ هذا الإحياء السنوي منذ قرون شكل استحضار المأساة بكامل تفاصيلها للتدليل على الضيم الذي تعرض له آل البيت والتذكير المستمر بالثأر المعلق إلى آخر الزمان ، والذي سيأخذه لهم المهدي المنتظر ، وممن ؟؟!!.

وجهة نظرك بالأمر أحترمها وأقدرها غاية التقدير ، وأتمنى بالفعل أن يتبناها الكل لطي صفحة طويلة من الخلاف الغير مجدي ، والذي كان على الدوام عامل فرقة وهدم أكثر منه عامل بناء وتقارب ، إلى أن وصل الأمر إلى أمريكا نفسها التي تلعب بورقة الخلاف الطائفي ، تماما كما لعبتها بريطانيا وفرنسا من قبل .

تحياتي لك

معرى ....

انا عاوز ادلو بدلوى انا كمان فى المعمعه بتعتكم ديه :23:

الاخ ابو الحارث تفضل فى محاوله منه لفض الاشتباك قائلا ضمن ما قال ( و السؤال الذي طرحه الأخ المعري حول (( من يدفع الثمن )) يكون جوابه لا أحد ، لأن المذنبين قد مضوا إلى سبيلهم )

انا فى الحقيقه من موقعى هنا فى القرن الواحد والعشرين بقول باعلى صوتى ..انا اللى بدفع التمن ..واذا كان المذنبين قد قبروا فان الذنب مازال حى يسعى وباربعه واربعين رجل كمان ...

بدفع التمن كل طلعه شمس ... وبتدفعه هذه الامه التى اراد الله لها العزه واستحبت هى التمرغ فى وحل الذل ، تتجرعه على يد حساله البشر من عبدة الطاغوت وزبانيه ابليس واعوانهم...

هناك يا ابو الحارث من يدفع الثمن كل يوم ..لا تقل لى ان المذنين قد مضوا الى سبيلهم ...وان الدنيا ربيع والجو بديع وقفلو على كل المواضيع ...

وسيعلم اللذين ظلموا اى منقلب ينقلبون ...

تحياتى من المنفى

السندباد

تعتبر مأساة تموز ونزوله إلى العالم السفلي ( عالم الأموات ) من أهم الأساطير التي انتقلت عبر الأزمنة التاريخية لتأخذ عدة أشكال ( دينية ) وتفرض تأثيراتها على مظاهر مماثلة للحزن المقدس في عدد من المعتقدات الوثنية القديمة كمأساة أدونيس عند الفينيقيين واليونانيين وأوزوريس عند الفراعنه وبعل عند الكنعانيين كما يقول عالم السومريات العراقي الدكتور فاضل عبد الواحد علي في كتابه " عشتار ومأساة تموز " ، إلى أن وصلت إلى المعتقدات الدينية السماوية كالمسيحية واليهودية كما يرى عالم الآشوريات الشهير كريمر ، إنتهاءا ببعض الفرق الإسلامية كما يقول آدم ميتز في كتابه " الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري " ، وتبنى هذا الرأي عدد من الباحثين كالدكتور كامل الشيبي في كتابه " الفكر الشيعي والنزعات الصوفية في القرن الرابع الهجري " .
ونقلا عن " عشتار ومأساة تموز " – بتصرف - فإن ميتز يرى في حديثه عن التشيع في كتابه المشار إليه أن عددا من معاني الحزن التي يتضمنها يوم عاشوراء إنما هي من تأثيرات جمعة الآلام عند المسيحيين .
وينقل الكتاب بالنص عن متز قوله :" وقد ظلت هذه الصفات عند المسلمين مما اختص به المسيح عليه السلام مدة طويلة وسنرى كثير مما يقال لإثارة العواطف يوم جمعة الآلام عند المسيحيين إلى يوم عاشوراء " *.

وبغض النظر عن مصداقية هذا الرأي من عدمه ، فإن إحياء ذكرى الأحزان بمسيرات مقدسة كانت على الدوام مناسبة لإحياء الجرح نفسه وعودته للحياة من جديد بكل ما فيه من آلام تعيد إلى الأذهان – بالضرورة – ما رافقها من أحداث ، مما يؤجج نار الحقد والرغبة بالثأر بشكل متصاعد .
وتكمن المشكلة سواءا في جمعة الآلام ، أو مسيرة الحزن على تموز ، أو إحياء عاشوراء بربط الحزن بالقدسية وإضفاء الطابع الشرعي ( الملزم ) على هذا الحزن ، مما يجعل من إحيائه واجبا دينيا مقدسا يستوجب أن تبقى الذكرى عالقة في الذاكرة وما يستتبعها من آلام وكراهية للجناة أو من يمثلهم ، الأمر الذي يدفع في كثير من الأحيان للمبالغة في إظهار الحزن الذي يرفع درجات الأجر ، وتبقى دوامة الكراهية مستمرة مهما تقادم العهد على مسببات هذا الحزن .

الحزن أو إحياء الذكرى بحد ذاته ليس أمرا يستدعي الإنتقاد ، إنما تبعات هذا الإحياء هي من يفرض نتائجه على هذا الحزن المقدس ، والذي انعكس عبر التاريخ بتمثيل دور المظلوم على الدوام ،تأسيا بسيرة آل البيت ، واستمرارا لمسيرة الظلم المقدس أيضا ، وما يستوجبه – بالتالي – من التمرد على الظلمة أو من يمثلهم ، والذي قد يأخذ أشكالا من العنف الدامي بحق من تسبب بالظلم نفسا ووجودا !!.

إن تبني الشيعة والفرق الإسلامية الناشئة عنها للعب دور الوصي على دم الحسين ، والإنحاء باللائمة على من ظلمه كانت عبر التاريخ عامل فرقة دينية وإجتماعية وسياسية بين الأمة ، وليست فرقة سلبية ، بل فرقة دامية وتسببت بوقوع مجازر بين الطرفين أسالت دماءا كثيرة عبر التاريخ .
إضافة إلى هذا الوضع المأساوي المستمر ، فإن وضع الفرق الشيعية كأقليات سكانية في أوساط من الغالبية السنية بشكل عام ، تسبب في عزلها ، وبالتالي اضطهادها من الأغلبية إن بدافع الإضطهاد المباشر ، أو بسبب النفور من الأقليات أنفسها لحماية كيانها ، تلك التراكمات ، أوجدت لديها دافعا مزدوجا للإنتقام .

من يدفع الثمن ؟!!

من المخول بدفع الثمن إن وجد ؟!
الفرق الشيعية هي صاحبة الحق والوصية على دم الحسين ، إذا من هو الطرف المقابل الذي عليه أن يدفع الثمن ؟!
ليس من المجدي النبش في مزبلة التاريخ للبحث عن أدلة دفع بها الوطن الثمن على الدوام ، ولم تعد المطالبة بدفع الثمن أمرا ممكنا في زمن خبت فيه مفاهيم وبرزت فيه مفاهيم أخرى ، بل لم تعد المعادلات الإقليمية تتحرك بدافع من سيدفع لمن ، ومن سيتعذر لمن ، ومن يستثمر دماء التاريخ على حساب من ، ولم يعد الأمر إلا ورقة تلعب بها قوى أخرى ، إبتداءا من تقسيم سوريا إلى دول طائفية ، حتى مشاريع التقسيم الأمريكية للعراق .
وفي كل الأحوال ، فإن الأوطان هي من يدفع الثمن وتفنا ، بينما تعيش الطائفية وتزدهر ما بقي قميص عثمان ينزف دما .

تحياتي



* عشتار ومأساة تموز – الدكتور فاضل عبد الواحد علي – ص 182 .

يا صديقى الكلاشنكوفى ...اقول لك الحق

كم تمنيت مرارا ان اكون حلاج هذه الامه ....

هذه الامه يا عزيزى تحتاج الى حلاجا جديدا ...

ومن لم يزغ بالقران ...يزغ بالسلطان ..

وسلم لى على العائدون من مزبله التاريخ :lol2:


تحياتى من المنفى

السندباد

اقتباس: اليوم كنت اقرا  كتابا (  وعادة  لا اقرا الكتاب كلة بل اننى ابحث عن فصول معينة لربما تكون فيها معلومات جديدة .. اعتقد ان نفس هذا الشىء قد يحدث معكم )

الكتاب له علاقة غير مباشرة  بعملى فهو  يدور حول التاثيرات الثقافية البعيدة المدى للصدمات النفسية الجماعية ( التى تصيب اعضاء المجتمع ككل )

سالخص لكم موضوعا اعجبنى فى الكتاب  حول نموذج للهوية الجماعية ( تسميه الكاتبة  نموذج الكراهية - الصراع للهوية )

النموذج يفترض الاتى
* تعرض مجموعة بشرية او مجتمع  لصدمة جماعية كتجربة استعمار مثلا .. قمع من من قبل مجموعة اخرى او ابادة او هزيمة مروعة ... او ما شابه

* تتحول الصدمة فى الذاكرة الجماعية لحدث استاتيكى اى لا يمكن تجاوزة ويظل المجموع يعيد اجتراره ويعيد دفن ضحاياه كل يوم  مهما مرت السنين .. ويعيد اجترار حزنه وصدمته بطقوس جماعية رتيبة

* تتحول الصدمة لقوة عاطفية تربط افراد المجموعة ببعضهم البعض (اى ان الصدمة وتبعاتها تصبح جزءا من الهوية الجماعية )

* وهذه الشحنة العاطفية بطبيعتها تحمل الحقد والكراهية نحو الجهة التى قامت باحداث الصدمة فى الماضى  ويتم توريث هذه المشاعر من جيل لجيل( الاحساس بالكراهية .. وشعور باحساس  الضحية التى ترغب بالانتقام )

* وبما ان الكراهية تصبح جزءا من الهوية الجماعية التى تحافظ على استمرار المجموعة كحالة متماسكة وهنا خطورة الموضوع حيث ان الكراهية يجب المحافظة عليها باى ثمن وتصبح كراهية وحقدا مقدسا( صناعة الكراهية )
فالكراهية هنا عنصرا اكيدا لا يمكن الاستغناء عنه  و يدخل فى مكونات الهوية الجماعية او صيغة الوجود للجماعة وبالتالى يجب المحافظة عليه باى ثمن كحالة ثقافية وكلما خفتت الكراهية يجب اعادة تغذيتها من جديد  من خلال اعادة افتعال الصراع ( وبالتالى يتم انعاش الكراهية والحفاظ عليها كثقافة توحيدية للمجموع )

الصديق السندباد ..
أقلك حاجة؟
ملعون أبو التاريخ :saint:
لأ..
والجغرافية كمان


الى لقاء !!
:bye:
(f)

لك ..

للرفع

:rose:

عناية الشيخ رحمة العاملي

أفظع هولوكوست حدث في التاريخ والذي يجب أن يحتفل به كل سنة ولا ينسى دائما فهو تدمير هيروشيما وناغازاكي، أما اسرائيل فيجب أن تدفع تعويضات للفلسطينيين مقابل مجازرها الكثيرة ضدهم والتي عليهم ألا ينسوها .