الحقيقة ان البدون الانجليزي فني استعراض من الدرجة الاولى

ولكن العرب ليسوا فقط الذي ذكر و استعرض
و الامم ( لا يمكن نكران ان العرب امة الا من مكابر خسيس ) لايمكن تقيمها من خلال واقع مقطعي فقط .

فالامر يستوجب ( حين ) قراءة مجمل المعطيات , وهي مردودة الى ( التاريخ/الارث الانساني/المعنوي و الجغرافيا/ الارث المادي /الجسد ) لا محالة , و من يعالج مواضيع تتناول قضايا عامة يجب عليه التجرد اولا ثم التحلي بما يناسب تلك القضايا من مقومات القوة و الجلد و الحكمة التي تنجب رؤى ايجابية تساهم في اضاءة الطريق , لا رؤى تهكمية تدار على الملاء كأنها كؤوس النبيذ تعبء الرؤوس بالسكر و الخدر فالبرود و مزيد من الغفوات .

الى الامام , تحتاج للمجالدة و تقييم وقع الكلمة في من هو يقرأ لا كضد ولكن كصديق يحتاج للمؤازرة و حسن الظن .



و لكم جميل التحية

عزيزي بلاك بيرد .
أشكرك ان تكون مساهمتك الولى في هذا الموضوع .
لن أجيب عن الزميل البدوي الإنجليزي !.ولكني أعتقد أننا عندما ننقد انفسنا فنحن نريد أن نتخلص من عيوبنا ، و في الحقيقة أرحب بالنقد مهما كان جارحا لأننا في حاجة أن نفيق من أوهام عديدة جدا !.

اقتباس:""وجدت هذا الموضوع ضروريا لمناقشة الكثير من أفكار الزملاء الذين يواجهون أزمة قومية لا يفسرونها سوى بنظرية المؤامرة التي عششت طويلا في الذاكرة القومية لشعب ذي تاريخ حافل و حاضر بائس ! ""

عزيزي بهجت

عودة لنظرية المؤامرة

نعم اشعر اننا نواجه ازمة قومية بالرغم من انني لست معنيا بنظرية المؤامرة التي اؤمن بها كنظرية وهي لا تخصني ولكني اؤمن بالمؤامرات التي تحاك, ليس ضدنا فقط بل ضد انفسنا ايضا.
فالمؤامرة شيىء ونظرية المؤامرة شيىء آخر.
نظرية المؤامرة وهي قابلة للخطأ والصواب كونها مؤامرة لا نستطيع ان ننفي وجودها. ولكن نظرية المؤامرة وهي نوع من انواع الفوبيا التي تريد ان تؤكد اننا ملاحقون حتى من خيالنا. وأن العالم لا يضمر سوى الشر لنا. وهي نتيجة الخوف والضعف ولكنها لا تقتصر علينا فقط , فلقد عاشتها شعوب أخرى كالنازية مثلا التي اتهمت اليهودية العالمية بحياكة المؤامرات المستمرة ضد الشعب الألماني. وهي نفسها نظرية المؤامرة التي انتجت بروتوكولات حكماء صهيون.
النظرية بحاجة الى اثبات كي نؤمن بوجودها, وإن فقدنا الإثبات العلمي تحولت الى نظرية المؤامرة.
الذي نلاحظه دوما ان التفكير العلمي يرفض نظرية المؤامرة ولا يعترف بها. هذا لا يعني انه يرفض المؤامرة بحد ذاتها بل هي حقيقة عندما يجيىء بالبرهان العلمي على وجودها. الصهيونية مثلا والإستعمار ايضا هي مؤامرات حيكت ضد الأمة العربية وتم اثبات وجودها. كذلك الأمر بالنسبة لالمؤامرة التي يتعرض لها الشعب العراقي والعربي. لقد فقدت خاصيتها ان تكون مؤامرة بإعتراف القائمين عليها.
فالمؤامرة بحد ذاتها قائمة ومستمرة ولكن نظرية المؤامرة وهي الفوبيا تعبيرا عن الغلو في فقدان الثقة بالآخر والخوف والضعف.
نظرية المؤامرة لا يمكن انكار وجودها ولا بد من علاجها من خلال عودة الثقة بالنفس اولا ثم الخروج من حالة الضعف التي تعيشه الأمة العربية.

عزيزي جمال الصباغ .

والله يا أخي أنا في حيرة حقيقية ،فنحن نفكر و نتصرف كما لو كنا في حلقة زار ، و ليست هذه المرة الأولى التي أتحدث فيها عن قوانين الصراع و مستوياته ، و أن البديل لنظرية المؤامرة ليست في الركون لحسن النوايا فتلك النوايا الحسنة غير موجودة و لم توجد قط في التاريخ ، و لكن البديل الناجع في التفكير الهادئ المنهجي ، و لكني أشهد أنني لم أنجح سواء داخل نادينا العزيز أو خارجه في عالم الواقع المادي . حتى بين ممن يفترض فيهم الموضوعية و التعقل ، بل و حتى بين أكاديميين يدرسون العلوم السياسية تجد أنصارا مخلصين لنظرية المؤامرة تلك . و لعلك ستجدني مغاليا لو أخبرتك أني سمعت من أحد المفكرين المرموقين و المعرفين جدا ، أنه موقن أن بيجين (وقتها عام 1979 ) ليس بيجين الحقيقي و لكن رجل يشبهه لأن بيجين مات و شبع موت ، وكذلك ديان مات أيضا و من يتفاوض معنا شبيهه ،و بلغ غضبه مني منتهاه عندما سألته إذا كان يعتقد أن كلانا أنا وهو قد متنا أيضا و أن أشباهنا يتحاوران !!.
عزيزي إن ما تطلق عليه مؤامرات أراه في حقيقته ما يمكن أن نسميه (( عدائيات enemities )) مدبرة و متوقعة في ضوء إدارة صراع طويل بين العرب و إسرائيل التي تمثل التهديد الدائم threat خاصة و أنها نجحت في التحالف مع الولايات المتحدة . إن السرية التي تحيط بالخطط المختلفة أيضا لا تعني صدق نظرية المؤامرة ففي إدارة الصراع هناك خطط سرية و خطط بديلة وخطط خداعية وو ....، ذلك كله طبيعي و متوقع في الصراع أو يجب أن يكون متوقعا .
لقد عرضت وجهة نظري فيما يمكن أن نسميه نظرية الصراع ، وهي النظرية التي يجب أن تقود خطانا عندما نفكر على المستوى السياسي أو الفكري ، و لكني أشعر أن العقل العربي كسول جدا ، و تحقق له نظرية المؤامرة مخدرا ينعم بواسطته بكل المشاعر السلبية من شكوى و رثاء للذات وهروب من المسئولية .
إن تحكم نظرية المؤامرة التي يسوقها الأصوليون بشكل أساسي مدمرة تماما للعقل العربي ، فهو يبحث في الغيب عن حل متغافلا عن حلول يقدمها له الواقع لو أحسن التفكير و التصرف .

من جديد
هذا الشريط قديم نوعا فقد طرحته قبل الغزو الأمريكي للعراق . و عند مراجعته وجدت أنه ما زال جديدا ، ربما لأن شيء يتغير في العقلية العربية . رغم هذا وجدت أن هناك ما يمكن أن أضيفه للشريط .
هناك سبب إضافي و لكنه قد يكون الأهم في تبني العقلية العربية لنظرية المؤامرة هو إزدواجية الخطاب العربي او بعبارة أصح تعددية هذا الخطاب .
فالعقلية العربية السياسية تألف أن تستخدم خطابات متعددة فهناك خطاب نتحدث به إلى الجماهير و آخر نتناقش به مع الزملاء و ثالث للحديث مع الخاصة و رابع مع العائلة وربما خطاب خامس نهمس به لأنفسنا .
فالسياسي الخطير يخطب في الجماهير متوعدا إسرائيل بالفناء ،و لكنه داخل الحزب يعلن أن سيؤجل تدمير إسرائيل حتى يفرغ من إسقاط أعدائه العرب ،و عندما يذهب الزعيم إلى اللجنة التنفيذية يخبرهم أنه لا يمكن تدمير إسرائيل في هذا الجيل ، و أخيرا يختلي بندمائه فيقول لهم أن تدمير إسرائيل هدف خرافي ،و في نهاية اليوم يقول لزوجته -أو عشيقته- أن العدو الحقيقي هم منافسيه من الحكام العرب و ليس إسرائيل .
هذا الخطاب المخادع و المتعدد علمنا ألا نصدق أحدا و أن نتوقع الخيانة و الخداع من الجميع ، و أن كل إنسان يكذب دائما -مثلنا تماما - خاصة في السياسة ، فلو قال لنا الأمريكان أن برجي التجارة تم تدميرهما بالطائرات قلنا أبدا بل دمرا بالصواريخ ،ولو أدان القضاء الألماني عربيا بتهمة الاشتراك مع عرب آخرين في خلية هامبورج التي نفذت تفجيرات 11 سبتمبر ، اكتشفنا بذكائنا الخارق أن تلك حيلة للتمويه عن الفاعل الأصلي ألا وهو الموساد الإسرائيلي أو المخابرات المركزية الأمريكية أو كلاهما معا !. و لو قال لنا العراقيون أن تنظيم القاعدة هو الذي يفجر مزارات الشيعة قلنا أبدا فلا يوجد تنظيم باسم القاعدة و لكن الإيرانيون هم من يفعل ذلك بالتعاون مع أمريكا ،ولو قال لنا المصريون أن هناك تنظيم أصولي فجر شرم الشيخ قلنا لا بل هي الحكومة المصرية من فعل ذلك حتى تضمن انتخاب مبارك ، ولو وجهت جهات تحقيق مستقلة أصابع الاتهام لقادة أمنيين لبنانيين يعملون تحت إمرة رئيس لبنان في جريمة اغتيال الحريري ، مع وجود شبهات قوية لضلوع المخابرات السورية وربما الرئيس السوري ، سارعنا بالحديث عن مؤامرة دولية لتوريط سوريا و رئيس لبنان في جريمة من تدبير و تنفيذ جهات معروفة (إسرائيل) و بالمناسبة هذا ما قاله وقتها الرئيس المصري الحكيم !.
و للحديث بقية طالما أن ذكائنا الخارق بلا حدود .