جبهه انقاذ مصر
عزاء واجب .. ونصيحة – أيضا – واجبة
20th May
" إنا لله و إنا إليه راجعون "
العزاء واجب لأسرة الطفل محمد علاء مبارك الذى وافته المنية ، عاجلا بعد مرض لم يمهله طويلا ، وقد توفرت له أسباب العلاج البشرية والمادية.
عزاء إلى الأم بشكل خاص لكى تصبر و تحتسب ، ولا تخرج عن نصيحة رسولنا الكريم – صلى الله عليه و سلم –
" إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضى الرب سبحانه وتعالى " أو كما قال صلى الله عليه و سلم .
وقد تعلمنا من الأستاذ الكبير عمر التلمسانى المرشد العام الاسبق للإخوان المسلمين – رحمه الله تعالى – عندما كان مسجونا وعلم بموت الرئيس ناصر قال – رحمه الله تعالى . قد يغضب منه البعض ، و لكن هذا هو المنهج السليم ، و فعل القلب الكبير و أصحاب الدعوات.
تعلمنا منه أن يدعو الإنسان الكريم للميت المسلم حتى لو كان سجانا أو صاحب قرار ظالم أو كان بينهما كراهية فلا يوجد فى الموت شماتة ، و كلنا إلى هذا الطريق فرحمة الله تعالى علينا أجمعين. وقد تعلمنا أن بعض الصحابة و التابعين كانوا يتبرعون بعرضهم عند الخروج من البيت إذا سبهم الآخرون ، و هذا لم يمنعهم عن إسداء النصيحة أو أن يقولوا للظالم يا ظالم.
أما النصيحة – و هى ناتجة عن متابعة أحوال الناس و الإعلام فى مصر بعد أن علموا بوفاة الطفل محمد علاء مبارك – فتتلخص فى الآتى:
1. يتعجب المرء لماذا يغير الناس من برامج الإعلام ؟ أنا أقول : الحمد لله أن الإعلام الهابط قد توقف على الأقل خلال مدة الحداد ، و يا ليته يتوقف تماما طول الوقت و تتجه برامج الإعلام إلى البناء ، بناء الشعب ثقافيا و فكريا و حضاريا. ربما يحتاج الإعلام أن تكون الأمة فى حداد مستمر حتى يتوقف الإعلام الهابط و يتوقف النفاق لكبار القوم ، و هم الصغار يوم القيامة إذا ظلموا. هل هذا ما يحتاج إليه الإعلام حتى يتوقف عن عرض ما هو هابط و ما هو نفاق؟
لقد كسفت الشمس فى يوم وفاة إبراهيم بن سيدنا محمد – صلى الله عليه و سلم – و ظن الناس أنها معجزة لسبب الوفاة ، و لكن الأمين محمد – صلى الله عليه و سلم – قال: أن الشمس و القمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد و لا ينخسفان لموت أحد .
2. هل نتعلم من الدروس ما يؤهلنا لمواجهة هذا اليوم العصيب ؟ هل نتوقف عن الظلم و الفساد و التخلف؟
3. كنت أتمنى أن يخرج الرئيس مبارك بهذه المناسبة المؤلمة الموحية أو أحد المسؤولين فيقول للشعب لقد لقد آن الأوان و جاء الأمر لئن ندرك أن الحياة فانية و أن كل شيئ هالك إلا وجه الله تعالى ، و يقول للشعب : أن الفساد سيتوقف و أن الظلم سيتوقف و أن المظالم سترد إلى أهلها ، و أن من فى السجون ظلما و عدوانا سيخرجون اليوم قبل الغد ليلقوا أهلهم و آباءهم و أمهاتم و أولادهم ، فكم من سجين مات له أهل و لم يجدوا من يقول كلمة عزاء واجب لهم.
4. لماذا لم يحس الإعلام المصرى بفاجعة الأحدات فى غزة و الأطفال الذين قفل فى وجههم المعبر (معبر رفح ) و لماذا لم يتأثر الإعلام لأرواح أهل الدويقة و أهل العبارة وغيرهم؟ أم أن أرواح أطفال غزة و الدويقة و العبارة رخيص و أطفال الرؤساء وأحفاد الرؤساء فى مصر وغيرها أرواحهم غالية.
5. أدعو الرئيس مبارك إلى التوبة عما ارتكب و نظامه الفاسد ، من جرائم فى حق الشعب المصرى ، فيومك قادم – يا مبارك كيومنا لا محالة – و أدعوه أن ينتهز ما تبقى من عمره ليضيعه فى طاعة الله تعالى و الإبتعاد عن المعاصى و مصاحبة الأوغاد و الأشرار ، فرحمة الله تعالى واسعة ، ووسعت كل شيئ ، و أول التوبة – فى حالتكم أيها الرئيس المكلوم - أن تترك الحكم لأهله المخلصين الذين يقول أحدهم " إنى قد وليت عليكم و لست بخيركم ، إن أحسنت ، فأعينونى و إن أسأت فقومونى "
هناك من أبناء مصر من يستطيعون حمل هذا العبء و النهوض بالأمة و ليس هناك سبب واضح لإنتظار المخلص المنتظر من الاسرة المباركية فقد لا يأتى أبدا؟ و أرجو أن نفهم العزاء فى موضعه و النصيحة فى موضعها و ليس بينهما صراع أو تضاد .
لا تغضب أيها القارئ من هذه النصيحة فإذا هابت الأمة أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها كما تعلمنا من الرسول الكريم – صلى الله عليه و سلم.
" إنا لله و إنا إليه راجعون "
رحم الله تعالى جميع موتانا رحمة واسعة
و الله المستعان .
د. كمال الهلباوى
http://www.saveegyptfront.org/news/?c=194&a=21310