(05-29-2009, 08:55 AM)neutral كتب:  

اقتباس:ورسالة لدمشق أن هناك في لبنان سيد واحد هو إيران ، و أن ورقة لبنان ليست لمفاوضات سورية – إسرائيلية ، و بدون لبنان لن يكون هناك شيئا تعطيه سوريا مقابل الجولان ،و لن تنجح المفاوضات و هذا ما تريده طهران الان

سوريا هى الحبل السرى بين حزب الله وأمه الرؤوم إيران وبدون هذا الحبل السرى يموت بل يتلاشى الجنين وبالتالى يستحيل إخراج سوريامن المعادلة اللبنانية لأن دورها محورى جدا وليس هامشى يمكن تجاوزه.

نيوترال .
طالما تحدثنا عن العلاقة الثلاثية بين إيران وسوريا و حزب الله ، فأحب أن نطرحها في إطارها الأساسي و ليس في تفاصيل هنا و هناك ،
لا أجد مشكلة في فهم علاقة حزب الله بإيران ، فحزب الله مجرد إمتداد للمحافظين في إيران ،و ميليشياته فرع من الحرس الثوري الإيراني ، وتبعية حسن نصرالله لخامنئي لا تقل بحال عن تبعية أحمدي نجاد له ، ولا أعتقد أن هناك أحد ينكر ذلك بما في ذلك حسن نصرالله و جماعته ، و بالتالي نحن في مواجهة أدوات متكاملة تعمل في إطار مشروع إقليمي سياسي ديني ، يقوم على عقيدة ولاية الفقيه ،و يهدف إلى إعداد المسرح العالمي لظهور المهدي المنتظر الوشيك ، حسنا .. فليكن ذلك عقيدة الشيعة في كل مكان الآن ، بل فليكن هذا هو صحيح الدين الإسلامي ،و أن السنة مجرد مارقين ، ليس لدي أي اعتراض ،و لكني فقط أتعجب ،و أريدك أن تدلني ..هنا في هذا المشروع .. عن مكان منطقي لنظام يزعم أنه علماني يتبنى القومية العربية ،و يحكم شعبا معظمه من السنة !، أليس هذا أشبه بانضمام السعودية للإتحاد السوفيتي في مشروعه البروليتاري العالمي ؟، ألا ترى حقا أن هناك شيء ( غلط ) في الصورة ؟، نحن لا نتحدث عن علاقات أو حتى تحالفات بين دول متجاورة إقليميا ، فإيران ليست دولة عادية في المنطقة ، بل هي مشروع هيمنة شيعي تاريخي ، فأين مكان سوريا العلمانية السنية في هذا الخندق ؟ .
أنت تقول أن سوريا هي الحبل السري بين حزب الله و إيران ، لن أخالفك في حقيقة معروفة للكافة ، و لكن هل تعتقد أن الحبل السري هو شريك على قدم المساواة ؟، فما بالك أن يكون مهيمنا على الموقف كله كما هو مفترض في بلد عربي كانت قواته تنتشر في كل شبر من لبنان ؟، ألا تشعر أنه موقف شاذ للغاية و غير مفهوم أن يحول حكام سوريا ( القوميين ) بلادهم إلى ستاليت في مشروع شيعي فارسي يهدف إلى السيطرة على المنطقة و الهيمنة على منطقة الخليج بشكل خاص ، أوضحت رأيي سابقا في قبول الكيان الجديد الذي تقوده إيران و معها سوريا و قطر و السودان و حزب الله وحماس و .... كامر واقع ، طالما يعبر عن إرادة الشعوب المنخرطة في النظام الإيراني الجديد ، و لكني لا أراه عربيا خالصا ، و أتمنى أن نسمي الأشياء بأسمائها ،و أن نتوقف عن الحديث الممل عن المقاومة و الممانعة و البطيخ ، خاصة عندما تنخرط أطراف المحور الجديد في غراميات ملتهبة مع أمريكا و إسرائيل ،و عندما يتبرع الممانعون الأشاوس في الإعلان عن التزامهم المجاني بحماية الإسرائيليين على كل الجبهات الهادئة .
يا نيوترال .. هناك فارق كبير بين سوريا حافظ الأسد التي كانت في قلب معادلة لبنان و تمسك بكل خيوطه ،و تتعامل مع الآخرين بما في ذلك إيران كسيد مطاع في لبنان ، و بين سوريا بشار الأسد التي خرجت فارة من لبنان خوفا من صرخات جورج بوش بلا مبرر ، و التي تعادي ثلثيه بما في ذلك أقرب حلفاء الأمس !، و تتحالف مع ثلثه الباقي على أساس طائفي شيعي و تحت مظلة إيران ، فارق كبير جدا بين المهارة و الحنكة السياسية و بين ( التلطيش ) هنا و هناك .

مقدمة لابد منها

النظام السورى من الأنظمة التى كثيرا ماحيرتنى بمواقفها وسياساتها وحتى ساعة كتابة تلك السطور لا أستطيع أن أدخله فى أى تصنيف أو أقوم بأرشفته ووضعه فى ملف مع أمثاله أو حتى المشتركين معه فى بعض الخصائص والصفات.

بدأت علاقتى بالنظام السورى بعبارة قرأتها فى كتاب من الكتب المدرسية مفادها أن النظام السورى يستخرج السكر من البنجر بعكس الوضع فى مصر حيث يتم إستخراج السكر من قصب السكر وهو شئ طبيعى ومفهوم ولما كان البنجر فى ذهنى مرتبط باللفت وغالبا يتم تخليله معه فلم أستطع إستيعاب كيفية إستخراج السكر من شئ غير مسكر بل ويتم تخليله!! وبسبب موضوع البنجر هذا نما فضولى تجاه النظام السورى وتصرفاته الغريبة ثم بدأ إهتمامى يتحول من البنجر إلى السياسة والشئون العسكرية والفضل فى ذلك يرجع لإشتعال حربين متزامنين هما الحرب بكمبوديا والحرب الأهلية اللبنانية ونظرا لخطورة وحساسية الموقف أعدت ترتيب جدول أولوياتى وتراجع موضوع بنجر النظام السورى لصالح الحرب بلبنان والتى كان النظام السورى غارقا فيها حتى الثمالة وماأثار إنتباهى له هو طبيعة تحالفاته المتغيرة والمتقلبة طوال تلك الحرب ثم أشتعلت حرب المعيز بين عم الضرورة وعم بهايم ولهول المفاجأة ورغم أن النظام السورى يدعى أنه نظام بعثى كالنظام العراقى ومؤمن بالقومية العربية إلا أنه إنحاز لإيران فى تلك الحرب ولما كنت من هواة البعبصة فى محطات الراديو لكسر الحصار المضروب حولى بواسطة النظام المصرى فقد كانت محطة قلب العروبة النابض من دمشق إحدى المحطات التى أتوقف عندها بجانب محطة الكتاب الأخضر ومونت كارلو وهيئة الإذاعة البريطانية وصوت موسكو- وبالمناسبة فإستماعى للإذاعة السورية وقتها أعطانى حصانة تامة ونهائية تجاه مايسمى بالإساءة لمصر فمن أستمع للإذاعة السورية وقتها سيدرك أن الهجوم على مصر بعد أحداث غزة كان لاشئ مقارنة بماحدث بعد كامب ديفيد ونظام ياسادات وياطيطا وياصرماية عتيقة وماكانوا يطلقون عليه مظاهرات عفوية!!- وخلال متابعتى لقلب العروبة النابض من دمشق لا عرفت سر البنجر ولا ماذا تفعل سوريا بلبنان ولا هى مع من ولا ضد من ولم أفهم سر إنحيازها لإيران وكل ماخرجت به كان عبارة عن شوية مواضيع تعبير وشتائم!

بإستجوابى للسوريين الذين عرفتهم بأمريكا وجلهم من المسلمين السنة رسموا لى صورة حالكة السواد عن نظام الأسد فهو ليس فقط نظام فاشل وشمولى ولكنه نظام خائن باع الجولان لإسرئيل وقبض ثمنها
وهو أكبر حليف لإسرائيل من تحت الترابيزة بالمنطقة وإنه نظام مافيوى وطائفى بإمتياز ولايعنيه أى شئ سوى الإحتفاظ بالسلطة داخل الطائفة العلوية وتحطيم السنة بسوريا, وهو الشئ الذى ذكرنى على الفور بأم عبد الناصر اليهودية وبكائيات ومرثيات الأخوان فى معتقلات عبد الناصر والحقيقة أنا لاأعرف لليوم سر إنحياز نظام كالنظام السورى لإيران فى حربها مع العراق وأشك أن مسألة الطائفة لها علاقة بالمسألة وأيضا لاأعرف لليوم سر معارضة النظام السورى لخطوة الصلح مع إسرائيل والتى قام بها السادات ومازال البحث جاريا عن الحقيقة.

اقتباس:ألا ترى حقا أن هناك شيء ( غلط ) في الصورة ؟، نحن لا نتحدث عن علاقات أو حتى تحالفات بين دول متجاورة إقليميا ، فإيران ليست دولة عادية في المنطقة ، بل هي مشروع هيمنة شيعي تاريخي ، فأين مكان سوريا العلمانية السنية في هذا الخندق ؟ .

على الورق بالتأكيد هناك شئ غلط لكن الورق والمبادئ والإيديولوجيات شئ ومايجرى على أرض الواقع شئ مختلف تماما, والغلط الذى تراه فى التحالف السورى الإيرانى كان هناك أشد منه فى تحالف أمريكا مع من أسموهم المجاهدين بأفغانستان وفى تحالف دولة وهابية سلفية كالسعودية مع دولة علمانية ليبرالية كأمريكا وفى تحالف دول عربية كمصر والأردن والسعودية مع إسرائيل وفى تحالف سمير جعجع المارونى مع سعد الحريرى السنى وفى تحالف عون مع حسن نصرالله! فما هو الشئ الغريب فى التحالف السورى الإيرانى والذى يجعلك تتجاهل كل المتناقضات السابقة وتركز عليه هو وحده?

أنا لاأعتقد أن النظام السورى له أى إهتمام من قريب أو بعيد بموضوع مهدى السرداب ومسألة ظهوره مرة أخرى وكل مايعنيه فى تحالفه مع إيران هو أن تتحمل إيران فاتورة تسليح حزب الله والذى يستخدمه النظام السورى فى مشاكسة إسرائيل بالإضافة لإعتقاده بأن إيران حليف قوى يمكنه مساعدته فى أى مواجهة مع إسرائيل ثم أخيرا وجود عدو مشترك للنظامين وهو أمريكا بالعراق ومصلحتهم المشتركة فى إنهاكها وإستنزافها.

اقتباس:أنت تقول أن سوريا هي الحبل السري بين حزب الله و إيران ، لن أخالفك في حقيقة معروفة للكافة ، و لكن هل تعتقد أن الحبل السري هو شريك على قدم المساواة ؟

بالتأكيد, بل هو من وجهة نظرى أهم من إيران لأنه يمكن الإستغناء عن إيران وإحلالها بممول أخر, قطر مثلا, لكن لايمكن الإستغناء عن الدور السورى. إذا كان حزب الله هو الجبهة وإيران بها غرفة العمليات والمخازن فكل خطوط الإتصال والمواصلات والدعم الإدارى يمر عبر سوريا وهو الشئ الذى يكسبها أهمية فائقة يستحيل الإستغناء عنها..... تخيل أنت جيش يحارب وخطوط إمداده مقطوعة كم من الزمن سيصمد?
مع مراعاة أن سوريا ليست واحدة من ضمن إختيارات عديدة ولكنها الخيار الوحيد المتاح لإمداد حزب الله.

اقتباس:فإيران ليست دولة عادية في المنطقة ، بل هي مشروع هيمنة شيعي تاريخي ، فأين مكان سوريا العلمانية السنية في هذا الخندق ؟

.

عندما تلحق وصف "تاريخى" بمشروع هيمنة شيعى فأعتقد أنه من الواجب أن تذكر هذا البعد التاريخى وفى حدود معرفتى التاريخية فالشيعة كانوا دائماأقلية مضطهدة وإيران نفسها محور هذا المشروع كانت كغيرها من دول العالم الثالث واقعة تحت السيطرة الغربية حتى 1979 فكيف والحال هكذا أن تطمع دولة كتلك فى مشروع هيمنة كالذى تتحدث عنه?

كل ماتريده إيران من وجهة نظرى هو أن تترك وشأنها وألاتكون تحت رحمة الهيمنة الغربية ولكن فى وجود دولة كأمريكا لاينفع معها الأدب فإيران تفعل كل مافى وسعها للحفاظ على مصالحها وإظهار أن لها مخالب وأنياب قادرة على إيقاع الأذى بها.... المشكلة من وجهة نظرى ليست فى إيران ولكن فى أمريكا التى لايكف سياسييها وقادتها عن التحدث وبعلانية عن حتمية ضمان التفوق الأمريكى إلى مالانهاية! هل من المنطقى أن دولة حجم إنفاقها العسكرى يتجاوز ال400 مليار دولار تصرح بأنها قلقة من حجم الإنفاق العسكرى الصينى وهو فى حدود ال50 مليار دولار? هل من المنطقى أن تعبث أمريكا بدولة كجورجيا لها حدود مشتركة مع روسيا فى حين تعتبر قارة بأكملها وهى أمريكا اللاتينية حديقة خلفية لها وخط أحمر لايمكن تجاوزه وتفرض عقوبات على دولة جائعة ككوبا من أجل هذا? أنا أستطيع تفهم الإنصياع والخضوع العربى لأمريكا لكن هذا شئ لايمكن أن تطالب الأخرين بأن يقتدوا به!

مشكلة العالم العربى ليست خارجية ولكنها داخلية فالعالم العربى أشبه بمريض السل ومريض السل لايصاب بالسل لمجرد تعرضه للسل لأن هناك كثيرين غيره يتعرضوا له ولايصابوا به ومعروف أن ميكروب السل ميكروب ضعيف خارج جسم الإنسان ويموت بمجرد تعرضه لأشعة الشمس لكن مشكلة مريض السل الحقيقية تكمن فى مناعته المنهارة بسبب سوء التغذية والفقر والظروف المعيشية السيئة التى يعيش بها والتى لولاها ماأصيب بالمرض.