http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&issueno=11220&article=532213

المقال الموجود في الرابط أعلاه كتب من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل عدة أيام في صحيفة النيويورك تايمز وقد قامت صحيفة الشرق الأوسط بترجمته إلى اللغة العربية

المقال يتناول خطة وبرنامج عمل الرئيس أوباما لإصلاح نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة والتي تحوز على ترتيب متدني في هذا المجال الترتيب 37 حسب منظمة الصحة العالمية بجانب دول عالمثالثية متخلفة مثل كوستاريكا والدومينكان اللتان تتفوقان على أمريكا في هذا المجال

http://www.photius.com/rankings/healthranks.html

وفيما يلي تعليقي الشخصي على المقال والمقاربة التي يتبعها أوباما في هذا المجال
_______________________________________________________

خطة أوباما لإصلاح نظام الرعاية الصحية بأمريكا- سطحية المعالجة ، تملق الناخب ، التهرب من علاج أصل المشكلة ، البحث عن كبش فداء


- الزام شركات التأمين بتغطية كل المتقدمين لهم مهما كانت أعمارهم ووضعهم الصحي
- منع شركات التأمين من وقف التغطية على أي شخص مريض
- الطلب من شركات التأمين تغطية الفحوصات الروتينية والرعاية الوقائية والفحوصات الدورية
- منع شركات التأمين وضع حد قسري على قدر التغطية التي يمكن أن يتلقاها الشخص في أي عام أو طوال حياته

كل هذا عظيم لكن أوباما سيفشل فشلا ذريعا وسوف تفلس جميع شركات التأمين إذا اقتصر برنامجه الإصلاحي على هذه المعالجة السطحية ولم يعالج المشكلة من جذورها ، فشركات التأمين ليست وحدها الطرف الجشع والذي يرفع من تكاليف العلاج الطبية ويجعلها ارقاما فلكية بل ليست هي المسؤولية عن ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية ومن التعسف بمكان ارضاء الجماهير والغوغاء بتقديمها كبش فداء وجعلها تتحمل مسؤولية تدني خدمات الرعاية الصحية بل وعدم قدرة الكثير من الأمريكيين على تأمين تكاليفها.

المسألة قبل كل شيء تبدأ من عيادة الطبيب والمستشفى الذي يفرض أرقاما خيالية على خدمات العلاج بدون حسيب أو رقيب واستنادا لمبدأ حرية السوق في بلد يوجد به نقص في أعداد الأطباء مثل أمريكا وهذه بدورها مشكلة سببها طبيعة نظام التعليم الذي يجعل القليلين فقط قادرين على دخول كليات الطب بسبب التكاليف الباهظة التي سيدفعها طالب كلية الطب والذي لا تدعمه الدولة بشيء.

ما معنى أن يطلب مستشفى أو طبيب عدة مئات أو حتى عشرات آلاف من الدولارات بسبب عملية لم تستغرق منه أكثر من ساعتين وما معنى أن يدفع نزيل المستشفى عن الليلة الواحدة عدة آلاف من الدولارات ومبالغ تفوق ما تتقاضاه أفخم الفنادق في العالم وكذلك الحال بالنسبة لشركات الأدوية الاحتكارية.

يجب تسعير الخدمات الطبية وجعلها في حدود المعقول ووضع حد أقصى لها حتى ينجح هذا البرنامج وكذلك الحال بالنسبة لأسعار الأدوية ويجب كذلك أن تقوم الدولة بتغطية القسم الأكبر من تكاليف طلاب كليات الطب بدلا من جعلهم يستدينون مئات آلاف الدولارات وتقضية 10 أو 15 سنة في سدادها ، بعبارة أخرى يجب تجاوز عن واحد من أهم ثوابت ومقدسات النظام الرأسمالي وهو ترك قوى العرض والطلب والمنافسة لتحدد سعر الذي يفترض أنه سعر التوازن كما تقول كتب الإقتصاد.

أما تحميل شركات التأمين وحدها مسؤولية فشل بل وعجز النظام الامريكي الصحي في تقديم الخدمات للمواطن العادي من ابناء الطبقة الوسطى من أجل التملق للناخب وتقديم كبش فداء فهو مثل الكذب الذي سرعان ما يتبدى أن حبله قصير لأن شركات التأمين ستفلس الواحدة تلو الأخرى وهو سلوك لا يختلف عما كانت تمارسه الانظمة الشيوعية والاشتراكية ضد الطبقة الرأسمالية عندما قامت بشيطنتها وتحميلها مسؤولية كل أزمات المجتمع قبل أن يكتشف جميع الاطراف لاحقا ان اقتصاديات الدول لا يمكن أبدا أن تستغني عن هذه الطبقة.

والأفضل من هذا وذاك أن يعتمد نظام الـ Public Insurance مثل كندا وفرنسا وبريطانيا وأن يصبح الطب مثل خدمة البريد والشرطة مسؤولية الدولة لأن الـ Private Insurance أثبت فشله لحد الآن